يوسف العربي (أبوظبي)
تضطلع الإمارات بدور حيوي في دعم وصول المرأة إلى سلاسل التوريد العالمية، من خلال المبادرات التي تم إطلاقها، حيث وضعت الدولة تمكين المرأة في مختلف القطاعات الاقتصادية في قلب اهتماماتها وخططها المستقبلية، بحسب خبراء ومسؤولين مشاركين في المؤتمر الوزاري. 
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن مشاركة المرأة في مجال التجارة العالمية بمثابة ضرورة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة ودعم التنمية الاقتصادية، فيما تساهم الجهود الإماراتية المبذولة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في التجارة على إطلاق العنان لإمكانات المرأة، والمساهمة في تحقيق نمو اقتصادي أكثر شمولاً واستدامة.


وأضافوا أن الإمارات توفر بيئة مثالية لعمل المرأة في مجال التجارة، كما تعد نقطة جذب لتأسيس الشركات التجارية التي تقودها النساء في ظل تطور البنية التحتية وفعالية التشريعات المنظمة.
ووفق تقرير «المرأة والتجارة» الذي أعدته مجموعة البنك الدولي، بالتعاون مع منظمة التجارة العالمية، فإن التجارة ترفع أجور النساء، وتساعد على سد فجوة الأجور بين الرجال والنساء، مع خلق فرص عمل أفضل للمرأة، فالبلدان المنفتحة على التجارة الدولية تنمو في العادة بوتيرة أسرع، وتتجه إلى الابتكار وتحسين الإنتاجية، وتتيح مستوى دخل أعلى وفرص أكبر لشعوبها والبلد الأكثر انفتاحاً على التجارة، وفقاً لقياس نسبة التجارة إلى إجمالي الناتج المحلي، يتمتع بمستويات أعلى من المساواة بين الجنسين.

دور محوري 
من جهته، أكد محمد الكمالي، المدير التنفيذي للعمليات- الصناعة وتنمية الصادرات في مؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية التزام واستمرارية المؤسسة بتقديم الدعم للمرأة لتمكينها في ريادة الأعمال، بما يتماشى أيضاً مع تطلعات القيادة الرشيدة لإيجاد المزيد من الفرص للنساء في العالم. 
وأشار إلى إعلان الدولة عن تخصيص 5 ملايين دولار لصندوق دعم المرأة بمجال التصدير، الذي يعد مبادرة مشتركة أطلقتها منظمة التجارة العالمية ومركز التجارة الدولية بقيمة 50 مليون دولار. 
وقال: يجسد برنامج «المرأة في التجارة الدولية – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» خطوة مهمة في تعزيز ريادة الأعمال للمرأة، وكذلك التركيز المستمر لتعزيز بيئة الأعمال ومشاركة نجاحات الدولة وخبراتها للمساهمة في المبادرات الدولية، بحيث يضمن لسيدات الأعمال التطور والازدهار، والوصول إلى مختلف الأسواق العالمية، وكذلك إلهام الآخرين لتحقيق النجاح والإنجازات.
وفي وقت سابق من هذا العام، قدم البرنامج فرصاً عديدة لأكثر من 130 شركة تديرها نساء للتصدير إلى المنطقة، وتضمن ذلك أيضاً الاستفادة من التجارة الإلكترونية، كما دعم البرنامج فعاليات المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية بشأن المرأة والتجارة، من خلال تسليط الضوء على تمكين المرأة اقتصادياً، علماً أنه يسبق بدء المفاوضات من قبل أعلى سلطة لصنع القرار في منظمة التجارة العالمية.

أخبار ذات صلة تدريب أصحاب الهمم على استخدام أجهزة طباعة وتصميم الجبائر الطبية توقيع مذكرة تفاهم بين «وزارة التسامح» وشرطة أبوظبي

زيادة الإنتاجية 
وقال ألبرتو بيريلتا، أستاذ الابتكار وريادة الأعمال في جامعة أبوظبي، إن دولة الإمارات أطلقت العديد من المبادرات لدعم دور المرأة على صعيد التجارة العالمية وتبذل الدولة جهوداً كبيرة في مساعدة المرأة للوصول إلى سلاسل التوريد العالمية، مؤكداً أن مشاركة المرأة في مجال التجارة العالمية بمثابة ضرورة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة ودعم التنمية الاقتصادية.
وتابع: «تتمتع المرأة في دولة الإمارات، كما في أميركا وأوروبا بالفرص التي تسمح لها بخلق الظروف الملائمة لتأسيس الشركات لممارسة النشاطات التجارية، لكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع النساء في العالم، حيث تواجه بعضهن معارضة، سواء من أسرهن، أو من المجتمع الذي يعشن فيه».
ونوه بأن دور الأسرة الإماراتية في دعم وتمكين المرأة في مجال التجارة يعد محورياً، حيث يتيح للمرأة تطوير نفسها ومهاراتها، ويصعب الحصول على امرأة ناجحة في بيئة تفتقر للدعم الأسري. 
وقال: «تقاس البلدان في كافة أرجاء العالم بمدى ما يتوفر فيها من تسامح وقبول للآخر والتنوع والاندماج، الأشياء التي تعضد إمكانية المرأة في تطوير وتنمية الأعمال التجارية، خاصة على صعيد التجارة الدولية».

تمكين المرأة
قال جواس هايير، مساعد أول السياسات والاستراتيجية في شركة «وايتشيلد» للاستشارات إن دولة الإمارات تبذل جهوداً مقدرة بطرح العديد من المبادرات في مجال تمكين المرأة في مختلف أنحاء العالم في قطاع التجارة الدولية، كما حققت الإمارات نتائج باهرة على صعيد تمكين المرأة محلياً. 
وأضاف: «تتوافر في الإمارات فرص وإمكانات كبيرة لتمكين المرأة، ويوجد العديد من النساء الموهوبات والمبتكرات اللاتي يتقن المشاركة في التجارة الدولية بما يملكن من خبرات ومعرفة». 
وأكد أهمية الحاجة إلى التدريب وزيادة الوعي بوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دوراً مهماً في مجال التجارة الإلكترونية في هذا الوقت، وتتميز التجارة الإلكترونية، بالسهولة، وعدم وجود العديد من العقبات التي تعوق ممارستها، حيث يمكن للعديد من النساء إنشاء أعمالهن التجارية الخاصة.

تمويل إماراتي 
خلال المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، أعلنت الإمارات تخصيص 5 ملايين دولار لصندوق دعم المرأة في التصدير.
ويوفر هذا الصندوق الذي أطلقته المنظمة دعماً لرائدات الأعمال في العالم، لضمان وصولهن للأسواق العالمية.
وكانت الإمارات أعلنت تقديم منحة بقيمة 10 ملايين دولار، لدعم صناديق منظمة التجارة العالمية التي تعد من بين الأكثر أهمية ضمن صناديق المنظمة، والهادفة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من التجارة العالمية، في دعم أهداف التنمية المستدامة والشاملة، خصوصاً في البلدان المصنفة ضمن الدول النامية، أو الأقل نمواً.
والصندوق مبادرة مشتركة أطلقتها منظمة التجارة العالمية، ومركز التجارة الدولية، لتسهيل عمل النساء المسؤولات عن مشاريع التصدير، بقيمة 50 مليون دولار، مخصصة لتمكين رائدات الأعمال اقتصادياً، بالاستفادة من الإمكانات الرقمية، لمساعدتهنّ على الوصول إلى سلاسل القيمة العالمية.

منافع اقتصادية 
وفق تقرير«المرأة والتجارة» الصادر عن مجموعة البنك الدولي تسهم التجارة في توسيع دور المرأة في الاقتصاد وتقليل الفوارق بينها وبين الرجل، من خلال منح النساء فرص عمل أكثر وأفضل، فالشركات التي هي جزء من سلاسل القيمة العالمية تشغل نسبة أكبر من النساء (33%)، مقارنة بالشركات غير المنضمة إلى هذه السلاسل (24%). 
وحين تنفتح البلدان على التجارة، تزداد نسبة المرأة من الأجور في قطاع الصناعات التحويلية بنسبة 5 إلى 8 نقاط مئوية في المتوسط، وعندما يتم تشغيل المرأة في قطاعات، تشكل الصادرات فيها نسبة عالية، يتم تشغيلها على الأرجح بشكل رسمي والتشغيل الرسمي يعني مزايا وظيفية أفضل والحصول على التدريب، والشعور بالأمان الوظيفي.
ويمكن للسياسات المستهدفة، أن تساعد النساء على تعظيم منافع التجارة، وتشمل هذه السياسات إزالة الحواجز التجارية التي تعوق وصول المرأة إلى الأسواق الدولية، وتحسين حصول المرأة على التعليم والخدمات المالية والتقنيات الرقمية، ويمكن للحكومات تصميم تدابير لتيسير التجارة من شأنها إزالة الحواجز التجارية المتعلقة بكل نوع من الجنسين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلاسل التوريد الإمارات تمكين المرأة التجارة العالمية منظمة التجارة العالمية المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية منظمة التجارة العالمیة التجارة الدولیة تمکین المرأة فی العدید من

إقرأ أيضاً:

أبو رمان: تمكين المرأة في سوق العمل ضرورة وطنية والتشريعات وحدها لا تكفي

صراحة نيوز ـ شارك النائب معتز أبو رمان، رئيس لجنة العمل والتنمية الاجتماعية والسكان في مجلس النواب، في الجلسة النقاشية التي نظمها مركز دراسات المرأة في المجتمع بالجامعة الهاشمية، بالتعاون مع الاتحاد اللوثري، تحت عنوان: “التحديات التي تواجه النساء في بيئة العمل وأثرها على مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية”. جاءت الجلسة ضمن فعاليات الحفل الختامي لمشروع “النهج القائم على الحقوق”، برعاية الأستاذ الدكتور وصفي الروابدة، نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية.

وأكد أبو رمان خلال كلمته أن تمكين المرأة اقتصادياً يمثل ضرورة وطنية لتحقيق التنمية الشاملة، مشيراً إلى أن تدني مشاركة النساء في سوق العمل يعود إلى عوامل تشريعية ومجتمعية تتطلب مراجعة جادة. وشدد على أهمية توفير بيئة عمل آمنة وداعمة للنساء، وتفعيل آليات الشكاوى بفاعلية، وتعزيز ثقافة المؤسسات نحو تكافؤ الفرص، لافتاً إلى أن وجود القوانين وحده لا يكفي دون تطبيق فعلي وممارسات تعكس الوعي الحقيقي.

وشهدت الجلسة مداخلات من عدد من المتحدثين، حيث أكدت الدكتورة ريم أبو دلبوح، رئيسة لجنة الفئات الأكثر عرضة للانتهاك في المركز الوطني لحقوق الإنسان، على ضرورة تعزيز الإطار القانوني الذي ينظم حقوق المرأة في أماكن العمل. من جانبها، تحدثت الآنسة أميرة خميس، المديرة الإقليمية للاتحاد اللوثري، عن أهمية المشروع في خلق مساحات حوار مجتمعي حقيقي وإعداد أوراق سياسات تستند إلى تجارب واقعية.

كما أشارت الأستاذة الدكتورة سحر عدوان، مديرة مركز دراسات المرأة، إلى ضعف نسب المشاركة الاقتصادية للنساء، مؤكدة على ضرورة إطلاق حملات توعية موسعة واستخدام أدوات مبتكرة مثل المسرح التفاعلي والإعلام المجتمعي لنقل صوت النساء والتأثير في الرأي العام.

وتخلل الحفل عرض فيلم قصير يوثق أبرز أنشطة المشروع، بالإضافة إلى تخريج مجموعة من طلبة الجامعة ضمن فريق المناصرة، الذين ساهموا في تنفيذ حملات التوعية وكسب التأييد، وقدموا توصيات عملية لصناع القرار بهدف تحسين واقع المرأة في سوق العمل.

مقالات مشابهة

  • النويران وكيلاً لوزارة التجارة للأعمال التجارية: خبرات نوعية لتعزيز بيئة الأعمال
  • دراسة: الميتفورمين يزيد من احتمالية عيش النساء إلى عمر 90 عاما أو أكثر
  • لجنة المرأة في الأعيان تزور لواء القويرة
  • محافظ بني سويف لـ أمل عمار: نشجع القيادات النسائية في مجال العمل العام أوالتطوعي
  • خبراء أمميون يدعون مجلس الأمن إلى حماية النساء والفتيات في غزة
  • وزير التجارة: نعمل على تنفيذ سياسات اقتصادية تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتسهيل بيئة الأعمال
  • أبو رمان: تمكين المرأة في سوق العمل ضرورة وطنية والتشريعات وحدها لا تكفي
  • "هيئة العناية بالحرمين" تقدم خدمات مميزة في المسجد الحرام بالمصليات النسائية لموسم الحج
  • “هيئة العناية بالحرمين”.. خدمات مميزة في قلب المسجد الحرام بالمصليات النسائية لموسم الحج
  • نساء غزة.. أيقونات الصمود بين الأنقاض والنار