⛔ ما بين الأستاذ علي حسين و شيخ الأمين
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
⛔ ما بين الأستاذ علي حسين و شيخ الأمين…
الاستاذ علي حسين المحامي عضو حزب المؤتمر السوداني…
هو ذلك الإنسان المناضل النبيل الشهم الكريم… والذي لم يبخل على الوطن وعلى النضال و على الثورة بشيء….
اختفى عن الأنظار في يوم 19 أبريل 2023…. أي بعد 4 أيام من بداية الحرب…..
بحثنا عنه حينها فلم نجده… لنعرف لاحقاً بأنه معتقل في زنازين مليشيا الجنجويد….
“عذراً أحبتنا في الدعم السريع.. وردنا فيما ورد بأن أحد عضويتنا و إسمه الأستاذ علي حسين المحامي يجلس مرفهاً و منعماً في أحد معتقلاتكم فهل هذا صحيح؟؟؟”
فأجاب الجنجويد “بالحيل صحيح…. قاااااااعد معانا… لكن بنفكوا ليكم بعد تجيبو إثبات هوية و حنطلعوا طوالي”
احضروا الإثبات و انتظروا الإفراج عن الأستاذ علي حسين…. مرت الساعات و الأيام و الأسابيع ولم يطلق سراح صديقي علي حسين… تعجبت و سألت #اين_انت_يا_علي_حسين؟؟؟؟
فقالوا لي…. لم يكن في معتقلات الجنجويد!!!!!
قلت لهم كيف وقد اعترف الجنجويد بوجوده في معتقلاتهم؟؟؟
فقالوا لي لقد كان مجرد خطأ من قيادات الدعم السريع و كان مجرد تشابه في الأسماء و لم يكن معتقلاً هناك…..
صرخت فيهم طوال الليل و تسائلت كيف ذلك؟؟؟ اين علي حسين.. أين علي حسين.. أين علي حسين ؟؟؟؟
فلم يجيبني أحد… حتى سمعت صياح الديك قبل بزوغ الشمس فأدرك شهرزاد الصباح و سكتت عن الكلام المباح…. و حدس ما حدس.
لم تخرج في صفحاتهم أي مطالبه ولا ادانه ولا شجب ولا استنكار ولا تبرم ولا احتجاج ولا استياء….
وفي المقابل كنت أراهم يسارعون لإدانه الجيش مره الشريف الحامدابي و مره علاء الدين نقد و مره زيد و مره عبيد… و جميعهم مع احترامي لأشخاصهم و تقديري لحقهم في الحرية و العيش بكرامه…. لم أرى لهم ربع نضال او تضحية اخي علي حسين…
لكن يا (علي) انت الغلطان… ما ممكن يكون شغلك كلو لوجه الله من غير ما تظهر و من غير ما تركب مكنة جيفارا… و تشبكنا انا عاوز أحقق حلمي بأن أعيش في وطن يسع الجميع….. الحمدلله على كل حال….
ما علينا… المهم الجيش قبل كم يوم دخل ابروف و رأينا بعدها صور الإنسان النبيل والشهم و الكريم الشيخ الأمين جزاه الله الف خير عن كل ما قدمه في هذه المحنة داخل عربات الجيش….
لنجلس في حيره من أمرنا… اين شيخ الأمين… وتعال شوف الشجب و الإدانه و الإنسانية المتدفقه…. مع انو شيخ الأمين و الأستاذ علي حسين واحد في العطاء و التضحية….
لكن الفرق انو في واحد ممكن تتاجر بيهو لانو في قبضة الجيش و بخدم أحلامك في الوصول للسلطة بي حنك المدنية و الديمقراطية الزائفة التي تدعيها….
و آخر ما بتقدر تفتح خشمك لأنو في قبضة حليفك الجنجويدي والبيعتبر بالنسبة ليك بمثابة الكبري للوصول إلى حلمك في كرسي السلطة… ولكن هيهات فالثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنويد ينحل….حينها فقط لابد أن تدرك انو انت مجرد زول فلنقاي ساي… وجمعه مباركه.
يوسف العركي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأستاذ علی حسین شیخ الأمین
إقرأ أيضاً:
أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه.
ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية.
منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.
طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.
عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة.
لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.
لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية.
كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.
عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح.
واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.
زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم.
محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة.
هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.
توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل.
إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.
أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه.
ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.