صحف السعودية.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة بغزة.. وولي العد يستقبل زيلينسكي.. ورفح تتحول لزنزانة.. وداخلية الرياض تعلن إعدام 7 بجريمة الخيانة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
حرب غزة تؤثر بوضوح على بايدن في انتخابات ميشيغان
مهلة أميركية لإسرائيل لتقديم ضمانات مكتوبة بشأن «القانون الدولي» في غزةاحتياطيات مؤكدة في الجافورة بـ15 تريليون قدم مكعبة غازاً خاماً وملياري برميل مكثّفات
- وزير المالية يرأس وفد المملكة في الاجتماع الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين تحت الرئاسة البرازيليةالنيابة المصرية تشكل لجنة لحصر خسائر حريق منتجع سياحي ببورسعيد
تناولت الصحف السعودية المأساة المستمرة التي يعيشها الصامدون في غزة تحت تأثير الجوع والمرض ونفاذ الطعام والماء والدواء، علاوة على موضوعات أخرى.
وضعت صحيفة الشرق الأوسط في صدر عناوينها الرئيسية عنوان المجاعة في غزة، حيث حذر مسؤولان بارزان في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي من أن آلاف المدنيين في قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعاً.
وقال راميش راجاسينجهام، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لمجلس الأمن، الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أو ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وأضاف أن واحداً من كل 6 أطفال دون سن الثانية في شمال غزة «يعاني من سوء التغذية الحاد» في حين أن جميع سكان القطاع تقريباً يعتمدون على المساعدات الغذائية الإنسانية غير الكافية على الإطلاق للبقاء على قيد الحياة».
في غضون ذلك، تواجه الأمم المتحدة مشكلات كبيرة في إدخال إمدادات المساعدات إلى قطاع غزة؛ حيث يقيم 7.1 مليون شخص من أصل 2.2 مليون شخص في ملاجئ الطوارئ، وفقاً لأرقام المنظمة الدولية.
وقال نائب مدير «برنامج الأغذية العالمي» كارل سكاو: «تشهد غزة أسوأ مستوى من سوء تغذية الأطفال في أي مكان في العالم»، مضيفاً أنه «إذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة وشيكة في شمال غزة».
وأضاف سكاو: «تبقى الحقيقة أنه من دون وصول آمن وواسع النطاق إلى حد كبير، لا يمكن لعمال الإغاثة القيام بعملية إغاثة على النطاق المطلوب لمواجهة الأزمة الإنسانية الحادة التي تعصف بغزة الآن».
وعلى الرغم من المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، يمضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدماً في هجوم بري في قطاع غزة، ويضع قيوداً على المساعدات الإنسانية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن هجوماً محتملاً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة يمكن أن تكون له عواقب مدمرة.
وهناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من القصف والهجمات في شمال قطاع غزة مكدسون الآن في رفح، في مساحة محدودة للغاية.
وفي السعودية، أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، حرص بلاده ودعمها لكل المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية - الروسية، والوصول إلى السلام، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
جاء ذلك خلال استقباله في الرياض، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث جرى استعراض أوجه العلاقات بين البلدين، وبحث آخر المستجدات وتطورات الأزمة. بينما ثمّن الرئيس الأوكراني الجهود التي تبذلها السعودية بشأن الأزمة.
وقال زيلينسكي إن بلاده تعتمد على الدعم السعودي النشط والمستمر للوصول إلى صيغة للسلام، مشيراً إلى الاقتراب من قمة السلام الأولى التي كانت ثمرة لاجتماعات المستشارين في مدينة جدة، العام الماضي، على حد قوله.
وحول تأثير حرب الاحتلال على غزة أوردت الصحيفة، فاز الرئيس الأميركي جو بايدن بسهولة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي، في ولاية ميشيغان، أمس (الثلاثاء)؛ لكن التصويت الاحتجاجي للديمقراطيين الغاضبين من دعمه للحرب الإسرائيلية على حركة «حماس» في قطاع غزة فاق توقعات المنظمين.
كما فاز دونالد ترمب بالانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في الولاية بفارق كبير، ليعزز قبضته على ترشيح الحزب للبيت الأبيض، بينما جاءت نيكي هيلي، آخر منافسيه المتبقين، في المركز الثاني بفارق كبير.
وفي ميشيغان؛ حيث يعيش عدد كبير من الأميركيين العرب، صدرت دعوات للناخبين الديمقراطيين بوضع علامة «غير ملتزم» في بطاقات الاقتراع، احتجاجاً على سياسة بايدن تجاه غزة.
وأوردت الصحيفة، أمهلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إسرائيل، حتى منتصف مارس (آذار) للتوقيع على خطاب يقدم ضمانات بأنها ستلتزم بالقانون الدولي، خلال استخدام الأسلحة الأميركية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حسبما قال 3 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لموقع «أكسيوس» الأميركي.
وأصبحت الضمانات الآن شرطاً بموجب مذكرة أصدرها الرئيس بايدن في وقت سابق من هذا الشهر. وفي حين أن السياسة الجديدة لا تستهدف إسرائيل بالتحديد، فإنها جاءت بعد أن أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن قلقهم إزاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وإذا لم يتم تقديم الضمانات بحلول الموعد النهائي، فسيتم إيقاف عمليات نقل الأسلحة الأميركية إلى البلاد مؤقتاً، حسب «أكسيوس».
من جانبها، قالت صحيفة الرياض، تمكّنت أرامكو السعودية من إضافة كميات كبيرة إلى احتياطيات الغاز والمكثّفات المؤكدة في حقل الجافورة غير التقليدي في المملكة.
وحجزت الشركة 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام وملياري برميل من المكثّفات كاحتياطيات مؤكدة في الجافورة.
وتُظهر التقديرات الآن أن الجافورة يحتوي على موارد إجمالية تبلغ 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، إلى جانب ما يُقدر بـ 75 مليار برميل من المكثّفات.
وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر: «تمكنت أرامكو السعودية من تحقيق هذا الإنجاز الذي يعزز الثروة الهيدروكربونية في المملكة ويدعم الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الذي يُعد موردًا مهمًا وحيويًا للطاقة والصناعات الكيميائية".
واعتبرت صحيفة الرياض تحت عنوان زنزانة رفح (الفلسطينية) اتهم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الجيش الإسرائيلي، بمنع تحرك قافلة كانت تعمل على إجلاء 24 مريضا من خان يونس في غزة لسبع ساعات.
وأفاد بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، بأنه جرى إيقاف القافلة مباشرة بعد مغادرة مستشفى الأمل في المدينة في جنوب غزة يوم الأحد.
وقالت أوتشا "أجبر الجيش الإسرائيلي المرضى والعاملين على الخروج من سيارات الإسعاف وجرد كل المسعفين من ملابسهم".
وأضاف البيان "ثم جرى احتجاز ثلاثة من مسعفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، رغم أنه تم مشاركة بياناتهم الشخصية مع القوات الإسرائيلية مسبقا، بينما ظلت بقية القافلة في مكانها لأكثر من سبع ساعات".
وكان من بين المرضى امرأة حامل وأم لطفل حديث الولادة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في التقرير.
وحول العدوان فبعد 146 يوماً من الجرائم استشهد وأصيب عشرات المواطنين، في عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة لليوم.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة عكاظ، أنه قد أصدرت وزارة الداخلية السعودية بياناً بشأن تنفيذ حكم القتل (الإعدام) في عدد من الأشخاص، وذلك لإقدامهم على ارتكاب أفعال مجرمة تنطوي على خيانة وطنهم وتهديد استقراره وتعريض أمنه للخطر، من خلال تبني منهج إرهابي يستبيح الدماء، وإنشاء وتمويل تنظيمات وكيانات إرهابية، والتخابر والتعامل معها بهدف الإخلال بأمن المجتمع واستقراره، وتعريض وحدته الوطنية للخطر.
وأوردت صحيفة عكاظ، يرأس وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، وفد المملكة المشارك في الاجتماع الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين تحت الرئاسة البرازيلية، الذي سيقام يومي الأربعاء والخميس 18 – 19 شعبان 1445هـ الموافق 28 – 29 فبراير 2024م، في مدينة ساو باولو بالبرازيل.
ويضم الوفد السعودي محافظ البنك المركزي السعودي (ساما) الأستاذ أيمن بن محمد السياري، وعدداً من المسؤولين في وزارة المالية والبنك المركزي السعودي.
وسيعقد الاجتماع بحضور وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من دول المجموعة، وعدد من ممثلي الدول المدعوة، ورؤساء المنظمات المالية الدولية والإقليمية بهدف مناقشة عدد من الموضوعات الاقتصادية المهمة أبرزها: تطورات وآفاق الاقتصاد العالمي، الاستقرار المالي، الضرائب الدولية، تمويل التنمية المستدامة، الهيكل المالي العالمي.
أخيرًا من عكاظ، كشفت المعاينة الأولية لنيابة محافظة بورسعيد «شمال القاهرة» بنشوب حريق هائل صباح أمس «الثلاثاء» في إحدى القرى السياحية بنطاق حي الشرق بمحافظة بورسعيد، والتهمت النيران فيلا بالقرية و3 كافتريات على شاطئ البحر، كما التهمت النيران عدداً من المحلات التجارية، وأمرت النيابة بتوجيه لجنة هندسية لمراجعة كافة إجراءات الأمان بالقرية، وطلبت النيابة من خبراء المعمل الجنائي تحديد أسباب الحريق وبدايته ونهايته.
كما أمرت النيابة بتشكيل لجنة فنية لتحديد قيمة الخسائر المالية التي أسفر عنها الحريق، وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة، وأظهرت المعاينة التي أجرتها نيابة بورسعيد أن«ماس كهربائي» ربما يكون وراء الحادث، ورجحت التحريات أن شرارة النار ظهرت في أحد المحلات التجارية، وبعدها وصلت إلى المطعم الرئيس المجاور للمحل التجاري، وسرعان ما تصاعدت إلى أماكن أخرى داخل القرية، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا بمحيط موقع الحريق.
الجدير بالذكر أن القرية تطل مباشرة على كورنيش شاطئ البحر، وانقذت العناية الإلهية حدوث كارثة مروعة إثر اشتعال حريق هائل، وتم إخلاء جميع النزلاء بالقرية، ورفعت المحافظة حالة الطوارئ بعد تصاعد الأدخنة، ما أصاب المناطق المجاورة بحالة من الهلع، فيما تمكنت 6 سيارات من إدارة الحماية المدنية من إخماد الحريق والسيطرة عليه لمنع امتداد النيران لفيلات أخرى أو المحلات التجارية التي تقع بجانب القرية السياحية، حيث تم تبريد الحريق لضمان عدم اشتعال النيران أو تصاعد أدخنة قد تؤثر على صحة وسلامة المواطنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أهم الأخبار العالمية حرب غزة بايدن مهلة أميركية الجافورة النيابة المصرية الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
صنعاء- قلصت الأمم المتحدة خططها لتقديم الدعم الإنساني في اليمن خلال السنوات الأخيرة، كما تضاءل حجم الدعم الذي يقدمه المانحون الدوليون لهذا البلد بشكل كبير، خاصة خلال العامين الماضيين، الأمر الذي يهدد بعواقب جسيمة قد يتعرض لها السكان الأكثر ضعفاً في البلاد.
ويأتي ذلك رغم استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لملايين اليمنيين.
وبعد أن كان حجم خطط الأمم المتحدة السنوية يتجاوز 4 مليارات دولار عام 2019 لتقديم الدعم لأكثر من 21 مليون شخص من أصل أكثر من 24 مليونا هم بحاجة للحصول على المساعدات، وضعت الخطة الأممية للعام الحالي في هدفها تقديم الدعم لـ10.5 ملايين شخص، بموازنة 2.5 مليار دولار. لكنها حتى منتصف العام، لم تتلق سوى 10.7 ملايين دولار من التمويل المطلوب من المانحين الدوليين.
وقال مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن التراجع الكبير في التمويل أجبر المنظمة على صياغة خطة طارئة تركّز على الأولويات القصوى من أجل مواصلة إنقاذ الأرواح.
وأضاف المكتب في إجابة عن أسئلة من الجزيرة نت أن الخطة المعدّلة تدعو لتوفير مبلغ 1.4 مليار دولار للوصول إلى 8.8 ملايين شخص من الفئات الأشد ضعفًا، مقارنة بالخطة الأصلية التي استهدفت 11.2 مليون شخص بتمويل قدره 2.4 مليار دولار.
قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون من جوع حاد، وهو ما يقارب نصف سكان البلاد، مشيرة إلى أن سوء التغذية يؤثر على 1.3 مليون حامل ومرضعة، إضافة إلى 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة.
وأضافت مسويا في إحاطة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في اليمن الشهر الجاري أنه "من دون دعم إنساني مستدام، قد ينتهي الأمر بنحو 6 ملايين شخص آخرين إلى مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي".
إعلانوكانت 116 وكالة بالأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية ومحلية يمنية قالت -في بيان مشترك أصدرته في مايو/أيار الماضي- إن اليمنيين يواجهون "ما يمكن أن يكون أصعب عام بالنسبة لهم حتى الآن".
وقد انعكس استمرار الانقسام النقدي والتدهور الاقتصادي في اليمن على الوضع المعيشي لملايين الأشخاص الذين تأثروا بشكل مباشر بفقدان العملة المحلية في مناطق سيطرة الحكومة لأكثر من نصف قيمتها خلال عامين ونصف العام، مما أدى لارتفاع أسعار السلع ومشتقات الوقود، إذ زادت تكلفة سلة الغذاء بنسبة 33% خلال عام.
نقص المساعداتومع استمرار تخفيضات المانحين رغم تقليص الأمم المتحدة خطتها الطارئة في اليمن للعام الحالي، تحذر المنظمة الدولية من أنه إذا لم تلب المتطلبات التمويلية العاجلة فستدهور حالة الأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن، وسيعاني ما يقرب من 6 ملايين شخص إضافي من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، كما سيفقد حوالي 400 ألف من صغار المزارعين الضعفاء مصدرهم الرئيسي للغذاء والدخل على الفور.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن جزءًا كبيرًا من النظام الصحي في اليمن سيقترب من الانهيار من دون التمويل اللازم، وسيتوقف 771 مرفقًا صحيًا عن العمل، مما يعني أن 6.9 ملايين شخص لن يتلقوا خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية المنقذة للحياة، كما ستتعرض القدرة على الاستجابة لمنع تفشي الأمراض والأزمات البيئية لعراقيل صعبة، مما يؤدي إلى زيادة الأمراض والوفيات التي يمكن تجنبها.
وبدأت تأثيرات نقص تقديم المساعدات تظهر جليًا، وقال تقرير صادر عن 6 وكالات أممية ودولية إن أكثر من 88 ألف طفل دون سن الخامسة دخلوا المستشفيات نتيجة سوء التغذية الحاد الوخيم، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى أبريل/نيسان من العام الجاري.
ويرى مدير مركز قرار للدراسات الإنسانية سليم خالد أن الأزمة الإنسانية في اليمن تُعد واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً من حيث الحجم والمدة والتحديات التشغيلية، مشيراً إلى أن العملية الإنسانية تواجه تأثيرات مختلفة ومركبة على مستوى جميع القطاعات الرسمية والأهلية مع تراجع التمويل الدولي.
وقال خالد -في حديث للجزيرة نت- إن عدداً من المنظمات المحلية التي تعتمد على الشراكات والتمويل من المنظمات الدولية أغلقت أبوابها بسبب تراجع التمويل، مما يمثل ضربة قاسية للقدرة المحلية على الاستجابة للاحتياجات، ويقلل من الوصول إلى المناطق المتضررة.
وأشار مدير مركز قرار إلى أن التدخلات الإنسانية التي لا تشرف عليها وكالات الأمم المتحدة ليست أحسن حالاً، فقد شهدت كثير من المنظمات المحلية تقليصاً كبيراً في مشاريعها بسبب تراجع التمويلات القادمة من الجاليات اليمنية في الخارج أو من الهيئات الخيرية والإغاثية العربية.
ويتضح من خلال بيانات الأمم المتحدة أن نسبة تمويل العمليات الإنسانية في اليمن كانت مرتفعة خلال الأعوام الماضية التي كانت تشهد ذروة المعارك، إذ حصلت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 على تمويل مرتفع بنسبة تقترب من 87% من أصل نحو 4.2 مليارات دولار طلبتها الأمم المتحدة.
إعلانوقال مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن للجزيرة نت إن أبرز عوامل نقص التمويل قرار بعض الجهات المانحة الرئيسية، بما في ذلك قرار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيه آي دي" (USAID) تعليق أو تقليص تمويلها، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، إلى جانب تعدد الأزمات الإنسانية بأماكن أخرى مثل أوكرانيا وجنوب السودان وغزة.
وكانت الولايات المتحدة مانحاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في اليمن خلال السنوات الماضية، إذ قدمت بمفردها نصف قيمة التمويل الذي حصلت عليها خطة الأمم المتحدة عام 2024، عبر برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب -فور توليه المنصب مجددا في يناير/كانون الثاني الماضي- بإيقاف المساعدات الخارجية للوكالة الأميركية، الأمر الذي حرم اليمن من جزء من المساعدات.
وحسب بيانات المكتب الأممي الإنساني باليمن بين عامي 2021 و2024، ذهبت أكثر من نصف نفقات خطط الاستجابة الإنسانية تلك الفترة على توفير الغذاء الآمن والمنقذ لحياة الأسر الأكثر ضعفاً، بمتوسط بلغ 54% من إجمالي المساعدات.
وأنفقت الأمم المتحدة -خلال الأعوام الأربعة الماضية- ما نسبته أكثر من 10% من خططها لتقديم التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والحوامل والمرضعات، بينما خصصت نحو 9% من مساعداتها لصالح القطاع الصحي الذي تأثر بشكل كبير بسبب عقد من الصراع في البلاد.
وقد تفرقت المساعدات الأخرى لقطاعات أخرى مثل التعليم والنازحين وتقديم المأوى والمواد غير الغذائية، وآليات الاستجابة السريعة، والخدمات لصالح اللاجئين والمهاجرين، وكذلك المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية.
ودفعت تخفيضات المانحين منظمة اليونيسيف لإيقاف مشروع التحويلات النقدية الطارئة، والذي استفادت منه أكثر من مليون و400 ألف أسرة يمنية خلال الفترة من 2017 وحتى أواخر 2024، بعد 19 دورة صرف.
وقال مسؤول الإعلام بمكتب اليونيسيف في اليمن كمال الوزيزة للجزيرة نت إن هناك مشروعاً آخر يجري الإعداد له حالياً يستهدف تقديم الدعم لنحو 500 ألف أسرة من الأسر الأشد فقراً، مشيراً إلى أن المشروع الجديد سيشمل جميع المديريات في اليمن.