يقول الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إنه وبعد 150 يوما من الحرب في غزة، إسرائيل ليست أفضل حالا عما كانت عليه ولا أكثر أمانا ولا شعبية، وليس لديها قدر أكبر من الردع، كما أن شعبها ليس أكثر اتحادا ولا فخرا بنفسه.

ودعا ليفي في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية كل إسرائيلي، وبعد مرور كل هذه الأيام من الحرب، أن يسأل نفسه بصدق عن حال إسرائيل.

وقال إن الأيام التي مرت كانت قاسية وصعبة، ولم تفعل شيئا لصالح إسرائيل ولن تفعل، لا على المدى القصير ولا الطويل. وعلى العكس من ذلك، يضيف، خرجت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أقوى "نعم قُتل الآلاف من مقاتليها، لكنها أصبحت بطل العالم العربي".

ومع ذلك، يقول ليفي، يريد معظم الإسرائيليين ما لا يقل عن 150 يوما أخرى من الكارثة، إذ لم تظهر معارضة علنية للحرب حتى بعد 5 أشهر من الموت والدمار على نطاق غير مسبوق، وبعد أن أصبحت إسرائيل منبوذة ومكروهة في جميع أنحاء العالم وملطخة بالدماء وتضررت اقتصاديا.

الأكثر ظلاما

واستمر يقول إنه لا يوجد مجال واحد أصبحت فيه إسرائيل أفضل حالا بعد هذه الأشهر القليلة الماضية المظلمة، وهي الأكثر ظلاما في تاريخها. فقد أصبحت أقل أمانا، وتواجه خطر التصعيد الإقليمي والعقوبات العالمية وفقدان الدعم الأميركي. كما أنها أقل ديمقراطية بكثير -لأن الضرر الذي ألحقته الحرب بالمؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية أكبر حتى من الانقلاب القضائي– وستبقى الأضرار المتراكمة بعد انسحاب الجيش من غزة.

أما بالنسبة للوضع الدولي لإسرائيل، فإنها لم تكن أبدا منبوذة مثل اليوم، حتى علاقاتها المضمونة مع الولايات المتحدة تدهورت إلى مستوى منخفض لم تشهده من قبل.

وأشار ليفي إلى القتل اليومي للجنود، واستمرار احتجاز معظم الأسرى المحتجزين، وتشريد عشرات الآلاف من الإسرائيليين داخليا، وتحوّل نصف إسرائيل إلى منطقة خطر، وتهديد الضفة الغربية بالانفجار، والكراهية التي لا نهاية لها لإسرائيل، والتي لا يمكن أن يخفيها شيء في غزة والضفة والعالم العربي.

المستقبل لا يبشر

وقال إن المستقبل لا يبشر بانفراج أو تحسن ما دامت إسرائيل ترفض بعناد كل اقتراح لتغيير جوهري. ووصف حال الإسرائيليين وهم يريدون الاستمرار في الحرب بحال المقامر الذي فقد كل أمواله، لكنه لا يزال مقتنعا بأن رهانا آخر سيحقق له الفوز بالجائزة الكبرى.

ووصف حال الإسرائيليين المقتنعين بأن قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في غزة سيحول القطاع إلى جنة، أو على الأقل إلى مكان آمن، بأنه مجرد عمى وغموض أخلاقي لم يحدث، حتى في إسرائيل من قبل.

وعاد الكاتب ليسأل عما حصلت عليه إسرائيل من مكاسب، ويطلب من الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم بشجاعة الأسئلة التالية: هل كان يجب الذهاب إلى الحرب بعد وضع الشعارات جانبا؟ الشعارات مثل كيف لأي دولة أن تتجاهل مثل هذا الهجوم القاسي على شعبها، وحق الدولة في حماية نفسها، وما الذي كان يريد الناس أن تفعله إسرائيل. وأجاب بأن كل الأمور ستزداد سوءا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي يدعو المعارضة الإسرائيلية لـ إسقاط نتنياهو

دعا الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي يوسي هدار، إلى التحرك من أجل إسقاط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب افتقاده للقيادة والمسؤولية الوطنية.

اقرأ ايضاًعشرات الإسرائيليين أُفرج عنهم يوجهون رسالة لنتنياهو وترامب.. ماذا قالوا؟

وأكد الكاتب أنه "يجب التحرك لإسقاط نتنياهو في أسرع وقت ممكن لأنه أثبت أنه لا يستحق المنصب الرفيع".

وأشار إلى أن الأمل قد يأتي من معسكر "اليمين الليبرالي"، وتحديدا من شخصيات مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ورئيس حزب إسرائيل أفيغدور ليبرمان، داعيا هؤلاء إلى عدم التزام الصمت، لأن "الوقت يعمل ضد إسرائيل طالما بقي نتنياهو في السلطة".

وبحسب مقال للكاتب في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نقلته قناة "الجزيرة"، فقد شنّ هدار هجوما لاذعا على نتنياهو، محمّلا إياه مسؤولية ما وصفه بانهيار الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي، وتدمير العلاقات الحيوية مع الولايات المتحدة، قائلا إن "المصلحة الشخصية والبقاء في السلطة هما الهدفان الوحيدان اللذان يوجهان سلوك نتنياهو".

ودعا هدار المعارضة الإسرائيلية إلى التحرك لإسقاط نتنياهو، قائلا إن ما يميز نتنياهو هو "افتقاده للقيادة والمسؤولية الوطنية"، مشيرا إلى أنه "سحق كل ما تبقى من أسس متينة لدولة إسرائيل، وهو الآن على وشك سحق علاقاتها مع أقرب حليف استراتيجي – الولايات المتحدة".

وبحسب هدار، فإن نتنياهو ساهم في إخراج إسرائيل من دائرة التأثير الإقليمي والدولي، وفق تعبير الكاتب، مشيراً إلى أن "تصرفات نتنياهو الساخرة والمخزية والمضللة" ساهمت في ذلك.

ويرى الكاتب، أن ما جرى في عهد نتنياهو ليس مجرد فشل سياسي، بل "كارثة استراتيجية"، فحتى في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يتردد نتنياهو في استفزازه وتشويه سمعته، وهو ما جعل الإدارة الأميركية، وفق هدار، تتجه إلى خطوات "صادمة" أبرزها التفاهم مع الحوثيين دون إشراك إسرائيل، والحديث عن الدفاع عن المصالح الأميركية فقط، حتى في حال استُهدفت إسرائيل.

كما أشار إلى استمرار المفاوضات مع إيران رغم اعتراضات تل أبيب، وصفقات الأسلحة النوعية مع السعودية وتركيا، ورفع العقوبات عن سوريا، وهي خطوات –بحسب الكاتب– تعكس تراجع مكانة إسرائيل في حسابات واشنطن، نتيجة "التهور السياسي" لنتنياهو.

اقرأ ايضاًرقم صادم.. 10 آلاف شهيد وجريح في غزة منذ استئناف الحرب

كما انتقد محاولات نتنياهو تمرير ما سماه بـ "قانون المراوغة" (القانون الذي يبحثه الكنيست الإسرائيلي والذي سيمكن الحريديم من الاستمرار في التهرب من الخدمة في الجيش لو تم إقراره)، وتحميل جنود الاحتياط أعباء إضافية في ظل إنهاك الجيش، قائلا، إن كل ذلك "يصبّ في مشروعه للبقاء السياسي، حتى على حساب انهيار الدولة".

ويؤكد الكاتب، أن الانقلاب القضائي الذي قادته حكومة نتنياهو بمساعدة وزرائه هو الذي أدى إلى "الانقسام الأكبر في تاريخ إسرائيل"، وكان سببا مباشرا في "الكارثة الوطنية" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين فشلت إسرائيل في إحباط هجوم غير مسبوق من غزة.


المصدر: معاريف + الجزيرة


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند كاتب إسرائيلي يدعو المعارضة الإسرائيلية لـ "إسقاط نتنياهو" فوائد أكل الخيار قبل النوم إسحق دار يعلن عن اتفاق هندي باكستاني بتمديد وقف إطلاق النار محادثات موسكو وكييف تأخذ منحى آخر.. كيف تصاعدت حدة التصريحات؟ الكشف عن موعد انتهاء مسلسل ليلى.. وشخصية أساسية تودع العمل Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الإسرائيليين .. نتنياهو هو “ملاك الموت” الذي يقبض أرواح الأسرى
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة: نُطالب نتنياهو بإنهاء الحرب فورا
  • كاتب إسرائيلي يطالب بإلغاء قانون لمّ شمل العائلات الفلسطينية.. خطر ديمغرافي
  • ترامب: سألتقي بوتين بأسرع ما يمكن والعالم سيصبح أكثر أمانا بعد أسابيع
  • ترامب: العالم سيصبح أكثر أمانا خلال 3 أسابيع
  • إعلام إسرائيلي: ملايين الإسرائيليين دخلوا الملاجئ
  • كاتب إسرائيلي يدعو المعارضة الإسرائيلية لـ إسقاط نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي يدعو إلى إسقاط نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي: في الرياض صنعوا السلام وفي غزة ذُبحوا
  • اقتلهم بالرصاص قبل أن يموتوا بالمرض.. شعار إسرائيل في استهدافها المستشفيات بغزة