محللون: ترامب ممثل ويضع مصالحه قبل مصالح أميركا
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
وفي حين يعتقد البعض أن خروج ترامب عن المألوف في السياسة الخارجية الأميركية قد يكون سببا في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط يخشى آخرون أن ما يقوم به الرجل هو قلة خبرة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، حسب ما ورد في حلقة 2025/5/22 من برنامج "من واشنطن".
ولعل أبرز ما وسم الشهور الأولى من فترة ترامب الثانية هو القرارات التي تتناقض مع تصريحاته أحيانا، والخطوات التي يصعب حتى على بعض مسؤولي إدارته توقعها كما تقول مراسلة الجزيرة في البيت الأبيض وجد وقفي.
فمثلا، أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي التوصل إلى اتفاق مع أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، كما أعلن عن فتح حوار مع إيران فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانبه وبجعبته خطط لضرب منشآت طهران النووية أو تفكيكها على الأقل.
ممثل في فيلموتعزو الإعلامية والمحللة الجمهورية جين هدسون كارد هذا الأمر إلى أن ترامب "يشبه رئيسا في فيلم تلفزيوني، لأنه يخالف كافة الرؤساء الذين تبنوا فكرة نشر القيم الأميركية وكانوا يمتلكون مشروعا عالميا يسعون إلى تنفيذه".
وخلال مشاركتها في حلقة "من واشنطن" قالت كارد إن ترامب "شخص لا مثيل له في السياسة، ويقدم نموذجا محببا للأميركيين، لأنه يتعامل كممثل، ويحب أن يكون مشهورا وغير متوقع".
إعلانووفقا لكارد، فإن ترامب يفاجئ الناس بقراراته، حتى إن شركاء أميركا لا يعرفون ما الذي سيفعله البيت الأبيض كل صباح.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فيرى أن الأمر يتجاوز كون ترامب ممثلا، ويرى أنه "رجل مثير للجدل، لأنه لا يمكن فهمه، ولا يمكن أن يكون محل ثقة حلفاء كدول الخليج مثلا".
والسبب في هذا -برأي الشايجي- أن ترامب قادم من خلفية غير سياسية على عكس أسلافه، وهو متجرد من كل ما تمليه الحياة الحزبية والدولة العميقة على من يشغل منصب الرئيس.
هذا التخفف من الميراث السياسي "يجعل ترامب متخففا من كل المخاوف التي كانت تمنع الرؤساء السابقين من اتخاذ قرارات بعينها، ويجعل بعض قراراته محفوفة بالمخاطر"، كما يقول الشايجي.
ويرى الشايجي أن فترة ترامب الأولى تبعث على عدم الثقة فيه، لأنه تخلى عن السعودية عندما ضُربت بعض مناطقها بمسيّرات إيرانية عام 2019، ولم يقدم لها أي دعم، وكذلك حديثه عن أنه رجل سلام في بداية فترته الثانية ثم توجهه لضرب اليمن.
والخلاصة من وجهة نظر الشايجي أن ترامب "رجل تحركه الصفقات، وهو يضخم في كل ما يقوم به، بدليل أنه يتحدث عن حصوله على 5 تريليونات دولار من دول الخليج خلال زيارته الأخيرة رغم أن هذا ليس صحيحا، كما أن هجومه على حلفاء مثل كندا وأوروبا يجعله غير جدير بالثقة".
واتفق الصحفي الفرنسي المتخصص في العلاقات الأميركية الأوروبية فلافيوس ميهايس مع الرأيين السابقين بقوله إن ترامب يفاجئ الجميع ويأخذهم على حين غرة.
واستند ميهايس في حديثه إلى مواقف ترامب تجاه أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي قال إن الأوروبيين لم يستعدوا جيدا للرد عليها، لأنهم لا يتكلمون بصوت واحد ومنقسمون في قضايا رئيسية، مثل أوكرانيا.
إعلان
يعمل لمصلحته الشخصية
أما رئيس مؤسسة "ناشونال إنترست" خالد صفوري فلا يعتقد أن ترامب يعمل لمصلحة الولايات المتحدة كما يقول، وإنما لمصلحته الشخصية بـ"دليل أنه طبخ موضوع البيتكوين قبل وصوله إلى البيت الأبيض بشهرين، وهذا فساد واضح".
ومن هذا المنطلق فإن الدور الأميركي في العالم يتضرر من ترامب -برأي صفوري- لأن العلاقات الدولية تحتاج استقرارا في العلاقات.
لذلك، فإن على أوروبا اليوم البحث عن حليف بديل للولايات المتحدة، لأن ترامب حاول تفكيك الناتو رغم أن هذا سيضر بالولايات المتحدة على المدى البعيد، برأي صفوري الذي يعتقد أن الرئيس الأميركي "يتعامل بمنطق الهجوم الدائم، ويصدر عشرات الأوامر التنفيذية، وهو يعرف أنها سترفض من المحاكم لأنها غير قانونية".
وحتى حديثه عن التريليونات التي حصل عليها من دول الخليج "غير صحيح"، وفق صفوري الذي قال إن حديث ترامب عن حصوله على تريليونات من السعودية في فترته الأولى "ثبت بالأرقام أنه ليس صحيحا".
وبناء على ذلك، يعتقد صفوري أن الرئيس الأميركي "يبحث عن العناوين الإخبارية، ويتصرف كرجل أعمال، ويستخدم أسلوب التسويق في التعامل مع الدول، وهذا لا يحقق مصالح أميركا على المدى البعيد".
22/5/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
“حماية أميركا” .. ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم “القبة الذهبية” بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية.
وقال ترامب في البيت الأبيض “خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا” مضيفا “يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة”. وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى “حوالى 175 مليار دولار” عند انجازه.
وأضاف ترامب: “سيكون لدينا أفضل نظام دفاعي في العالم”، مشيرا إلى أن القبة الذهبية لديها القدرة للتعامل مع الصواريخ البالستية.
وتابع ترمب ( “القبة الذهبية” ستتولى الدفاع عن الولايات المتحدة الأميركية وكندا، وكل شيء في “القبة الذهبية” سيكون مصنوعاً في أميركا، و”القبة الذهبية” ستكون أكثر تطورا من تلك التي تملكها إسرائيل في “القبة الحديدة”، ولا أحد يقترب مما تمتلكه أميركا في التكنولوجيا الصاروخية، وسنحمي بلادنا بنسبة 100% ).
وأكمل ترمب “هدف “القبة الذهبية” هو حماية أميركا من كل الصواريخ حتى لو جاءت من الفضاء، ومن المتوقع أن تعمل “القبة الذهبية” بنهاية فترتي الرئاسية”.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب