في محاولة لمعالجة النقص في الأفراد وتعزيز قدراتها الدفاعية، تستعد أوكرانيا لموجة كبيرة من التجنيد العسكري. ومع ذلك، تواجه العملية تحديات عديدة، بما في ذلك إحجام المجندين المحتملين والمناقشات التشريعية المثيرة للجدل.

وتهدف التعبئة الوشيكة، والتي من المقرر أن يسهلها قانون جديد من المقرر أن ينظر فيه البرلمان في 31 مارس، إلى تجنيد ما يصل إلى 500 ألف فرد وسط خلفية الصراع المستمر.

. ومع انتشار ما يقدر بنحو 330 ألف جندي في الوقت الحالي، تسعى أوكرانيا إلى تحديث قواتها واستبدال الجنود الذين شاركوا منذ بداية الصراع.

ومع ذلك، أثار مشروع القانون جدلاً، حيث اقترح المشرعون أكثر من 4000 تعديل، مما سلط الضوء على تعقيدات عملية التعبئة.. وقد برزت المخاوف المتعلقة بسن التوظيف والآثار الاقتصادية كنقاط محورية للنقاش.

وقد أثار اقتراح خفض سن التجنيد إلى 25 عامًا معارضة شرسة، حيث عارض المنتقدون تعريض الأفراد الأصغر سنًا للقتال في الخطوط الأمامية. إن اعتراف الرئيس فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا بمقتل 31 ألف جندي يؤكد خطورة الوضع والحاجة إلى دراسة متأنية.

علاوة على ذلك، فإن البيانات التي تشير إلى وجود مجموعة محدودة من المجندين المؤهلين تؤكد الحاجة الملحة لجهود التوظيف. وسط مخاوف بشأن عدم كفاية التدريب والمعدات، يهدف القانون المقترح إلى معالجة هذه القضايا من خلال تنفيذ برامج تدريب شاملة وتقديم وظائف مخصصة للمتطوعين.

ومع ذلك، أدى التأخير في تلقي المساعدات العسكرية الخارجية إلى تفاقم التحديات، مما أدى إلى نقص الذخيرة والانسحاب من مواقع الخطوط الأمامية. ويضيف تراجع الثقة في الدعم الغربي بين الأوكرانيين طبقة أخرى من التعقيد إلى عملية التعبئة، مع تفاقم الشكوك حول تضاؤل المساعدات.

أثار إدخال نظام الاحتياطي الاقتصادي، الذي يهدف إلى إعفاء العمال الأساسيين من التعبئة مع المساهمة ماليا في المجهود الحربي، جدلا كبيرا. ورغم أن هذا الاقتراح يهدف إلى توليد موارد إضافية، إلا أنه واجه انتقادات لاحتمال تفاقم الانقسامات المجتمعية وعدم المساواة الاقتصادية.

وبينما تتصارع أوكرانيا مع التعقيدات اللوجستية والأخلاقية المرتبطة بالتجنيد العسكري، يتم التأكيد على الوضوح والشفافية كعنصرين حاسمين في إدارة هذه العملية.. ومع وجود آثار مالية كبيرة وتداعيات مجتمعية على المحك، فإن الحاجة إلى اتخاذ قرارات مستنيرة وخطاب عام تظل ذات أهمية قصوى.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

لذة لا تُباع ولا تُشترى

 

ريم الحامدية

[email protected]

 

لم يعد السؤال اليوم: ماذا تحب؟ بل أصبح كيف ستحوِّل ما تحب وتسعد به إلى مشروع؟

لم تعد لحظات السعادة والمتعة كافية بذاتها، ولا يكفي الشغف وحده لتبرير الوقت الذي ينفق في الهوايات، ولم تعد الهواية مساحة برئية خارج دوائر الجدوى والربح، ففي زمن تغلب عليه ثقافة الانتاج الدائم، صار كل شي مطالبا بأن يثمر وكل موهبة مطالبة بأن تتحول؛ بل إن لحظة من المتعة باتت تحتاج إلى مبرر اقتصادي.

صوتك جميل.. لماذا لا تُطلق بودكاست؟ طبخك لذيذ.. لماذا لا تفتح مطعمًا؟

تصويرك ملفت؟ لماذا لا تجعل حسابك عامًا؟ خواطرك عميقة؟ لماذا لا تكتب كتابًا؟

أسئلة تبدو في ظاهرها دعمًا وتشجيعًا، لكنها تحمل في داخلها ضغطًا غير مرئي، يلاحق الإنسان حتى في أكثر مساحاته خصوصية وهي مساحات اللعب، والراحة، والهواء الخفيف الذي نتنفسه بعيدًا عن منطق السوق.

لقد تحوّلت الهوايات من ملاذ إلى مشروع، ومن مساحة حرّة إلى خطة عمل، ومن لحظة صدق إلى فرصة تسويق، لم نعد نرسم لنفرِّغ قلوبنا؛ بل لنبيع اللوحة، ولم نعد نكتب لأننا نختنق إن لم نبوح بما يختلج صدورنا، ولكن لنحصد إعجابات وانتشار على المنصات الرقمية، ولم نعد نصوِّر لأن الضوء يُدهشنا وجمال اللقطة تُنعش قلوبنا؛ بل لأن الخوارزمية تحتاج محتوى جديدًا!

إننا في زمن الثقافة التي تُسلِّع كل مُتعة وتحوِّل كل جمال إلى فِعل مادي، وكل شغف إلى أرقام ومؤشرات.

هذه الثقافة لا تكتفي بأن تدفعنا للإنتاج؛ بل تُشعرنا بالذنب إن لم نفعل، تُشعرنا بأننا متأخرون إن لم نحوّل ما نحب إلى إنجاز ملموس، وكأن الحياة باتت سباقًا لا يتوقف، ومن يهدأ قليلًا يُتّهم بالكسل أو الهروب.

المشكلة ليست في العمل، ولا في تحويل الموهبة إلى مشروع؛ بل في الإكراه الخفي الذي يتسلل إلى أرواحنا، أن تشعر بأن متعتك غير شرعية ما لم تُدرّ مالًا، وأن راحتك ترف لا تستحقه، وأن الهواية بلا جمهور هي فرصة ضائعة.

هناك أشياء خُلقت لتُحَب فقط، أشياء لا تقبل أن تُحوَّل إلى منتج، ولا تليق أن تُختزل في أرباح، أشياء نمارسها لأننا نختنق بدونها، لا لأننا نريد أن نبيعها.

أن نطبخ لأن رائحة البيت تحتاج دفئًا، أن نكتب لأن الصدر امتلأ بالكلمات، أن نصوِّر لأن اللحظة خافتة ونخشى أن تضيع، أن نمشي بلا هدف؛ لأن أرواحنا تحتاج مساحة بلا اتجاه.

لست ضد الفائدة ولا ضد الرزق حين يأتي متناغمًا مع رغبة الإنسان واستعداده، لكننا ضد شعور الذنب، وضد مطاردة الإنسان بأسئلة التوسّع والانتشار والسبق، وكأن الهدوء خطيئة، والبساطة فشل، والرضا خسارة.

لقد دفعنا هذا العصر إلى أن نعامل أنفسنا كمشاريع، لا كبشر، أن نقيس أعمارنا بالإنتاجية، وأيامنا بالإنجازات، وقيمتنا بما نعرضه أمام الآخرين، ربما آن الأوان أن نتوقف قليلًا، أن نسأل أنفسنا بصدق متى كانت آخر مرة فعلنا شيئًا لمجرّد أننا نحبه؟ بلا جمهور، وبلا مردود، بلا ضغط.

نحتاج أن نستعيد حقّنا في الأشياء التي لا تُوظَّف، ولا تُحوَّل، ولا تُستثمَر.

نحتاج أن نحمي مساحاتنا الصغيرة من ضجيج السوق، أن نعيد تعريف النجاح، لا ككمية ما نبيع؛ بل كمساحة ما نشعر.

ولعلّ أجمل ما يمكن أن نقاوم به هذه الثقافة، هو أن نحب شيئًا ولا نُعلن عنه، وأن نمارسه في الخفاء، ونحرسه من أن يتحوّل إلى واجب.

ربما لم نُخلق لنكون علامات تجارية، ولا لنحمل أرواحنا إلى السوق.

وربما أخطر ما يحدث لنا اليوم… أننا بدأنا نصدّق ذلك.

فما الذي سنحتفظ به لأنفسنا، قبل أن يُعاد تسعيرنا بالكامل ويصبح لكل فرد فينا "باركود"؟!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تسبب في غرق الخيام على نطاق واسع بالقطاع.. منخفض جوي شديد البرودة بـ”غزة” يقتل 11 شخصًا على الأقل
  • لافروف: روسيا لم ترفض قط أي حوار يهدف إلى تسوية الأزمة في أوكرانيا
  • أثار حالة من القلق.. اصطياد تمساح قرية الزوامل في بلبيس| صور
  • رئيس الفيدرالي: قرار خفض الفائدة اليوم يهدف للتصدي للمخاطر الاقتصادية
  • ضبط مخزن سلع غذائية في حملة تموينية مكبرة ببنها وحي شرق شبرا الخيمة
  • حملات تموينية بالشرقية تكشف غشًا في وزن أسطوانات البوتاجاز وتضبط سلعًا مجهولة
  • لذة لا تُباع ولا تُشترى
  • إنستغرام” يحوّل منشورات المستخدمين إلى أدوات تسويقية آلية
  • من 20 نقطة.. أوكرانيا تستعد لتقديم "مقترح منقح" لوقف الحرب
  • تموين القليوبية : ضبط 360 علبة سجائر صيني محظور تداولها