28 فبراير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
عبد المهدي الخفاجي
إنّ مفهوم التقوى, وإن كان حاضراً في ثقافة المسلمين بصورة عامة, إلاّ أنَ استخدامه بــدا شائعــاً فـــي الجانب العبادي بصورة غالبة, حتى وصف المتعبد بـ (التقي)..
في حين غاب هذا الوصف عن التاجر المتشرع، أو العالم المبدع المتقرب إلى الله تعالى في منجزه، والعامل المخلص في عمله, وغيرهم كثير.
وأبتعد أكثر عن المتصدين للعمل السياسي، تحت ضغط الإعلام الأصفر، الذي صور كل متصدي للعمل السياسي، فاسد دنيوي، يبحث عن مصالحه.
وهذا وإن كان صحيحاً في بعض منهم إلاّ أنه غيرُ ممتنع عند باقي طبقات المجتمع، كما هو معلوم، فالطبقة السياسية كحال باقي الطبقات تحوي الصالح والطالح.
وحقيقة التقوى تكون تارةً في العبادات كما هو الشائع, وتارةً في المعاملات, وأخرى في العلاقات, ومن ذلك التقوى في العمل السياسي ( التقوى السياسية ) وهي أهم مصاديق التقوى؛ كونها تلامس وجدان السياسي المهيمن، على رقاب الرعية، من خلال هيمنته السياسية, وهذا إذا مافقد التقوى, فُقدت الناس كرامتها, وعزتها, بل وحياتها. وإذا ما اتصف به (التقوى السياسية ) عاشت الأمة عيشة رغيدة, وعزاً مستداماً, وكرامة تشرئب لها الأعناق.
فالتحديات التي تواجه المتصدين للعمل السياسي، تفوق غيرهم, فهم يعيشون في الغالب في جو التكالب، على الدنيا, والشعار عند أغلبهم (الغاية تبرر الوسيلة), والمختلفين معه يكيدون المكائد, ويبحثون عن كل زلة للنيل منه وازاحته, والمؤتلفين معه يبحثون عن مكاسب, وإذا مامنحوا استشعروا الغلبة, دون التفات إلى أنَ التقوى السياسية حاكمة عليهم, وهي ذات التقوى، التي جعلت أمير المؤمنين -عليه السلام- يسكت عن حقه, وذاتها جعلت الحسن – عليه السلام- يتنازل عن الحكم لمعاوية, وهكذا هي سيرة المصلحين.
والوقوف بوجه التقي السياسي هدم للمشروع السياسي, وتعريض الدولة للخطر, وفقدان للحكمة, خاصة إذا مانادى المقربون بالغنائم, وجعلوا تركها خسارة وهزائم, لذا تكون حياة السياسي المتقي لربه, المتصدي للعمل السياسي في صراع دائم, صراع خارجي مع أعدائه, وآخر داخلي من مناوئيه، بل وحتى مع مريديه غير المدركين لتوجهاته الإصلاحية، وآخر نفسي في صراعها بين مكتسبات الدنيا ووعود الآخرة, وآخر في تحديد نوع التكليف, وآخر في إقناع مريديه ومحبيه بمشروعه، وآخر في تهدئة المنتظرين للغنائم, وغيره كثير .
لذا يرى السيد الإمام الخميني ( قدس سره الشريف) بإن أصحاب التقوى السياسية ذوو كرامة، وفاقديها ساقطين في نظر الله تعالى، وعندما تحكم التقوى الشعب فسيكون عزيزاً، وكريماً.
ولاشك إذا ما تفحصنا المشهد السياسي العراقي بالبصيرة ( قوة القلب المدركة ) دون أحكام مسبقة، وابتعدنا عن القيل والقال سيتضح لنا أنها ( التقوى السياسية ) لم تغب عن واقعنا الحالي. ففيه من إذا قال صدق, واذا وعد أوفى. (فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: للعمل السیاسی
إقرأ أيضاً:
برنامج لقياس أداء أعمال «الشارقة للعمل التطوعي»
الشارقة: «الخليج»
عقد مجلس أمناء جائزة الشارقة للعمل التطوعي اجتماعه الدوري برئاسة أحمد إبراهيم الميل، رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية، رئيس مجلس أمناء الجائزة، لمناقشة عدد من المحاور الرئيسية التي تهدف إلى تطويرها وتعزيز أثرها المجتمعي.
واعتمد المجلس برنامج المؤشرات الجديد لقياس أداء أعمال الجائزة ومخرجاتها، والذي يتضمن 80 مؤشراً دقيقاً، كما اطلع على إيرادات ريع الأوقاف المخصصة لدعم أنشطة الجائزة وبرامجها المختلفة، مع التركيز على استثمار هذه الموارد بشكل مستدام بما يعزز استمرارية دورها الريادي.
كما ناقش المجلس أبرز إنجازات الجائزة وتطوراتها، مستعرضاً خطة التحول الرقمي، التي تهدف إلى تسهيل الإجراءات لتعزيز الجهود المستقبلية لدعم العمل التطوعي.
وعبّر أحمد الميل، عن تقديره للدعم السخي والتوجيهات السديدة التي تتلقاها الجائزة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والمتابعة الحكيمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب الحاكم. بدوره، أكد الدكتور جاسم الحمادي، أمين عام الجائزة، العمل باستمرار لترسيخ ثقافة التطوع في مختلف القطاعات، وأوضح أن اعتماد برنامج إلكتروني لقياس الأداء يعزز الشفافية وجودة المخرجات، ما يساهم في ترسيخ دور الجائزة كجهة ملهمة للتميز.
فيما أوضحت فاطمة موسى البلوشي، المدير التنفيذي للجائزة، أن الاجتماع استعرض كذلك نتائج أعمال الجائزة لعام 2024، مسلطاً الضوء على أبرز إنجازاتها وتطوراتها، حيث إنه تم تنظيم 21 دورة خلال 22 عاماً، وتكريم 1259 فائزاً ضمن مختلف الفئات.