"روح يامكاوي ارجع البيت"، كانت آخر الكلمات التي رددها الشاب حامد أسامة حامد مكاوي، 18 عامًا الطالب بالصف الثالث الثانوي، قبل مصرعه على يد طفلين وشاب في مشاجرة أمام مدرسة الأورمان في كرداسة شمال محافظة الجيزة.

وشاهد الطفل الصغير “مكاوي” شقيقه الأكبر وهو يقتل أمام عينه على يد طفلين وشاب وهما عبدالله محمد 14 عامًا، ومحمد مصطفى 14 عامًا، وعمر أحمد عامر 27 عامًا "هارب".

كانت عقارب الساعة الواحدة ظهر يوم الاثنين، أمام مدرسة بمركز كرداسة، المشهد الأخير لحياة الطالب المحبوب لدى الجميع، الذي ذهب للمتهم "عبدالله" بعدما جاء شقيقه الصغير مُعتدى عليه بالضرب والسب والقذف، لم يكتف بذلك بل قام بتقطيع شنطته قبل الواقعة بيومين، ذهب لمعاتبته، الأمر الذي رفضه المتهم، وقرر الشجار معه وبرفقته نجل عمه (عمر) هارب، و(محمد) صديقه، وخطط لذلك، حيث أمسك المتهم الهارب أيدي الضحية بقوة من الخلف حتى يستطيع المتهم "عبدالله" ضربه، بمساعدة المتهم الثالث، وبيد قاسية استل المتهم الأول سلاحه الأبيض (مطواة) وسدد له طعنة نافذة في القلب، حتى سقط أمام مرأى ومسمع الأهالي، الذين حاولوا إنقاذه بنقله للمستشفى في حالة خطر، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وتم القبض على اثنين من المتهمين، وفر المتهم الثالث هاربًا.

انتقلت محررة "الفجر" لمنزل الطالب "حامد أسامة" بعد مقتله على يد طفلين مراهقين خلال مشاجرة أمام مدرسة في كرداسة.

أسرة طالب ضحية القتل على يد طفلين: "بيدافع عن أخوه"

"يتيم الأب"، يجلس العم وجد الشاب "حامد أسامة حامد مكاوي" 18 عامًا، الطالب بالصف الثالث الثانوي، يمسكان بصورته وتنهمر من أعينهما الدموع، مرددين: "راح في غمضة عين، في عز شبابه، كان بيدافع عن أخوه الصغير، وطعن بمطواة على يد طفلين "عبدالله محمد، محمد مصطفى" 14 عامًا، خلال مشاجرة في أمام إحدى المدارس في كرداسة".

أسرة طالب كرداسةجدة الضحية: يوم الواقعة كان رايح شغله

والتقطت الحديث جدة الطالب، قائلة والدموع تنهمر من غيونها: "حامد دا أنا مربياه هو وأخواته من بعد وفاة والده من 13 سنة، كان طيب ومش بتاع مشاكل، كان دايمًا يقولي حاضر ياجدتي وعلطول بيسمع كلام جده، وبيأخد باله من أخواته"، مشيرة إلى أنها ودعته يوم الواقعة نحو الساعة 10 ونصف الصبح، كان رايح شغله، لأنه بيشتغل مع الدراسة".

الطالب حامد ضحية الطفلان والشابقبل الواقعة المتهم قطع الشنطة لأخو الضحية

وأكدت جدة الضحية، خلال حديثها، أن المشاجرة بين "مكاوي"، شقيق الضحية، والمتهم "عبدالله"، بدأت يوم الخميس، حيث هاجم المتهم ابننا (مكاوي)، وأمسك بشنطته أثناء تواجدهما في المدرسة، وقام بتمزيقها، ثم ذهب لإدارة المدرسة، واتهم ابننا بالاعتداء عليه في البداية، مما دفعه للاعتداء عليه وتمزيق الشنطة، وبعد ذلك قامت المدرسة بدعوة ولي الأمر.

أسرة طالب كرداسة: زميله ضرب وسبه فراح يبكي لأخيه

"راح يبكي عايز حامد"، بتلك الكلمات بدأت المأساة بعد الواقعة الأولى بيومين، يقول عم الطالب في حديثه إلى "الفجر"، إن شقيق الضحية الأصغر ويدعى "مكاوي" 14 عامًا، عقب خروجه من المدرسة في حدود الساعة 1 ظهر يوم الاثنين، تعدى عليه أحد زملائه ويدعى "عبدالله" 14 عامًا، بالضرب والسب والقذف، نتيجة مشاجرة بينهما، على إثرها بكى الطفل من هول الموقف.

شقيق الضحية:عايز أخويا حامد

لم يجد طريقًا غير أنه يذهب لأحد أصدقاء الضحية ويدعى "أحمد" يعمل بأحد المحال المجاورة لموقع المدرسة، فور دخوله للمحل، "مالك يامكاوي.. حصل إيه.. بتعيط ليه.. مين ضربك"، ليرد الطفل والدموع تنهمر من عيونه: "اتصلي بأخويا حامد.. أنا عايزة"، وبالفعل هاتف الصديق الضحية: "تعال ياحامد أخوك عندي، وجه من المدرسة بيعيط"، ليهرول الضحية للمشهد الأخير من حياته.

الضحية راح يعاتب المتهم لضربه شقيقه

كان مشهد قتل الطالب "حامد" أمام مرأى ومسمع أهالي مركز كرداسة، يتابع العم حديثه إلى "الفجر"، قائلا: "ذهب ابن أخويا لقضاه.. خد أخوه الصغير وراح لزميله المتهم لمعاتبته ويفهم ايه اللي حصل، وقت ماكان بيتكلم معاه، راح المتهم جاب صاحبه ( محمد المتهم الثاني)، وبدأوا يتعدوا عليه بالضرب".

عمر أحد المتهمين (هارب)المتهم خلى أصحابه يكتفوا الضحية

"المتهم خلى صاحبه يمسك حامد من ايديه ويكتفها لورا، وهو ضربه".. يصف العم ما حدث لنجل شقيقه، حينها كان المتهم ممسك (بمطواة) في يديه وكان برفقته نجل عمه ويدعى "عمر" لمساعدته في تقييد يد الضحية، وبيد قاسية، طعنة في قلبه" على الفور  سقط الضحية على الأرض، غارقًا في دمائه، وهرب المتهمين من مسرح الجريمة، حتى تم القبض عليهم.

الطالب الضحيةربينا الضحية وأخواته بعد وفاة والدهم

يتنهد العم ويستكمل حديثه إلى "الفجر"، (حامد) كان ابني، ولم يكن ابن أخويا، والده توفى منذ سنوات، وترك 3 أطفال أكبرهم (حامد)، قائلًا،"عاشوا معانا برفقة جدهم وجدتهم، كانوا بيندهوا على جدتهم  بأمهم، حامد كل الناس بتحبه، كان طالب شاطر ومتفوق..ربنا يرحمه وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي ضيع فرحتنا منا".

يطالبون بالقصاص

وطالبت أسرة الطالب "حامد" في ختام حديثهم، مطالبين بالقصاص العادل من هؤلاء الأطفال المراهقين، مشيرين، "إزاي أطفال في العمر دا، وأهاليهم سايبنهم في الشارع بالمطاوي، فين التربية".

شاهد عيان لـ "الفجر" يكشف مفاجآت في مقتل طالب كرداسة: المتهم ضرب أخوه الصغير وراح يعاتبه ضربوا أخوه.. تفاصيل التحقيق مع طفلان بقتل شاب بمطواة في كرداسة كواليس الواقعة وحبس المتهمين

أمرت نيابة شمال الجيزة، بحبس طفلان، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بقتل شاب ويدعى "حامد أسامة" بطعنة نافذة في القلب خلال مشاجرة في كرداسة.

التحقيق مع المتهمين

تباشر نيابة شمال الجيزة، التحقيق في مقتل شاب ويدعى "حامد أسامة "18 عامًا، على يد اثنين متهمين وهما "عبدالله.م، محمد.م" 14 عامًا، خلال مشاجرة بمحيط إحدى المدارس بطعنة نافذة  في كرداسة.

ضربوا أخوه الصغير

وافادت التحقيقات، أن المشاجرة حدثت بين شقيق المتهم "عبدالله"، وبين المجني عليه وشقيقه الأصغر، لقيام شقيق المتهم بالتعدي على شقيق الضحية، على اثرها استعان بشقيقه الأكبر للدفاع عنه، خلالها امسك المتهم وآخر بالضحية، وتعديا عليه بالضرب، وطعنوه "بمطواة" في قلبه، مما أسفر عن وفاته في الحال.

لهو أطفال

وكشفت التحقيقات، أن الواقعة حدثت بسبب لهو أطفال تطور إلى شجار، بين طرفين شقيقين طرف أول، وشقيقين أحداهما الضحية طرف ثاني، فاستعان الطرف الأول بشقيقه فامسك أحداهما الضحية "حامد" وسدد الآخر طعنة نافذة في قلبه، مما أسفر عن مقتله في الحال.

20240228_152349 20240228_152348 الضحية IMG-20240227-WA0022 IMG-20240227-WA0021 IMG-20240227-WA0020 IMG-20240227-WA0019 IMG-20240227-WA0018 IMG-20240227-WA0017 أحد المتهمين

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مقتل طالب كرداسة طعنة نافذة مدرسة الأورمان مركز كرداسة قتل طالب فيديو وصور خلال مشاجرة شقیق الضحیة أمام مدرسة فی کرداسة IMG 20240227

إقرأ أيضاً:

أزمة عطش خطيرة في غزة.. السكان يشتكون ويشربون المياه المالحة- (فيديو وصور)

#سواليف

 تمضي أسر غزة وقتاً كبيراً في رحلة البحث عن #المياه، التي تشح كثيراً بشكل لم يسبق له مثيل منذ بداية #الحرب، وتعدّ الوقت بالدقيقة وهي تترقب إما وصول شحنات تحمل على ظهرها #صهاريج_مياه، أو وصول إمدادات المياه في الصنابير، وهي عمليات تتم في وقت قصير، ولا تلبي احتياجاتهم الشخصية.

دمار كبير

وفي مناطق النزوح العشوائية، التي تفتقر لوجود #خزانات مياه، أو في مناطق “مراكز الإيواء”، التي إن توفرت فيها الخزانات فإنها لا تكفي سوى لوقت قليل جداً، بسبب الكم الكبير من النازحين، وكذلك في مناطق السكن العمرانية داخل أحياء قطاع غزة، بات الهم الأول لجميع السكان الحصول على قدر كافٍ من المياه، سواء المخصص للشرب، أو للاستخدامات الأخرى في الغسيل والاغتسال.

وبسبب الحرب الإسرائيلية، التي دمرت غالبية آبار المياه وخطوط الإمداد، والحصار المستمر الذي يمنع دخول قطع غيار محطات الضخ، ويمنع كذلك الوقود المخصص لتشغيل مولدات الطاقة الخاصة بتلك الآبار، لضمان استمرار عملها، لم تعد إمدادات المياه تصل بالشكل اليومي للسكان، حيث تصل إمدادات المياه عبر الشبكات الأرضية للسكان مرة كل أسبوع، وتكون بالغالب ضعيفة، لا تصل إلى الخزانات العلوية في المنازل، ما يضطر السكان كما النازحين، إلى تخزين هذه الكميات القليلة من المياه في جالونات وأواني المطبخ، لاستخدامها بكميات مقلصة ومحسوبة طوال ساعات اليوم.

مقالات ذات صلة إعلان مهم من التعليم العالي للطلبة ذوي الإعاقة 2024/06/11

ولا يسمح أرباب الأسر في هذا الوقت لأفراد الأسر من الشبان الذين يكابدون كثيراً من أجل تعبئة الجالونات سواء من الصنابير لحظة وصولها عبر الخطوط الأرضية، أو خلال تتبعهم لصهاريج المياه، استخدامها وفق ما يشاؤون.

وتضع ربات الأسر والرجال الكبار أيضاً أولويات لاستخدام المياه، لأن الحصول عليها في أغلب الأوقات ليس بالأمر اليسير، والتفريط بها بسهولة قد يجعل المنزل خالياً من مياه الشرب والاستخدام الخاص بالحمامات ليومين متتاليين.

ويمنع سامي جبر أبناءه من الشبان من عادة الاستحمام يومياً، كما تعودوا في الفترات السابقة قبل الحرب، حيث كان هذا الأمر متبعاً مع بداية موجات الحر، ويقول إنه يواجه مشقة كبيرة في توفير المياه، ويضطر وأبناؤه الشبان والأطفال لحمل جالونات المياه وأواني المطبخ والهرولة بها، في حال وَرَدَ إليه نبأ عن وجود صهريج ماء قريب، فيما يترقب وصول إمدادات المياه من خلال الصنابير، وفق الجدول الموضوع من قبل البلدية.

هذا الرجل يقطن وسط القطاع، حيث خصصت السلطات المحلية هناك يوماً واحداً في الأسبوع، تصل خلالها إمدادات المياه لمدة لا تزيد عن الساعتين، ورغم أن تغذية شبكة المياه الأرضية من قبل الآبار التي تدار من قبل البلدية لا تتم قبل الظهيرة، إلا أن هذا الرجل يترقب وصولها مع حلول الساعة العاشرة من ذلك اليوم.

ويقول إنه في كل مرة يأمل أن تصل الإمدادات مبكرة، فيما يزداد التأخير كل مرة، كما تنقص كل مرة مدة الإمدادات التي باتت حالياً لا تصل إلا لأقلّ من ساعة ونصف.

الجميع يعمل

وفي هذا الوقت يعمل كغيره من المواطنين على ملء الجالونات، وكذلك خزان مياه صغير أسفل المنزل، ويوضح هذا الرجل أن نزوح عوائل اثنتين من أخواته إلى منزله، هرباً من العمليات العسكرية القريبة من منازلهم، فاقم الأزمة بشكل أكبر، إذ بات الأمر يتطلب من الجميع تخزين مياه تكفي لثلاث أسر، تضم أطفالاً ورجالاً ونساء.

ويقول هذا الرجل، الذي وضع برنامجاً للاغتسال، يمنح فيه بعض اللترات القليلة لكل فرد، على أن تتم العملية مرة كل ثلاث أو أربعة أيام، أنه بدون ذلك لن تبقى نقطة ماء في اليوم الأول من التخزين، ويوضح بأنه يرى انعكاس ذلك سلباً على أفراد الأسرة، خاصة الأطفال، حيث تفوح روائح التعرق، وتكثر الأمراض الجلدية بسبب عدم الاغتسال، لكنه يؤكد أن اللجوء لهذا الأمر كان اضطرارياً، حيث بالكاد تكفي كمية المياه المخزنة كل مرة، حتى تعبئة غيرها.

وفي مناطق خيام النزوح، تقتصد النساء كثيراً في استخدامات المياه، فهناك لا تتوفر كميات الجالونات ولا خزانات المياه، الموجودة في المنازل، فتحرص سناء خضر على الاقتصاد بشكل كبير خلال غسل أواني المطبخ، وقالت هذه السيدة التي ذاقت ويلات النزوح خمس مرات قبل وصولها من مدينة رفح، قبل عدة أيام، إلى مدينة دير البلح، أنها حرصت على حمل جالونين مياه رغم ثقلهما، كانا مليئين بالمياه في رحلة النزوح الأخيرة، لأنها لم تكن تعرف متى ستحصل على المياه، ولا جدول التوزيع في منطقة النزوح الجديدة.

هذه السيدة أكدت أنها اضطرت مؤخراً لاستخدام الطريقة البدائية القديمة في غسل الأواني، والتي تعتمد أولاً على وضع الرمال النظيفة على تلك الأواني، ومن ثم فركها جيداً، وبعد ذلك إزالة الأوساخ والرمال بقليل من الماء، وتؤكد أيضاً أنها تحرص على عدم وضع زجاجات المياه معبأة أمام أطفالها، وأكبرهم في عمر الـ 16 عاماً، خشية شربها بدون أي قيود.

ماء قليل

وتؤكد أنها، في كثير من الأيام، لا تشرب إلا أقل من لتر واحد من المياه، رغم ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت، رغم علمها جيداً بالضرر الصحي على الجسم، كونه يحتاج في فصل الشتاء إلى كميات أكبر من الماء.

وتجدر الإشارة إلى أن مناوشات عادة ما تحصل بين الأهالي خلال الاصطفاف أمام محطات تحلية المياه، وحين يتجمعون حول الشاحنات التي تقل صهاريج مياه، لحرص الجميع على أخذ بعض الكميات، قبل نفادها.

وبالعادة لا تكفي الأوقات المخصصة لتشغيل محطات التحلية، ولا الكميات المتوفرة في صهاريج المياه، احتياجات السكان الذين ازداد عددهم بشكل كبير في مناطق النزوح غرب مدينة خان يونس ووسط قطاع غزة، بعد بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد مدينة رفح، حيث فرّ من هناك نحو مليون مواطن.

وبدأ هذا العدد الكبير، إضافة إلى العدد المتواجد في مناطق النزوح من قبل، يعتمد على إمدادات المياه الشحيحة المتوفرة، بعد أن كان العدد الإجمالي يستفيد من هذه المحطات، ومن تلك التي توقف عملها في مدينة رفح، فيما تأثر عمل محطات التحلية وتحرك عربات المياه بشكل كبير، بسبب نقص إمدادات الوقود المخصصة لتشغيلها بسبب إغلاق إسرائيل، منذ أكثر من أسبوعين، لمعابر غزة.

أما سامي أبو سالم، الذي نزح وأسرته للمرة الرابعة إلى مدينة دير البلح، ويقطن في منطقة خيام مقامة جنوب المدينة، فقد أشار إلى أن الحصول على المياه يمثل معضلة كبيرة لأسرته، لافتاً إلى أنه وأبناءه يتجهون إلى أماكن بعيدة من أجل ملء جالونات المياه، حيث يكلفهم ذلك وقتاً وجهداً كبيرين.

وقال: “أصبح الحصول على شربة ماء يحتاج إلى وقت وجهد كبير”.

وتحدث أبو سالم عن مواجهته مشكلة كبيرة يعاني منها جميع النازحين، وتتمثل في عدم امتلاك المال في هذا الوقت لشراء احتياجات الأسرة، من طعام وغيره من مستلزمات، خاصة في ظل ارتفاع أثمانها بشكل كبير، ويشير إلى أنه كغيره لا يستطيع سحب أمواله من البنوك، لشح السيولة، وإغلاق البنوك أبوابها واقتصار عملها على بعض الصرافات الآلية.

ويؤكد أن الجميع يعاني من شح الطعام في هذا الوقت، لعدم دخول مساعدات، كما كان الوضع سابقاً، بسبب إغلاق سلطات الاحتلال المعابر.

ويقول إنه كان من أجمل المشاهد اليومية في غزة أن تصحو من النوم وتطل برأسك من المنزل، لترى أطفالاً يحملون على ظهورهم حقائب المدرسة بمختلف ألوانها يتوجهون إلى مدارسهم، في مشهد يمنح الأمل، ويضيف: “الآن تطل برأسك من مكان لجوئك تجد أطفالاً من الجنسين يحملون قوارير وجالونات ماء فارغة مهترئة يتوجهون لأي بئر ماء أو شاحنة تبيع أو توزع الماء، أو يحملون بطاريات وهواتف لشحنها من شخص لديه لوح طاقة شمسية، أو يصطفون في طابور الخبز، أو طابور الحمام.

وقد أكدت العديد من الأسر النازحة وغير النازحة أنها اضطرت في أوقات كثيرة لشرب المياه العادية غير المعالجة والصالحة للشرب، لإطفاء ظمأها، وقد أدى ذلك إلى إصابة أفراد من هذه الأسر خاصة الأطفال بأمراض معوية.

وعلى شاطئ مدينة دير البلح التي تكتظ بالنازحين، تضطر الأمهات إلى دفع الأطفال للاغتسال في مياه البحر المالحة، في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة لعدم توفر مياه عادية للاغتسال، ويترك ذلك بعد مرور الوقت آثار على جسم هؤلاء الأطفال، غير أن النساء يقلن إن الآثار هذه أقل ضرراً من ترك الأطفال بلا اغتسال لمدد طويلة.

ويقوم سكان خيام قرب بحر دير البلح بتعبئة المياه المالحة من البحر لاستخدامها في دورات المياه وأعمال التنظيف، وهذه العملية تحتاج إلى جهد كبير، إذ يضطر البعض لحمل جالونات المياه لمسافة تزيد عن الكيلو متر.

والجدير ذكره أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد خلال الحرب تدمير المئات من مرافق المياه والصرف الصحي في قطاع غزة، وذلك من خلال القصف الجوي المركز على تلك المرافق وآبار المياه ومستودعات الصيانة.

وكانت منظمة “أكشن إيد” الدولية قالت إن مواطني قطاع غزة يعانون الجفاف والمرض وسط ظروف غير صحية، بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، وأشارت إلى أن لا أحد في غزة البالغ عدد سكانها 2.3 مليون، يملك ما يكفي من المياه الصالحة للشرب لتلبية احتياجاته اليومية.

وحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن إجمالي كمية المياه المتاحة حالياً في غزة، يقدر بنحو 10 إلى 20% فقط من الكمية التي كانت تتوفر قبل بدء الحرب يوم 7 أكتوبر الماضي.

وزادت مشكلة إغلاق سلطات الاحتلال لمعابر غزة، وتحديداً معبر رفح البري الفاصل عن مصر، مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد المدينة، أزمة السكان في الحصول على إمدادات المياه والطعام، خاصة أن هذا المعبر كانت تمر منه شاحنات الوقود التي كانت توفر السولار المخصص لتشغيل محطات تحلية المياه وآبار المياه العادية.

ويشتكي سكان مخيم النصيرات من توقف محطة التحلية الرئيسة، منذ أكثر من أسبوع، لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.

وقد كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أعرب عن قلقه العميق إزاء الأنشطة العسكرية الإسرائيلية المتزايدة في رفح، ودعا إلى إزالة جميع العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أكبر المنظمات الأممية التي تقدم مساعدات للسكان خلال الحرب، إن الوصول الآمن والمضمون للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، يعد “أمراً أساسياً لمواجهة النقص الحاد في المياه الذي تواجهه الأسر النازحة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة”.

وأكدت أن صحة سكان غزة وحياتهم تعتمدان على وصول المساعدات دون عوائق، ووقف فوري لإطلاق النار، وقالت إنه كان هناك محطات تحلية المياه توقفت عن العمل في قطاع غزة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على الجيب الساحلي، وأن سكان قطاع غزة “لم يعد لديهم ما يكفي من الماء ما وضعهم أمام تحديات كبيرة للبقاء على قيد الحياة”.

سير مسافات طويلة

وبحسب الأونروا، يُجبر السكان المحليون، بمن فيهم الأطفال، على السير لمسافات طويلة من أجل الحصول على المياه، داعية سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى توفير الوقود للسماح لهم الوصول إلى الماء فورًا.

وسبق أن حذرت “الأونروا” من أن عدم توفر الوقود في غزة تسبّب بتوقف محطات مهمة لتحلية المياه عن العمل، وطالبت الوكالة الأممية السلطات الإسرائيلية بتوفير الوصول إلى المياه بشكل فوري.

4 ذو الحجة / 248 للحرب على #غزة
توزيع مياه الشرب على النازحين
شكراً أهل قطر والكويت ???????? ????????

للتواصل:https://t.co/F1aYA4UsEw pic.twitter.com/RGNDcwrAaE

— لجنة زكاة دير البلح | غزة (@ZkatDerGaza) June 10, 2024

وقالت، في تدوينة على “أكس”: “ليس لدى الناس ما يكفي من المياه، أصبح البقاء على قيد الحياة تحدياً كبيراً”، مشيراً إلى أن توقف تلك المحطات يجبر العائلات، وبينهم الأطفال، على السير طويلاً للحصول على المياه.

وبعد جهد واتصالات كبيرة، أعلن رئيس سلطة المياه مازن غنيم عن إدخال كميات من الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي الرئيسة في غزة وشمال غزة، وشدد على ضرورة تعاون جميع الأطراف في توفير الوقود الكافي لتشغيل المرافق اللازمة وضمان استمرار عمل الآبار والمحطات، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة الذي يترتب عليه الزيادة في الطلب على المياه التي تعرضت لنقص حاد، بسبب تدمير جزء كبير من مرافق المياه والصرف الصحي.

وهذه الكميات التي دخلت لا تفي كل احتياجات محطات المياه والصرف الصحي، ولا تضمن تشغيلها على مدار الساعة.

مقالات مشابهة

  • محامي ضحية عصام صاصا: أسرة المجني عليه قرروا العفو دون مقابل
  • القتل قصاصاً بجانٍ قتل مواطنا بآلة حادة
  • أزمة عطش خطيرة في غزة.. السكان يشتكون ويشربون المياه المالحة- (فيديو وصور)
  • الملكة رانيا تباغت ‘‘الملك عبدالله’’ بقبلة حب أمام الجماهير وتغني بعفوية (فيديو)
  • مستقبلى ضاع.. ضحية الشاب المتهور بسيارته يكشف تفاصيل إصابته بشلل نصفي
  • آخر ما نشرته ضحية سفاح التجمع: عائلتى كانت السبب فى الحالة التى وصلت لها
  • استمرار حبس عاطل لحيازته مخدري الحشيش والبودر في كرداسة
  • فطارك معانا يوم عرفة.. 100 ألف أسرة تستفيد من المبادرة 2 كجم لكل أُسرة -تفاصيل وصور
  • أسرة عمان الأهلية تهنىء بعيد الجلوس الملكي (اليوبيل الفضي)
  • «حبيبته تركت عش الزوجية».. مصرع شاب شنقًا في كرداسة