المشهد السياسي في مصر لا تزيده الأيام إلا سخونة.. حزب “حماة الوطن” يدعو السيسي لإعلان ترشحه لفترة جديدة ويؤكد ضرورة الاصطفاف الوطني خلفه.. ومعارضون يحذرون من مخاطر تفكك الدولة ويدعون النظام لمواجهة ساعة الحقيقة والاعتذار للشعب
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
القاهرة – ” رأي اليوم”- محمود القيعي: مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي المقرر نهاية هذا العام ازداد المشهد السياسي المصري سخونة وتعقيدا وسط أزمات اقتصادية عاتية، الأمر الذي دعا للبعض لاستشعار الخطر ومواجهته قبل فوات الأوان. فماذا يجري في مصر وكيف يتعامل الفرقاء مع أزمة يبدو شرُّها مستطيرا؟! عمرو سليمان، المتحدث باسم حزب “حماة الوطن” قال إنه تمت مناقشة موقف الاستحقاق الانتخابي المقبل، ودور الحزب من مسؤولياته السياسية في المجتمع وذلك في اجتماع المكتب التنفيذي.
وأضاف خلال مداخلة هاتفيا مع أحد البرامج الحوارية أن الحزب –بإجماع المشاركين- خلص إلى عدة قرارات، أبرزها: عدم الدفع بمرشح من داخل الحزب للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024. دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإعلان ترشحه لولاية جديدة لرئاسة مصر. تسخير كل الإمكانات والجهود والعناصر البشرية اللازمة وفتح جميع المقرات على مستوى الجمهورية للحملة الانتخابية لدعم الرئيس السيسي. دعوة جموع المواطنين للاصطفاف خلف القيادة السياسية، ودعم الرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة لولاية جديدة. سليمان أعلنها صراحة: “لن ندخل لانتخابات الرئاسية بمرشح؛ لأن الرئيس السيسي ضحّى بنفسه في اتخاذ القرار تجاه الجماعة ذات التفكير المظلم، وعليه انحاز إلى الشعب؛ لنشر الاستقرار في أنحاء البلاد كافة”. وأضاف أن الرئيس السيسي نجح في إعادة مصر لمكانتها الطبيعية بين دول العالم، ولاسيما على الصعيدين العربي والإفريقي، لتنطلق بعدها مسيرة الدولة في عمليات التطوير والبناء للوصول إلى الجمهورية الجديدة، مؤكدا أنه استطاع العبور بمصر إلى بر الأمان على الرغم من التحديات الاقتصادية الناجمة عن الأزمات العالمية، فضلا عن مجابهة محاولات التربص بالبلاد من جانب بعض الجماعات. واختتم سليمان مؤكدا أن قرب الاستحقاق الانتخابي دفع الحزب بعد دراسة متأنية للوقوف خلف الرئيس السيسي، لافتا إلى أنه توجيهات الرئيس نفذت العديد من المبادرات الصحية، وعلى رأسها «القضاء على فيروس سي، وإنهاء قوائم الانتظار ومشروع التأمين الصحي الشامل، والنجاح غير المسبوق في القضاء على العشوائيات، والتوسع في إنشاء المدن الجديدة». على الجانب الآخر حذّر المعارض المصري د.محمد أبو الغار أحد قياديي الحركة المدنية من مخاطر تفكك الدولة، مشيرا إلى أن ما يقوم به النظام المصري هو السير بخطوات سريعة لتفكك الدولة وانهيارها. وأضاف أبو الغار في منشور بحسابه على الفيسبوك أن ما يحدث من انقطاع الكهرباء كان أمرا متوقعا ومعروفا حين اتخذ قرار تصدير الغاز اللازم لتشغيل المحطات مقابل دولارات لدفع فؤاد الديون. ولفت أبو الغار إلى أن السياسة الكارثية في استيراد محطات التوليد بدون الحاجة الي نصفها مقابل قروض من البنوك الالمانية اوضح حجم السياسة الاقتصادية البائسة وكارثة عدم اجراء دراسات جدوي. وتابع قائلا: “يحدث الآن أن الاعلامي الذي كان صوت المجلس العسكري منذ ٢٠١١ قد افتتحت له فضائية في الامارات ليطالب منها الرئيس بعدم الترشح، الاصوات ارتفعت في كل مكان تعلن غضبها.”. وقال أبو الغار إن المطلب الآن أن تعلن قيادة الدولة انها أخطأت في سياسة القروض، وانها أخطأت في جزء كبير من العاصمة الادارية، وانها أخطأت في قوانين الاعتقال والمحاكمات بقوانين من القرون الوسطي وانه حبست عشرات الآلاف من الذين لم يحملوا سلاحا ولم يحرضوا علي استخدام العنف، وانها أخطأت في سياستها الخارجية بخصوص نهر النيل وفي سياستها مع الدول العربية. وانتقد أبو الغار النظام للاستعانة بأهل الثقة وإهمال اهل الخبرة، مشيرا إلى أن العاصمة تشوهت ودمرت الاسكندرية، ولا احد يعلم كيف سوف نسدد الديون. واختتم أبو الغار داعيا النظام المصري لمواجهة الحقيقة بالاعتذار للشعب اولا،ثم إطلاق الحريات والآراء ليقول اصحاب الرأي السديد وليس “المطبلاتية “كيف نخرج من المصيبة كوطن وننسي الأفراد. البديل المدني في ذات السياق قال أحمد الطنطاوي المرشح الرئاسي المحتمل إن الانهيار القائم يدفع بالوطن لانفجار قادم، مؤكدا أن واجبنا تجاه وطننا الحبيب وشعبنا العظيم أن نستبق ذلك المصير المشئوم بالتغيير السلمي الآمن عبر البديل المدني الديموقراطي لبناء دولة القانون والمؤسسات. صيف مصر الساخن جميع الشواهد تؤكد أن الأيام القادمة تشي بأن صيف مصر سيكون ملتهبا وساخنا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. أمين حزب الله يكشف عن مؤامرة جديدة ويؤكد: سلاحنا لن يُنْزَعْ ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان
لبنان|يمانيون|وكالات
جدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، التأكيد أنّ سلاح المقاومة لن يُنزع “حتى لو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان”، وشدّد على أنّه إذا حصلت الحرب “لن تحقق أهدافها”، داعياً الدولة إلى التوقف عن تقديم التنازلات للعدو.
وقال قاسم، خلال كلمته في حفل التجمع الفاطمي بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، إنّه “منذ تمّ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، أصبحنا في مرحلة جديدة… تفترض أداءً مختلفاً”، مشيراً إلى أنّ “الدولة أصبحت مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش, وعن العمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، مؤكدا أن المقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة اللبنانية”.
وأكّد الشيخ قاسم أنّ “تطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتمّ بشكل كامل، أمّا من جهة العدو الإسرائيلي فلا توجد أي خطوة على طريق الاتفاق, وأضاف” نحن ننظر إلى ما بعد الاتفاق، وكل ما تقوم به إسرائيل هو استمرار للعدوان. هذا العدوان خطر على لبنان وخطر علينا”.
وقال: “المقاومة مستعدّة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني، وقد ساعدته على بسط السلطة بسلاستها، وهي موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته، لكنها ليست مستعدّة لأي إطار يؤدّي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأميركي”.
وأضاف: “مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح من أجل النهوض بهذا البلد، فحصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هي مطلب أميركي ـ إسرائيلي”، مشدّداً على أنّ “مع الاستسلام، لن يبقى لبنان, وهذه سوريا أمامنا”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ “الاستسلام يؤدّي إلى زوال لبنان”، معتبراً أنّه “مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب, خدّام إسرائيل في لبنان يشجّعونها على بلدهم وأولاد بلدهم, وعلى كل حال، إذا حصلت الحرب، فلن تحقّق أهدافها، وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا”.
وأضاف: “إذا كانت أميركا تعمل لمصالحها في لبنان، فتأكّدوا أنّها ستبحث عن حل, أمّا إذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل، فلن تكون للبنان حياة، استسلم أم واجه وقاتل”.
وتابع: “فلتعلم أميركا أنّنا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض, لن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان’ افهموا جيداً: الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة, أيّ واحد تريدون نزعه أو تمسّون به، يعني أنّكم تمسّون بالثلاثة وتريدون نزعها, وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم بذلك، ولن يكون هذا”.
ودعا الدولة اللبنانية “إلى التوقّف عن التنازلات، والتراجع، وإعادة حساباتها”، وقال: “طبّقوا الاتفاق، وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية,لا تطلبوا منّا ألّا ندافع عن أنفسنا، فيما الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها, فلتؤمّن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية، ونصل إلى النتيجة”.
وتطرّق الشيخ قاسم إلى كلام المبعوث الأميركي، توم برّاك، حول “ضمّ لبنان إلى سوريا”، فقال: “هذا لا يتحدّث كلاماً في الهواء، بل يتحدّث كلاماً يؤسّس له للمستقبل, برّاك يريد ضمّ لبنان إلى سوريا، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سوريا، أو تهاجر, اعرفوا من سيبقى ومن لن يبقى, هذا مشروع خطير جداً”.