مجلس النواب.. انطلاق أشغال ندوة تقييم القوانين من قبل البرلمان
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تم التأكيد خلال ندوة حول موضوع “تقييم القوانين من قبل المؤسسة البرلمانية”، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن تقييم القوانين يعد أداة أساسية لتجويد النصوص التشريعية والرفع من مردودية القوانين وتعزيز الثقة في المؤسسات البرلمانية الوطنية.
وأبرز المتدخلون في افتتاح أشغال هذه الندوة، التي ينظمها، على مدى يومين، البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا واللجنة الأوروبية من أجل الديمقراطية عبر القانون (لجنة البندقية) أن تقييم القوانين يسهم في تعزيز حكامة السياسات العمومية، وضمان استمرارية اليقظة التشريعية من أجل تجاوز أوجه النقص وتطوير التشريعات الوطنية ضمانا للحقوق وإقرارا للواجبات في إطار دولة المؤسسات.
في هذا الصدد، أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن تقييم القوانين يقع في صلب التوجه الجديد للممارسة البرلمانية، حيث ييسر إطلاق ديناميات جديدة في الحياة البرلمانية في علاقتها بقضايا المجتمع، وينبه إلى أشكال القصور التي قد تعتري التشريعات الوطنية.
وأبرز الطالبي العلمي أن الأمر يتعلق بممارسة تلتقي فيها الاختصاصات الثلاثة المعروفة الموكولة للبرلمانات، وهي التشريع ومراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية، مؤكدا أن مساءلة الحكومة بشأن تنفيذ القوانين وظروفها ونجاعتها تبقى من السلطات التي على البرلمانات ممارستها في إطار التفاعل مع السلطة التنفيذية.
وأشار في هذا السياق إلى أن البرلمان أطلق برسم الولاية التشريعية الحالية ست عمليات تقييم، منها تقييم شروط وظروف تنفيذ القانون 13-103 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، الذي يعد نصا مركزيا في التشريعات الوطنية ذو امتدادات حقوقية ومجتمعية واقتصادية وبيداغوجية وثقافية.
وأكد أن اخضاع هذا القانون للتقييم بعد حوالي خمس سنوات من سريانه، “يعكس الإرادة الجماعية لتحسينه وتجويده وجعله أكثر نجاعة، ويجسد، أساسا، الإرادة السياسية في اجتثاث هذه الظاهرة المنافية لمبادئ حقوق الإنسان والقيم الإنسانية”.
وثمن رئيس مجلس النواب التراكم الذي حققته المؤسسة التشريعية في مجال تقييم السياسات العمومية، مؤكدا العزم على التطوير الدائم لهذا الاختصاص وتكريس تقييم أثر القوانين وقياس وقعها كجزء من هذه الممارسة.
من جانبها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريشيا لومبارت كوزاك، إن تقييم القوانين يعد وسيلة مهمة تتيح للبرلمانات أداء مهامها المتمثلة في مراقبة عمل الحكومة، وتسهم في تعزيز جودة وفاعلية النصوص التشريعية، والرفع من الشفافية تجاه المواطنين، وكذا توسيع نطاق الخبرة التشريعية التي تمكن من تحقيق الأثر المرجو من القوانين المعتمدة.
وأكدت كوزاك على أهمية التجربة المهمة التي راكمها البرلمان المغربي خلال السنوات الأخيرة في مجال التقييم التشريعي، مشددة على متانة وجودة الشراكة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والتي تشمل المجال البرلماني، والقائمة على تقاسم القيم المشتركة.
وأشادت بالأوراش الإصلاحية الكبرى والمتعددة التي أطلقتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزة أن من شأن تبادل الممارسات الفضلى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والمملكة في العديد من المجالات، أن يعود بالنفع على كافة الأطراف.
بدورها، أبرزت المديرة وأمينة اللجنة الأوروبية من أجل الديمقراطية عبر القانون (لجنة البندقية)، سيمونا غراناتا مينغيني، أن المغرب يعد أول دولة في القارة الإفريقية تنضم إلى لجنة البندقية، مؤكدة أن التعاون بين الطرفين يقوم أساسا على إيجاد القواسم المشتركة التي توحد الجانبين، ولا سيما في ما يتعلق بالممارسة الديمقراطية والبرلمانية.
وأكدت على أهمية هذه الندوة التي ستمكن المشاركين من تمل ك فهم جيد للمعايير الدولية في مجال تقييم القوانين، خاصة تلك التي حددتها لجنة البندقية في توصياتها، والاستفادة من تبادل التجارب بين مختلف الأطراف.
وتهدف الندوة، التي تجمع بين أعضاء في البرلمان وخبراء وأكاديميين وممثلين عن لجنة البندقية والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي في المغرب، إلى تسليط الضوء على مواضيع حيوية لتطوير تشريع ذي جودة، وتعزيز قدرات البرلمانيين والمسؤولين من مجلسي النواب والمستشارين في مجال تقييم القوانين.
ويندرج تنظيم الندوة في إطار برنامج “دعم الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب وتعزيز دور البرلمان في توطيد الديمقراطية في المغرب 2020 – 2024″، الممول من الاتحاد الأوروبي والذي ينفذه مجلس أوروبا، والذي يدعمه برنامج “حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية من خلال معايير مشتركة في جنوب البحر الأبيض المتوسط” (برنامج الجنوب الخامس).
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی مجلس أوروبا مجلس النواب فی مجال
إقرأ أيضاً:
البرلمان يوافق مبدئيا على دمج خريجي البكالوريوس بقانون كادر المهن الطبية
أعلن مجلس النواب، خلال جلسته العامة المنعقدة اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، الموافقة من حيث المبدأ على مشروع القانون، المقدم من النائب الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بالمجلس، وأكثر من عشر عدد الأعضاء، بشأن تعديل قانون تنظيم شئون أعضاء المهن الطبية، ليشمل خريجي كليات العلوم الصحية، وهو ما اعتبرته نقابة العلوم الصحية، خطوة أولى نحو تحقيق العدالة الوظيفية والمهنية لأبنائها.
جاء ذلك في لحظة فارقة على طريق إنصاف أبناء العلوم الصحية، الذين ما دام نادوا بحقوقهم، وافق مجلس النواب من حيث المبدأ، على مشروع تعديل بعض أحكام القانون رقم 14 لسنة 2014 بشأن تنظيم شئون أعضاء المهن الطبية، والذي يهدف إلى إدراج خريجي كليات تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية ضمن الكادر الطبي، بعد سنوات من التهميش والمعاناة.
وأكد النائب الدكتور أشرف حاتم، أن التعديل يأتي استجابة لتطور الواقع التعليمي والعلمي في مصر، وظهور تخصصات جديدة ترتبط ارتباطا وثيقا بالقطاع الصحي، مثل تخصصات العلوم الطبية والصحية، مشددا على ضرورة دعم تلك الفئة المهمة من الفريق الطبي، ورفع كفاءتها لتحقيق خدمة طبية أفضل للمواطن المصري.
من جانبه، أشاد أحمد السيد الدبيكي، نقيب العلوم الصحية، بالموافقة البرلمانية، مؤكدًا أن النقابة خاضت نضالا طويلا بدأ منذ عام 2020 عندما تقدم النائب الدكتور مكرم رضوان بأول طلب إحاطة حول القضية، واستمرت الاجتماعات والمداولات مع وزارة الصحة والبرلمان حتى لحظة التصويت اليوم.
وقال أحمد الدبيكي، ناضلنا من أجل حق أبنائنا في الإدراج ضمن القانون، وشاركنا في عشرات الاجتماعات الرسمية والبرلمانية لإثبات أحقية خريجي بكالوريوس العلوم الصحية التطبيقية، في التمتع بكامل حقوق الكادر الطبي.
وشدد الدبيكي على أن تجاهل إدراج هذه الفئة في القانون 14، منذ تخرج أول دفعة منها قبل 8 سنوات، أضر بمكانتهم الوظيفية والاجتماعية، وتسبب في فجوة تشريعية أثرت على فرص ترقيهم ودخولهم المادية، رغم حصولهم على مؤهلات جامعية ودراسات عليا، فضلا عن دورهم الحيوي في تقديم الرعاية الصحية، بجانب الأطباء والتمريض والصيادلة وغيرهم.
واختتم نقيب العلوم الصحية، بالتأكيد على أن النقابة ستظل في ظهر كل عضو نقابي، حتى تتحقق كافة الحقوق المشروعة، مضيفا ما تحقق اليوم هو انتصار للنقابة، ولمنظومة صحية أكثر عدالة وكفاءة في مصر.
وشهدت الجلسة العامة لمجلس النواب كلمات مؤثرة ومؤيدة لمشروع القانون من عدد كبير من النواب، من بينهم د. مكرم رضوان، النائبة ولاء التمامي، د. هناء سرور، د. أحمد العرجاني، د. محمد الوحش، د. محمود مشعل، والنواب إيرين سعيد، وسمر سالم، ومرفت عبدالعظيم، ومحمد الفيومي، ورغدة نجاتي، وهدى عبدالستار، وجومان هشام عمارة، ومحمد زكي، ومحمود العزب.
وأجمع المتحدثون على أهمية دعم خريجي العلوم الصحية، واصفين إياهم بـ "عصب المنظومة الصحية"، و"ركن أساسي في الفريق الطبي"، وشددوا على أن دمجهم في قانون الكادر، يعكس رؤية الدولة في مواكبة التغيرات العلمية والاحتياجات الواقعية للقطاع الصحي.
مقدمين التهنئة إلى خريجي العلوم الصحية، ومؤكدين التزامهم بمواصلة العمل حتى اعتماد القانون بشكل نهائي.
الجدير بالذكر أن مشروع القانون المعدل، الذي وافق عليه المجلس مبدئيا اليوم، يمثل خطوة أولى على طريق إقرار التعديلات بشكل نهائي في الجلسة العامة للبرلمان الأحد المقبل، بعد مناقشة المواد، في ظل التوافق على ضرورة إنصاف خريجي هذا القطاع المهم، والدعم البرلماني الكبير.