لويس إنريكي: مباراة باريس سان جيرمان ونيس بمثابة النهائيات
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
أكد الإسباني أكد الإسباني لويس إنريكي المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان أنه يتعامل مع مواجهة نيس في دور الثمانية لكأس فرنسا غدا الأربعاء باعتبارها مباراة نهائية.
ويتطلع سان جيرمان للثأر من نيس الذي فاز عليه في الدوري الفرنسي في وقت سابق من الموسم.
ويحمل سان جيرمان الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس فرنسا برصيد 14 لقبا، لكن اللقب غاب عن خزائنه منذ عام 2021.
وقال إنريكي في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء: "ستكون مباراة غاية في الإثارة".
وأضاف "أحد الفريقين سيخرج بعد صافرة النهاية، وهذا يعني أنها ستكون مباراة مفتوحة ومعقدة للغاية".
وأشار "سيكون هناك ضغطا كبيرا والتزام من جانب الفريقين، إنها مباراة نتطلع إليها حقا، لذا نتعامل معها باعتبارها نهائي".
وأوضح "كأس فرنسا مسابقة جذابة للغاية، مثل مسابقات الكأس في كل الدول، إنها مسابقة تاريخية تعشقها الجماهير". المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان أنه يتعامل مع مواجهة نيس في دور الثمانية لكأس فرنسا غدا الأربعاء باعتبارها مباراة نهائية.
ويتطلع سان جيرمان للثأر من نيس الذي فاز عليه في الدوري الفرنسي في وقت سابق من الموسم.
ويحمل سان جيرمان الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس فرنسا برصيد 14 لقبا، لكن اللقب غاب عن خزائنه منذ عام 2021.
وقال إنريكي في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء: "ستكون مباراة غاية في الإثارة".
وأضاف "أحد الفريقين سيخرج بعد صافرة النهاية، وهذا يعني أنها ستكون مباراة مفتوحة ومعقدة للغاية".
وأشار "سيكون هناك ضغطا كبيرا والتزام من جانب الفريقين، إنها مباراة نتطلع إليها حقا، لذا نتعامل معها باعتبارها نهائي".
وأوضح "كأس فرنسا مسابقة جذابة للغاية، مثل مسابقات الكأس في كل الدول، إنها مسابقة تاريخية تعشقها الجماهير".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: باريس سان جيرمان باريس سان جيرمان ونيس دوري أبطال أوروبا لويس إنريكي نيس ستکون مباراة سان جیرمان کأس فرنسا
إقرأ أيضاً:
ما أكبرك يا غزة
د. عبدالله بن سليمان المفرجي
غزة ليست مجرد حروف تتراقص على شفاه الوجدان، بل هي نبض يخترق أغشية الزمن، وصرخة تثقب جدار الصمت. هي الحرف الذي يكتب نفسه بحبر العز، والكلمة التي تنطق بلسان المقادير. هي اللوحة التي رسمها الإله بأنامل من نار وإيمان، فجاءت ملحمة تعلو على زيف الألوان. هي الأنشودة التي تهز أعماق التاريخ، وتعيد للأمة إيقاعها السحري الضائع. هي الحلم الذي انتفض من تحت ركام اليقظة، فأصبح يقظة الأحلام.
غزة التي حولت التراب ذهباً، والجراح شهادات، والدم زيتاً لمصابيح الدرب. هي المدرسة التي تعلم أن الحجارة حين تلامس يد المؤمن، تتحول إلى نجوم تضيء درب الأحرار. إنها المعادلة الإلهية: قصة الدم الذي يخضب جبين الحرية، وقصة الروح التي ترفض أن تسكن في قفص الذل. هي الحكاية التي ترويها الشفاه بألسنة النيران، وتسطرها الأيدي بأقلام الرجاء.
وتاريخ عمان يشهد شهادة الحق على صدق الوعد؛ فكما رفضت عمان عبر العصور الغابرة، منذ دخولها في الإسلام، أن تنحني لغير الله وحكمه، ها هي غزة اليوم تكمل المسيرة. هي الحكمة المتوارثة كالعهد المقدس، كالنار التي لا تنطفئ في قلوب الأحرار. وما أعجب تلك التورية التي تجعل من "غزة" غاية الغايات ووسيلة الوسائل! وما أبدع جناس "غزة" و"غزاة"، فالأولى تعلو والآخرون يندثرون! إنه طباق الوجود والعدم، والحق والباطل، والعزة والذل.
لقد نسجت غزة من خيوط الألم سجفاً مطرزاً بأنوار الأمل، وحولت دموع الثكالى إلى ينابيع تروي شجرة الحرية. هي المعنى الذي يذكرنا بأن الوردة تنبت بين الأشواك، والعطر يستخرج من بين الشوك. إنها القصيدة التي كتبتها أيادي المقاومين بنغم متناسق؛ كل مقطع فيها يختتم بالحرية، وكل بيت فيها يتوج بالعزة. هي الملحمة التي تتناقلها الأجيال كنهر لا ينضب، وكشمس لا تغيب.
غزة التي كانت في عيون الأعداء رقماً تافهاً، أصبحت في سجل التاريخ رقماً لا يحصى. هي البذرة التي صارت شجرة باسقة، والقطرة التي تحولت إلى نهر جارف، والشمعة التي أضاءت قارة من الظلام. إنها مفارقة الزمن: ضعف يتحول إلى قوة، وصغر يصير عظمة، وموت يلد حياة. هي المصباح الذي لا تنطفئ أنواره، واللؤلؤة التي تزين جبين الدهر.
لقد صاغت غزة من ترابها مرايا تعكس وجه الحقيقة، ومن دموعها أنهاراً تروي عطش الحرية. هي المنارة التي تضيء في ليل المحن، والنجم الذي يهدي الحائرين. فيا أبناء العروبة والإسلام: إن غزة ليست نقطة على الخارطة، بل هي حالة في الوجدان، ومعنى في الضمير، وروح في الجسد. هي اللحظة الفاصلة التي تنتصر فيها الإرادة على المستحيل، ويعلو فيها الحق على الباطل.
إنها الحكاية التي لا تنتهي، واللوحة التي لا تكتمل، والقصيدة التي لا تقف عند بيت. هي البحر الهائج الذي لا يعرف السكون، والجبل الشامخ الذي لا يعرف الانحناء، والنور الساطع الذي لا يعرف الظلام. فليبق درب غزة مضيئاً بنور الإيمان، وليظل نداؤها مسموعاً في أفق الزمان، وليبق معناها خالداً في ضمير الأمة.
إن الأمة التي تتأمل غزة اليوم، لا ترى مجرد جغرافيا تتحرك على خرائط السياسة، بل ترى معنى يتجسد، وقِيَماً تتحرك، وروحاً تنتصر. إنها تلمس بيديها معجزة الإرادة التي لا تعرف الانكسار، وتشهد بناظريها انتصار الدم على السيف، والحق على الباطل، والإيمان على المادة.
لقد كتبت غزة بمداد من نور ودم، فصلاً جديداً من سفر المجد العربي الإسلامي، فكانت بحق وريثة بدر والقادسية وحطين وعين جالوت. أترى التاريخ يعيد نفسه؟ كلا، ولكنه يسير بدورة حكيمة، يظهر فيها الحق مرة ويختفي أخرى، لكنه لا يموت أبداً.
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القلة المؤمنة قد تغلب الكافة الجاهلة؛ ففي غزوة بدر كان المسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر، والمشركون ألفا، فكان النصر حليف المؤمنين. وفي غزوة الأحزاب، حين أحاط الكفر بالمدينة من كل جانب، ثبت النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا".
وهذه العبرة نفسها تتجلى في عمان الحبيبة، تلك الشموخ الذي ارتفع فوق صخور الجبال وسهول الواحات. لقد شهدت عمان في عهد الإمامة معاني الوحدة والصمود، عندما توحد العمانيون تحت قيادة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، فطردوا البرتغاليين من سواحلهم، وأقاموا دولة العدل والإيمان.
وما أجمله من مشهد ذلك الإمام العماني أحمد بن سعيد، وهو يقف أمام التحديات كالجبل الأشم؛ يوحد الصف، ويبني الدولة، ويحمي الثغور، ويقيم العدل بين الرعية. لقد جعل من عمان مثالاً يُقتدى في الحكمة والحكامة.
إننا اليوم أمام محطة تاريخية، كمحطة صلح الحديبية، التي بدت في ظاهرها هزيمة، لكنها في حقيقتها كانت فتحاً مبيناً. فغزة علمتنا أن النصر ليس بالعدد والعدة فقط، بل بالقلوب المؤمنة، والنفوس الزكية، والعزائم الصادقة. فغزة بإرادتها الصلبة، وعزيمتها الفولاذية، جعلت من المستحيل ممكناً، ومن الخيال حقيقة.
لقد آن للأمة أن تستيقظ من سباتها، وتنفض غبار اليأس عنها، وتعود إلى ديدنها الذي عرفت به في عصور مجدها. آن لها أن تتعلم من غزة كيف تكون الكرامة، ومن عمان كيف تكون الحكمة، ومن تاريخها كيف تكون العزة.
فيا شباب الأمة: أنتم رجال الغد، وأمل المستقبل، وعماد النهضة. عليكم بالعلم النافع، والعمل الصالح، والهمة العالية. كونوا كالعمانيين في تمسكهم بهويتهم، وكأهل غزة في صمودهم وثباتهم.
إن الطريق طويل، لكنه ليس بمستحيل. والغاية عظيمة، لكنها ليست بعيدة. والأعداء أقوياء، لكنهم ليسوا بأقوى من فرعون وهامان، وقد أهلكهم الله بذنوبهم.
فلنعمل جميعاً، شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساءً - على بناء الأمة القوية الراسخة، التي تأخذ من أسباب القوة ما تستطيع، ولا تفرط في حق من حقوقها.
إن غزة لم تنتصر لنفسها فقط، بل انتصرت للأمة كلها، فأقل ما نقدمه لها أن نكون عند مستوى المسؤولية، وأن نعمل على نهضة أوطاننا، وتحصين مجتمعاتنا، وبناء أجيالنا.
اللهم انصر غزة وأهلها، واجعل نصرهم نصراً للإسلام والمسلمين. واجعلنا من أنصار الحق، وأعوان المظلومين، وحماة المقدسات.