«العدوان» الأمريكي يضرب المنشآت النوويــة الإيرانية.. وترامب : حان الآن وقت السلام!
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
طهران - تل أبيب - واشنطن «وكالات»: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن منشآت التخصيب النووي في طهران «دُمّرت بالكامل» بعد سلسلة ضربات أمريكية أمس، في اليوم العاشر من الحرب بين إيران وإسرائيل، محذرا الجمهورية الإسلامية من المبادرة للرد. وقال الرئيس الأمريكي في خطاب مقتضب: «تمّ تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران بشكل تام وكامل.
وأضاف ترامب الذي كان محاطا بنائبه جاي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، «إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير».
وكان ترامب قد أعلن قبيل ذلك أن الولايات المتحدة نفذت هجوما «ناجحا جدا» على ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وقال ترامب عبر منصة «تروث سوشال»، إن «حمولة كاملة من القنابل» أسقطت على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض والتي تحتل موقعا مركزيا في البرنامج النووي الإيراني. أما الموقعان الآخران فهما نطنز، أشهر مواقع التخصيب، وأصفهان حيث مصنع لتحويل اليورانيوم.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية وقوع الهجمات على هذه المواقع النووية. وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات في محافظة قم مرتضى حيدري في تصريحات أوردتها وكالة تسنيم للأنباء «تعرض جزء من موقع فوردو النووي لهجوم جوي معادٍ».
وتعقيبا على الضربات الأمريكية غير المسبوقة التي طالت ثلاث منشآت رئيسية، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الهجوم ستكون له «تداعيات دائمة»، مؤكدا أن طهران تحتفظ «بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها».
وندد عراقجي بارتكاب الولايات المتحدة «انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومعاهدة حظر الانتشار النووي».
أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجمات الأمريكية «لن توقف» الأنشطة النووية الإيرانية.
وأعلنت الوكالة الذرية الدولية أنها لم تتلق أي بلاغ عن «ارتفاع في مستوى الإشعاعات» بعد الضربات الأمريكية. فيما أعلن مديرها العام رافايل جروسي عن عقد «اجتماع طارئ» اليوم.
كما أعلن المركز الوطني لنظام السلامة النووية الإيرانية، التابع لمنظمة الطاقة الذرية، أنه لم يرصد أي «علامات تلوث» في المواقع المستهدفة، مؤكدا عدم وجود «خطر» على السكان المقيمين حول المواقع المستهدفة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مصورة إن الهجوم الأمريكي الذي نفذ تم «بالتنسيق الكامل» مع إسرائيل.
وأضاف نتنياهو متوجها لترامب «قراركم الجريء باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بالقوة الهائلة للولايات المتحدة سيغيّر التاريخ».
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أمس أنّ الضربات غير المسبوقة التي نفذتها بلاده على منشآت نووية رئيسية في إيران، «دمّرت» برنامج طهران النووي، مؤكدا في الوقت ذاته أنّ هذا الهجوم لا يهدف إلى تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية.
وأدان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان «العدوان» الأمريكي، متهما واشنطن بالوقوف خلف الهجوم الذي بدأته إسرائيل ضد بلاده الأسبوع الماضي، فيما اعتبر وزير خارجيته عباس عراقجي أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل تجاوزتا «خطا أحمر».
وأكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند أنّ الضربات الأمريكية لم تسفر عن سقوط قتلى.
وفيما تكرّر هذا الإعلان على لسان وزير الدفاع الأمريكي، قال في مؤتمر صحفي في البنتاجون: إنّ العملية «لم تستهدف القوات الإيرانية ولا الشعب الإيراني».
وحثّ بيت هيغسيث قادة إيران على إيجاد مخرج من الصراع، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي «يسعى إلى السلام وعلى إيران سلوك هذا الطريق». وأوضح أنّ «هذه المهمة لم تكن تهدف إلى تغيير النظام».
واعتبر نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أن الضربات الأمريكية أخّرت «إلى حد كبير» قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، بينما أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أنّ الهجوم جعل العالم أكثر أمنا، مقللا من المخاوف من أنّه قد يُشعل نزاعا أوسع نطاقا.
وفي أعقاب الضربات الأمريكية، أفادت وكالة إرنا للأنباء عن إطلاق 40 صاروخا على إسرائيل، ما تسبّب في أضرار جسيمة وإصابة 23 شخصا بجروح، وفق خدمة الإسعاف الإسرائيلية.
وأطلقت طهران صباح أمس دفعتين من الصواريخ نحو إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 11 شخصا على الأقل ، بحسب خدمات الإسعاف، وإلحاق أضرار كبيرة في وسط إسرائيل.
وأُطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وسُمع دوي انفجارات قوية،
وعرضت قناة التلفزيون العامة الإسرائيلية مشاهد لأضرار واسعة في وسط البلاد بعد إطلاق إيران صواريخ على مناطق عدة في إسرائيل، ما أسفر بحسب هيئة الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 11 شخصا بجروح.
وتعرّضت ثلاث مناطق إسرائيلية بينها تل أبيب لقصف صاروخي أمس.
وفي حي رامات أفيف السكني بتل أبيب، خرج السكان من الملاجئ ليجدوا منازل ومباني مدمرة. وقال أفياد تشيرنيشوفسكي لوكالة فرانس برس «دُمر منزلنا بالكامل، ولم يبقَ شيء».
وعقب الهجوم الأمريكي، رفعت إسرائيل مستوى التأهب، وأعلن الجيش عن سلسلة جديدة من الضربات في إيران.
جاء ذلك فيما توعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة «تندم» ردا على الهجمات.
وفي جنوب غرب إيران، سُمع دوي انفجار «ضخم» في محافظة بوشهر حيث تقع محطة لإنتاج الطاقة النووية، بحسب ما أفادت صحيفة «شرق».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ موقعين حول مدينة بوشهر «تعرضا لهجوم من النظام الصهيوني».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية استهدفت «عشرات» المواقع في أنحاء إيران، من بينها للمرة الأولى موقع صواريخ بعيدة المدى في محافظة يَزد وسط إيران.
وقال الجيش في بيان إن «نحو 30 طائرة حربية ضربت عشرات الأهداف العسكرية في أنحاء إيران»، بينها «مركز قيادة صواريخ الإمام الحسين الاستراتيجي في مدينة يَزد حيث تم تخزين صواريخ خرمشهر البعيدة المدى».
وكانت وكالة تسنيم للأنباء أفادت بأن طائرات إسرائيلية «قصفت منشأتين لتخزين النفايات في منطقة يزد العسكرية، لكن (القصف) لم يتسبب بأضرار جسيمة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن طائراته الحربية استهدفت «عشرات» المواقع في أنحاء إيران، من بينها للمرة الأولى موقع صواريخ بعيدة المدى في محافظة يَزد وسط إيران.
وفي وقت سابق أمس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين إن إسرائيل لن توقف هجماتها ضد إيران رغم الضربات التي استهدفت مواقع نووية إيرانية والتي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه «تم تدميرها».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها «تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية».
وقال في بيان «في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى»، مضيفا «لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام».
ونددت روسيا بشدة بالضربات الأمريكية «غير المسؤولة» على مواقع نووية في إيران. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن «القرار غير المسؤول بشن ضربات بالصواريخ والقنابل على أراضي دولة ذات سيادة، أيا كانت الحجج المعروضة، هو انتهاك فاضح للقانون الدولي».
كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها «تندد بشدة» بالضربات الأمريكية على منشآت نووية في إيران معتبرة أنها تسهم في «تصعيد التوترات في الشرق الأوسط». وأوردت الوزارة في بيان أن «الصين تدعو جميع أطراف النزاع، ولا سيما إسرائيل، لوقف إطلاق النار في أقرب وقت».
وأعربت فرنسا عن قلقها بعد الضربات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية داعية «الأطراف إلى ضبط النفس» فيما دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى عقد اجتماع لمجلس الدفاع.
وقال وزير الخارجية جان نويل بارو في منشور على إكس إن «فرنسا أخذت علما بقلق بالضربات التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية الليلة الماضية على ثلاثة مواقع في برنامج إيران النووي». وأضاف أن فرنسا «لم تشارك في هذه الضربات ولا في التخطيط لها». من جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران «للعودة إلى طاولة المفاوضات» بشأن برنامجها النووي.
كما دعا المستشار الألماني فريدريش ميترس لعودة سريعة إلى المسار الدبلوماسي. معربا عن اعتقاد الحكومة الألمانية بأن «أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني تضررت جراء الضربات».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تفادي مزيد من التصعيد والعودة إلى المفاوضات بعد الضربات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن إيران «يجب ألا تمتلك أبدا القنبلة» النووية فيما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد كايا كالاس هذا الاحتمال «تهديدا للأمن القومي».
لكن المسؤولتين شددتا على أن الاتحاد الأوروبي متمسك بمسار الدبلوماسية في هذه اللحظة الحاسمة في الشرق الأوسط.
كما أعربت دول خليجية عن قلقها من الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، محذّرة من تداعياتها وداعية إلى خفض التصعيد. كذلك بالنسبة إلى تركيا التي حذرت من «التداعيات المحتملة» للضربات الأمريكية. وأدانت مصر «التصعيد المتسارع» في إيران.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، القصف الأمريكي، ووصفته بأنه «عدوان إجرامي». وقالت الحركة الفلسطينية في بيان «ندين هذا العدوان الإجرامي ونعتبره نموذجا صارخا لسياسة فرض الهيمنة عبر منطق القوة وعدوانا يقوم على قانون الغاب يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية»، منددة بـ«التصعيد الخطير».
كما أدان المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» في اليمن، «العدوان الأمريكي الغاشم الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية».
وقالت «أنصار الله» في بيان أن الهجوم يمثّل «عدوانا سافرا على دولة ذات سيادة ويمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية وتصعيدا خطيرا وتهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الضربات الأمریکیة على النوویة الإیرانیة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی وزیر الخارجیة نوویة إیرانیة مواقع نوویة فی محافظة فی إیران
إقرأ أيضاً:
كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية؟
(CNN)-- أدانت الصين الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وقالت إن هذه الخطوة "تفاقم من حدة التوترات في الشرق الأوسط".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان: "تدين الصين بشدة الهجوم الأمريكي على إيران وعلى المنشآت النووية التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذه الخطوة من جانب الولايات المتحدة تنتهك بشكل خطير مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتؤدي إلى تفاقم حدة التوترات في الشرق الأوسط".
وأضاف بيان الوزارة: "تدعو الصين أطراف النزاع، وخاصة إسرائيل، إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وضمان سلامة المدنيين، وبدء الحوار والمفاوضات. والصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتوحيد الجهود، وتحقيق العدالة، وبذل الجهود لاستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وكان الرئيس الصيني، شي جينبينغ أدان بشدة الهجمات الإسرائيلية على إيران في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، بحسب بيانين من الكرملين ووزارة الخارجية الصينية.
ورغم أن التصريحات لم تذكر الولايات المتحدة، فإن شي - في رسالة مبطنة إلى ترامب - أكد أن "القوى الكبرى" التي تتمتع بنفوذ خاص على أطراف الصراع يجب أن تعمل على "تهدئة الوضع، وليس العكس".
أمريكاإسرائيلإيرانالصينالبرنامج النووي الإيرانيالجيش الأمريكيالجيش الإسرائيليالحكومة الصينيةدونالد ترامبفلاديمير بوتيننشر الأحد، 22 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.