موقع النيلين:
2024-06-02@20:08:32 GMT

ترامب عائد إلى البيت الأبيض

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT


يرى الغالبية من المحللين السياسيين المختصين بالشأن الأميركي أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة إذا ما كان دونالد ترامب سيكون أحد فرسان الرهان في الأمتار الأخيرة لانتخابات الرئاسة الأميركية القادمة لا سيما وهو يواجه عاصفة قانونية لا تبقي ولا تذر.

ومقابل هذا التشاؤم والرؤية الحصينة – عطفاً على معطيات الواقع – هنالك واقع آخر موازي يدعي «روح الديمقراطية الأميركية» و«ثقافة الرهان الشعبي» على الأقل حظاً في الفوز وهي أمور تمثل شغف الشعب الأميركي بالحصول على الشيء على الرغم من أن الإحصائيات والأرقام تشير إلى عكس ذلك، وهو جوهر الحلم الأميركي الذي لا يعترف بأن هناك شيئاً مستحيلاً متى ما توفرت الإرادة والعمل المضني والجاد وبأن الكل يستحق فرصةً ثانيةً إذا هي سيكولوجيا الانتخابات الأميركية التي تتعلق بمن يقدم للشعب بوادر الأمل في أن تكون حياته أفضل وبأن تكون أميركا سيدة العالم دون الحاجة لفقدان الأرواح وتوجيه أموال الضرائب للخارج.

يتقدم ترامب بفارق كبير على منافسيه «الجمهوريين»، ولا يزال بإمكانه الفوز بترشيح حزبه دون التنافس في ولايتي كولورادو أو ماين اللاتي أصدرن أحكاماً تنص على استبعاد دونالد ترامب من الترشح للرئاسة. والتساؤل الأهم هو: هل لا يزال بإمكان دونالد ترامب الترشح للرئاسة بعد أحكام ولايتي ماين وكولورادو؟ إن كلا الحكمين معلقين أثناء إجراء عملية الاستئناف، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام المادة 3 من الدستور لاستبعاد مرشح رئاسي، وبالتالي هل يستطيع دونالد ترامب الاستمرار في الترشح لانتخابات 2024؟ الجواب هو نعم! حيث تنطبق هذه الأحكام فقط على كولورادو وماين على التوالي، ولن تقوم المحكمة الأميركية العليا بتعميمه على باقي البلاد إذا ما فهمنا دور القوانين العرفية في الثقافة الأميركية في مثل تلك الأحكام، ويجب أن لا ننسى أن ترامب يملك الفريق القانوني الأفضل في العالم وليس في بلده فقط، وفريقه الانتخابي الأكبر قادر على تسييس البيروقراطية الفيدرالية بشكل كامل والتعطيل المؤقت لسيادة القانون.
من جانب آخر يحظى ترامب بدعم قطاع الأعمال وهو عامل محوري في الانتخابات، ولكن هل سينجح في تفكيك «الدولة العميقة»؟ وهو ما قد يتطلب تجريد عشرات الآلاف من الموظفين المهنيين في الحكومة من سلطتهم إذا ما أراد فعلاً طمس الدولة العميقة بالكامل وهو تحدي لا يحسد عليه من جميع النواحي وحتماً سيحاول تحقيق ذلك من خلال إعادة إصدار الأمر التنفيذي لعام 2020 المعروف باسم «الجدول F» وهذا من شأنه أن يسمح له بإعادة تصنيف أعداداً كبيرة من الموظفين، مع التركيز بشكل خاص كما قال على «البيروقراطيين الفاسدين الذين استخدموا نظامنا القضائي كسلاح» و«الجهات الفاعلة الفاسدة لدينا في الأمن الوطني والاستخبارات»، ونظراً لغضبه من مكتب التحقيقات الفيدرالي والمدعين الفيدراليين الذين يتابعون القضايا الجنائية ضده، فمن المحتمل أن يستهدف ترامب الأشخاص المرتبطين بتلك المحاكمات والانتقام منهم.هناك تأثير للسمات الشخصية للمرشح على نفسية الناخب الأميركي وخاصةً في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي ورغبة القوى الكبرى في العالم برئيس توافقي فيما يخصّ موازين القوى العالمية والدور الخفي الذي ستلعبه حتماً في تحديد هوية الرئيس الأميركي فلم يعد الأمر كالسابق.

اليوم، وفي عصر الرقمنة المتقدمة، لن ينتخب الشعب رئيسه وحده هذه المرة، وستشارك معه قرى ومدن كاملة في دولة وسائل التواصل الاجتماعي وعقلية الحشود العابرة للحدود الجغرافية، مما سيتطلب أن يكون ترامب شخصين مختلفين في عالم واقعي وآخر افتراضي ليعيد تمركزه من مواقفه في العديد من الأمور كموقفه من النساء، وهذه السمات ربما تصبح القدرة الحقيقية التي ستميز ترامب عن غيره وتجعل ساحة الانتخابات أقرب إلى لعبة إلكترونية أو مسلسل شيّق سيرغب الفرد العادي في المشاركة فيه، وسيحدد عقله الباطن اختياراته التي ستكون ضحية للحملات الانتخابية الذكية، وفن تحويل الانطباعات والمواقف والآراء السلبية لآراء إيجابية وتكتيكات تحول المعارض لمحايد.

سالم سالمين النعيمي – كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات – صحيفة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

ما الذي ينتظر ترامب بعد إدانته التاريخية في نيويورك؟

على الرغم من أن دونالد ترامب أصبح أمس الخميس أول رئيس أميركي سابق يدان جنائيا فإن الملياردير الجمهوري سيتمكن من مواصلة حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض، وذلك لأن دستور الولايات المتحدة لا يمنع أصحاب السوابق من تولي الرئاسة.

ومن مفارقات هذه المحاكمة أن المرشح الجمهوري -الذي كان يتأفف من اضطراره للابتعاد عن الحملة الانتخابية في كل يوم، وتعيّن عليه حضور الجلسات منذ انطلاقها في 15 أبريل/نيسان الماضي، بمعدل 4 أيام في الأسبوع- استعاد بحُكم الإدانة الذي صدر بحقه حريته كاملة، على الأقل لغاية 11 يوليو/تموز القادم موعد النطق بالعقوبة.

وموعد النطق بالعقوبة بحق ترامب يصادف قبل 4 أيام فقط من المؤتمر الذي سيتم فيه رسميا تعيين الملياردير المثير للجدل مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأمهل القاضي فريق الدفاع عن ترامب حتى 13 يونيو/حزيران المقبل لتقديم دفوعه قبل إصدار العقوبة، والنيابة العامة حتى الـ27 من الشهر نفسه للرد على هذه الدفوع.

وخلال مؤتمر صحفي رحّب فيه بحكم الإدانة الذي أصدرته هيئة المحلفين قال المدعي العام ألفين براغ إن "هيئة المحلفين قالت كلمتها" حين وجدت المتهم مذنبا بكل التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أن أعضاء الهيئة الـ12 أصدروا بالإجماع قرارهم بإدانة المدعى عليه "بـ34 تهمة تتعلق بتزوير محاسبي مشدد لإخفاء مؤامرة هدفها إفساد انتخابات 2016".

ما العقوبات التي قد تفرض على ترامب؟

ويواجه ترامب نظريا عقوبة السجن، إذ يعاقب القانون في ولاية نيويورك على تزوير المستندات المحاسبية بالسجن لمدة أقصاها 4 سنوات.

لكن هذه العقوبة يمكن تخفيفها في حال لم يكن المدان من أصحاب السوابق الجنائية، وهو ما ينطبق على ترامب الذي سيكون عمره وقت النطق بالعقوبة بحقه 78 عاما.

وبالنظر إلى السجل العدلي للمدان يمكن للقاضي أن يحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، أو بالقيام بأعمال لخدمة المجتمع، بالإضافة إلى غرامة مالية.

وفي معظم الأحوال فإن ترامب أمامه مهلة شهر واحد لإخطار القضاء بنيّته استئناف الحكم، ثم أشهر عدة للقيام بذلك رسميا.

وأعلن المحامي تود بلانش وكيل الدفاع الأساسي عن ترامب في هذه القضية أن فريق الدفاع سيستأنف "في أقرب وقت ممكن" الحكم.

وقال بلانش لشبكة "سي إن إن" الإخبارية "في نيويورك تقضي الإجراءات بأن يتم النطق بالعقوبة أولا ثم نستأنف".

ومن المرجح أن يؤدي استئناف الحكم إلى تجميد تفعيل كل العقوبات المتأتية عنه، ولا سيما إذا كانت إحدى هذه العقوبات هي السجن مع النفاذ.

هل سيتعطل ترشح ترامب للرئاسة؟

ومن المفارقة أيضا أن إدانة ترامب هذه لا تبطل ترشحه للانتخابات الرئاسية، لا بل سيكون بإمكانه أن يخوض الانتخابات حتى لو صدرت عقوبة السجن بحقه ودخل السجن فعلا.

وفور صدور الحكم سارع ترامب إلى التنديد بمحاكمة "مزيفة"، معتبرا الحكم الصادر بحقه "عارا" لأنه "رجل بريء"، ومؤكدا بنبرة ملؤها التحدي أن "الحكم الحقيقي" سيصدره الناخبون يوم الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن غير المرجح أن تنطلق محاكمة ترامب في هذه القضية بالاستئناف قبل الانتخابات الرئاسية.

#عاجل | #بايدن: الطريقة الوحيدة لإبقاء دونالد #ترمب خارج البيت الأبيض هي صناديق الاقتراع pic.twitter.com/vpPJF2uf96

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 30, 2024

هل سيمنع الحكم ترامب من دخول البيت الأبيض؟

وإذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية فإن إدانته هذه لن تحول دون توليه مهام منصبه في يناير/كانون الثاني 2025.

بالمقابل، لن يتمكن ترامب إذا ما عاد إلى البيت الأبيض من أن يعفو عن نفسه أو أن يُصدر أمرا بكف الملاحقات في هذه القضية، لأن القضاء المسؤول عنها تابع لولاية نيويورك وليس للدولة الفدرالية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في منشور على منصة إكس إن هناك طريقة واحدة فقط لإبقاء منافسه ترامب خارج البيت الأبيض وهي صندوق الاقتراع.

مقالات مشابهة

  • وسط تخبط بايدن.. نتنياهو وبوتين ينتظران عودة ترامب إلى البيت الأبيض
  • هل سيحرم ترامب من الترشح لمنصب الرئيس؟ وهل يحق له التصويت؟
  • روسيا تهاجم البيت الأبيض بعد حكم إدانة ترامب
  • البيت الأبيض يعلق على إدانة ترامب
  • ما الذي ينتظر ترامب بعد إدانته التاريخية في نيويورك؟
  • محامي ترامب: تُنطق العقوبة أولا ثم سنستأنف حكم المحكمة
  • "نحترم القانون" ببيان مقتضب.. تعرَّف على تعليق البيت الأبيض حول إدانة ترامب
  • بعد إدانة ترامب.. مسيرة الرئيس الأسبق للعودة إلى البيت الأبيض بين الصمت وتوقعات السجن
  • البيت الأبيض تعليقاً على إدانة ترامب: نحترم حكم القانون
  • البيت الأبيض يٌعلق على إدانة ترامب: نحترم حكم القانون والقضاء