أسبوع بلا زواج في المغرب.. عربي21 ترصد الأسباب والتداعيات
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
لن يتم خلال الأسبوع الجاري في المغرب، تحرير أي عقود زواج أو طلاق، ولا توثيق التوكيلات وعقود البيع ومختلف التصرفات العقارية والتجارية، فضلا عن بقية إجراءات الأحوال الشخصية والميراث، وذلك بناء على قرار الإضراب الذي اتخذه المكتب التنفيذي للهيئة.
من أجل مطالبة الحكومة المغربية، التي يترأسها عزيز أخنوش، بعدم التراجع عما نصّ عليه مشروع القانون المتعلق بمهنة "التوثيق العدلي"، والذي يقضي بمنحهم الحق في تلقي أموال عن توثيق عقود العقارات، يأتي التصعيد الجديد، بعد أيام من خوض العدول (المُوثّقين العدليين) لإضراب شامل عن العمل انطلاقا من يوم 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، واستمر لمدة أسبوع كامل.
خلال مسيرتهم الاحتجاجية السابقة، يكشف عدد من المُوثّقين العدليين، في حديثهم لـ"عربي21" أن "وزارة العدل، لم تتفاعل مع مطالبهم التي عبروا عنها أكثر من مرة".
ما مطالبهم؟
أسابيع متواصلة من الإضرابات، بشكل غير مسبوق، وعلى مدار الثلاثة أشهر المقبلة، هكذا أعلنت الهيئة الوطنية للعدول عن برنامجها التصعيدي، التي ستتضمّنها محطاتهم الاحتجاجية الراهنة.
ودعت الهيئة، عبر بيانها الأخير، الذي توصلت "عربي21" بنسخة منه، إلى "إضراب عام لمدة أسبوع، يمتد من 26 شباط/ فبراير إلى 6 آذار/ مارس، ثم إضراب آخر لمدة 14 يوما يمتد من 18 إلى 31 آذار/ مارس المقبل، ثم إضراب ثالث سيمتد لـ21 يوما من 8 إلى 28 نيسان/ أبريل قبل الدخول في إضراب مفتوح مع اعتصام أمام الوزارة بدءا من 6 أيار/ ماي المقبل، إلى غاية تحقيق المطالب المهنية، علما أن الأسابيع الإضرابية المعلن عنها، ستتخللها وقفات احتجاجية متعددة".
أما عن ما "فجّر المسكوت عنه" من طرف الهيئة، فهو تصريح وزير العدل، في البرلمان، يوم الثلاثاء 27 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ إذ قالت الهيئة إن "المشروع نفسه بما تضمنه لا يزال موضع شك، مستغربة لما تضمنه مشروع القانون من تراجعات تعطي الانطباع بعدم جدّية الوزارة في اعتمادها المقاربة التشاركية، وعدم احترام اتفاقاتها التي تضمنتها محاضر الحوار مع الهيئة الوطنية للعدول".
وشدّدت الهيئة الوطنية للعدول، على "أن التوثيق العدلي هو التوثيق الأصيل للدولة المغربية الذي ارتبط بالمواطنين المغاربة من تاريخ قديم في توثيق معاملاتهم وحفظ أنسابهم وإعداد وسائل الإثبات أمام القضاء وغير ذلك، ولا يزال الأكثر استجابة لحاجات المجتمع التوثيقية المختلفة".
وفي السياق نفسه، ينتقد "عدول المغرب" ما يصفونه بـ"التجاوز عن توصيات الميثاق الوطني لإصلاح منظومة العدالة"، مؤكدين على "ضرورة مراجعة السياسات المتعلقة بودائع المتعاملين مع المهن القضائية والقانونية لضمان حمايتها وتحصينها، وفقاً لمبادئ الإصلاح والعدالة".
مصالح مُتقاطعة..
عبّر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب، خلال الأيام القليلة الماضية، على تفاعلهم مع الإضرابات المُعلن عنها، بين مستفسر عن ماهية المشكل المُعقّد والمُتشابك، وبين مُستشرف للمشاكل التي سيجد المواطنين أنفسهم عالقين فيها، حيث إن جُل المصالح سوف تتعطّل، من زواج، إلى توثيق العقارات أو الإراثة الشرعية وغيرها.
وبتسارع، واستغراب كبير، تداول جُل رواد منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، خبر إضرابات "العدول" المُتصاعدة، متخوّفين من استمرارها، ومن طول أمدها، أسوة بما حصل مع الإضرابات التي استمر النسّيج التعليمي في خوضها لسنوات طوال.
كذلك، أكد عدد من الشباب، من الراغبين في الزواج، خلال الأيام الجارية، من اضطرارهم إلى انتظار أسبوع كامل حتى يتمكنوا من إبرام عقود الزواج، وإقامة أعراسهم، وفقا للعادات المغربية، وهو ما ارتبط أيضا بعرقلة عمل عدد من التخصصات الأخرى، من قاعات أعراس، ومختصّين في التجميل، وغيرهم، حيث إن "مراسم العرس المغربي" تعتبر عنصرا هاما في عجلة الاقتصاد الوطني.
وفي خضّم الاضطرابات الجارية، وتوالي استفسارات المواطنين المغاربة، أكد عدد من مكاتب العدول، أن "الأزواج سيضطرون إلى تأجيل ارتباطهم لحوالي أسبوع"، موضّحين أن "مكاتبهم ستظل مُغلقة، وخدماتهم معلقة، بدءا من يوم الخميس إلى غاية يوم 8 من الشهر القادم".
أصل الحكاية
في مُحاولة لفهم أكبر، للمشكل القائم، تواصلت "عربي21" مع منعم أمشاوي، وهو رئيس مركز تفاعل للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، الذي قال: "إن الهيئة الوطنية للعدول منذ سنوات تخوض في سلسلة من الحوارات مع وزارة العدل، بهدف تعديل القانون المنظم للمهنة المعروف بخُطة العدالة، والذي تجاوزه التاريخ".
وأوضح: "خلال السنة الماضية، أثناء عقد الهيئة سلسلة من الحوارات مع الوزارة من أجل إخراج قانون يستجيب لمتطلبات المهنة، تفاجئت بتنصيص قانون المالية للسنة المنصرمة على بنود تحصر اختصاص توثيق عقود السكن المُدعم من الدولة إلى مهنيين في مجال التوثيق، دون غيرهم".
"هذا ما أغضب الهيئة، وجعلها تخوض سلسلة من الاحتجاجات؛ حيث اعتبرت الأمر ريعا تشريعيا، ومنح امتيازات لمهنيين بشكل يمس مبدأ المنافسة الشريفة" يضيف المتحدث نفسه لـ"عربي21" مردفا: "وكان رد وزارة العدل آنذاك، أن حرمان العدول الموثقون من حقّهم في توثيق العقود المتعلقة بالسكن المدعم من طرف الدولة، راجع إلى غياب آلية صندوق الودائع".
واسترسل أمشاوي، في توضيح أسباب الإضرابات الراهنة: "وبالتالي، لتفادي المشاكل مستقبلا، تم الاتفاق في إطار حوار تعديل القانون على منح هذه الآلية إلى العدول الموثقين؛ وانتهى حوار تعديل القانون، وتم الاتفاق على صيغ لمختلف النقاط الخلافية بين الهيئة والوزارة وتم توقيع محاضر رسمية في هذا الصدد".
"غير أن الهيئة، ومعها العدول الموثقين، صُدموا أولا بتسريب نُسخة من مشروع القانون التي قيل أنها أحيلت على الأمانة العامة للحكومة، مُختلفة ومُتناقضة مع ما تم الاتفاق عليه خلال المحاضر الرسمية" يضيف المتحدث نفسه، موضحا: "تضمّنت تراجعات خطيرة، قبل أن يؤكدها وزير العدل في كلمته أمام البرلمان؛ التي زعم فيها أن الوزارة لا مانع لها من تمكين العدول الموثقين من آلية صندوق الودائع، غير أن أطراف أخرى تعارض منحهم هذه الآلية".
تجدر الإشارة إلى أن مهنة "العدول" تُعدّ أقدم المهن المتواجدة في المغرب، حيث يرتبط ظهورها بدخول الإسلام إلى البلاد، وتأسيس أول دولة إسلامية قبل أكثر من 12 قرنا. و"العدول" هو من يختصّ بكتابة عقود الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وميراث، ناهيك عن جُملة من التصرفات العقارية والمدنية والتجارية.
ويرتبط بمهمة توثيق العقود في المغرب، صنفان من الموثقين، أولهما هم العدول، وهم الأقدم وجودا، ثم من يُسمّون بـ"الموثقون العصريون" الذين يرجع ظهورهم عقب إحداث مهنة التوثيق بمقتضى مرسوم (في درجة أقل من القانون) صدر في 4 أيار/ مايو 1925.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغرب زواج الإضراب الاحتجاجات زواج احتجاجات المغرب إضراب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهیئة الوطنیة للعدول فی المغرب عدد من
إقرأ أيضاً:
جولد بيليون: خسائر الذهب ترتفع إلى 1.9 % خلال أسبوع رغم الحرب
انخفضت أسعار الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بالرغم من تسجيل أعلى مستوى منذ قرابة شهرين، ويرجع ذلك إلى تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بشأن التدخل في الصراع الحالي بين إيران والكيان الصهيوني.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليسجل أدنى مستوى عند 3340 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند المستوى 3440 دولار للأونصة وأغلق عند 3368 دولار للأونصة، وكان قد سجل أعلى مستوى منذ شهرين عند المستوى 3451 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
شهدت الأسواق هذا الأسبوع تراجعًا في أسعار الذهب متأثرة بزيادة شهية المخاطرة بين المتداولين، وقد جاء هذا التحول بعد إعلان البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحسم خلال الأسبوعين المقبلين مسألة تدخل الولايات المتحدة في الحرب الجوية بين إيران والكيان الصهيوني، في خطوة تهدف إلى دفع طهران نحو طاولة المفاوضات.
هذا الإعلان ساهم في تهدئة بعض المخاوف من احتمال شن هجوم أمريكي وشيك على إيران، خاصةً بعد أن كانت عدة تقارير قد أشارت إلى ذلك في وقت سابق من الأسبوع. ونتيجة لذلك زادت شهية المخاطرة في الأسواق حتى مع استمرار التصعيد المتبادل بين إيران والكيان الصهيوني طوال أيام الأسبوع.
ومن الجدير بالذكر أن حالة التوتر وعدم الاستقرار التي يشهدها الشرق الأوسط حالياً تدفع العديد من المتداولين إلى الحذر، وتجنب فتح مراكز شراء أو بيع قوية على الذهب سواء على المدى القصير أو الطويل.
هذا وقد أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى 4.50% خلال اجتماعه هذا الأسبوع متماشياً بذلك مع توقعات الأسواق، وقد أشارت تصريحات رئيس البنك جيروم باول إلى أن تأثير الرسوم الجمركية على البيانات الاقتصادية قد يحتاج إلى وقت أطول ليظهر بوضوح، لكنه أكد أن الوضع الحالي يتماشى مع السياسة النقدية المعتمدة ومعدلات الفائدة السارية.
في الوقت نفسه أظهرت توقعات أعضاء الفيدرالي صورة أقرب إلى "ركود تضخمي معتدل"، حيث خفضوا توقعاتهم للنمو الاقتصادي خلال هذا العام إلى 1.4% مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 1.7%، في حين رفعوا توقعاتهم للتضخم إلى 3% مقابل 2.7% سابقًا.
أما بالنسبة للفائدة فقد تمسك الأعضاء بتوقعاتهم بخفضها بمقدار 50 نقطة أساس خلال العام الجاري، إلا أنهم قاموا بتقليص وتيرة خفض الفائدة في العامين القادمين بمقدار 25 نقطة أساس فقط.
وقد ساهمت هذه التغيرات خاصة التوقعات بارتفاع التضخم وتقليل وتيرة خفض الفائدة على المدى المتوسط إلى الطويل، في دعم قوة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى. هذا الارتفاع في الدولار انعكس سلباً على أداء الذهب نتيجة العلاقة العكسية بينهما، لا سيما وأن الذهب يسعر بالدولار.
كشف تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية في مختلف الدول تتجه نحو تعزيز حيازاتها من الذهب على حساب الدولار ضمن احتياطاتها من النقد الأجنبي خلال السنوات الخمس القادمة.
وجاءت هذه النتائج بناءً على استطلاع شمل 73 بنك مركزي، حيث أشار 76% من المشاركين إلى نيتهم رفع مستوى احتياطاتهم من الذهب في المستقبل، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بـ 69% في استطلاع العام الماضي. في المقابل توقع نحو 75% من المشاركين انخفاضًا في نسبة الأصول الدولارية في احتياطاتهم مقارنة بـ 62% في العام السابق.
وأوضح مجلس الذهب العالمي أن هذا التوجه يأتي نتيجة لعوامل متعددة أبرزها قدرة الذهب على الصمود في أوقات الأزمات، إضافة إلى دوره الفعال في تنويع الأصول الاستثمارية وكونه وسيلة للتحوط ضد التضخم مما يجعله خيارًا مفضلاً للبنوك المركزية في ظل الظروف العالمية الراهنة.