على مرأى ومسمع من العالم.. أهل غزة صيامٌ لا ينتهي
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
هلّ هلال رمضان على سكان غزة والحزن يسكن قلوبهم ويكسو خيامهم، جاء متشحا بالسواد، وبدلًا من انتشار زينة رمضان الملونة أصبح اللون الأحمر هو السائد، فدماء الشهداء والمصابين في كل مكان، وبدلًا من أن يسمعوا مدفع رمضان الخاص بالإمساك والإفطار فأهل غزة يغفون ويصحون على صوت الانفجارات والقصف.
ما بين التهجير والتجويع والفقد يعيش أهل غزة شهر رمضان المبارك الذي يأتي دائمًا حاملًا معه البهجة الممزوجة بالمشاعر الروحانية، فغابت عنهم ملامح شهر الصيام المعروف بشهر الفرحة ولمة الأحباب وشهر تهذيب النفس والصبر على الغرائز والشهوات ومتاع الحياة ومنها الطعام والشراب، ولكن قرر الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي هذا العام أن تقضي غزة أرض العزة وشعبها تحت القصف والحصار والتجويع ليكون شهر رمضان صيامًا 24 ساعة.
ومع ثالث يوم من رمضان تتجاهل حكومة الاحتلال حق أهل الأرض وأصحابها في العيش بسلام ضاربين بمطالبات ودعوات الدول وشعوب العالم بوقف إطلاق النار وهدنة خلال الشهر الفضيل، عرض الحائط، بل يقومون بتكثيف عمليات القصف والاقتحامات وإطلاق النار على مدار اليوم، بل يمنعون وصول المساعدات الإنسانية للقطاع والتي تحتوي على بعض السلع الغذائية والأدوية للمرضى.
ويقضي أهل غزة رمضان بين الأنقاض والركام وبالخيام بعد تهجيرهم من منازلهم وتدميرها، كما يواجهون بجانب حرب الإبادة الجماعية حرب التجويع فالإفطار والسحور لا يسمن ولا يغني من جوع، وإن توافر بعض الطعام يكون بكميات قليلة مقارنة بعدد الأفراد، ففي غزة المحاصرة يصوم أهلها طوال اليوم مجبورين فبعد قضاء ساعات الصوم المفروضة يستكملون الصيام فهو صيام لا إفطار فيه ولا سحور، بسبب التجويع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
وفي عام 2024 لم نكن نتوقع أن نشهد أطفال وأشخاص تموت جوعًا في ظل التطور والتقدم العالمي، والمبادرات الدولية لحماية الطفل والإنسان، ولكن الأطفال في غزة وهم الفئة الأكثر ضعفًا فلا يستطيع الطفل البرىء استيعاب سبب عدم تناوله الطعام حين يشعر بالجوع، وتمكنت قوات الاحتلال الصهيونية من تجويع عدد كبير من الأطفال وتوفي ما لا يقل عن 15 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية والجفاف وسط مناشدات عالمية بحمايتهم وتوفير أبسط مقومات الحياة لهم.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية أغلقت الشمال إلى حد كبير منذ أكتوبر وتقول جماعات إغاثة إن القيود الإسرائيلية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام جعلت من المستحيل تقريبا توصيل الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه بأمان في معظم أنحاء القطاع.
ووفقًا لتقرير صدر قبل أسبوع تقريبًا عن مجموعة التغذية العالمية، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالتغذية وتقودها اليونيسف، فإن في جميع أنحاء غزة، يواجه 90% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا والنساء الحوامل والمرضعات فقرًا غذائيًا حادًا.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الإثنين إن ما لا يقل عن 31,112 فلسطينيا قتلوا منذ بدء الحرب، بما في ذلك 67 جثة نقلت إلى المستشفيات خلال ال 24 ساعة الماضية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد استشهد أكثر من 31112 مواطنا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 72760 آخرين حتى الآن وتزداد عدد الضحايا كل دقيقة، نتيجة استمرار حرب إسرائيل على غزة وبعض المدن الفلسطينية.
وبالرغم من كل الألم والقسوة التي يعيشها سكان غزة إلا أن إيمانهم بالله عز وجل لم يتزعزع وبرغم فراق وفقد الأحباب وموت الأقارب إلا أن أملهم في إنهاء الحرب لا زال حياً يتنفس جرعات التفاؤل من أعماق قلوب الشعب الصامد الذي يتمسك بالحياة على أرضه داعيًا الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان الفضيل شهر الصيام والدعاء أن تنزاح تلك الغمة ويعودوا لديارهم حتى لو منهارة ويستأنفوا إعمارها مرة أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رمضان غزة مدفع رمضان الإفطار أهل غزة شهر الصيام الصيام القصف إسرائيل الاحتلال أهل غزة
إقرأ أيضاً:
أطول كسوف كلي للشمس منذ 100 عام ينتهي في مصر.. ماذا يحدث؟
في عام 2027، ستشهد مصر حدثًا فلكيًا نادرًا يترقبه العالم بشغف وهو أطول كسوف كلي للشمس منذ مئة عام، والمزمع حدوثه في الثاني من أغسطس، حيث ستنتهي هذه الظاهرة النادرة في مصر.. فماذا سيحدث؟
ولمشاهدة الكسوف بأمان، يُنصح باستخدام نظارات الكسوف المعتمدة أو مشاهدته بطرق غير مباشرة للحفاظ على العين من الشمس.
يستمر الكسوف الكلي للشمس في 2 أغسطس 2027 لمدة قياسية تصل إلى 6 دقائق و23 ثانية، خصوصًا في المناطق السياحية مثل الأقصر وأسوان. في هذه اللحظات، ستتحول ساعات النهار إلى ليل، ما يخلق تجربة فلكية مذهلة حيث ستظهر النجوم وتنخفض درجة الحرارة، ليغمرنا شفق غريب.
مصر ستكون نقطة المحور لهذا الحدث، حيث ستتوارى الشمس خلف القمر في فترة زمنية هي الأطول من نوعها في القرون الأخيرة.
يبدأ مسار الكسوف من شمال إفريقيا ويعبر دولًا عدة، لينكشف في النهاية على سواحل مصر. هذا المسار الواسع يعني أن مئات الملايين حول العالم ستكون لديهم الفرصة لمشاهدة الظاهرة المدهشة.
أماكن ذروة كسوف الشمس الكلييمتد مسار الكسوف عبر العديد من الدول، حيث يبدأ من فوق المحيط الأطلسي، ثم يعبر مضيق جبل طارق وما بين جنوب إسبانيا. بعد ذلك، يتوجه إلى شمال إفريقيا، حيث يعبر المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا ومصر، في حين يمتد لاحقًا إلى السودان، السعودية، اليمن، الصومال، قبل أن يصل إلى المحيط الهندي.
تعتبر مدينة الأقصر من أفضل المواقع لمشاهدة هذا الحدث، حيث سيغمر الظلام سماء المدينة لأكثر من 6 دقائق متواصلة. بالمقارنة، فإن معظم الكسوفات الكلية عادةً لا تتجاوز مدتها 3 دقائق.
وبالنسبة لمدن مثل قادس وملقة في إسبانيا، فستشهد ظلامًا كليًا يتراوح بين 4 و5 دقائق، فيما يُتوقع أن تعاني بنغازي في ليبيا من ظلمة دامسة لمدة تقارب 5 دقائق.
كيف يحدث كسوف الشمس؟الكسوف الشمسي يحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، ما يحجب ضوء الشمس لوقت معين. هذه الظاهرة نادرة الحدوث، إذ تتطلب ظروفًا دقيقة تتعلق بمدار القمر ومسافته عن الأرض، بالإضافة إلى موضعه بالنسبة للشمس.
وفقاً لدراسات ناسا، فإن حالة الأجرام السماوية في عام 2027 تجعل من هذا الكسوف تجربة فريدة، ولن يحدث كسوف كلي بهذا الطول مرة أخرى قبل عام 2045، ما يجعل هذا الحدث فرصة استثنائية.