هلّ هلال رمضان على سكان غزة والحزن يسكن قلوبهم ويكسو خيامهم، جاء متشحا بالسواد، وبدلًا من انتشار زينة رمضان الملونة أصبح اللون الأحمر هو السائد، فدماء الشهداء والمصابين في كل مكان، وبدلًا من أن يسمعوا مدفع رمضان الخاص بالإمساك والإفطار فأهل غزة يغفون ويصحون على صوت الانفجارات والقصف.

ما بين التهجير والتجويع والفقد يعيش أهل غزة شهر رمضان المبارك الذي يأتي دائمًا حاملًا معه البهجة الممزوجة بالمشاعر الروحانية، فغابت عنهم ملامح شهر الصيام المعروف بشهر الفرحة ولمة الأحباب وشهر تهذيب النفس والصبر على الغرائز والشهوات ومتاع الحياة ومنها الطعام والشراب، ولكن قرر الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي هذا العام أن تقضي غزة أرض العزة وشعبها تحت القصف والحصار والتجويع ليكون شهر رمضان صيامًا 24 ساعة.

ومع ثالث يوم من رمضان تتجاهل حكومة الاحتلال حق أهل الأرض وأصحابها في العيش بسلام ضاربين بمطالبات ودعوات الدول وشعوب العالم بوقف إطلاق النار وهدنة خلال الشهر الفضيل، عرض الحائط، بل يقومون بتكثيف عمليات القصف والاقتحامات وإطلاق النار على مدار اليوم، بل يمنعون وصول المساعدات الإنسانية للقطاع والتي تحتوي على بعض السلع الغذائية والأدوية للمرضى.

ويقضي أهل غزة رمضان بين الأنقاض والركام وبالخيام بعد تهجيرهم من منازلهم وتدميرها، كما يواجهون بجانب حرب الإبادة الجماعية حرب التجويع فالإفطار والسحور لا يسمن ولا يغني من جوع، وإن توافر بعض الطعام يكون بكميات قليلة مقارنة بعدد الأفراد، ففي غزة المحاصرة يصوم أهلها طوال اليوم مجبورين فبعد قضاء ساعات الصوم المفروضة يستكملون الصيام فهو صيام لا إفطار فيه ولا سحور، بسبب التجويع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي عليهم.

وفي عام 2024 لم نكن نتوقع أن نشهد أطفال وأشخاص تموت جوعًا في ظل التطور والتقدم العالمي، والمبادرات الدولية لحماية الطفل والإنسان، ولكن الأطفال في غزة وهم الفئة الأكثر ضعفًا فلا يستطيع الطفل البرىء استيعاب سبب عدم تناوله الطعام حين يشعر بالجوع، وتمكنت قوات الاحتلال الصهيونية من تجويع عدد كبير من الأطفال وتوفي ما لا يقل عن 15 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية والجفاف وسط مناشدات عالمية بحمايتهم وتوفير أبسط مقومات الحياة لهم.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية أغلقت الشمال إلى حد كبير منذ أكتوبر وتقول جماعات إغاثة إن القيود الإسرائيلية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام جعلت من المستحيل تقريبا توصيل الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه بأمان في معظم أنحاء القطاع.

ووفقًا لتقرير صدر قبل أسبوع تقريبًا عن مجموعة التغذية العالمية، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالتغذية وتقودها اليونيسف، فإن في جميع أنحاء غزة، يواجه 90% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا والنساء الحوامل والمرضعات فقرًا غذائيًا حادًا.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الإثنين إن ما لا يقل عن 31,112 فلسطينيا قتلوا منذ بدء الحرب، بما في ذلك 67 جثة نقلت إلى المستشفيات خلال ال 24 ساعة الماضية.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد استشهد أكثر من 31112 مواطنا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 72760 آخرين حتى الآن وتزداد عدد الضحايا كل دقيقة، نتيجة استمرار حرب إسرائيل على غزة وبعض المدن الفلسطينية.

وبالرغم من كل الألم والقسوة التي يعيشها سكان غزة إلا أن إيمانهم بالله عز وجل لم يتزعزع وبرغم فراق وفقد الأحباب وموت الأقارب إلا أن أملهم في إنهاء الحرب لا زال حياً يتنفس جرعات التفاؤل من أعماق قلوب الشعب الصامد الذي يتمسك بالحياة على أرضه داعيًا الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان الفضيل شهر الصيام والدعاء أن تنزاح تلك الغمة ويعودوا لديارهم حتى لو منهارة ويستأنفوا إعمارها مرة أخرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رمضان غزة مدفع رمضان الإفطار أهل غزة شهر الصيام الصيام القصف إسرائيل الاحتلال أهل غزة

إقرأ أيضاً:

"فتوح" يُعقّب على مجزرة الاحتلال بحق الأطفال في دير البلح

عقب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، اليوم الخميس، على مجزرة الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ، والتي راح ضحيتها 17 مواطنًا جُلّهم من الأطفال والنساء.

وقال فتوح في بيان صادر عن المجلس الوطني، إن هذه المجزرة تعد جريمة دموية بحق الطفولة الفلسطينية، وتأتي ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق المواطنين وبشكل خاص الأطفال.

وأوضح، أن الأطفال الذين استُهدفوا كانوا في طابور انتظار للحصول على مكملات علاجية غذائية لمكافحة سوء التغذية الحاد الذي يعانيه عشرات آلاف الأطفال في قطاع غزة، نتيجة الحصار والإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر، ومنع دخول المواد الأساسية والغذائية والطبية.

وأشار إلى أن هذا الهجوم لا يمكن فصله عن نمط مستمر من الاستهداف الممنهج للمنشآت الصحية ومراكز الإغاثة ومخيمات النارحين والجرائم في الضفة الغربية، حيث جريمة إعدام المواطن أحمد عمور (55 عاما) الذي أعدمه جنود الاحتلال بإطلاق النار ودعسه بآلية عسكرية في بلدة رمانة غرب جنين.

ولفت فتوح، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بالقوانين الدولية الإنسانية ومبادئ الحق في الحياة التي كفلها ميثاق الأمم المتحدة بما فيها اتفاقيات جنيف، مؤكدا أن المسؤولية الكاملة عن هذه جرائم الحرب هذه سياسيا وقانونيا وأخلاقيا تقع على عاتق دولة الاحتلال التي تواصل ارتكاب الجرائم دون مساءلة، مستفيدة من غياب الإرادة الدولية وموقف الإدارة الأميركية التي تحمي مجرمي الحرب.

وشدد، على أن هذا السلوك العدواني المتعمد ضد الأطفال لا يعد حادثا عرضيا، بل هو تنفيذ ممنهج لسياسة ترى في الطفل الفلسطيني هدفا مشروعا، سواء بالقصف أو عبر سياسات التجويع والحرمان من الرعاية الصحية والغذاء، إذ بلغ عدد الأطفال الذين استُشهدوا منذ 21 شهرا أكثر من 18 ألفا.

وحمّل فتوح، المجتمع الدولي ومجلس الأمن وجميع الهيئات القضائية والدولية مسؤولية الصمت عن مثل هذه الجرائم، معتبرا أن استمرار الإفلات من العقاب يكرس نظاما من الحصانة السياسية والعسكرية لدولة الاحتلال، ويقوّض النظام القانوني الدولي بأسره.

وأكد، أن شعبنا سيستمر في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، كما أن جرائم الاحتلال ستبقى وثيقة إدانة قانونية وسياسية تضاف إلى سجل جرائمه التي تجاوزت كل حدود الوحشية.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "الإحصاء": انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 10% قوات الاحتلال ومستوطنيه يقتحمون المسجد الأقصى والمصلى القبلي حماس تصدر بيانا بشأن مفاوضات الدوحة الأكثر قراءة بالصور: إجابات امتحان الأحياء للفرع العلمي في الأردن منير قليبو يطلق معرضه الفوتوغرافي “عدسة الذاكرة” على منصة Picfair العالمية استشهاد ثلاثة أسرى محررين مبعدين إلى قطاع غزة بينهم مقدسي محافظة القدس تحذر من برنامج لجماعات الهيكل المزعوم ضد الأقصى عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • خلاف أسري ينتهي بإصابة زوج بـ80 غرزة في المحلة
  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا يكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • حكم قضاء صيام يوم عاشوراء.. دار الإفتاء تجيب
  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • إدريس: الفاشر تموت أمام مرأى ومسمع العالم.. و”الدعم السريع” يعرقل وصول المساعدات الإنسانية
  • في ذكرى رحيله.. عمر الشريف النجم الذي عبر حدود السينما إلى قلوب العالم (تقرير)
  • كانسيلو: انتهى الموسم لكن الشغف لم ينتهي
  • علي جبر: مشاركة بيراميدز في الإنتركونتيننتال إنجاز تاريخي.. وطموح رمضان صبحي حق مشروع
  • علي جبر: مشاركة بيراميدز في "الإنتركونتيننتال" إنجاز تاريخي.. وطموح رمضان صبحي "حق مشروع"
  • "فتوح" يُعقّب على مجزرة الاحتلال بحق الأطفال في دير البلح