بوابة الوفد:
2025-07-28@03:57:44 GMT

مسجد " مرسى ابو العباس " حكاية عشق بالحي الصوفي

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

 

عندما يحل شهر رمضان يأتي في رأسك على الفور ميدان المساجد بحي المساجد أو الحي الصوفي كما أطلقوا عليه رواده، لأنه يجمع كل آل البيت الصوفي، ويتمتع بمكانة خاصة ليس فقط بين قلوب أهل الإسكندرية، لكن بين قلوب الصوفية ومحبي مساجد وأضرحة آل البيت والأولياء، فهو من أقدم مساجد عروس البحر المتوسط، وأهمها في قيمته التاريخية والأثرية، مسجد المرسي أبو العباس.

رغم ان مسجد مرسى ابو العباس مازال به اعمال التطوير الا ان المصلين يحضرون اليه من غرب وشرق لكى يصلون داخل المسجد لما يتمتع من روحانيات دينية .

كان قد توافد المئات من  المواطنين مساء امس  لأداء صلاة التراويح وسط روحانيات وتناسيم رمضانية في مسجد ابو العباس، والذى يحوى مقام سيدى المرسى أبوالعباس، بمنطقة ميدان المساجد، وبدأ الإمام الصلاة بالمناداة على المصلين قائلًا: القدم في القدم والكتف في الكتف يستوى الصف، ايذانأً ببدء أول صلاة تراويح في الاسكندرية .

 

وحرص الآباء من الرجال والنساء، الذين ملأوا المسجد لأداء صلاة العشاء وأول ليلة التراويح، على اصطحاب الأطفال لأداء الصلاة الأولى في أول ليلة من شهر رمضان.

كعادتها كل عام، تتحول منطقة «بحرى» فى الإسكندرية من مجرد منطقة سكنية ومزار سياحى، إلى حاضنة أهلية لكل فئات المواطنين أثناء شهر رمضان، فى ظل ما تتمتع به من ليالٍ رمضانية «دافئة» تبدأ مبكراً ولا تنتهى إلا بعد طلوع الشمس. مسجد «أبوالعباس» هو أشهر مساجد الإسكندرية، الذى اكتسبت المنطقة المحيطة به اسمه، يصبح خلال أيام وليالى شهر رمضان، قبلة لأبناء الإسكندرية للصلاة وتلاوة القرآن والتعبد، و«فسحة» للأطفال فى الوقت ذاته، بسبب امتلاء الشوارع المحيطة به عن آخرها بكل أشكال وأنواع الألعاب والأرجوحات وتنظيم المسابقات وغيره.

مسجد المرسي أبوالعباس له مكانة خاصة في قلوب أهل الإسكندرية وتاريخ وقيمة كبري.. وسيدي أبوالعباس هو أحد الأقطاب الذين اعترفت لهم الأمة الإسلامية بعلو الهمة. وصدق المحبة لله ورسوله.و لد في مُرسية إحدي مدن الاندلس. عام 616هـ. ونسب إليه مسمي المرسي. وحفظ القرآن صغيرًا. وعمل بالتجارة وقاد تجارة والده. وفي 640هـ اعتزم والده الحج واصطحب والديه وأمهما وركبا طريق البحر. فهبت عليهم ريح. فغرقت المركب إلا أن العناية الإلهية أدركت أبا العباس وشقيقه. فقصدا تونس. فعمل شقيقه بالتجارة. وأخد أبوالعباس يعلم الأولاد القرآن. وكان الشيخ أبا الحسن الشاذلي يقيم في زاوية قريبة. فذهب له أبوالعباس وتعلق به وأصبح يلازمه. ووفد معه إلي مصر عام 642هـ ونزلا بالإسكندرية.

واختار أبوالحسن مسجد العطارين لإلقاء دروسه. ثم ما لبث أن توفي وهو في الطريق للحج واستكمل أبوالعباس إلقاء الدروس وهداية الناس إلي الله. وتتلمذ علي يديه الكثير من الأولياء ومات ودفن في الإسكندرية في المسجد الذي سمّي علي اسمه. وهذا المكان كان يسمي مقبرة باب البحر. وكان يدفن بها العلماء. ولم يكن المسجد موجودا حين وفاته. بل بني عليه مسجدًا صغيرًا وتوالت عليه الأحداث. حتي تم بناء هذا الصرح العظيم.

جاءت فكرة بناء مسجد أبوالعباس بشكله الحالي. في عام 1927. بعد أن اتخذ الملك فؤاد قرارًا بإنشاء ميدان المساجد. بعد تحديث مدينة الإسكندرية وتوسعة الشوارع. ونقل مقابر باب البحر التي كانت تتواجد حينها في موقع ميدان المساجد إلي مقابر المنارة.. والمسجد يتخذ شكل المساجد المعلقة. حيث يرتفع عن الأرض ويتم الصعود إليه ببضع الدرجات. بسبب تواجد مقابر ومقامات الأولياء أسفله. أو ما يسمي المنامات. حيث يدفن أسفل المسجد 11 من الأولياء مع المرسي أبوالعباس أهمهم أبناؤه. ولدين وابنته. والشيخ الفكهاني. وأبوشامة وغيرهم.،أول من بدأ بناء مسجد أبوالعباس مصمم إيطالي يدعي "فازاي". لكنه يترك العمل به. ليستكمله المهندس الإيطالي ماريو روسي. الذي يقال إنه اعتنق الإسلام بعد افتتاحه. وشيد بعدها العديد من المساجد في الإسكندرية حيث كانت بداية استخدام الخرسانة المسلحة في بناء مسجد. وجلب "روسي" 16عمود جرانيت من إيطاليا بمواصفات خاصة لكي تتحمل ضغط سقف المسجد. حيث كان يخشي من قبة المسجد. فقام بإلغائها ليكون مكانها ما يسمي بـ "الشخشيخة". وتم وضع أعمدة الجرانيت 8 في المنتصف. و8 لجوانب المسجد. وتم تصميم 4 قباب من الجوانب. وبني المسجد علي الطراز المثمن. 

وهو أول مسجد يبني علي هذا الطراز في مصر. تأثرًا بمسجد قبة الصخرة.. وقد بني علي مساحة 3000 متر مربع. واستغرق بناؤه 18عامًا. حتي جاء قرار افتتاحه عام 1945.

تجولت " الوفد " بمسجد ابو العباس لرصد احتفالات المواطنين بشهر رمضان الكريم 

يقول  الحج  احمد السيد احد رواد المسجد 

أبوالعباس له قدسية خاصة فى شهر رمضان المبارك، فهو يجمع أغلب فئات الشعب السكندرى، ومن خارج المدينة أيضاً، حيث يتحول من جامع إلى مأوى لكل من يلجأ له». وفى أول رمضان نتوجه جميعا للجلوس  فى المسجد  لقراءة القرآن فى جو روحانى، حيث يتجمع الأشخاص فى مجموعات، لقراءة وتفسير القرآن، حتى وقت الإفطار، الذى يتوقف الجميع عن التعبد فيه، ويجرى توزيع الطعام على رواد الجامع، ليفطر الجميع على مائدة واحدة، وسط بهجة وفرحة».

قالت " اشراق نعيم " ربة منزل  

اننى من قاطنى منطقة بحرى ومنذ صغرى وانا اتردد على مسجد المرسى ابى العباس ومسجد سيدى ياقوت العرش المقابل لابى العباس وأحد مثلث منطقة مجمع المساجد بمنطقة بحرى: «أبوالعباس وسيدى ياقوت العرش من الجوامع التى تربى عليها الأجيال، فمنذ الصغر كان أبوالعباس أفضل الجوامع، حيث روحانية الجو، وتجمع الأشخاص على مائدة طعام واحدة، وتفسير آيات القرآن»، وتضيف «جامع أبوالعباس يتزين بداية من أول يوم رمضان بالزينة والأنوار، وتمتلئ ساحاته بألعاب المولد، عشان تجمع العيلة، من الأطفال حتى كبار السن».

وقال محمد فتحى من سكان منطقة بحرى 

فى مجمع أبوالعباس، ليالى رمضان تختلف عن جميع الجوامع، حيث الروحانية والهدوء، صلاة التراويح على أصوات أفضل الشيوخ، وتفسير القرآن، وذكر الله والرسول»، وأضاف أن المسجد يعد من أعرق مساجد العالم الإسلامى، يؤوى كل ما يحتاج إليه الناس فى شهر رمضان، حيث يعد قطعة من الجنة،

وقالت الطفلة  منه محمد احد رواد المرسى ابو العباس 

دائما بحضر مع والدتى لاداء صلاة التراويح بالمسجد  بحب المرسى أبوالعباس جداً عشان باجى ألعب كل رمضان، وأركب المراجيح، وأضرب بومب وصواريخ، وأفطر مع كل الناس» واصلى التراويح مع والدتى فهو افضل الاماكن التنزه لنا .

 

يقول أشرف محمد، أحد رواد جامع المرسى أبوالعباس بالإسكندرية، 

إنه فور حلول شهر رمضان الكريم، يجمع العائلة لزيارة المرسى أبوالعباس، للاحتفال بشهر رمضان، فى كنف المرسى أبوالعباس وجامع سيدى ياقوت، «الأجواء دائماً ما تدخلنا فى حالة رمضان التى فقدها الشارع على مدار السنوات الماضية، حيث قراءة القرآن وتفسيره وذكر الله والرسول، والبعد عن مسلسلات رمضان، وترفيه الأطفال فى الساحة وسط ألعاب المولد، وسماع ترانيم الشيوخ». وعلى بعد قرابة 100 متر من مجمع المساجد وما به من جو روحانى وإيمانى مهيب، وما يحيط به من مراجيح وجو ممتع للأطفال، يبقى «قهوة فاروق» كامل العدد من الفطار حتى السحور. «قهوة فاروق» بمنطقة بحرى، يشهد أكبر تجمع بشرى يومى بين مقاهى المدينة، 

 

قال محمد متولى، مدير منطقة أثار الإسلامية والقبطية بالاسكندرية والساحل الشمالى

 أن منطقة آثار الإسكندرية قد تقدمت بطلب إلى اللجنة الدائمة للآثار، لتسجيل المسجد كأحد الآثار الإسلامية بمحافظة الإسكندرية، خاصة أنه يقع بجوار قلعة قايتباى، أحد أهم الآثار الإسلامية بمحافظة الإسكندرية.،وأشار "متولى" إلى أن المسجد يعد من أهم الآثار الإسلامية حيث يتميز بطراز معمارى مميز، يعبر عن تراث الفن الإسلامى ، كما أن مقبرة "باب البحر" تعد من التراث الإسلامى بالمحافظة. 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية أداء صلاة التراويح المصلين

إقرأ أيضاً:

مصر تطلق حضانات مساجد.. جدل بين أزمة التعليم وشكوك في الأجندة السياسية

فجّر توقيع وزارتي الأوقاف والتعليم المصريتين، الأربعاء، وبتوجيه من رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بروتوكول تعاون لإطلاق "حضانات تعليمية" صباحية داخل المساجد، جدلا واسعا، خاصة وأن المشروع المقرر نشره بكل قرى وربوع مصر، يأتي بهدف تعليم الأطفال قبل سن التعليم الإلزامي.

وزير الأوقاف أسامة الأزهري والمستشار الديني السابق للسيسي، قال إنّ: "المشروع يهدف، إلى: بناء شخصية متوازنة ومتصلة بتراثها الثقافي والحضاري". والسؤال المثار الآن: هل يناسب المشروع وضع مصر المالي وأزمات وزارة التعليم المصرية؟

أزمات التعليم المصري المزمنة والمركبة، وأوضاع مصر الاقتصادية في ظل ديون خارجية توقع صندوق النقد الدولي أن تصل 200 مليار دولار  بالسنوات الخمس المقبلة، وموازنة عامة (2025- 2026) تعاني عجزا يبلغ 1.5 تريليون جنيه (30 مليار دولار)؛ جميعها دفعت مصريون للتساؤل عن مصدر الاعتمادات المالية وتكلفة التجهيزات.



إلا أن حضور وزارة الأوقاف التي تقدر حجم محفظتها المالية بتريليون و37 مليارا و370 مليونا، دفع للتكهن حول دورها التمويلي؛ والذي يقابله عدم كفاية مخصصات وزارة التعليم للعملية التعليمية، والبالغة 224.393 مليار جنيه، 68 بالمئة منها للأجور.

وكان وزير التعليم، محمد عبد اللطيف، قد لفت إلى أنه سيجري تكليف معلمي الوزارة باستقبال الأطفال في الفترة الصباحية بالمساجد، وتجهيزها بالوسائل التعليمية المناسبة، وتدعيم باحاتها بالألعاب.

وتشير تصريحات الوزيران إلى تعاون الوزارتين لفرش مسجد بكل قرية لهذه الغاية وتجهيزها، وبما يتيح سرعة طي الفرش قبل أذان صلاة الظهر، ما دفع منتقدون للمشروع لتوقع حدوث تعقيدات إدارية ولوجستية، خاصة في ظل التراجع الكبير بأعداد الفراشين بالمدارس الذي بلغ 60 بالمئة عام 2023، ونقص عمال خدمات المساجد بما يقارب 30 ألف عامل، وفق طلب إحاطة بالبرلمان عام 2024.

ويلفت البعض إلى عدم قدرة وزارة التعليم على تحقيق التوجه الحكومي، الذي يصاحبه أزمات نقص معلمين يصل 400 ألفا، وإدارات تعليمية لا يمكنها توفير تعليم جيد مع كثافة فصول (60 إلى 100 طالب)، وسط حاجة -لا تتحقق- لبناء 60 ألف فصل جديد سنويا.

وتساءلوا: كيف للوزارة أن تستوعب نحو 40 مليون تلميذ من سن الحضانة وحتى 18 عاما بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي العام والفني، مخصوما منهم نحو 3.750 مليونا هم عدد طلاب الأزهر الشريف بالتعليم قبل الجامعي.

ويبلغ إجمالي عدد الأطفال في مصر (أقل من 18 سنة) حوالي 39.5 مليون نسمة في عام 2024، فيما يُقدر عدد الأطفال بالفئة العمرية حتى 4 سنوات (رياض الأطفال) بحوالي 14.5 مليون طفل تقريبا.

وتخوف مراقبون من نوعية المناهج المعتمدة والكتب الدراسية المقررة والوسائل التعليمية المستخدمة والجهة التي ستقوم عليها، واحتمالات تدخل السلطات وتوجييها، متوقعين تدريب المعلمين والقائمين على أمر الحضانات وفقا لبرامج "الأكاديمية العسكرية المصرية"، كما يجري بحق المعلمين وخطباء الأوقاف الجدد.

ويأتي القرار في توقيت يتعرض فيه وزير التعليم محمد عبد اللطيف –عُين في 3 تموز/ يوليو 2024- لاتهامات بتزوير مؤهلات العلمية، في وقائع وصلت القضاء أيار/ مايو الماضي، ومطالب بعزله، رفضتها محكمة "القضاء الإداري" 29 حزيران/ يونيو الماضي، بسبب "عدم الاختصاص"، ما اعتبره المدعون "ليس حكما بصحة المؤهلات".

"السيسي والمساجد والتعليم"
ذهب معارضون للتشكك في المشروع خاصة مع ما أثارته عناوين الصحف المصرية بأنه يأتي بدعم مباشر من السيسي، ملمحين إلى أن تصريحاته طالما كانت سلبية بحق المساجد واتهام بعض مرتاديها بالإرهاب، مشيرين أيضا إلى تصريحه الشهير بحق التعليم في كانون الأول/ ديسمبر 2016: "ويعمل إيه التعليم في وطن ضائع".

وفي قرارات السيسي وتصريحاته بحق المساجد دعا لتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف، وغلق بعض الزوايا، ومنع خطباء، وأمر بتوحيد خطبة الجمعة، وتخريج أئمة وزارة الأوقاف في الأكاديمية العسكرية، ليقترح في نيسان/ أبريل الماضي، استخدام بعض المساجد كمقار لتعليم الطلاب لمدة 10 دقائق بعد كل صلاة.

وعن التعليم دأب السيسي، على تحميل الزيادة السكانية مسؤولية تراجع مستوى التعليم، وفي مقابل تصنيف مصر المتأخر في جودة التعليم دوليا وحلوله بالمرتبة 79 عالميا وفقا لمؤشر المعرفة العالمي لعام 2023، ذكر السيسي، أن الطالب يحتاج إلى 10 آلاف دولار سنويا ليتعلم تعليما جيدا.

●حضانات الكنائس ممولة من فلوس المسيحيين مش من ميزانية الدولة..
●يعني فلوس وزارة التعليم ووزارة الاوقاف من الدولة..
●فهل هيكون في بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم وبين الكنيسة لانشاء حضانات بنفس مواصفات حضانات المساجد..؟ — زي انچيلا ميركل (@rogina91) July 24, 2025
"لا بأس به.. ولكن"
في رؤيته، حول مشروع "حضانات المساجد"، نوه السياسي المصري، و‏المتحدث باسم "الجبهة السلفية"، خالد سعيد، إلى أن "المناخ العام تسوده الفوضى والتوتر وسوء الظن، وتحميل الأمور فوق ما تحتمل"، مؤكدا لـ"عربي21"، أن "سبب سيادة أجواء التشكك وعدم الثقة؛ هي نوايا النظام الحاكم ونتائج ممارساته".

ويرى سعيد أن "الموضوع يأتي في سياق القرارات العشوائية التي تتمخض عنها عبقرية القيادة الملهمة التي تظن أنها أوتيت حكمة سليمان"، ملمحا إلى أن "القرار نفسه لا بأس به فهو إعادة لتصور موضوع الكتاتيب بشكل مصغر ومختلف قليلا عن الماضي".

وقال: "لا بأس به هذه؛ أشترط لها أن يكون مثل هذا القرار في سياق وأجواء عامة صحية لتعليم الناس دينهم وتصحيح أمور واقعهم؛ فالمشكلة في الواقع كله وليست في القرار، إذ نشهد تجريفا لكل حقائق الدين والأخلاق الإنسانية السوية، وتسود الواقع العبثية والفراغ وأجواء الترف والرقص والمهرجانات و(المهرجون الدينيون) الرسميون منهم وغير الرسميين".


"لهذا المخاوف والانتقادات طبيعية"
من جانبه قال الأكاديمي الأزهري، محمد أحمد عزب، لـ"عربي21": "كان من الطبيعي أن يواجه بمخاوف وانتقادات إعلان إنشاء حضانات برعاية مشتركة بين الأوقاف ووزارة التعليم".

وأضاف: "ربما يمكن القول: إن المخاوف والتشككات ترجع في مجملها إلى حالة فقدان الثقة في الخطوات التي تقوم بها الدولة عموما في كافة المجالات، خاصة في السنوات الفائتة، عزز ذلك حالة العجز التي تضرب كل قطاعات الدولة، فضلا عن غياب الشفافية والإفصاح، وإعلان المسؤولين أنهم لا يؤمنون بدراسات الجدوى، الذي أنتج بدوره مشروعات لا قيمة لها، ولا نفع من ورائها".

"يضاف لذلك حالة الفشل الملحوظ لمشروعات تم تسويقها دعائيا تنويها بجدواها وضخامتها، فإذا الحال يتبين أنها كانت دعايات فارغة سرعان ما تهاوت نتائجها"، وفق قول، عزب.

وأكد أن "مشروع الحضانات المقترح يأتي في ذات المساق، فلا وزير التعليم متخصص في التعليم، ولا وزير الأوقاف ذا خبرة أو دراية تؤهله لعقد اتفاقية بهذا الشكل، ولا هما أعلنا عن وجود لجان متخصصة درست الموضوع وخرجت باقتراحات علمية لتنفيذه لتجني من خلفه ثمار".

"إحياء معالم اندثرت"
لفت إلى أنه "يأتي في ذات المساق أن الدولة أصبحت تفكر في إحياء معالم اندثرت، وترى أن الأثر الذي كان قبل مئتي سنة يمكن أن يكون هو هو اليوم، فمن مشروع التكية، إلى مشروع الكتاتيب إلى مشروع البكالوريا، وكلها يثق المواطن أنها مسكنات كلامية لحالة مرضية، لا يمكن أن تشفي علل المرض الذي سرح في جسم المجتمع سرحان السرطان في الجسد العليل".

ويرى الأكاديمي المصري أنه "إزاء هذا كان لابد لكل من يتضرر من تلك الأفكار أن يظهر انزعاجه، ويعبر عن تخوفه- بداية من القائمين على حضانات الكنائس، مرورا بالعلمانيين الذي يرون خلف حضور كلمة مسجد خطيئة اجتماعية وسياسية، يضاف لذلك المنافسة المتخيلة للحضانات القائمة التي تمثل مشروعا استثماريا لأصحابها، يمكن أن يقضي على مكاسبهم".

في نهاية حديثه، وجّه عزب، "صيحة للوزيرين أن يفكرا في وسائل تناسب تطورات العصر، وتتوافق مع قيمنا وأخلاقنا، لا أن يفكرا في إحياء المندثر، تحت أماني فارغة، فلا يمكن لأحد الوزيرين أن يترك قصره المشيد، وسيارته الفخيمة، وهاتفه النقال ليعود إلى قرية يسكن البيوت الطينية، ويتنقل بالبغال والحمير، ويطلب من يريد من أعلى سطح البيت، فكما لا يمكن هذا، فكذا ما يتخيلاها، والدعاية الصاخبة لا تؤسس للنجاح قط".


كيف رأى مصريون مشروع حضانات المساجد؟
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واجه المشروع الحكومي انتقادات، من علمانيين مصريين رأوا فيه نشرا للتدين، ومن أصحاب التوجه الديني ومعارضين تشككوا في نوايا النظام وأهدافه، معربين عن مخاوفهم من أن يكون الأمر بداية لتمرير مشروع يمس النشء الجديد.

وأشار البعض إلى أن استثناء الأزهر الشريف من مشروع حضانات المساجد، رغم إمكانيات الأزهر، وأدواره التعليمية، والدينية، يثير المخاوف من توجيه المشروع، الذي لم يتم طرحه للنقاش العام ولم يجر الإعلان عن دراسته وكيفية تنفيذه، ملمحين إلى أن المشروع يسعى للحصول على كعكة أموال الحضانات الأهلية.

وفي سياق الانتقادات، طالب بعض المسيحيين بدعم مالي حكومي لحضاناتهم التابعة للكنائس، أسوة بمشروع "حضانات المساجد"، وذلك إلى جانب مخاوف قطاع عريض من أصحاب الحضانات الأهلية المنتشرة في كل ربوع مصر، والتي تقوم خريجات الجامعات المصرية على العمل بها وإدارتها والتكسب منها كمشروعات صغيرة.

مقالات مشابهة

  • تعرف على مواقيت الصلاة في أسوان.. اليوم
  • اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد
  • من بستان كبير لأشجار بائسة.. مزارع بابلي يروي حكاية الموت البطيء (صور)
  • مصر تطلق حضانات مساجد.. جدل بين أزمة التعليم وشكوك في الأجندة السياسية
  • تعرف على مواقيت الصلاة في أسوان .. اليوم
  • يسري جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها
  • حبيبها ضحك عليها وهرب.. فتاة تتخلص من رضيعها بمعاونة والدها أمام المسجد
  • محافظ الغربية يفتتح مسجد آل الجابر بعد إحلاله وتوسعته بجهود ذاتية ..صور
  • تعلن نيابة البيضاء أن على اقارب المتوفيه المدعوة حنان الصوفي المودعه جثتها في ثلاجة مستشفى الثورة الحضور لاستلامها
  • مواقيت الصلاة في أسوان اليوم