توفى المغني العراقي فؤاد فتحي عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركا إرثا فنيا كبيراً تميز بأدائه للقصائد إلى جانب الأغنيات الدينية والموشحات.

ونعى الموسيقي محمد عبد الوهاب مطر صديقه فتحي عبر حسابه على فيسبوك، مشيراً إلى أن المطرب الملقب بـ "عبد الوهاب العراق" توفي إثر جلطة دماغية في أحد مستشفيات العاصمة المصرية.

بداية أكاديمية

وتميز فتحي بصوته العذب الذي جعله محط الأنظار، فالتحق بمعهد الفنون الجميلة عام 1966، ودرس أصول الغناء والنظريات الموسيقية على يد الموسيقار جميل سليم، وتعلم العود من الموسيقار حسام الجلبي، وقراءة الموسيقى "لصولفيج" على يد الموسيقار روحي الخماش.

وعام 1969، قرر المطرب العراقي أن يلتحق بالإذاعة والتلفزيون في بغداد، فتقدم للاختبار واستطاع أن يكون الأول بين 3 مطربين اختارتهم الإذاعة من بين 300 متقدماً، فكانت انطلاقته نحو احتراف الغناء وبدأ العمل ضمن كورس الإذاعة.

وفي هذه الأثناء، لفت فتحي انتباه الفنان ألفريد جورج والشهير باسم "فريد البابلي" الذي أعجب بأدائه وقدم له أغنية "صوتك الساحر" عام 1969 وهي أولى أغنياته في الإذاعة.

ومن أشهر أغنياته أيضا "قربك جنة وبعدك نار"، و"إنطيني عنوانك"، و"فرحني يا حبيبي"، و"يا طيبة"، و"بغداد يا قلعة"، و"سألت الشمس".

"عبد الوهاب العراق"

في بداياته غنّى فتحي قصيدة "الخطايا" التي قدمها الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب، وقد أجاد أداء القصيدة بصوته، ومن هنا جاءت انطلاقته بعد أن طلبه تلفزيون بغداد ليقدم أغنيات لعبد الوهاب مثل "ياللي زرعتوا البرتقال"، وقصيدة "في الليل لما خلي"، و"سكت ليه يا لساني"، ومنحته الأوساط الموسيقية والشعبية آنذاك لقب "عبد الوهاب العراق".

وعام 1971، أسس الخماش فرقة الإنشاد العراقية والتي يعد فتحي أبرز الأصوات الرجالية بها، فقد أسند الأصوات الصولو إليه وإلى عامر توفيق، وبعدها بعامين تم تعيينه في إذاعة بغداد وسجل بصوته عددا كبيرا من الأغاني التراثية.

معهد الدراسات الموسيقية

ولم يبعد احتراف الغناء فتحي عن شغفه بالدراسة الأكاديمية التي عاد إليها في تسعينيات القرن الماضي، لكن هذه المرة كمدرس في معهد الدراسات الموسيقية، حيث طلب منه عميده حينها سالم عبد الكريم أن يدرس مادة قراءة الموسيقى "صولفيج" للطلبة، وكان من بين طلابه الفنان العراقي كاظم الساهر، ومن بين طالباته عازفة العود آمال أحمد.

واكتشف العديد من الأصوات والمواهب مثل المطرب إبراهيم العبد لله، وحسين اللامي ورعد حبيب.

فؤاد فتحي الملقب بـ"عبد الوهاب العراق" التحق بالإذاعة العراقية في 1969 (مواقع التواصل الإجتماعي)

وواصل مهامه كمدرس على مدار أعوام، قبل أن يقرر الاستقرار لفترة في الأردن، بعد أن كون فرقة موسيقية مع كل من باسل الجراح وزيدون تريكو صقر ومجموعة من الموسيقيين، حيث عمل وقتها عازفا للعود في الفرقة.

مع بداية الألفية، عاد فتحي مجدداً إلى الإذاعة العراقية، فعمل في البرامج التلفزيونية المتخصصة في الموسيقى والغناء والسينما، وعلى رأسها "أصوات وأنغام"، و"أغاني الأفلام"، و"سيرة فنان"، و"ألوان".

فتحي الملحن

وإلى جانب شهرته كمطرب ومدرس أكاديمي وإعداده للبرامج الفنية، قدم "عبد الوهاب العراق" أيضاً رصيداً من الألحان للأغاني والقصائد والابتهالات الدينية، بعضها قدمها بصوته وأخرى لحنها لمطربين آخرين.

ومن الأغنيات التي وضع ألحانها "البلبل الشادي"، و"غالي أنت وأحلى الحلوين"، و"موسم الحب"، و"وطني كفاحي"، كما لحن أيضا 30 أغنية للأطفال.

ومن القصائد التي لحنها "لقاء هاهنا نحن التقينا"، والحلم"، و"شكوى"، و"هجر"، و"حبيب الأمس"، و"كأس الحب"، و"بان في ميلادها الأول"، ومن الابتهالات التي قدم ألحانها "أجب الإله"، و"فيك اهتدينا".

ولفتحي ابنة واحدة هي الفنانة الراحلة مي فؤاد -التي توفيت عام 2021- وهي من زوجته الفنانة مي جمال التي ارتبط بها في السبعينيات، ثم انتقلت إلى الكويت حيث عاشت مع ابنتها بعد انفصالهما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عبد الوهاب العراق

إقرأ أيضاً:

غوتيريش في بغداد وبعثة الأمم المتحدة قبل المغادرة: العراق يقود خطة “مارشال”

13 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، إلى العاصمة بغداد.

وبحسب بيان مقتضب للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، ورد لـ المسلة، فإن غوتيريش سيشارك في مراسم الإعلان الرسمي لانتهاء أعمال بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وتأسست يونامي عام 2003 بقرار من مجلس الأمن، وتقرر إنهاء ولايتها رسميا في 31 كانون الأول 2025، بعد تمديد أخير وبناء على طلب الحكومة العراقية.

وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، قد اطلق كلمات الوداع للعراقيين مع قرب انتهاء مهام ومغادرة البعثة، حيث لخص رؤيته الكاملة تجاه العراق شعبا وسياسة، فبينما كشف عن ان العراق يتجه نحو “خطة مارشال عراقية”، اكد ان العراقيين أصحاب كرامة وانفه ولا يقبلون بالاملاءات.

وقال الحسان ان البعثة أتت بناء على طلب العراقيين، وإنهاء البعثة أتى أيضا بناء على طلب العراقيين، نحن في الأمم المتحدة دائما نحترم رغبات الدول خصوصا الدول التي تستضيف هذه البعثات، مشيرا الى ان العراقيين استضافوا على مدى أكثر من عقدين من الزمن هذه البعثة، وكان العمل شاقا، فوجدوا أن المهمة الموكلة لبعثة يونامي تقريبا حققت أهدافها، وآن الأوان لكي يأخذوا الأمور بأيديهم مثلهم مثل غيرهم من الدول.

وأشار الى انه يتفق مع هذا الطرح، مؤكدا ان المهمة فعلا أنجزت بنجاح، وكانت هناك 3 ملفات متبقية وهي مسألة المفقودين من دولة الكويت ورعايا الدول الثالثة منذ أيام الحرب وأيام غزو الكويت، هناك أيضا مسألة ممتلكات الكويتيين، وأيضا الأرشيف الوطني الكويتي.

وبين ان الانتهاء الحقيقي للبعثة سيكون 31 ديسمبر، وبعد 31 ديسمبر كل بعثة يونامي وأعضائها سيغادرون العراق، مشيرا الى ان الأمم المتحدة ستكون موجودة وقد تكون موجودة بغزارة وأكثر من السابق لأن العمل تحول الآن إلى عمل تقني في قضايا المناخ، في قضايا الصحة، في قضايا التعليم، في قضايا التكنولوجيا.

وأوضح انه من بين تقريبا 72 مصرفا، هناك 38 مصرفا تقع تحت العقوبات، لا يمكن لدولة أن تشرع في مرحلة اقتصادية وتنموية مستدامة – والعراقيون يريدون ذلك – بدون رفع هذه العقوبات عن هذه المصارف.

وأوضح ان هناك بعض المحطات المهمة في تاريخ العراق، فالعراقيون اليوم يستطيعون الذهاب لصناديق الاقتراع بحرية ودون ضغوطات، والتصويت لمن يختارونه لتحديد مصيرهم المستقبلي، هذا يعني خيار الحرية، وهو في أيدي الشعب العراقي، هذا أولا، الشيء الثاني، تمكن المجتمع الدولي بالذات – التحالف الدولي – بالتنسيق مع العراقيين وبتضحيات أكثرها من العراقيين، من القضاء على داعش.

وأشار الى ان هذا البلد مقبل على خطة مارشال عراقية – عراقية بدون أي فضل من الخارج لإعادة رسم الموقع الحقيقي لهذا البلد وهذا الشعب، ليس فقط على الخارطة العربية وإنما على الخارطة العالمية، مبينا ان العراق مؤسس للأمم المتحدة وكان عضوا في عصبة الأمم، فلا أعتقد أن يرضى العراقيون بأقل من ذلك، وأنا من الأشخاص المعجبين بالعراقيين وتاريخ العراق والشعب العراقي، ولم أجد منهم إلا كل الاحترام.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يعلن من بغداد انتهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • غوتيريش: نغلق اليوم إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى
  • رئيس الوزراء العراقي: حققنا الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات
  • غوتيريش يصل بغداد للمشاركة في احتفال بانتهاء مهام بعثة يونامي
  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • غوتيريش في بغداد وبعثة الأمم المتحدة قبل المغادرة: العراق يقود خطة “مارشال”
  • فتحي سند عن تأهل الأردن لنصف النهائي : العرب تقدموا بشكل رائع
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي