بـ غباء مطلق .. هكذا دخلت إسرائيل نادي الدول المنبوذة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
سرايا - “النصر المطلق”، كما يبدو، هو المعادل "الإسرائيلي" لـ “الكأس المقدسة” في أسطورة الملك آرثر. فنجان مفقود ومقدس ومسحور، قد يمنح من يعثر عليه قدراً كبيراً من القوة والثروة والكرامة والهيبة. في حالة "إسرائيل"، الكثير من أعضاء الكنيست الذليلين الذين سيثبتون مؤخراتهم بالكراسي.
الجميع يبحثون عنه: الجيش والحكومة، القوائم والأحزاب، اليمينيون والأكثر يمينية، متهمون ومشبوهون.
كان هذا في 8 تشرين الأول، غداة يوم أعمال الشغب في بلدات الغلاف (ربما بدأ مساء 7 تشرين الأول). هبت "إسرائيل" للحرب. ليس ضد رجال حماس الغزاة فحسب، بل الحرب الشاملة. المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الروبوت الببغاء، أعلن في ذلك اليوم عن “آلاف الجرحى في غزة… تمت مهاجمة 426 هدفاً، ونفقاً، وبنية تحتية عسكرية، و10 مبان إرهابية (كما جاء في المصدر) ذات عشرة طوابق” وإلخ من الضربات. وبدأ سلاح الجو في ذاك اليوم بالحاق الدمار والقتل ولم يتوقف عن العمل حتى الآن.
هكذا، في يوم ونصف، بدون ذرة من الإعداد والتخطيط، أو ذرة من فهم الهدف ومسار الخروج، انطلقت "إسرائيل" إلى حرب شعواء. بأوامر من عصارات المعدة وغدد الاحترام والأنا المثقبة والعورة التي كشفت. أي دولة عقلانية لم تكن لتنطلق نحو الحرب على هذا النحو. هكذا يخرجون لاحتفال “عليهم” منفلت العقال.
في 9 تشرين الأول، أعلن الوزير غالنت عن “حصار مطلق”، لا مياه ولا غذاء ولا كهرباء ولا دواء. كانت هي اللحظة التي فقدنا فيها “النصر المطلق”.
لو أظهرت "إسرائيل" قدراً ضئيلاً من العقل السليم، لسيطرت على غريزتها الثائرة، وتعلمت ضبط النفس من غولدا مئير بعد قتل الرياضيين في ميونيخ، ومن الرئيس الأمريكي بعد عمليات التوائم، وحتى من الإيرانيين الذين يردون باقتضاب “سنرد في الوقت والمكان المناسبين” بعد كل خدعة أو إحباط ترميه "إسرائيل" في وجههم.
لو تصرفت "إسرائيل" بهذا الشكل لوجدت نفسها في الموقف الذي تحبه، موقف الضحية، والمطارد، والمسكين، من أجل التغيير، ومن أجل درجة كبيرة من العدالة. العالم كله كان عندها سيتألم لألمها ويغرقها بالحب، ويدعوها إلى مسابقة الأورفيجين ويحترمها. وبقيت حماس بصورة الشر المطلق، و "إسرائيل" الخير المطلق.
لكن "إسرائيل" لم تتحلّ بالعقل السليم النشط. تغلبت غرائزها عليها مرة أخرى. كان من المهم أكثر أن تُغلب “الأنا” وتخفي الفشل وترضي الجمهور الغاضب بوجبة دسمة من الانتقام. لا يمكن أن ببنى “النصر المطلق” بهذا، إنما يبنون “العار”.
كلما ازداد ارتفاع جبل جثث الفلسطينيين وأكوام أنقاض بيوتهم، ارتفعت علامة العار وترسخت على جبين "إسرائيل".
وعندما وصلنا إلى عشرات آلاف الضحايا، نصفهم وأكثر من النساء والأطفال، انضمت "إسرائيل" بشرف إلى نادي الدول المنبوذة. وأصبحت هدفاً للغضب والمظاهرات والعقوبات في الدول التي من غير اللائق أن نشاهد بصحبتها.
“النصر المطلق” (في الحقيقة أي نصر) لم يعد بالإمكان الحلم به، ليس من قوة الشر، بل من عمق الغباء. وذروة القبح هي أن “دولة اليهود”، الدولة التي غضبت لسنوات على العالم المتوحش الذي صمت في حينه، في تلك الأيام السيئة، تطلب الآن وبصوت مرتفع من العالم الثرثار أن يصمت وألا يتدخل في عملنا.
القدس العربي
إقرأ أيضاً : حزب الله سيستخدم "أوراقه المستورة" في حال أساءت "تل أبيب" التقديرإقرأ أيضاً : الرئيس البرازيلي يرد على اتهامه بالحديث عن "المحرقة" لدى انتقاده "إسرائيل" بشأن غزةإقرأ أيضاً : واشنطن تمهل "إسرائيل" أسبوعين وتلّوح بوقف الأسلحة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال اليوم اليوم العمل الرئيس العالم جبل الدولة العالم العالم العالم اليوم الدولة الله العمل القدس الاحتلال الجميع جبل الرئيس النصر المطلق
إقرأ أيضاً:
الأونكتاد تحذر: نقص النحاس يهدد مستقبل الاقتصاد الأخضر والرقمي العالمي
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، الضوء على تقرير جديد صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) بعنوان: "تحديث التجارة العالمية - مايو 2025: التركيز على المعادن الحرجة – النحاس في الاقتصاد الأخضر والرقمي الجديد"، حيث أشار التقرير إلى أهمية النحاس كمعدن استراتيجي حيوي في دعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والرقمنة.
عاجل- رئيس الوزراء يكرم عددا من شركاء نجاح برنامج "تكافل وكرامة" عاجل- رئيس الوزراء يعلن رفع مخصصات "تكافل وكرامة" إلى 55 مليار جنيه الطلب على النحاس يرتفع 40% بحلول 2040أكد التقرير أن أي عجز محتمل في إمدادات النحاس قد يشكل تهديدًا مباشرًا على مسار التحول الأخضر والرقمي العالمي، خاصة في ظل التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على النحاس بنسبة تفوق 40% بحلول عام 2040، نتيجة الاعتماد المتزايد عليه في القطاعات الحيوية مثل:
تصنيع السيارات الكهربائيةإنتاج الألواح الشمسيةبناء مراكز البياناتإنشاء البنى التحتية للذكاء الاصطناعي5 دول فقط تملك أكثر من نصف احتياطي العالم من النحاسأوضح التقرير أن سلاسل توريد النحاس تواجه هشاشة شديدة، حيث تتركز أكثر من 50% من احتياطي النحاس في العالم في خمس دول فقط، هي: تشيلي، أستراليا، بيرو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وروسيا.
وتُضاعف هذه التركزات الجغرافية من المخاطر في ظل التوترات الجيوسياسية، وتراجع جودة الخامات، إضافة إلى طول الفترات الزمنية اللازمة لتطوير المناجم والتي قد تصل إلى 25 عامًا.
80 منجمًا جديدًا بتكلفة 250 مليار دولار لسد الفجوةأشار التقرير إلى أن سد الفجوة العالمية في إمدادات النحاس يتطلب استثمارات ضخمة بقيمة 250 مليار دولار لإنشاء 80 منجمًا جديدًا بحلول عام 2030، ما يستوجب:
تسريع إجراءات التصاريحاعتماد تقنيات تعدين حديثةتنويع مسارات التجارةتعزيز الشراكات التجاريةصياغة سياسات صناعية وتجارية ذكيةالدول النامية محصورة في مرحلة التصدير الخامأوضح التقرير أن معظم الدول النامية الغنية بالنحاس لا تزال عالقة في مرحلة تصدير المواد الخام دون التقدم إلى مراحل التصنيع والتكرير، وهو ما يحد من استفادتها الاقتصادية.
ولفت إلى أن الصين وحدها تستورد 60% من خامات النحاس العالمية، وتنتج أكثر من 45% من النحاس المكرر عالميًا، بينما تظل الدول المصدّرة الكبرى محصورة في مرحلة التعدين فقط.
توصيات لتوطين الصناعات التحويلية في الدول الناميةدعت الأونكتاد في تقريرها إلى ضرورة قيام الدول النامية بـ:
الاستثمار في البنية التحتيةتطوير القدرات البشرية والمهارات الفنيةإنشاء مناطق صناعية متخصصةتقديم حوافز ضريبية وتشجيع التصنيع المحليالتفاوض لخفض الرسوم الجمركية التصاعدية التي تعرقل تصدير المنتجات النهائية ذات القيمة المضافةإعادة التدوير: مورد استراتيجي بديلأشار التقرير إلى أن إعادة تدوير النحاس باتت تمثل موردًا استراتيجيًا مهمًا، خاصة للدول التي تعاني من بطء في الإنتاج الأولي.
وتشكل الخردة المعدنية نحو 20% من إجمالي المعروض العالمي من النحاس المكرر، حيث تم إعادة تدوير نحو 4.5 ملايين طن في عام 2023.
وبرزت دول مثل الولايات المتحدة، وألمانيا، واليابان كمصدّرين رئيسيين للخردة، فيما تصدرت الصين، وكندا، وكوريا الجنوبية قائمة المستوردين.
الأونكتاد: العالم يدخل عصر النحاس وسط تحديات التنسيق العالمياختتم التقرير بالتأكيد على أن العالم قد دخل بالفعل "عصر النحاس"، إلا أن غياب التنسيق في السياسات التجارية والاستثمارية العالمية قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط على الإمدادات، ويحرم الدول النامية من الاستفادة من فرصتها الاستراتيجية في هذا التحول التاريخي نحو اقتصاد أخضر ورقمي.