بالي..لماذا تصمت إحدى الجزر الأكثر شعبية في العالم تمامًا لمدة يوم واحد؟
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتبر جزيرة بالي في إندونيسيا واحدة من وجهات العطلات الأكثر شعبية في العالم. ويمكنك سماع هدير الدراجات النارية في شوارعها، وضجيج الموسيقى الصادر من المقاهي المحلية.
ولكن يسود الصمت في الجزيرة بأكملها خلال يومٍ واحد من أيام السنة، وذلك أثناء "نييبي" (Nyepi)، أو ما يُسمى بالسنة الجديدة في بالي.
وبعكس العديد من الثقافات الأخرى، لا يحتفل الهندوس في جزيرة بالي بالعام الجديد من خلال الألعاب النارية، أو الحفلات، أو شرب الخمر، وبدلاً من ذلك، يلتزم الأشخاص بالصمت.
ولمدة 24 ساعة بدءًا من الساعة 6 صباحًا، يصوم الهندوس في بالي، ويتأملون، ويطفئون الكهرباء، ويبقون في منازلهم مع عائلاتهم.
ويقوم ضباط الأمن المحليون، ويُطلق عليهم اسم "بيكالانج"، بدوريات في الشوارع للتأكد من عدم خروج أي أحد من المنزل.
ولا يمكن رؤية السيارات في الشوارع باستثناء سيارات الإسعاف في بعض الأحيان، وتتوقف الجزيرة بأكملها عن دورة الحياة.
وبصرف النظر عن معتقداتهم الشخصية، سيتأثر كل زوار الجزيرة خلال فترة "نييبي"، بيوم العطلة الصامت.
وفي هذه الفترة، يتم إغلاق المطار، وجميع مناطق الجذب السياحي، ولا تقوم الفنادق بتسجيل دخول أو مغادرة أي شخص خلال ذلك الوقت.
وتساعد صاحبة فندق "Viceroy Bali"، أماندا سيرواتكا، في إدارة توقعات النزلاء خلال فترة "نييبي".
ورُغم وجود يوم واحد من الصمت، إلا أنّ الأيام التي تسبق رأس السنة الجديدة في بالي تحظى بشعبية كبيرة لدى الزوار بسبب القيام بطقوس خاصة لا يمكنك تجربتها في أي مكان آخر، وفقًا لما أشارت إليه سيرواتكا.
ما الذي تمثله فترة "نييبي" في بالي؟يمتد التقويم في البالي لـ 210 أيام، وتوافق فترة "نييبي" اليوم التالي لظهور القمر الجديد للشهر القمري العاشر، أي تاريخ 11 مارس/آذار من هذا العام.
ويسبق يوم "نجروبوك" (Ngrupuk) يوم "نييبي"، وتُعرض خلاله دمى وحشية عملاقة تُسمى "ogoh ogoh"، والتي تمثل الأرواح الشريرة، في موكب من قِبَل الأطفال المحليين.
وتستغرق هذه الدمى أشهرًا لصنعها من عجينة الورق، ويتم حرقها بشكلٍ رمزي بعد الموكب.
وقال المدير الأكاديمي لمدرسة التدريب الدولي، البروفيسور وايان آري، وهو من مواطني بالي إنه "من وجهة النظر الدينية والفلسفية، من المفترض أن يكون نييبي يومًا للتأمل الذاتي للتفكير في قيم إنسانيتنا، والحب، والصبر، واللطف، والتي يجب أن تكون داخلنا لبقية حياتنا".
لذا يُعد "نجروبوك" يومًا للتخلص من كل الضجيج في جسد المرء قبل الاحتفال بالعام الجديد من خلال التأمل.
وبينما يعتنق غالبية الإندونيسيين الديانة الإسلامية، إلا أنّ بالي تُعتبر استثناءً لكون غالبية السكان من الطائفة الهندوسية.
كيف تبدو زيارة بالي في هذا اليوم؟يُدير جيرو مانجكو تينديه، وهو من سكان الجزيرة، منتجع "Viceroy Bali"، ويستمتع بفرص تثقيف الأشخاص حول معتقدات وممارسات ثقافته.
ويعمل تينديه مع سيرواتكا على باقة "نييبي" السنوية الخاصة لمساعدة الضيوف على فهم الاحتفالات والمشاركة فيها.
ويتحدث تينديه وفريقه مع الضيوف قبل حلول "نييبي"، ويقومون بدعوتهم إلى قرية مجاورة للانضمام إلى احتفالات "نجروبوك".
ولا يمكن للزوار مغادرة فنادقهم أو شققهم المستأجرة خلال "نييبي".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اندونيسيا ثقافة عادات وتقاليد Getty Images
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحلف الناتو يحذر: روسيا قد تهاجم إحدى دول الحلف خلال خمس سنوات
حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته من احتمال شن روسيا هجوما على دولة عضو في الحلف خلال السنوات الخمس المقبلة، في أخطر تصريح يصدر عن قيادة الناتو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وقال روته، في خطاب ألقاه بألمانيا، إن موسكو “تصعد بالفعل حملتها السرية ضد مجتمعاتنا”، مؤكدا ضرورة استعداد أوروبا لـ“حرب تشبه ما خاضه أجدادنا”.
وجاءت تصريحات روته متطابقة مع تقييمات استخباراتية غربية تتحدث عن نوايا روسية توسعية محتملة، وهي تقديرات وصفتها موسكو بأنها “هستيرية”.
ويأتي التحذير في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعيه للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، بينما يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الأوروبية بإعاقة الجهود الأمريكية للوصول إلى تسوية.
ورغم تأكيد بوتين مؤخرا أن روسيا “لا تخطط لخوض حرب مع أوروبا”، إلا أنه قال إن موسكو “جاهزة الآن” إذا ما بدأت أوروبا صراعا. وأعادت هذه التصريحات إلى الأذهان تطمينات مماثلة سبقت دخول 200 ألف جندي روسي إلى أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
روته شدد في خطابه على أن بوتين “لم يكن صادقا”، معتبرا أن دعم أوكرانيا يشكل “ضمانة مباشرة للأمن الأوروبي”. وأضاف: “تخيلوا لو حقق بوتين ما أراد: أوكرانيا تحت الاحتلال الروسي، وحدود أطول مع الناتو، وخطر الهجوم ضدنا يرتفع بشكل كبير”.
وفي السياق ذاته، أشار الأمين العام للناتو إلى أن الاقتصاد الروسي يعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات بأقصى طاقته لخدمة المجهود الحربي.
وبحسب تقرير حديث لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، تنتج روسيا شهريا نحو 150 دبابة، و550 مركبة قتال مشاة، و120 طائرة مسيرة من طراز “لانست”، وأكثر من 50 مدفعا، ما يعكس تفوقا واضحا في القدرات العسكرية مقارنة بمعظم دول الحلف.
كما شهد العام الجاري تصاعدا في الحروب “الهجينة” التي تشمل هجمات إلكترونية، ونشر معلومات مضللة، واستخدام طائرات مسيّرة قرب منشآت عسكرية في دول الناتو، وهي عمليات يحذر الخبراء من أنها تمهّد لبيئة صراع أوسع.
وفي ظل هذه التحولات، حذر روته من “شعور زائف بالطمأنينة” داخل أوروبا، داعيا الدول الأعضاء إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتسريع إنتاج الأسلحة. وقال: “يمكن لدفاعات الناتو الحالية أن تصمد الآن، لكن الصراع على الأعتاب، والكثيرون لا يقدرون الحاجة إلى التحرك سريعا”.
ويضم حلف الناتو 30 دولة أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، فيما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على دول الحلف لرفع إنفاقها العسكري، التزاما بمقتضيات الدفاع المشترك.
روته ختم تحذيره بالتشديد على أن القوات المسلحة في دول الحلف “يجب أن تحصل على كل ما تحتاجه للحفاظ على أماننا”، في رسالة تعكس إدراكا متزايدا لمرحلة قد تكون الأسخن أمنيا في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.