في خطوة يتوقع أن تفاقم الأزمة السياسية بساحل العاج (كوت ديفوار) أعلن حزب "تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام" الحاكم، ترشيح الرئيس الحالي، الحسن واتارا، لولاية رئاسية رابعة.

وأعلن رئيس المجلس التنفيذي للحزب جيلبرت كافانا كوني، في مهرجان بأبيدجان (كبرى مدن ساحل العاج) أن الحزب قرر الدفع بالرئيس الحسن واتارا، كمرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.



وأضاف: "حزب تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام مستعد ومتأهب وعازم على ضمان فوز ساحق وقاطع لبطلنا، مرشحنا الطبيعي الحسن واتارا".


أول تعليق من واترا
وفي أول تعليق له على قرار حزب "تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام" الحاكم، ترشيحه للانتخابات الرئاسية، قال الحسن واترا، إنه سعيد بنتائج مؤتمر الحزب، دون أن يعلن بشكل رسمي ترشحه.

ونشر واترا عبر منصة (إكس) بعض الصور من افتتاح المؤتمر الثاني العادي للحزب الحاكم، وأرفقها بتعليق هنأ فيه المناضلين على "تعبئتهم الاستثنائية".

وعبر عن سعادته بما وصفه "بالحضور الرائع، الذي يظهر قوة ووحدة حزبنا العظيم، والتزامنا بساحل عاج ينعم بالسلام والازدهار والوحدة".

وبالرغم من أن وترا، لم يعلن رسميا ترشحه، لكن بيان الحزب الحاكم، يعد بمثابة إعلان ترشح واترا، على أن يؤكد الأخير ذلك لاحقا عبر خطاب يوجهه للشعب.

وكانت كل المؤشرات خلال الأشهر الأخيرة بما فيها حراك مناصريه وقيادة حزبه وحتّى في تعاطيه مع الساحة السياسية، تؤكد أن واترا، يسعى لهذه الولاية وأنه مصر على حسم التنافس مع خصمه حتى قبل بدء التنافس عبر أدوات مختلفة قضائية أو سياسية.

ويرجح متابعون أن الحسن وترا كان على استعداد لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن "فشله في تأمين خليفة له قادر على المنافسة والحسم هو ما أجبره على الترشح لولاية رئاسية رابعة حتى لا تفقد المنظومة الحاكمة حاليا السلطة في ظل قوة المنافسين المعارضين".


إبعاد 4 مرشحين بارزين
ورسميا أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في ساحل العاج، استبعاد شخصيات وازنة من اللائحة الانتخابية، ما يعني أنه لن يكون بإمكانهم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وشمل الشطب كلا من تيجان تيام رئيس الحزب الديمقراطي الإيفواري، ولوران غباغبو الرئيس السابق للبلاد، وغيوم سورو رئيس الحكومة السابق، وشارل بليه غوديه رئيس الحكومة الأسبق.

وعقب إبعاده من الترشح قال تيجان تيام رئيس الحزب الديمقراطي، إن ما حصل "انزلاق خطير نحو الانعدام التام للديمقراطية، وانتهاك للحقوق السياسية والمدنية" مطالبا بالتوقف عن ما سماها "الهجمات على الديمقراطية الإفوارية".

وبررت السلطات في الساحل العاج، واللجنة المستقلة للانتخابات استبعاد، تيام وهو رئيس أكبر أحزاب المعارضة، من اللائحة الانتخابية (وعمليا من السباق الرئاسي) بازدواجية الجنسية حيث إنه يحمل الجنسيتين الإيفوارية والفرنسية، أما بالنسبة لكل من غباغبو وبليه غوديه وسورو، فبررت اللجنة استبعادهم بإدانتهم بأحكام سجنية.

استقطاب قد يتطور لأزمة
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية تدخلت ساحل العاج حالة من الاستقطاب الحاد، يخشى مراقبون أن تتطور إلى أزمة أعمق أو أن تتسبب في العودة بالبلد إلى الحرب الأهلية.

ويرى مراقبون للشأن الأفريقي أنّ: "الحملة الانتخابية الرئاسية، بدأت عمليا في البلد رغم أن الانتخابات مقررة يوم 25 أكتوبر المقبل"، مؤكدين أنّ: "حجم الاستقطاب والشحن الحاصل ينذر بصيف ساخن في هذا البلد الأفريقي".

ويرى الصحفي المتابع للشأن الأفريقي، أحمد محمد فال، أن حالة الاحتقان الحاصلة تؤكد أن البلد دخل بالفعل أزمة لا يستبعد أن تتحول إلى صراع أو حتى إلى حرب أهلية كما حصل في تجارب سابقة بهذا البلد المثقل بالانقلابات العسكرية والصراع على السلطة.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "تأكيد ترشح الحسن واترا، لولاية رئاسية رابعة، وإصراره على إقصاء معارضين بارزين من خوض السابق الرئاسي يعني أن البلد دخل بالفعل في أزمة، وأن هذه الأزمة قابلة للتطور".

ولفت إلى أن الأوضاع السياسية الإقليمية غير المستقرة وحالة التوتر التي يعرفها العالم، تجعل أي تصعيد سياسي بأي من بلدان القارة الأفريقية محفوف بالمخاطر وقابل للاشتعال.

وأضاف: "أي أزمة قد تخرج عن السيطرة في ساحل العاج ستفاقم الوضع المتوتر في منطقة غرب أفريقيا، بشكل عام، نظرا للظروف التي تمر بها عدد من بلدان غرب القارة، خصوصا مالي وبوركينافاسو والنيجر".

ولم يستبعد أن تتحرك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لاحتواء أي توتر بساحل العاج، تفاديا لمزيد من الأزمات بالمنطقة المضطربة.


"مصلحة فرنسية"
ويرى المحلل السياسي السنغالي والمختص في الشأن الأفريقي، محمد جوب، أن ترشيح الحزب الحاكم في ساحل العاج للرئيس الحالي الحسن واترا، يعني بالفعل أن هذا الأخير أعطى الضوء الأخضر للحزب من أجل إعلان قرار الترشح رغم أنه لم يعلن رسميا قبول الترشح بشكل رسمي.

وأضاف جوب في تصريح لـ"عربي21": "الحسن واترا، يلعب الآن نفس اللعبة التي لعبها قادة أفارقة قبله من أجل السعي للترشح لولاية رئاسية رابعة، بشكل غير قانوني، وهو منذ فترة يحضر للبقاء في السلطة، لغياب شخص في حزبه يمكنه أن ينافس".

وأوضح جوب أن واتارا، خطط بالفعل للبقاء في السلطة، من خلال حرمان مرشحين بارزين من خوض السابق الرئاسي لتفادي أي تهديد قد تشكله المعارضة على إعادة انتخابه لولاية رئاسية رابعة.

وتابع: "الحسن وتارا يعرف أنه لا يمكن أن يواجه في الوقت الحالي حزب الرئيس السابق لورانغ باغبو، لذلك قرر منع الشخصيات البارزة في الحزب من الترشح بحجة امتلاكهم جنسيات دول أخرى منها السنغال وفرنسا".

ولم يستبعد، محمد جوب، في حديثه لـ"عربي21" أن تكون فرنسا تعمل من أجل انتخاب واترا، لولاية رئاسية رابعة، مضيفا أن واترا، بات ضمن مجموعة قليلة من القادة الأفارقة الذين يحافظون على المصالح الفرنسية بغرب أفريقيا، في ظل تصاعد الرفض الشعبي للحضور الفرنسي بالقارة.

وتوقع جوب، أن يتسبب ترشح واترا، في موجة عنف وانقسام حاد في ساحل العاج "نظرا لحجم الاحتقان الحاصل".

 نتائج محسومة
من جهته يرى المحلل السياسي المتابع للشأن الأفريقي، الولي سيدي هيبة، أن كل المؤشرات تؤكد أن الحسن واترا، سيحسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى وبفارق كبير.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن واترا، يمتلك كتلة انتخابية كبيرة، مضيفا أنه في ظل غياب منافسين بارزين، ومنع ترشح زعماء معارضين فإن السابق يبدو شبه محسوم لصالح واترا.

تاريخ مثقل بالحروب الأهلية
وعرفت ساحل العاج حروبا أهلية بسبب أزمات سياسية، كانت أشدها الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد في الفترة من 2002 إلى 2005 وكان للسياسيين دور كبير في تأجيجها، حيث قتل في هذه الحرب المئات.

وطيلة هذه الحرب كانت البلاد منقسمة إلى جزأين، الشمال الخاضع لسلطة المتمردين، والجنوب الخاضع لسلطة الحكومة.

وتقع ساحل العاج في غرب أفريقيا وتحدها شرقا غانا، وغربا غينيا وليبيريا، وشمالا مالي وبوركينا فاسو، وتطل على البحر من الجنوب عبر خليج غينيا والمحيط الأطلسي. تعد من بين الدول الأفريقية الغنية بالنفط والغاز الطبيعي بالإضافة إلى مجموعة من المعادن على رأسها الحديد، النحاس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الأزمة السياسية الحسن واتارا ساحل العاج الانتخابات أزمة سياسية الانتخابات ساحل العاج الحسن واتارا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للانتخابات الرئاسیة فی ساحل العاج غرب أفریقیا من أجل

إقرأ أيضاً:

«الهجرة الدولية» تعرب عن حزنها لفقدان أرواح في غرق قارب قبالة ساحل اليمن

أعربت المنظمة الدولية للهجرة، عن حزنها العميق إزاء الخسارة المأساوية للأرواح في أعقاب غرق قارب كان يقل 200 مهاجر قبالة سواحل شقرة، في محافظة أبين اليمنية، في الثالث من أغسطس الجاري.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، إن هذا الحادث المفجع يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة المخاطر المتعلقة بالهجرة غير النظامية على طول المسار الشرقي. وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية للمساعدة الفورية المنقذة للحياة وتوفير الحماية للمهاجرين الضعفاء، إلى جانب الجهود الموجهة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.

وحثت الهجرة الدولية على تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمنع وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح من خلال توسيع مسارات الهجرة الآمنة والمنتظمة، وتعزيز جهود البحث والإنقاذ المنسقة، وحماية الناجين، ودعم عودتهم الآمنة والكريمة وإعادة إدماجهم المستدام في بلدانهم الأصلية.

وأشادت المنظمة بالسلطات المحلية في اليمن لاستجابتها السريعة، وجددت التزامها بدعم الجهود المشتركة بين الوكالات لتحديد هوية الناجين وتقديم المساعدة لهم، وانتشال الجثث، وتقديم الدعم للعائلات المتضررة.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، أنها تعمل مع الشركاء لحشد الموارد وتقديم المساعدة الإنسانية لحماية الأشخاص المتنقلين، وكذلك لدعم الحكومة في الاستجابة لأزمة الهجرة.

ومنذ بداية عام 2025، سجلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 350 حالة وفاة واختفاء للمهاجرين على طول المسار الشرقي، ومن المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير.

وحذرت المنظمة، من أن كل روح تُفقد هي تذكير قوي بالثمن البشري للهجرة غير النظامية- وبالحاجة الملحة لمسارات آمنة ومنتظمة، وأنظمة حماية قوية، وعمليات بحث وإنقاذ فعالة، ومساءلة المهربين والمتاجرين بالبشر.

اقرأ أيضاًمنظمة الهجرة الدولية تُعرب عن قلقها العميق إزاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة

الهجرة الدولية: الاقتصاد المتعثر والبطالة أبرز العقبات أمام العائدين إلى سوريا

منظمة الهجرة الدولية: عودة أكثر من 700 ألف مهاجر أفغاني من إيران وسط مصاعب حياتية

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيريه في ساحل العاج وسنغافورة
  • محكمة رابعة تمنع أمر ترامب حظر منح الجنسية بالولادة
  • مصرف لبنان يتجه لإقفال القرض الحسن
  • لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام
  • تهمة رابعة لمنفذ الهجوم على موظفي سفارة الاحتلال بواشنطن.. توقعات بحكم إعدام
  • قتلى بغارات إسرائيلية على لبنان.. إيران تدخل على خط الأزمة
  • ارتفاع عدد وفيات غرق قارب المهاجرين قبال ساحل اليمن إلى 92 شخصا
  • ترامب يرجّح ترشيح نائبه للانتخابات الرئاسية 2028
  • أبو الحسن: للاستفادة من المهلة الزمنية وإلزام العدو بالانسحاب تزامناً مع حصر السلاح
  • «الهجرة الدولية» تعرب عن حزنها لفقدان أرواح في غرق قارب قبالة ساحل اليمن