البرازيل.. إعادة بناء المظهر الخارجي لمؤلف "الكوميديا الإلهية" دانتي أليغييري
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
أعاد العلماء بناء المظهر الخارجي للشاعر الإيطالي دانتي أليغييري الذي قدّم فهما حديثا لبنية الجحيم.
وقد تم إنشاء صورة رقمية لدانتي أليغييري، وهو الشاعر الإيطالي الذي عاش في نهاية القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر والذي وصف في كتابه "الكوميديا الإلهية" دوائر الجحيم التسع.
ولم يتمكن العلماء من دراسة رفات دانتي لأول مرة إلا في عام 1865، عندما تم السماح بالوصول إليها لفترة قصيرة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 600 لميلاده.
كانت هذه القياسات بمثابة الأساس لعدة محاولات لإعادة بناء مظهر أليغييري في القرن العشرين. إلا أن لوحات البورتريه الموجودة لدانتي رسمت بعد سنوات عديدة من وفاته بناء على وصف الكاتب جيوفاني بوكاتشيو، وهو مؤلف كتاب "ديكاميرون" الخالد. وفي الوقت نفسه، لم يكن بوكاتشيو نفسه يعرف دانتي شخصيا، لكنه جمع معلومات حول مظهر معبوده من خلال الذين عرفوه جيدا.
واليوم، مع ظهور التكنولوجيا الرقمية، أصبح من الممكن استعادة مظهر دانتي بدقة متناهية. وقرر تنفيذ هذا العمل تياغو بيني، الأستاذ المساعد في كلية طب الأسنان في جامعة "أوبرلانديا" الفيدرالية البرازيلية، والمتخصص في مجال إعادة البناء ثلاثي الأبعاد سيسيرو مورايس.
وأكد أولا أن دماغ أليغييري يتميز بالحجم الكبير، وكان حجمه 1519 سنتيمترا مكعبا. ويمكن مقارنته بدماغ إيطالي عظيم آخر ومعاصر لدانتي، وهو بترارك الذي كان حجم دماغه 1553 سنتيمترا مكعبا، وعلى سبيل المقارنة، يبلغ معدل دماغ الإنسان المعاصر 1234 سنتميترا مكعبا.
فهل يرتبط الدماغ الكبير بالذكاء الفائق؟ - ليس لدى العلماء حتى الآن إجابة واضحة على هذا السؤال. ويعتقد أن أدمغة الإنسان بدأت في الانكماش منذ حوالي 3000 عام استجابة للتفاعلات الاجتماعية.
وتمت إعادة بناء مظهر دانتي باستخدام طريقة التشويه التشريحي. وللقيام بذلك، تمت رقمنة وجه الشخص الحي المتبرع. ثم قام الكمبيوتر بتمديد جمجمته وبالتالي وجهه بحيث تتطابق مع عظام الوجه والجمجمة في النموذج الأصلي. وبما أن المراسلات بين العظام وسمك وشكل الأنسجة الرخوة تمت دراستها بشكل جيد للغاية، فإن وجه المتبرع يأخذ على الكمبيوتر الخطوط العريضة الدقيقة لشخص عاش منذ مئات السنين.
إن وجه دانتي الذي أعاد العلماء تشكيله، هو الوجه الذكي لرجل جاد عانى كثيرا في حياته، وفقد حبيبته ومنزله ووطنه ومكانته في المجتمع، وكان مكروها من قبل مواطنيه دون مبرر.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بحوث مشروع جديد
إقرأ أيضاً:
العلماء يرصدون جسم فضائي يقترب من الأرض.. هل الكوكب في خطر؟
رصد علماء الفلك مؤخرا، جسما غامضا يتجه نحو كوكب الأرض، ويُعرف حاليا باسم 3I/ATLAS، والذي يهدد الأرض خلال فترة زمنية قصيرة.
يُعتبر هذا الجسم بين النجوم الثالث من نوعه الذي يتم اكتشافه في تاريخ البشرية، حسب ما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على فيسبوك.
في البداية، كان يُطلق على هذا الجسم اسم A11pl3Z، وهو جسم فضائي يندفع نحو الداخل في النظام الشمسي، ويُظهر مساراً غير تقليدي لا يشبه مدارات الكواكب أو المذنبات.
حالياً، تتوجه الأنظار إلى دراسة طبيعة هذا الجسم ومصدره، حيث إن اكتشافه يمكن أن يُدعم تصنيفه كأول زائر بين نجمي منذ عدة سنوات.
إذا ما تأكد أن 3I/ATLAS يأتي من خارج النظام الشمسي، فإنه سيصبح ثالث جسم بين نجمي تم رصده بعد:
أومواموا (2017): الذي كان له شكل غريب يشبه سيجاراً طويلاً، والذي غادر قبل أن تُحلل خصائصه، مما أثار جدلاً حول إمكانية كونه مركبة فضائية.
بوريسوف (2019): وهو مذنب ذو مظهر تقليدي لكن سرعته وتركيبه أوضح أنه جاء من خارج النظام الشمسي.
تقوم الفرق العلمية حالياً بمراقبة 3I/ATLAS بدقة، مع أمل أن توفر موضعه الحالي فرصة أفضل لرصد وتحليل خصائصه قبل مغادرته للأبد.
يُشار إلى أن هذا الجسم حالياً يتحرك داخل مدار كوكب المشتري، وبما أنه يتحرك في مسار غير دوري، فإنه قد لا يعود مرة أخرى بعد مروره عبر النظام الشمسي. من المتوقع أن يمر هذا الجسم قريباً من مدار كوكب المريخ ليصل إلى أقرب نقطة له من الشمس في أكتوبر 2025.
تؤكد الحسابات الفلكية الدقيقة على عدم وجود أي خطر متوقع على كوكب الأرض. فعندما يمر 3I/ATLAS بنقطة الحضيض، ستكون الأرض في الجهة المقابلة من الشمس، مما يعني عدم وجود احتمال لاصطدام مباشر أو آثار قريبة.
ما طبيعة الجسم الفضائي؟حتى الآن، لا تزال طبيعة هذا الجسم غير مؤكدة. يشتبه العلماء في أنه قد يكون كويكباً غريباً في مساره أو مذنباً من الفضاء بين النجمي.
رغم محدودية حجم البيانات المتاحة حالياً، تُجمع الأطياف والتحليلات عبر مرصد كاتالينا، ومن المتوقع أن تُشارك أجهزة رصد أقوى مثل تلسكوب فيرا روبين وجيمس ويب الفضائي في تتبع هذا الجسم خلال الأسابيع القادمة.
يُعتبر هذا الاكتشاف مهماً لأنه يوفر فرصة نادرة لدراسة مكونات من خارج نظامنا الشمسي لم تتأثر بتاريخه الديناميكي والكيميائي. قد يكشف هذا الجسم عن معلومات جديدة تتعلق بالكواكب والنجوم الأخرى، وربما حتى عن العمليات التي تحدث في الأقراص النجمية البدائية التي تشكلت فيها هذه الأجسام.
ولأول مرة، يمتلك العلماء الوقت الكافي لرصد زائر بين النجوم وهو في طريقه للمرور، دون أن يكون الوقت قد فات كما حدث مع أومواموا. هذه تعتبر فرصة ذهبية لفك بعض أسرار الكون، وقد تشكل علامة بارزة في تاريخ الاستكشاف الفلكي، وتتيح رؤية شظايا من مجرات بعيدة وهي تمر بجوارنا قبل أن تواصل رحلتها إلى الأبد.