مع قدوم شهر رمضان المبارك تضاعفت أسعار المواد الغذائية للسلع الاستهلاكية مع شح ملحوظ في بعض الأنواع والسلع

التغيير: بورتسودان

يعاني المواطنون السودانيون في مناطق الحرب في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة من أوضاع مأساوية في ظل الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.

يجد مواطنو تلك المناطق صعوبة كبيرة في توفير مواد ومستلزمات شهر رمضان الكريم، بل إن بعضهم لا يتوفر لهم ما يكفي حاجاتهم من طعام، وزاد الأمر سوءا انتشار أمراض سوء التغذية والملاريا والحميات وسط المواطنين.

مراكز الإيواء

يقدر عدد مراكز إيواء النازحين بـ 970 مركزا، وكانت ولاية الجزيرة وحدها تضم 500 مركز، بينما النيل الأبيض 188 مركزا، والشمالية 115 مركزا، في حين تضم ولاية سنار 38 مركزا والبحر الأحمر أكثر من 90 مركزا.

وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين في السودان بـ7 ملايين شخص، وأشارت تقارير المنظمة الدولية إلى أن الجوع يهدد ملايين السودانيين.

يقدر عدد مراكز إيواء النازحين بـ 970 مركزا تضاعف الأسعار

مع قدوم شهر رمضان المبارك تضاعفت أسعار المواد الغذائية للسلع الاستهلاكية. وكشف مواطنون في ولاية الخرطوم في حديث لـ«التغيير» عبر اتصال من أجهزة الاتصال الفضائي (استار لينك) عن ارتفاع الأسعار مع شح في بعض الأنواع والسلع، حيث وصل سعر كيلو السكر 2.300 ألف جنيه وفي بعض المناطق 2.500 ألف، فيما يتراوح سعر الجوال زنة عشرة كيلو 22 و24 ألف جنيه والجوال الكبير ما بين 100 و110 ألف. فيما وصل سعر جوال الدقيق 38 ألف جنيه وكيلو العدس  2500 جنيه وكيلو الرز ما بين 800 – 1000 جنيه.

ويتراوح سعر كيلو اللحوم ما بين 6000 لـ 8000 ألف وجركانة الزيت الكبيرة 38 ألف، وكرتونة البسكويت 14 ألف الكرتونة.

ووصل سعر الدقيق الذرة الربع 7 آلاف من نوعية طابت، والقمح 8 آلاف جنيه، أما الدخن فبلغ سعره 9 آلاف جينه، وربع العدسية والكبكبي ما بين 9 و12 ألف جنيه.

وبلغ سعر ربع الويكة 14 ألف جنيه وربع البصل 6 آلاف جنيه ورطل البن 7 آلف جنيه أما جوال الأرز العادي فتراوح سعره ما بين 17 و22 ألف جنيه، والكبسة 30 ألف جنيه.

وشكا مواطنون من انعدام ملحوظ لسلع السكر والبصل واللحوم البيضاء والحمراء والكثير من أنواع الخضروات.

مع قدوم رمضان تضاعفت أسعار المواد الغذائية للسلع الاستهلاكية تباين الأحوال

تتباين أحوال المواطنين حسب طبيعة كل منطقة عن الأخرى، واختلاف الوضع الأمني بينها، ووفقا لمتابعات «التغيير» فإن أكثر المناطق المتضررة تلك التي لا تتوفر فيها شبكة إنترنت، حيث يعتمد السكان على التحويلات الخارجية لتطبيق (بنكك) التابع لبنك الخرطوم، ولكن عدم وجود الإنترنت فاقم من معاناة الأسر في مناطق الحرب، إذ أن أغلب السكان ليس لديهم دخل كاف.

انقطاع التيار الكهربائي والمياه يعتبران أحد أكبر الهواجس التي تواجه  مواطني مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور والجزيرة، حيث غادر الكثيرون للصيام بالولايات الآمنة فيما حبست الظروف المادية بعض الأسر المتعففة داخل مناطق النزاع.

غرف الطوارئ

غرفة طوارئ ولاية الخرطوم وصفت في بيان صحفي الوضع في العاصمة الخرطوم بالسيء جداً خاصة فيما يلي الغذاء والعلاج. وكشفت عن حالات وفيات بسبب الجوع وانعدام الدواء، وقالت إن90% من المطابخ والتكايا توقفت حيث كانت توفر الطعام للأسر.

وأكدت غرف الطوارئ بالخرطوم أن هناك كميات شحيحة جدًا من المواد التموينية موجودة ولكن وبأسعار مرتفعة فوق قدرة المواطنين، في ظل توقف التحويلات النقدية للأسر من خارج البلاد بسبب انقطاع شبكات الاتصال، التي كانت تعتمد عليها الأسر لتوفير احتياجاتها الأمر الذي يشير إلى أن حوالي 250 ألف أسرة مهددة بالجوع.

90% من المطابخ والتكايا توقفت حيث كانت توفر الطعام للأسر الزكاة والنازحين

الأمين العام لديوان الزكاة أحمد إبراهيم عبدالله أكد لـ«التغيير» خلال زيارة للشمالية مؤخرا أن ارتفاع معدلات الفقر وتدهور الأوضاع المعيشية أمر واضح لا يحتاج لاجتهاد. كاشفا عن تخصيص 18 مليار جنيه للفقراء في رمضان.

وحمل الأمين العام للزكاة قوات الدعم السريع مسؤولية إفقار المواطنين بنهب ممتلكاتهم ومدخراتهم وتعريض حياتهم للخطر بالقتل والخطف.

وأعلن عبد الله عن تخصيص نسبة كبيرة من أموال الزكاة للنازحين بمراكز الإيواء.

وأكد الأمين العام للزكاة إنهم يعملون في ثماني ولايات فقط مشيرا إلى أن منسوبي الديوان في ولايات دارفور أخطروهم برغبتهم في العمل وتوزيع المواد للسكان هناك، مبيناً أنهم لا يمانعون ذلك شريطة ألا تذهب هذه المعينات للدعم السريع.

وكشف عبد الله عن شروع ولاية شمال كردفان المحاصرة من قبل الدعم السريع في توزيع معينات للفقراء والمصارف الأخرى.

 

شبح المجاعة يهدد (10) ملايين مواطن في مناطق النزاعات مسؤولية المعاناة

وحمل الناشط المجتمعي أيمن عثمان البخيت في حديث لـ«التغيير» طرفي النزاع المسؤولية جراء ما يحدث للمواطنين من معاناة بسبب الحرب. ودعا الطرفين للالتزام بتعهداتهم بتمرير المساعدات الإنسانية من تشاد إلى غرب السودان.

وأكد البخيت أن الوضع يتطلب إيقافا شاملا لإطلاق النار في ظل شبح المجاعة الذي يهدد (10) ملايين مواطن في مناطق النزاعات، مشيرا إلى أن الحرب تعتبر أحد أكبر أسباب الفقر في العالم.

 

الوسومالجيش السوداني الدعم السريع رمضان في السودان مجاعة السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع رمضان في السودان مجاعة السودان

إقرأ أيضاً:

التصعيد يشتد والكارثة الإنسانية تتفاقم| الاحتلال يقصف والمقاومة ترد.. تفاصيل

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل بأن عدد الشهداء في قطاع غزة ارتفع إلى 43 شهيدا منذ فجر اليوم، الأربعاء، نتيجة الغارات المكثفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن تظهر حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق شامل لـ وقف إطلاق النار، على الرغم من إقرار كبار قادتها العسكريين بحجم الأزمة الميدانية التي يواجهها الجيش.

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن  رئيس هيئة الأركان والقيادة العسكرية الإسرائيلية يدركون الحاجة الملحة إلى إنهاء العدوان على قطاع غزة، في ظل التدهور المتسارع في القدرات القتالية لقواتهم. 

وتابع: "فالجيش الإسرائيلي لم يعد يمتلك القدرة الكافية على خوض المواجهات، وسط تناقص مستمر في أعداد جنوده وتراجع في جاهزيته الميدانية".

وأشار الرقب، إلى أن رغم استمرار العمليات العسكرية، إلا أن الاحتلال يعاني من غياب رؤية واضحة لاستكمال عدوانه أو تحقيق أهدافه المعلنة في غزة، ما يكشف عن مأزق استراتيجي يتفاقم مع مرور الوقت.

واختتم: "تملك حركة حماس رؤية استراتيجية واضحة في إدارة المعركة، وتعتمد بشكل أساسي على ملف الأسرى على أنها ورقة رابحة تضغط بها لتحقيق أهدافها".

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أربعة جنود من قوات الاحتلال أُصيبوا بجراح خطيرة إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دبابة تابعة لهم خلال توغل في قطاع غزة.

 وأكدت منصات للمستوطنين وقوع الحادث، مشيرة إلى أن العبوة أدت إلى إصابات بالغة في صفوف الجنود.

وفي سياق متصل، نشرت "كتائب سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، مشاهد مصورة تظهر استهداف مجاهديها لتجمعات من جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في مدينة خان يونس، باستخدام قذائف الهاون. كما أعلنت الكتائب في وقت سابق عن تفجير عبوة صدمية في آلية عسكرية إسرائيلية توغلت شمال مدينة خان يونس.

وأفادت "سرايا القدس" أيضا بأنها استهدفت بقذائف الهاون مواقع تمركز لجنود وآليات الاحتلال في شمال المدينة، ضمن سلسلة عمليات نفذتها المقاومة ضد التوغلات الإسرائيلية.

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية توثيق عملياتها العسكرية في مختلف محاور القتال، حيث أظهرت المقاطع المصورة تفاصيل دقيقة عن الكمائن والهجمات التي نُفذت ضد القوات الإسرائيلية، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، بما في ذلك تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، فضلا عن قصف مدن ومستوطنات إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تستمر فيه قوات الاحتلال، مدعومة بشكل كامل من الولايات المتحدة، في تنفيذ عدوان شامل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى ارتكاب مجازر وصفت بـ"الإبادة الجماعية". 

ووفقا لتقارير فلسطينية، فقد خلف العدوان حتى الآن أكثر من 190 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.

وعقب وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي واستمر لنحو شهرين، استأنف الاحتلال عدوانه على غزة، مخالفا كافة بنود الاتفاق، ومواصلا حصاره المشدد، خاصة على المناطق الجنوبية والوسطى والشمالية من القطاع.

مكتب الإعلام الحكومي: «مؤسسة غزة» تواصل زراعة الموت واستهداف المُجوّعين في القطاعليلة نارية في غزة.. قصف إسرائيلي مكثف ونزوح متصاعد وسط كارثة إنسانيةالوضع الصحي.. انهيار شامل ونداءات استغاثة

من جانبه، حذر محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من تدهور الوضع الصحي بشكل كارثي مع استمرار التصعيد العسكري. 

وأكد أن قوات الاحتلال تستهدف منذ عدة أيام مناطق الجنوب والشمال والوسط بشكل مكثف، مما أدى إلى تدفق أعداد هائلة من الجرحى إلى المستشفيات.

وأشار أبو عفش في تصريحاته إلى أن المستشفيات تعاني من ضغط غير مسبوق بسبب النقص الحاد في المعدات الطبية والإمدادات الأساسية، بما في ذلك بنوك الدم، مؤكدا أن عدد الأسرة وغرف العمليات تقلص بشكل كبير نتيجة تدمير العديد منها. 

وقال إن الطواقم الطبية تعمل تحت ضغط يفوق 200%، مع استقبال نحو 500 جريح يوميا، ما يهدد استمرارية تقديم الخدمات الطبية في القطاع.

وأوضح أن سلطات الاحتلال تمنع دخول المساعدات الطبية والإنسانية عبر المعابر المغلقة، مما أجبر الكوادر الطبية على اتخاذ قرارات صعبة بشأن المفاضلة بين المرضى، بسبب النقص الحاد في الموارد. 

كما لفت إلى توقف عدد من الخدمات الحيوية، مثل الغسيل الكلوي، وتفاقم معاناة المرضى، فضلا عن انتشار الأمراض المعدية ومشكلات صحية أخرى في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل عام.

مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 4 آخرين في غزةمقتل جندي إسرائيلي من الإيجوز في غزة.. سرايا القدس تكشف تفاصيل العملية طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال المساعدات الإنسانية تدهور الحالة الصحية بغزة

مقالات مشابهة

  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
  • تحذير جنوبي من كارثة خدمية في عدن بسبب استمرار انقطاع الكهرباء
  • فرانشيسكا ألبانيز: آن الأوان لوقف دعم اقتصاد الإبادة الجماعية في غزة
  • إبـادة جماعية في غزة بدعوى توزيع المساعدات.. 60 شركة دولية تربح من استمرار الحرب
  • والي الخرطوم يفتتح فرع البنك العقاري بسوق صابرين
  • التصعيد يشتد والكارثة الإنسانية تتفاقم| الاحتلال يقصف والمقاومة ترد.. تفاصيل
  • الاحتلال يستهدف كل ما هو متحرك.. مأساة إنسانية وصحية تتفاقم في قطاع غزة
  • 13 شهيدا جراء غارات الاحتلال على عدة مناطق بقطاع غزة منذ فجر اليوم
  • باحث: الحرب في غزة سبب تراجع شعبية نتنياهو
  • بسبب الحرب والحصار.. تفاقم معاناة ذوي الإعاقة في قطاع غزة