فورين بوليسي: لماذا يشكل شهر رمضان أهمية في الحرب الدائرة بغزة؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا تحدثت عن دلالات حلول شهر رمضان في سياق الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة بهدف التوسط في وقف القتال بين إسرائيل وحماس في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين تعثّرت قبل أقل من أسبوع من بداية شهر رمضان المبارك.
وأصبح المسؤولون في واشنطن والمنطقة يعتبرون الهدنة التي من المقرر أن تبدأ يوم الأحد، بمثابة موعد نهائي غير رسمي للتوصل إلى اتفاق وسطَ مخاوف من أن تؤدي الاشتباكات خلال شهر رمضان إلى زيادة تأجيج المنطقة.
وسارع المفاوضون من قطر ومصر والولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح ما يصل إلى 40 رهينة إسرائيلية مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وزيادة شحنات المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، ووقف إطلاق النار - وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.
ذكرت المجلة أن المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام في القاهرة هذا الأسبوع فشلت في التوصل إلى حلّ، حيث تبادلت كل من إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق. وفشلت حماس في الاستجابة لطلبات إسرائيل بشأن قائمة الرهائن الأحياء الذين يمكن إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، بينما قال المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان يوم الثلاثاء إن الحركة تسعى إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وهو ما يمثل توسعًا كبيرًا في معايير الصفقة المقترحة.
نقلت المجلة عن ماجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري للسياسة الخارجية، متحدثاً عن الأزمة وضرورة وقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان: "نخشى أن نصل إلى نقطة اللاعودة، حيث قد يتوسّع التصعيد إلى حرب شاملة في المنطقة". وقد ردد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلحاحه، حيث حذر من وضع "خطير للغاية" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان.
تجلب بداية الشهر معها عددا من الأحداث والظروف المحددة التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد دراماتيكي، ليس فقط في الحرب بين إسرائيل وحماس، بل أيضًا في التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، في خطاب ألقاه الشهر الماضي، إن إسرائيل ستبدأ عمليات هجومية في رفح جنوب غزة، إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين بحلول بداية شهر رمضان. ولجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني إلى المدينة، وحذرت جماعات الإغاثة من "حمام دم" إذا شنت القوات الإسرائيلية هجوما على المدينة.
وذكرت المجلة أن أكثر من 30 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة، التي تعرضت لقصف عقابي من قبل القوات الإسرائيلية التي تسعى إلى القضاء على مقاتلي حماس في أعقاب الهجوم الوحشي الذي وقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي خلف حوالي 1200 قتيل إسرائيلي مع احتجاز 253 كرهائن إلى غزة.
وفي ظل القيود الشديدة المفروضة على إمدادات المساعدات، أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متزايدة الخطورة بشأن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة. وحذّر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الإثنين من أن الأطفال بدأوا يموتون من الجوع. وقالت زها حسن، زميلة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "الوقت ينفد هنا وستصل الأمور إلى ذروتها هذا الأسبوع".
دون وقف إطلاق النار، من المرجح أن تؤثر مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة مع دخول شهر رمضان. وقال خالد الجندي، مدير برنامج معهد الشرق الأوسط بشأن فلسطين، إن "ذلك يضيف طبقة من الاشمئزاز والغضب إلى الوضع المروع بالفعل". وأضاف أن "هذا يضيف المزيد من الضغط على الحكومات العربية لتبدو على الأقل وكأنها تفعل شيئًا ما".
وكان المسجد الأقصى منذ فترة طويلة نقطة اشتعال للتوترات في القدس المحتلة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يسعى عشرات الآلاف من المسلمين إلى زيارة المسجد خلال شهر رمضان وصلاة الجمعة. وقال جويل براونولد، المدير الإداري لمركز أبراهام للسلام في الشرق الأوسط، إنه "لا يوجد شيء مثل التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى والتي تشعل الشوارع".
ودفعت الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد سنة 2021 حماس إلى إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، التي ردت بمئات الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني في غزة. وقالت حسن إن حماس تعتبر نفسها حامية الأقصى والقدس. وقد أطلقت حماس، المُدرجة منظمةً إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على جنوب إسرائيل اسم "عملية طوفان الأقصى".
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المحادثات إن المسؤولين في إسرائيل يشعرون بالقلق من أن حماس قد تتعمد تأخير مفاوضات وقف إطلاق النار لاستغلال شهر رمضان لتأجيج التوترات في المنطقة. وفي الأسبوع الماضي، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الفلسطينيين إلى تنظيم مسيرة إلى الأقصى مع بداية شهر رمضان، في حين دعا المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إلى "شهر الرعب" في خطاب ألقاه مؤخرا.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، الذي تشمل حقيبته الموقع المقدس، قد دعا إلى فرض قيود صارمة على المصلين المسلمين، بما في ذلك المواطنين العرب في إسرائيل. ولكن في محاولة واضحة للحد من احتمالات الاضطرابات، أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء أن عدد المصلين المسموح لهم بالوصول إلى الموقع سيكون مماثلا للسنوات السابقة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن "رمضان مقدس عند المسلمين، وسيتم الحفاظ على قدسية العيد هذه السنة كما في كل سنة"، لكنه أضاف أنه سيعيد تقييم الوضع أسبوعيا بناء على الوضع الأمني. وبينما يتطلع المسؤولون في المنطقة إلى التوصل إلى اتفاق بحلول بداية شهر رمضان في محاولة للسيطرة على التوترات، فإن بداية العطلة لا تعني بالضرورة نهاية الجهود الدبلوماسية لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار. وقال براونولد إنه إذا كان هناك زخم كاف، فلا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق خلال شهر رمضان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بدایة شهر رمضان خلال شهر رمضان إطلاق سراح فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل. بيان قطري - مصري: نتطلع لهدنة 60 يوماً تؤدي لإتفاق وقف إطلاق نار بغزة
حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني من أن توزيع المساعدات في غزة تحوّل إلى "فخ مميت". بالتوازي، صعّدت إسرائيل تهديداتها ضد حماس، ملوّحة بتكثيف عملياتها العسكرية. اعلان
أعلنت مصر وقطر مواصلة جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بقطاع غزة بناء على مقترح الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وبما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس هذا المقترح.
وأكدتا في بيان مشترك، اليوم الأحد، على اعتزامهما تكثيف الجهود، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتذليل العقبات التي تشهدها مفاوضات غزة، داعين لضرورة تحلي كافة الأطراف بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة في القطاع الفلسطيني، وبما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة.
كما أعربتا عن تطلعهما لسرعة التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم للنار في غزة، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها المدنيون.
في حين أكدتا تطلعهما لإنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار غزة وفقاً للخطة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة في مارس / آذار الفائت.
وإعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، يوم الأحد، أن عمليات توزيع المساعدات في قطاع غزة باتت "فخًا مميتًا"، مشيرًا إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين الجائعين، وفقًا لشهادات الفرق الطبية العاملة في الميدان.
وقال لازاريني في منشور على منصة "إكس": "يجب أن تكون عمليات إيصال وتوزيع المساعدات واسعة النطاق وآمنة"، مؤكدًا أن هذا الهدف "لا يمكن تحقيقه في غزة إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا".
تحذيرات لازاريني جاءت بعد أن قتل، اليوم، أكثر من 30 شخصًا بالاضافة الى إصابة ما لا يقل عن 200 آخرين، أثناء توجه فلسطينيين إلى نقطة توزيع للمساعدات الغذائية غرب مدينة رفح.
توازياً، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لم يطلق النار على مدنيين" قرب مركز توزيع مساعدات في غزة. وأفادت "مؤسسة غزة الإنسانية" بأن التقارير الواردة من فرق الإنقاذ والمصادر الصحية في القطاع عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص بالقرب من اثنين من مراكز التوزيع التابعة لها في القطاع "غير صحيحة".
Related"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيليفي قلب لشبونة... ألعاب وملابس أطفال تجسّد مأساة أطفال غزةأهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصارفي المقابل، صعّدت إسرائيل من خطابها وتهديداتها، إذ توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بـ"تدمير حركة حماس" في حال عدم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها. وقال كاتس: "إما أن تطلق حماس سراح المخطوفين أو سيتم تدميرها"، معلنًا أنه أمر الجيش بالمضي قدمًا في استهداف الأهداف بغضّ النظر عن سير المفاوضات.
وفي السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن تل أبيب تستعد لتصعيد عسكري واسع ضد حماس، بعد رد الأخيرة على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل تعتزم تكثيف عملياتها العسكرية بهدف الضغط على قيادة حماس داخل القطاع، إلى جانب إحداث تغييرات في آلية توزيع المساعدات الغذائية، بما في ذلك إدخال شاحنات إضافية وفتح نقاط توزيع جديدة، في محاولة لـ"نزع السيطرة من يد الحركة"، بحسب المصادر.
من جانبها، أعلنت حركة حماس مساء السبت أنها سلّمت ردّها الرسمي على مقترح ويتكوف إلى الوسطاء، موضحة في بيان صحافي أنها قامت بذلك "بعد إجراء جولة مشاورات وطنية، وانطلاقًا من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني"، مؤكدة تمسّكها بمطالبها الداعية إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب حوادث مشابهة شهدها القطاع، كان آخرها الأربعاء الماضي، حين أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع انفجار كبير بالقرب من مركز توزيع مساعدات في محور "نتساريم" وسط القطاع، تلاه إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي استهدف مدنيين أثناء عودتهم من الموقع.
هذا التصعيد الميداني والإنساني يعيد تسليط الضوء على خطورة الأوضاع في غزة، وسط إستمرار الحصار وتضاؤل سبل النجاة لأكثر من مليوني إنسان يكابدون الجوع والنزوح اليومي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة