اليوم 24:
2025-05-09@22:07:38 GMT

ليمونة ملكية

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

أتابع مراجعة خطب الحسن الثاني الخاصة بعيد الشباب، لأنها خُطب كانت تحمل الجديد…. هكذا أعدت قراءة العديد منها والوقوف عند بعض تفاصيلها وذلك في إطار الإعداد لكتاب جديد يوثق لأهم

الأفكار التي تضمنتها والتحولات التي عرفتها مع مرور السنين. وأنا كذلك تذكرت حادثة أود حكيها نظراً لما يمكن أن تحمله من معنى… ذلك أن الحسن الثاني ألف إلقاء خطاباً بمناسبة عيد ميلاده، الذي يصادف يوم 9 يوليوز من كل سنة، في إطار احتفالات كانت تسمى

«عيد الشباب».

ففي يوم أحد، صادف 9 يوليوز 1978 ، ألقى الملك ذلك الخطاب انطلاقا من مدينة فاس حيث كان قد

ترأس بها قبل بضعة أيام اجتماعاً موسعا للجنة القدس… ذهبت مع طاقم التلفزة إلى القصر الملكي ووقفنا طويلا في إحدى ساحاته في انتظار السماح بدخول القاعة التي سيلقى منها الخطاب… كان الجو حاراً وكانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا وكنا حوالي ثلاثين من الأشخاص المكونين للفريق المكلف بهذه المهمة…..

كانت الساحة التي نقف فيها عبارة عن حديقة واسعة تضم إلى جانب الأزهار والورود، عدداً مهماً من أشجار الليمون… كانت تلك الأشجار مثمرة ويانعة وليمونها كبير ومثير، ولاشك أن موجة الحر الشديد

كانت تزيده بهجة ورغبة في قطفه لإطفاء الظمأ الذي تسببه أشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة … الحرارة

في فصل الصيف لا تطاق في مدينة فاس….

فجأة تقدم أحد التقنيين إلى شجرة ليمون وقطف واحدة وأزال غشاءها واقتسمها مع بعض رفاقه….. شعرت بحرج وخشيت أن يتسبب ذلك في مشكل يعكر صفو الأجواء… لكن شخصاً آخر من المجموعة قرر بدوره المغامرة … فبعد أن تأكد بأن لا عين تراقبه انسل وتقدم وقطف ليمونة ضخمة وقفل راجعا، وإذا برجال الأمن ينقضون عليه، ويسقطونه أرضا…. ساد الصمت والخوف فريق التلفزة، ولم يتقدم أحد للتعبير عن الأسف أو المطالبة بالعفو عنه.. اعتبر الأمن أن صاحبنا قام بسرقة تتضاعف عقوبتها لأنها وقعت داخل

القصر الملكي.

ضغط الأمن على صاحبنا، وحاولوا حمله للانفراد به وبدا المسكين وهو يعاني من محنة لم يكن يتصور أبعادها… كان الاعتقاد أنه سيعاقب دون معرفة نوع العقاب، لكن ما كان مؤكداً هو أن تهمة ثقيلة ستوجه

إليه وأن الفريق التلفزي سيوبخ من طرف المسؤولين.

فجأة، ومن الطابق الأول لبناية كانت تطل على الحديقة فتحت نافذة، وأطل منها الحسن الثاني الذي كان يراقب ما يجري من وراء الزجاج الملون لتلك النافذة… صاح الملك… اتركوه…. اتركوه… هذا منزل لكل المغاربة… لم يجدوا ما يطفئون ظمأهم…. هذه دار المغاربة… اتركوه يأكل ليمونته.. وقدموا الماء للآخرين..

تكلم الملك بلهجة قريبة من اللهجة المراكشية…. بدا وقد وضع على رأسه طاقية رمادية وفي يده سبحة….

كان صارما في أوامره…..

علت وجوهنا ابتسامة، وأذكر أن بعضنا صفق تحية للملك وقراره بإنقاذ صاحب الليمونة، معتبرا أن القصر الملكي هو قصر الشعب وأن ما به هو ملك للمغاربة…. والحقيقة أنه لو طرح علي السؤال الآتي… ماذا سيكون رد فعل الملك لو شاهد ما يجري في حديقة القصر ؟… لكان جوابي… «المسكين، صاحب الليمونة سيعاقب أشد العقاب…. وبذلك سأضيف صوتي إلى أولئك الذين يظلمون الحسن الثاني دون أن يتيقنوا من حقيقة موقفه… ورغم ذلك لم يتجرأ أحد، منذ ذلك اليوم على قطف ليمونة ملكية من قصر فاس رغم حرارة الشمس.

الصديق معنينو

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الحسن الثانی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده 22…مسارٌ حافل في تكوين شخصية ولي العهد بحجم رجل دولة

زنقة 20. الرباط / هيئة التحرير

أكمل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الخميس 8 ماي، عامه الثاني والعشرين.

فمنذ طفولته، كانت مشاركته في الأنشطة الرسمية متواصلة وإن بدت متحفظة، وكأن المؤسسة الملكية ربت فيه، بهدوء، الإحساس بثقل الزمن وبالاستمرارية الرصينة.

على عكس بعض الأسر الملكية عبر العالم، التي تُكثر من الظهور العلني لورثتها، اختار المغرب تكوين الأمير الشاب في كنف الهدوء، بعيداً عن الضجيج والبهرجة الإعلامية.

وُلد مولاي الحسن، الابن البكر للملك محمد السادس، يوم 8 ماي 2003 في الرباط. تلقى تعليمه في الكلية الملكية، ويتابع اليوم دراسته في مجال الحكامة والعلوم الاجتماعية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

يجمع تكوينه بين الدراسة الأكاديمية والتربية المؤسسية: الاستماع، تمثيل الوطن برزانة، وفهم دقيق لرموز البروتوكول. إنها مدرسة إعداد وريث لعرشٍ ضارب في عمق التاريخ، وحاملٍ لآمال متجددة.

خلال السنوات الأخيرة، بدأ ظهور ولي العهد الأمير مولاي الحسن يتزايد في المهام الرسمية: حضر قمماً دولية، استقبل رؤساء دول، وترأس مراسم رسمية.

وقد أثارت بعض إطلالاته تفاعلاً خاصاً بسبب إيماءة لافتة: رفضه تقبيل يده، وهو ما اعتبره كثيرون دلالة على وعيٍ جديد بالأعراف، لا على التمرد. إشارة سبقه إليها جده الملك محمد الخامس.

تعكس شخصيته نوعاً من التحول في النظرة إلى السلطة الملكية: تراجع عن المظاهر الفخمة، وتقدم نحو القرب والبساطة. ليس في الأمر قطيعة مع التقاليد، بل انسجام هادئ معها. حضوره يعكس طابعاً طبيعياً، مشبعاً بأثر تربية والده الملك محمد السادس، وبخبرة تُبنى بصمت في مدرسة المسؤولية الهادئة.

وفي سياق يتزايد فيه دور المغرب إقليمياً ودولياً، لا يمكن اعتبار إعداد ولي العهد مجرد واجب بروتوكولي. بل هو استثمار في الاستقرار، وتأهيل مدروس لوريث يتمتع ببصيرة، ووعي بالتحديات، وقدرة على التفاعل بلغة العصر، انطلاقاً من عمق التاريخ.

في سن الثانية والعشرين، يتحدث مولاي الحسن بحضوره المتزن، الصامت حيناً، المعبر كثيراً. يمثل وجهاً هادئاً لمؤسسة تتطور، وترافق تحولات المغرب بروح شابة ومتمسكة بالجذور. شبابه وعدٌ يتبلور بهدوء، بلا استعجال ولا ضجيج.

وتحل اليوم الخميس الذكرى الثانية والعشرون لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهي مناسبة سعيدة تحتفل بها كل مكونات الشعب المغربي، لتجديد آصرة التلاحم المكين بين العرش العلوي المجيد والشعب، وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها.

وتعد هذه الذكرى فرصة يحيي فيها الشعب المغربي الفرحة التي عاشها يوم 8 ماي 2003، اليوم الذي أشرقت فيه جنبات القصر الملكي العامر بميلاد ولي العهد، الذي اختار له صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اسم مولاي الحسن، ويستحضر من خلالها الاحتفالات البهيجة التي أعقبت الإعلان عن ميلاد سموه.

وتعد مشاركة الشعب المغربي الأسرة الملكية احتفالها بهذا الحدث السعيد، عربونا على أواصر التلاحم والترابط التي ظلت على الدوام تجمع العرش بالشعب، وتأكيدا على تعلق هذا الأخير بقائد الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها وتطورها ونموها.

وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد، تعبيرا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ البلاد هما السلطان مولاي الحسن الأول وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتجسيدا لاستمرارية العرش العلوي واستقرار البلاد وتماسكها عبر التاريخ.

وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية، التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها، طيلة أزيد من ثلاثة قرون، على القيم والمبادئ، التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، التي يجسدها شعار المملكة “الله الوطن الملك”.

مقالات مشابهة

  • «أم الإمارات» تزور قصر دولمة بهتشة في إسطنبول
  • الشيخة فاطمة بنت مبارك تزور قصر دولمة بهتشة في إسطنبول
  • سلا تحتضن النسخة الأولى من دوري كأس الأمير مولاي الحسن للملاكمة البورمية ليثوي
  • في ذكرى ميلاده 22…مسارٌ حافل في تكوين شخصية ولي العهد بحجم رجل دولة
  • مجالس فخمة ونافورات ملونة تخطف الأنظار من داخل قصر عبدالله العثيم .. فيديو
  • الإفتاء توضح حكم قصر الصلاة للمسافر من العريش إلى القاهرة لمدة 5 أيام
  • أبو الحسن: سلاح حزب الله لم يعد يحمي لبنان
  • حكم قصر الصلاة أثناء السفر من العريش للقاهرة.. الإفتاء توضح
  • والي سنار يقف على سير العمل بسد العطشان وجسر ود الحسن بشرق الدندر
  • البابا تواضروس يلقى محاضرة في القصر الرئاسي بصربيا بعنوان جسور المحبة