قيادي بالمخابرات السودانية: الموساد رحّل الفلاشا لإسرائيل من منتجع على البحر الأحمر قبل تدخلنا
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
قال مستشار الأمن القومي السوداني السابق، الفتاح عروة، إن السودان قد ظلم في قضية ترحيل يهود الفلاشا إلى إسرائيل، موضحا أنه "لم يتم تهريبهم" من قبل السلطات السودانية، وأوضح أن عملية الترحيل باشرها الموساد خلسة من منتجع على البحر الأحمر.
وجاءت تصريحات عروة خلال حواره مع بودكاست "حكايات أفريقية" عبر منصة الجزيرة " أثير" وتطرق في حديثه المطول (أكثر من 5 ساعات) إلى قضايا أخرى مهمة كان لها تأثير مهم جدا على المشهد السياسي السوداني مثل ترحيل أسامة بن لادن إلى أفغانستان، والثورة في إثيوبيا وإريتريا، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، وغيرها من القضايا السودانية الأخرى.
والجدير بالذكر أن الفلاشا، وهم يهود إثيوبيون، فروا باتجاه السودان من الأوضاع التي خلفتها المجاعة التي ضربت إثيوبيا عام 1984، واستضافتهم السلطات السودانية في مخيمات للجوء بالمناطق الشرقية من البلاد.
وأشار عروة إلى أن المنظمات الصهيونية واليهودية في الغرب هي من تحركت من أجل تهجير الفلاشا إلى إسرائيل.
وأكد أن محاولات التهجير بدأت عبر سواحل البحر الأحمر من طرف المخابرات الإسرائيلية "الموساد" التي استأجرت منتجعا سياحيا قرب ميناء بورتسودان لهذه المهمة، قبل أن تكتشف المخابرات السودانية عملياتهم.
ووصف الحديث عن قيام الحكومة السودانية يومها بترتيب التهجير "بالهراء" لكنه ذكر بصفته من قام على تأمين العملية في إحدى مراحلها أن الأميركيين طلبوا من الرئيس الراحل جعفر النميري بأن يقوم بتسهيل ترحيل الفلاشا، إلا أن الأخير رد عليهم بالقول "لا أعرف شيئا اسمه إسرائيل ولا أتعامل ولن أتعامل معهم، والفلاشا لاجئون يمكنهم الخروج إلى أي اتجاه يريدون إلا إسرائيل".
ترحيل عبر مرحلتين
وبحسب عروة فقد جرى ترحيل اليهود الفلاشا عبر مرحلتين، كانت الأولى عبر مطار الخرطوم باتجاه بلجيكا "قبل أن نتفاجأ بأن الطائرات كانت تتحول مباشرة من بلجيكا نحو تل أبيب".
وقال إنه قرر مع قيادي آخر في المخابرات توقيف عملية الترحيل حينما بدأت المنظمات الصهيونية في الغرب تتكلم عما سمته أكبر عملية إنقاذ لليهود الفلاشا.
وبخصوص المرحلة الثانية لعملية ترحيل الفلاشا، فقد قال عروة "لم أكن مشاركا فيها لكن كنت أعلم بكل تفاصيلها ". وأوضح أن جورج بوش (الأب)، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي، زار السودان في 3 مارس/آذار 1985 (قبل انتفاضة السادس من أبريل/نيسان بأقل من شهر واحد ضد حكم النميري) وطلب من الأخير أن يسمح باستئناف ترحيل الفلاشا.
وأوضح عروة أن النميري اشترط على بوش (الأب) أن يتم الترحيل عبر طائرات حربية أميركية، وهو ما حصل بالفعل.
كما اعترف القيادي المخابراتي السوداني بتسريبه معلومات حول المرحلة الثانية للمعارضين السودانيين الإسلاميين بسبب غضبه الشديد مما أقدم عليه النميري حينها.
واعتبر عروة محاكمة عدد من المسؤولين فيما عرف بملف يهود الفلاشا عقب انتفاضة أبريل/نيسان، والإطاحة بالنميري، بأنها محاكمة سياسية لنظام النميري.
وفي السياق ذاته، قال عروة إن السودان لم يكن له في أي يوم أي علاقة مع إسرائيل "لا في عهد النميري ولا البشير".
وأكد أن الرئيس النميري أنقذ الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من الموت في الأردن بأحداث أيلول الأسود، حيث سافر الى العاصمة عمان وأعاده معه على متن طائرته الخاصة إلى القاهرة لحضور القمة العربية.
وأوضح عروة أن أبواب السودان ظلت مفتوحة أمام المقاتلين الفلسطينيين حينما غزت إسرائيل بيروت عام 1982، موضحا أنه كان يتولى شخصيا منح جوازات سفر سودانية للفلسطينيين.
وأشار إلى أن طائرة عرفات كانت تملك إذنا مفتوحا لدخول الأجواء السودانية في أي وقت تريد "لكن منذ توقيع اتفاق أوسلو، لم يعد عرفات يزور السودان".
وأورد عروة حادثة وقعت في جنوب أفريقيا عام 1994 حينما رفض الرئيس المخلوع (البشير) مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز، وقال "لن ألوث يدي بمصافحتهم"..
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية عبرت عن الضمير العربي
ثمَّن جمال الخضري، القيادي بحزب مستقبل وطن، أمين العمل الجماهيري للحزب بمحافظة البحر الأحمر، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال انعقاد القمة العربية، اليوم السبت، بالعاصمة العراقية بغداد، واصفًا إياها بـ«التاريخية» وجاءت مُعبرة وبكل قوة عن الرأي العام العربي والعالمي الرافض للسياسة الإسرائيلية الغاشمة وآلة الحرب الدائرة.
وأكد أن الرئيس عبر بكل قوة وحكمة وحنكة بالغة عن الضمير العربي وحمل خلالها بعدد من الرسائل الحاسمة والواقعية ولخص الأزمة ووضع أطروحات الحل أمام العالم أجمع.
كلمة الرئيس عبرت عن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينيةبحسب الخضري، فإن كلمة الرئيس إنما جاءت مُعبرة وواقعية عن موقف مصر الثابت وغير القابل للتغيير، تجاه القضية الفلسطينية والرفض المطلق لسياسة التهجير لأهالي غزة، والمخططات الدولية التي تستهدف تفريغ القطاع من أهله وسكانه تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية برُمتها، وهو ما أكد عليه الرئيس في معرض خطابه بأنه لن يتحقق السلام العادل والشامل من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ليضرب بكل المخططات عرض الحائط، ويؤكد أن قضية العرب الأولى إنما هي خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه.
الرؤية المصرية لإعادة إعمار غزةأضاف أمين العمل الجماهيري بحزب مستقبل وطن بالبحر الأحمر، أن الرئيس حرص على تجديد الرؤية المصرية لإعادة إعمار غزة التي طرحتها القاهرة، في القمة السابقة، من منطلق التجسيد الواقعي للرؤية المصرية التنموية المتكاملة، وليس من منطلق إنساني، وذلك على اعتبار أن التنمية تعد حائط الصد الأول أمام الفوضى والتطرف وأن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتم إلا بحل القضية الفلسطينية.
وشدد على أن التكاتف العربي هو السبيل الأوحد للحفاظ على المصالح المشتركة، وتعزيز الأمن القومي، وتحقيق التوازن في مواجهة التحالفات الإقليمية والدولية المتشابكة، وحلحلة الصراعات القائمة في عدد من الدول العربية، وبما يعزز من قدرة الأمة على الدفاع عن قضاياها المصيرية والتي تتقدمها القضية الفلسطينية والتي وصفها السيد الرئيس بـ«قضية القضايا»، مؤكدًا أن وحدة الصف العربي أصبحت ضرورة مصيرية وليست مجرد خيار سياسي.
مُعاناة الشعوب العربيةلَفَتَ القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد، يأتي في توقيت بالغ الأهمية وظروف بالغة التعقيد، ولاسيما في ظل معاناة عدد من الشعوب العربية من أزمات وتحديات صعبة تشهدها المنطقة على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، الأمر الذي يتطلب تعزيز جهود توحيد المواقف والصفوف بين الدول الأشقاء لمواجهة تلك الأزمات وضمان حماية الأمن القومي العربي، في توقيت أضحى الإقليم العربي كان ولا يزال هدفا ومطمعا ولا يزال عرضة لتدخلات غير حميدة في شؤون دوله، من دول تسعي إلى نشر الفتنة والفوضي في الإقليم العربي.
الدعم المطلق للرئيس السيسياختتم جمال الخضري، حديثه بالقول: إن الرأي العام المصري يقف خلف القيادة السياسية في كافة القرارات التي تراها حفظًا للأمن القومي المصري والعربي، ونجدد الدعم المطلق للرئيس عبد الفتاح السيسي، في ظل هذه الظروف الحرجة التي تستدعي أن نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة المصرية.
واعرب عن أمله أن تأتي القمة العربية بمخرجات تعبر عن مكنون الشعوب العربية وأملًا في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحق الأشقاء الفلسطينيين للوصول إلى صيغة مقبولة لطرفي الصراع تمهيدًا لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع الذي أصبح يعاني المجاعة مما أصبح خطرا يهدد حياة آلاف الأطفال الفلسطينيين.