لجريدة عمان:
2025-06-13@11:51:07 GMT

الجوع يلف خيام النازحين في غزة

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

الجوع يلف خيام النازحين في غزة

قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) «أ. ف. ب»: يخيم الحزن والبؤس على خيم النازحين في قطاع غزة لا سيما في رفح حيث يتكدّس 1,5 مليون ممن فروا من القصف والمعارك ليجدوا أنفسهم فريسة الجوع والعطش حتى في شهر رمضان.

«حسبي الله ونعم الوكيل»، تقول ميساء البلبيسي (39 عاما)، وهي من مخيم جباليا في شمال غزة، وقد وقفت باكية تضرب كفًا بكف وطفلتها الرضيعة بين ذراعيها، أمام خيمة بسيطة محتوياتها بالية تقيم فيها مع زوجها وطفليها في ملعب برقة وسط سوق الشابورة في مخيم رفح.

بدت المرأة المنقّبة المتشحة بالسواد حدادًا على أقاربها والدمار الذي لحق ببيوتهم، حائرة ماذا ستعدّ للإفطار في أول أيام رمضان، فلا يوجد في الخيمة سوى حبة طماطم واحدة مع علبة جبن صغيرة دون أي قطعة خبز.

وتقول «كل شيء غالٍ، لا نستطيع شراء الخضار، حتى الفاكهة غير موجودة.. على السحور تناولنا بضع قطع من لحم المعلبات، فنحن غير قادرين على شراء أي شيء. حتى أبسط وأتفه الحاجات ارتفعت بشكل خيالي.. حتى بلالين الأطفال لا نجدها».

وأضافت «هذه ليست حياة، لا ماء للشرب أو لغسل أيدينا أو طهي العام.. لغاية الآن لا نعلم ماذا سنفطر. كنا في السابق نشتري حاجيات رمضان قبل أيام. أما الآن حتى الجبنة سعرها خيالي».

ويروي زوجها زكي حسين أبو منصور (63 عاما) كيف «اقتحمت إسرائيل خان يونس» القريبة من رفح وحيث كانا نازحين في فترة أولى، «بدون إنذار». راحت الدبابات تقصف المنازل واستمر القصف فوق رؤوسنا سبع ساعات. بعدها خرجنا بما علينا من ملابس.. الحياة هنا صعبة جدا. حتى أنني فقدت 20 كيلوغراما من وزني، وأنا أعاني من السكر والضغط والقلب. نحن غير قادرين على شراء كيلو بندورة.

ويضيف بحسرة «ملينا الطعام والحياة، والاستشهاد أفضل. أتمنى أن تقصفني الطائرات وأموت أحسن من هذه العيشة».

وتمكّن نحو 500 مصل من أداء صلاة التراويح مساء الأحد في مسجد العودة، وهو الأكبر في رفح. وصلّى نحو مئة آخرين قرب مسجد الهدى المدمر في الشابورة. لكن لم يتمّ توزيع الماء والتمور عليهم كما جرت العادة. ولم تتمّ إضاءة فانوس رمضان لانقطاع الكهرباء. واعتمد المصلون على هواتفهم وسط الظلام.

إلى جانب ركام مسجد الفاروق في مخيم رفح الذي استهدفته غارة إسرائيلية قبل أسبوعين، مدّ متطوعون الاثنين حصائر تمهيدا لصلاة التراويح.

لكن وزارة الأوقاف في غزة قالت: إن مئات آلاف المصلين لن يتمكنوا من أداء هذه الصلاة في مساجد القطاع «الجريحة»، بعد أن صارت المئات منها «ركاما وأكوام دمار أو لحقت بها أضرار جراء القصف الإسرائيلي».

وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش الإسرائيلي استهدف «أكثر من 500 مسجدٍ، بينها 220 مسجدًا هدمها بشكل كلي، و290 مسجداً بشكل جزئي وصارت غير صالحة للصلاة».

بعد ليلة من القصف والغارات الجوية الكثيفة التي خلّفت عشرات القتلى وأكثر من مئة جريح في مختلف أنحاء القطاع، ارتفعت حصيلة الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة، إلى 31112 شهيدا و72760 جريحًا، «72% منهم من الأطفال والنساء»، وفق المصدر نفسه.

ويخيّم شبح المجاعة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص في الماء والطعام والأدوية والوقود، وفق الأمم المتحدة وشهادات السكان. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة أن 25 شخصًا توفوا نتيجة «سوء التغذية والجفاف»، متوقعًا أن يكون العدد أعلى بكثير لأن «عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا ولا يصلون إلى المستشفيات».

وخلت سوق رفح من مظاهر الزينة الخاصة برمضان مع فقدان معظم أصناف الطعام والخضروات والحلوى ما عدا بسطات قليلة تعرض بعض القطايف المحشوة بالمكسّرات أو الجبن بسعر يصل إلى 80 شيكلًا (22 دولارًا) للكيلوغرام، وهو ما يفوق قدرة معظم الناس. في ميدان العودة وسط رفح تعرض بعض البسطات فوانيس صغيرة، ويعرض شبّان معلبات التونة والفول والحمص والجبن وزبدة الفستق وتمورا مصرية اشتروها من نازحين حصلوا عليها كمساعدات. ويعرض آخرون بضعة أرغفة من خبز الصاج المخبوز على موقد حطب.

ويتحدث النازحون بلسان واحد معبّرين عن ألمهم وحزنهم. ويقول جمال الخطيب «لا يوجد أصلا طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء؟».

ويقول أحمد خميس (40 عامًا) «لا طعم لرمضان في هذه الحرب القذرة والدموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب». ويصف عوني الكيال (50 عامًا) رمضان بأنه «بدأ حزينا ومتشحًا بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف. سمعت صوت المسحراتي.. استيقظت في خيمتي البسيطة وصرت أبكي على حالنا».

ويضيف الكيال «الاحتلال لا يريد لنا أن نفرح برمضان. لا نملك أي طعام للفطور. زوجتي قدّمت للأولاد على السحور بعض الجبنة والفول من المساعدات التي تصلنا وهي قليلة، وخبزا قديما. لم نجد حتى شاي لنعدّه لهم». وتستذكر آية أبو توهة (16 عامًا) «الحياة الحلوة في رمضان وأجواءه الجميلة... كان كل شيء متوافرًا، الطعام والسلطة والخضار والفاكهة.. اليوم لا يوجد سوى دمار.. لقد سرقوا منا الحياة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مسجد ا

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: عدد النازحين قسرا في العالم بلغ 122 مليونا

12 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الخميس إن عدد النازحين قسرا بسبب الحروب أو أشكال أخرى من العنف في كل أنحاء العالم بلغ 122,1 مليون شخص في نهاية نيسان/أبريل.

ورغم أن هذا العدد أعلى مما كان عليه في نيسان/أبريل الماضي، يخفي في الواقع تحسنا بفضل عودة العديد من السوريين الذين استغلوا إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر للعودة إلى ديارهم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كم عدد المصابين جراء القصف الإسرائيلي على إيران؟.. الهلال الأحمر يكشف الحصيلة النهائية
  • إيران تعلن مقتل رئيس الأركان محمد باقري خلال القصف الاسرائيلي
  • قصة الطفلة شهد.. 18 عاما من الانتظار وخمس ثوان من القصف
  • الأمم المتحدة تكشف عن ارتفاع أعداد النازحين بسبب الحروب والاضطهاد
  • الأمم المتحدة: عدد النازحين قسرا في العالم بلغ 122 مليونا
  • القصف لا يتوقف.. مجزرة جديدة قرب مركز للمساعدات في غزة
  • توقعات أممية بتفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في أوساط النازحين في اليمن
  • من رغيف الخبز.. تبدأ الثورة
  • غزة.. تشييع 19 فلسطينياً قضوا في قصف إسرائيلي على خيام للنازحين بخان يونس
  • أزمة السيولة في غزة.. هندسة التجويع وسلاح الاحتلال الصامت من القصف إلى الجوع