جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-03@04:04:39 GMT

بين ثنايا الوحدة

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

بين ثنايا الوحدة

 

لينا الموسوي

حضرت هذه الكلمة على خاطري، إنها كلمة تحمل معاني مختلفة، ومتضادة، فالوحدة تعني الترابط والتعاون الاجتماعي ولكنها تعني أيضاً التفرد الذاتي والعزلة الاجتماعية.

حضرتني هذه الكلمة وأنا في أحد أجمل الاحتفالات العربية لإحدى المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حينها شعرت بالدفء والحميمية اللذين افتقدهما بسبب بُعد الأهل والأحباب، فوجدت نفسي أتكلم مع أناس لا تربطني معهم صلة سوى اللغة والدين.

لحظات جميلة مضت بين أناس يرتدون أثوابهم التقليدية المتعارف عليها، فرحين مغردين بكلمات جميلة ما بين شعر ونثر وأهازيج وذكريات، فشعرت أن ذاك أجمل ما يشعر به الإنسان هو الترابط الاجتماعي الجميل الذي ما زال موجودًا في دولنا العربية مجتمعًا بلغة واحدة ودين إسلامي واحد وعادات وتقاليد متقاربة، حميمية اجتماعية إنسانية عربية وإن فقدت جزءًا بسبب الحروب والصعوبات الحياتية.

كلمة الوحدة هنا تتمثل كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، وهناك معنى آخر قد يشتت المجتمع ويؤلم الفرد وهو يتمثل في الوحدة النفسية التي قد يشعر بها الفرد أحيانا إذا اختلف في فكره وأسلوب حياته ومفاهيمه عن ما يحيط به من العالم المحيط؛ حيث يفقد وسيلة أو لغة التفاهم مع المحيطين من حوله، فينطوي وينفرد ويتوحّد أو ينشأ ويتربى على مبدأ الفردية والخصوصية العالية، معتمدًا في حياته على النظام المؤسسي وليس الاجتماعي. وهذا في الحقيقة نجده متفشيًا في العالم الغربي؛ حيث إنها توفير كل الخدمات المجتمعية والمؤسسية العالية الجودة ولكنها خالية من الروح الاجتماعية الحميمية، كما في عالمنا العربي الإسلامي وإن تناقصت بعض الشيء بسبب التقنيات الحديثة.

نلاحظ أن الميل إلى الوحدة أو التفرد بدأ يزداد تدريجيا وبصورة غير محسوسة في حياتنا العامة، ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة قد تكون مثلا قلة احترام خصوصية الفرد والتدخل في الأمور الأسرية والشخصية التي تجعل بعض الأفراد يفضلون الحياة الفردية عن التداخل الاجتماعي أو الانشغال في الأعمال الحياتية والتواصل عن طريق الهاتف النقال الذي يقوي بدوره الشعور بالفردية وغيرها من الأسباب الأخرى كالتباهي والتظاهر والطبقية وكل هذه الأمور التي توجه البعض إلى التفرد والميل الى الوحدة.

فلسفة الوحدة- كما أرى- مفاهيم وانعكاسات مختلفة لها آثارها الاجتماعية الإيجابية والسلبية حسب مفهومها.

أما مفهوم صفة الوحدة معماريا فيعني أحيانا وحدة الفضاءات التي تزيد من المساحات الداخلية فتنعكس إيجابا لتريح النفس والذات، ووحدة الكتل الخارجية تقلل من التكاليف فتزيد الواجهات بساطة وجمالا وإذا نظرنا إلى الجانب الآخر من المعنى نجد الوحدة قد تكون أيضا تفرد المكان وإعطاءه تميزا أو خصوصية ليبرز أو عزلة المكان فتوفر أجواء وظيفية خاصة لأداء بعض الوظائف الحياتية.

لذلك أحبتي.. كلمة الوحدة بكل صفاتها ومعانيها جميلة إذا تعاملنا مع هذه الصفة بالتوازن واحترام كل معنى من هذه المعاني فوحدة الفرد وخصوصيته ووحدة المجتمع وقوته ووحدة المكان واتساعه وكذلك أي صفة أو كلمة من الكلمات قد تأخذ جوانب متعددة وما علينا إلا أن نتفهم هذه الجوانب ونتعامل معها بما تحمله من صفات جميلة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ندوة بأوقاف البحيرة عن خطورة الإدمان على الفرد والمجتمع

نظّمت مديرية أوقاف البحيرة ،ندوةً توعويةً بمدرسة شبراخيت الثانوية الصناعية بنين، حول خطورة ظاهرة الإدمان وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وذلك في إطار مبادرة "صحح مفاهيمك" التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز القيم الأخلاقية.

وخلال الندوات، تناول المحاضرون المفهوم الصحيح للتعامل الإنساني في ضوء تعاليم الإسلام السمحة، مؤكدين أن الإسلام دعا إلى الحفاظ على العقل، وأنّ الإدمان سلوكٌ مرفوضٌ دينيًا وأخلاقيًا.

وتأتي هذه الندوات في إطار خطة وزارة الأوقاف لنشر الوعي الديني والأخلاقي في المؤسسات التعليمية، وتعزيز القيم الإيجابية بين أبنائنا الطلاب، بما يسهم في بناء جيلٍ واعٍ متسامحٍ يعمر الأرض بالقيم والعمل الصالح.

وعلي جانب آخر ،أُقيمت اليوم الثلاثاء الموافق ٢ / ١٢ / ٢٠٢٥م ندوة توعوية حول الصحة الإنجابية بمقر مديرية أوقاف البحيرة، وذلك في إطار التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف، ووزارة الصحة لنشر الوعي الصحي والمجتمعي.

حاضر في الندوة كل من الدكتورة: نورهان كرم شيبة – إدارة الثقافة الصحية،وعبدالجيد حشيش – أخصائي الإعلام والتثقيف الصحي بمديرية الصحة.

وتناول اللقاء عدّة محاور، منها  مفهوم الصحة الإنجابية ،وأهميتها في بناء الأسرة والمجتمع، وأنواع التربية ودورها في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي، وأبرز محاور التربية الواجب نشرها بين فئات المجتمع المختلفة.

وفي ختام الندوة، قدّم الحضور الشكر والتقدير إلي المحاضرين على ما قدّموه من مادة علمية قيّمة، وعلى جهودهم في نشر الوعي الصحي السليم.

كما توجّهت الدكتورة نورهان كرم، و عبدالجيد حسن حشيش، بالشكر لفضيلة الدكتور عبد الصبور الأنصاري مدير مديرية أوقاف البحيرة، ولفضيلة الشيخ أحمد خليفة مدير عام الدعوة، على دعمهما وتسهيلهما إقامة هذه الندوة المتميزة، التي تأتي ضمن جهود المديرية في تعزيز الوعي والتثقيف الصحي بالمجتمع.

مقالات مشابهة

  • ندوة بأوقاف البحيرة عن خطورة الإدمان على الفرد والمجتمع
  • تعلن محكمة شرق ذمار الابتدائية بأن على/ جميلة أحمد وورثة عبدالله عتيق الحضور إلى المحكمة
  • ندوة بشبراخيت تحت عنوان التدخين والإدمان وخطورتهما على الفرد والمجتمع "
  • شجرة الزيتون ووحدة المصير في رسالة البابا ليون الرابع عشر.. تعليق خاص من إمام الجامع الكبير بروما
  • التغيرات العالمية وتزعزع الهوية
  • الجروان: اجتماع الأديان رسالة سلام ووحدة في حضور البابا
  • المخرجة جميلة ويفي تستغيث بالمسؤولين والجهات المعنية لإيجاد سرير لوالدتها في الرعاية المركزة
  • السعي والطموح في ضوء علم الاجتماع
  • حين تتحول السلبية إلى أسلوب حياة
  • قبلان: لا نهضة للبنان بلا شراكة المسجد والكنيسة ووحدة أبنائه