منذ أكثر من 100 عام، كان الكشري من أشهر الأطباق الشعبية في الشارع المصري، ومن أشهى الأكلات التي يحبها العديد من المصريين، فبعض الناس يعتبرونه رمزاً لمصر والمصريين، إذ أنه من الصعب أن تدخل أي منطقة ولا تجد فيها محلاً على الأقل يبيع الكشري، ويأتي السياح من حول العالم لزيارة الأهرامات والنيل وتجربة ذلك الطبق اللذيذ، كما أنه من الأكلات السهلة ومكوناته بسيطة ورخيص، وتعددت القصص والروايات حول أصول طبق الكشري، فما أصله؟

 رأي ابن بطوطة

بحسب الرحالة الشهير «ابن بطوطة» في كتابه «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، ذكر وصفاً لما شاهده خلال زيارته للهند، وكتب عنها قائلاً «إنهم يطبخون الأرز والشعير، ويضيفون عليه السمن، ثم يأكلونه ويسمونه كشري»، وتعود كلمة كشري بالهندية إلى اللغة السنسكريتية، وتعني الكشري مع إضافات أخرى، وهي لغة هندية قديمة اُستخدمت في الطقوس الدينية.

وُلد من رحم الحرب العالمية الأولى

خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد فرض الاحتلال الإنجليزي الحماية الجبرية على مصر، وصلت قوات من الهند وأستراليا وإنجلترا تدعى «كومنولث»، ما أدى لاختلاط الجنود الهنود والمصريين ببعضهم البعض، وذلك من خلال عمليات البيع والشراء.

بدأ الكشري ينتشر في أحياء القاهرة، بحكم كونه وجبة رخيصة الثمن وسهلة التحضير، فكان يتكون من الأرز والعدس بجبة فقط، حتى أضاف له حي يوجد به أقليات إيطالية المكرونة وأطلقوا عليه «كوتشري»، ولأن المصريين يجب أن يضعوا بصمتهم في كل شيء، فأضافوا له حمص الشام والشطة والثوم المهروس ودقة الخل وحلقات البصل المقلي المقرمش.

أصوله مصرية

أوصى الكاهن المصري «مانيتون السمنودي»، في كتابه «الجبتانا»، على الإفطار على «الكوشير» للقرى التي لا يصل إليها الخير في الوقت المناسب، وأن من يخالف تعاليم الآلهة سوف يعاقب بمرض شديد أو بموت أحد أفراد أهله، وتكون وقتها من العدس والأرز والحمص والفول والبصل والثوم.

وكتب الرحالة «ريتشارد فرانسيس برتون» في كتابه «Personal narrative of a pilgrimage to Mecca and Medina»، أنه شاهد شروق الشمس في السويس مع إفطار المصريين في الشتاء على الكشري، وتكون من عدس وأرز وبصل وسمن وليمون مخلل، ويحضر على نار هادئة.

وتحدث واحد من أهم وأشهر المواقع الهندية وهو «time of india»، في مقال كتبه عن الكشري وقال «national dish of egypt»، أي الأكلة القومية المصرية،  وهو ما يدل على أن أصول الكشري مصرية. 

الكشري الإسكندراني

تختلف طريقة عمل الكشري من دولة لدولة ومن بلد لبلد، لكن الجميع يتفق على حبهم له، وكل منطقة تحاول أن تبتكر طريقة جديدة لعمله، ففي الإسكندرية يوضع كشري العدس الأصفر بدلاً من العدس البني، كما أنهم لا يضيفون عليه صلصة، بينما في بلاد الشام، يُطبخ الكشري بالأرز أو بالبرغل، ويسمى «المجدّرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كشري

إقرأ أيضاً:

«صوت أمريكا»: الرعاية الصحية تتعرض للهجوم مع تصاعد الحرب فى غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحذر مسئولو الأمم المتحدة من نقص إمدادات الأدوية والوقود فى قطاع غزة، حيث يكافح العاملون فى المجال الإنسانى لتوفير الرعاية المنقذة للحياة للمرضى والجرحى الذين يتزايد عددهم باستمرار، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت هاريس، فى تصريحات للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي فى جنيف، "الإمدادات الطبية وإمدادات الوقود منخفضة للغاية".

وأضافت إن ثلاث شاحنات فقط تابعة لمنظمة الصحة العالمية تحمل مساعدات دخلت مدينة رفح، بجنوب غزة المحاصرة، منذ بدء الهجوم البرى الإسرائيلى هناك فى أوائل مايو.

وتابعت: "لدينا ٦٠ شاحنة إمداد تابعة لمنظمة الصحة العالمية غير قادرة على الدخول إلى رفح بسبب إغلاق الحدود".

وأوضحت أن: "الوقود أمر بالغ الأهمية بشكل خاص"، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى دخول ما يقدر بنحو ٢٠٠،٠٠٠ لتر يوميا لإدارة ١٤ من المستشفيات العاملة رسميا فى غزة. وأضافت: "لقد تمكنا من الحصول على ٦٠،٠٠٠ لتر يوميا فى أحسن الأحوال. وفى بعض الأيام لا شيء. لذا، فإن جميع المستشفيات تعانى حقا وتتخذ قرارات بشأن ما يمكنها فعله، خاصة فى رفح حيث لا يزال المستشفى الإماراتى فقط القادر بالكاد على العمل".

وأشارت إلى أن هذا يعنى أن الخدمات الصحية الرئيسية لم تعد متوافرة فى رفح، بما فى ذلك غسيل الكلى والجراحة ورعاية الأمهات.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) جيمس إلدر، إنه بسبب نقص الوقود، تم إغلاق محطات تحلية المياه فى وسط وجنوب غزة لمدة ثماني ساعات على الأقل كل يوم، مما أدى إلى تقلص إمدادات المياه بشكل كبير.

وأضاف: "فى المتوسط، فى رفح، يحصل الشخص الواحد على لتر واحد من الماء يوميا، وهو أقل بشكل كارثى من أى مستوى طوارئ". وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفرد يحتاج إلى ١٥ لترا على الأقل يوميا لتغطية الاحتياجات المتعلقة بالجفاف والصرف الصحي.

وواجهت إسرائيل ضغوطا دولية شديدة لتكثيف تدفق المساعدات إلى غزة، حيث حذرت جماعات الإغاثة من أزمة إنسانية حادة تهدد السكان الذين يزيد عددهم على ٢ مليون نسمة.

وادعت إسرائيل مرارا وتكرارا أنها لم تمنع وصول المساعدات إلى المنطقة واتهمت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بالفشل فى توزيع إمدادات الإغاثة التى تدخل بشكل سليم. ولكن التقطت عدسات الكاميرا المتظاهرين الإسرائيليين وهم يمنعون شاحنات الإغاثة من الدخول عبر المعابر وقاموا بإلقاء الإمدادات من الشاحنات على الأرض.

ووفقا لوزارة الصحة فى غزة، استشهد ٤٥ شخصا على الأقل فى غارة جوية إسرائيلية على مخيم للنازحين الفلسطينيين فى رفح يوم الأحد الماضي. ومنذ ٧ أكتوبر الماضي، عندما بدأت إسرائيل غزوها لغزة، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد أكثر من ٣٦ ألف فلسطيني وإصابة أكثر من ٨١ ألف آخرين.

ويشير التقرير السنوى لقسم الرعاية الصحة بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لعام ٢٠٢٣، الذى صدر يوم الثلاثاء الماضي، إلى أنه اعتبارا من أبريل ٢٠٢٤، "فقدت الأونروا أكثر من ١٨٨ موظفا من بينهم ١١ متخصصا فى الرعاية الصحية".

وفى الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام ٢٠٢٣، قال التقرير إن الاستشارات الطبية فى غزة انخفضت بسرعة حيث اضطرت الأونروا إلى إغلاق ١٤ من ٢٢ مركزا صحيا، وأدى انقطاع التيار الكهربائى إلى إغلاق الوصول إلى أنظمة الرعاية الصحية عن بعد.

وبحسب التقرير: "لم يصبح الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية شبه مستحيل فحسب، بل خلقت الأعمال العدائية أيضا عشرات الكوارث الصحية الجديدة، مع تصاعد إصابات الحرب، والنزوح الداخلي، وأزمات الصحة العقلية، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، والظروف المحتملة للوباء والمجاعة". وواجهت الأونروا صعوبة كبيرة فى تقديم المساعدات الصحية وغيرها من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة منذ أن علقت ١٦ دولة المساعدات المالية فى وقت مبكر من العام بسبب مزاعم إسرائيلية بأن المنظمة تؤوي "إرهابيين من حماس"، على حد وصف سلطة الاحتلال، وفقا لـ"صوت أمريكا".

وبينما استأنفت ١٤ دولة المساعدات المالية منذ ذلك الحين، قالت الأونروا إن الصعوبات فى تقديم المساعدات مستمرة: "لأننا لم نصل بعد إلى مستوى التمويل المستدام".

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى وجود صعوبات كبيرة لجميع الفرق الطبية فى غزة، حيث إنها غير القادرة على تلبية احتياجات المرضى والجرحى.
 

مقالات مشابهة

  • ما الفرق بين المقترح الإسرائيلي الجديد والآخر الذي وافقت عليه حماس
  • ما الفرق بين المقترح الإسرائيلي الجديد والآخر الذي وافقت عليه حماس؟
  • صحيفة أمريكية تستعرض ما يحدث في أوروبا اليوم وتستذكر ارهاصات الحرب العالمية الأولى
  • ما الفرق بين مقترح بايدن للهدنة والمقترح الذي وافقت عليه حماس سابقا؟
  • 12 مليون درهم من «دبي الإسلامي» لهيئة الأعمال الخيرية العالمية
  • «صوت أمريكا»: الرعاية الصحية تتعرض للهجوم مع تصاعد الحرب فى غزة
  • فضيحة خيانة تهز العائلة المالكة الإسبانية: مزاعم جديدة عن الملكة ليتيزيا
  • المدير الإداري لـ BMW الشرق الأوسط يقوم بزيارة رسمية الأولى من نوعها إلى BMW عُمان
  • حكم إحرام الحجاج المصريين من جدة.. عالم أزهري يوضح
  • الريامي يدرس منهج الدرجيني في «كتاب طبقات المشايخ بالمغرب»