موقع النيلين:
2025-12-07@15:07:58 GMT

ترامب عائد إلى البيت الأبيض

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT


يرى الغالبية من المحللين السياسيين المختصين بالشأن الأميركي أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة إذا ما كان دونالد ترامب سيكون أحد فرسان الرهان في الأمتار الأخيرة لانتخابات الرئاسة الأميركية القادمة لا سيما وهو يواجه عاصفة قانونية لا تبقي ولا تذر.

ومقابل هذا التشاؤم والرؤية الحصينة – عطفاً على معطيات الواقع – هنالك واقع آخر موازي يدعي «روح الديمقراطية الأميركية» و«ثقافة الرهان الشعبي» على الأقل حظاً في الفوز وهي أمور تمثل شغف الشعب الأميركي بالحصول على الشيء على الرغم من أن الإحصائيات والأرقام تشير إلى عكس ذلك، وهو جوهر الحلم الأميركي الذي لا يعترف بأن هناك شيئاً مستحيلاً متى ما توفرت الإرادة والعمل المضني والجاد وبأن الكل يستحق فرصةً ثانيةً إذا هي سيكولوجيا الانتخابات الأميركية التي تتعلق بمن يقدم للشعب بوادر الأمل في أن تكون حياته أفضل وبأن تكون أميركا سيدة العالم دون الحاجة لفقدان الأرواح وتوجيه أموال الضرائب للخارج.

يتقدم ترامب بفارق كبير على منافسيه «الجمهوريين»، ولا يزال بإمكانه الفوز بترشيح حزبه دون التنافس في ولايتي كولورادو أو ماين اللاتي أصدرن أحكاماً تنص على استبعاد دونالد ترامب من الترشح للرئاسة. والتساؤل الأهم هو: هل لا يزال بإمكان دونالد ترامب الترشح للرئاسة بعد أحكام ولايتي ماين وكولورادو؟ إن كلا الحكمين معلقين أثناء إجراء عملية الاستئناف، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام المادة 3 من الدستور لاستبعاد مرشح رئاسي، وبالتالي هل يستطيع دونالد ترامب الاستمرار في الترشح لانتخابات 2024؟ الجواب هو نعم! حيث تنطبق هذه الأحكام فقط على كولورادو وماين على التوالي، ولن تقوم المحكمة الأميركية العليا بتعميمه على باقي البلاد إذا ما فهمنا دور القوانين العرفية في الثقافة الأميركية في مثل تلك الأحكام، ويجب أن لا ننسى أن ترامب يملك الفريق القانوني الأفضل في العالم وليس في بلده فقط، وفريقه الانتخابي الأكبر قادر على تسييس البيروقراطية الفيدرالية بشكل كامل والتعطيل المؤقت لسيادة القانون.
من جانب آخر يحظى ترامب بدعم قطاع الأعمال وهو عامل محوري في الانتخابات، ولكن هل سينجح في تفكيك «الدولة العميقة»؟ وهو ما قد يتطلب تجريد عشرات الآلاف من الموظفين المهنيين في الحكومة من سلطتهم إذا ما أراد فعلاً طمس الدولة العميقة بالكامل وهو تحدي لا يحسد عليه من جميع النواحي وحتماً سيحاول تحقيق ذلك من خلال إعادة إصدار الأمر التنفيذي لعام 2020 المعروف باسم «الجدول F» وهذا من شأنه أن يسمح له بإعادة تصنيف أعداداً كبيرة من الموظفين، مع التركيز بشكل خاص كما قال على «البيروقراطيين الفاسدين الذين استخدموا نظامنا القضائي كسلاح» و«الجهات الفاعلة الفاسدة لدينا في الأمن الوطني والاستخبارات»، ونظراً لغضبه من مكتب التحقيقات الفيدرالي والمدعين الفيدراليين الذين يتابعون القضايا الجنائية ضده، فمن المحتمل أن يستهدف ترامب الأشخاص المرتبطين بتلك المحاكمات والانتقام منهم.هناك تأثير للسمات الشخصية للمرشح على نفسية الناخب الأميركي وخاصةً في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي ورغبة القوى الكبرى في العالم برئيس توافقي فيما يخصّ موازين القوى العالمية والدور الخفي الذي ستلعبه حتماً في تحديد هوية الرئيس الأميركي فلم يعد الأمر كالسابق.

اليوم، وفي عصر الرقمنة المتقدمة، لن ينتخب الشعب رئيسه وحده هذه المرة، وستشارك معه قرى ومدن كاملة في دولة وسائل التواصل الاجتماعي وعقلية الحشود العابرة للحدود الجغرافية، مما سيتطلب أن يكون ترامب شخصين مختلفين في عالم واقعي وآخر افتراضي ليعيد تمركزه من مواقفه في العديد من الأمور كموقفه من النساء، وهذه السمات ربما تصبح القدرة الحقيقية التي ستميز ترامب عن غيره وتجعل ساحة الانتخابات أقرب إلى لعبة إلكترونية أو مسلسل شيّق سيرغب الفرد العادي في المشاركة فيه، وسيحدد عقله الباطن اختياراته التي ستكون ضحية للحملات الانتخابية الذكية، وفن تحويل الانطباعات والمواقف والآراء السلبية لآراء إيجابية وتكتيكات تحول المعارض لمحايد.

سالم سالمين النعيمي – كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات – صحيفة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

روسيا تعلّق على استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة

أثنت موسكو، اليوم الأحد، على استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة، معتبرة أن سياسة الرئيس دونالد ترامب "تتماشى إلى حد بعيد" مع رؤية روسيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، في مقابلة بثتها محطة "روسيا" الرسمية اليوم الأحد، إن الإدارة الأميركية الحالية "مختلفة بشكل جوهري عن الإدارات السابقة".
وقال معلقا على الاستراتيجية الجديدة إن "التعديلات التي نراها ... تتماشى إلى حد بعيد مع رؤيتنا".
وتابع المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الرئيس ترامب قوي حاليا على صعيد مواقف السياسة الداخلية، وهذا يعطيه فرصة لتعديل المفهوم ليناسب رؤيته".
وأعرب بيسكوف عن أمله في أن تشكل الاستراتيجية "ضمانة متواضعة بأننا سنتمكن من مواصلة عملنا المشترك بصورة بناءة لإيجاد تسوية سلمية في أوكرانيا".
ونشرت الاستراتيجية الجديدة في وقت كان مسؤولون أوكرانيون يجرون مفاوضات في ولاية فلوريدا مع موفدين من إدارة ترامب حول خطة واشنطن لوضع حد للأزمة المستمرة منذ نحو أربع سنوات في أوكرانيا.
ولم تسفر ثلاثة أيام من المحادثات، حتى الآن، عن إعلان.
وتدعو وثيقة الأمن القومي، التي تحدد رؤية ترامب للعالم والقائمة على شعار "أميركا أولا"، إلى التركيز على الهيمنة في أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.
وتؤكد الاستراتيجية أن "الولايات المتحدة ترفض أن تنتهج بنفسها المبدأ المشؤوم للهيمنة على العالم".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستمنع قوى أخرى من الهيمنة أيضا لكنها أضافت أن "ذلك لا يعني هدر الدماء والأموال للحد من نفوذ جميع قوى العالم العظمى والمتوسطة".

أخبار ذات صلة ترامب يعقد لقاءً ثلاثياً مع رئيس وزراء كندا ورئيسة المكسيك دبلوماسية السلام المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلّق على استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة
  • خلال حفل قرعة كأس العالم 2026.. الفيفا يمنح ترامب «جائزة السلام»
  • الاتحاد الدولي يمنح دونالد ترامب جائزة «الفيفا» للسلام
  • دونالد ترامب: نجم البرازيل هو الأفضل في تاريخ كرة القدم
  • جائزة خاصة وجديدة من فيفا لـ دونالد ترامب.. ما هي؟
  • البيت الأبيض ينشر استراتيجية ترامب.. تفوق في اللاتينية وتخوف من محو أوروبا
  • البيت الأبيض ينشر استراتيجية ترامب.. تفوق في اللاتينية وتخوف من محور أوروبا
  • الدرندلي و حسام وابراهيم حسن أمام البيت الأبيض قبل سحب قرعة كأس العالم بأمريكا
  • قرعة كأس العالم.. حسام وإبراهيم حسن رفقة الدرندلي أمام البيت الأبيض
  • ظهور الدرندلي وحسام وإبراهيم حسن أمام البيت الأبيض قبل قرعة كأس العالم