أفضل العبادات في شهر رمضان؟.. مفتي الجمهورية يكشف عنها
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن أفضل العبادات في شهر رمضان؟ مقدما نصيحة لمن يريد اغتنام شهر رمضان والعشر الأواخر بدون التقصير في العمل.
وقال مفتي الجمهورية، في حوار مع صدى البلد، إن شهر رمضان هو شهر المسارعة في الخيرات والتنافس على الأعمال الصالحة، وفي مقدمة هذه الأعمال أداء الصيام على أكمل وجه إيمانًا واحتسابًا، فهو من أعظم العبادات.
واستشهد المفتي، بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى للصائم فرحتان بشرنا بهما سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه.
وأكد المفتي، أن من أفضل العبادات في رمضان كذلك في رمضان قيام الليل لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، فكان صلوات الله وسلامه عليه يقوم الليل حتى تتورم قدماه الشريفتان.
كذلك التكافل الاجتماعي بكافة أشكاله من إطعام الطعام وإخراج الصدقات فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجود ما يكون في رمضان فكان يجود بالخير أجود من الريح المرسلة، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من يطعم الطعام فقال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، ومن أجل الأعمال أيضًا إفطار الصائمين لما له من ثواب عظيم أخبرنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».
وتابع: ولا ننسى أن رمضان هو شهر القرآن الكريم وفيه نزل، وقراءة القرآن الكريم في رمضان من الأعمال الجليلة التي يثاب عليها المسلم، وأيضًا كثرة الذكر وصلة الأرحام وتحرى ليلة القدر وغيرها الكثير من الأعامل.
نصيحة لاغتنام رمضانوأوضح مفتي الجمهورية، أن العشر الأواخر من رمضان من الأيام العظيمة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أعبد ما يكون في العشر الأواخر من رمضان فكان إذا دخلت هذه الأيام المباركة شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وفُضِّلَت هذه العشر على سائر أيام العام بوقوع ليلة القدر ضمن زمانها المبارك؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ في العشر الأواخر مِن رمضان».
فالله يختصها بالعناية والاهتمام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحينها وينتظرها ليتقرب فيها إلى الله أكثر ويكثر فيها الذكر والطاعة والعبادة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية أفضل العبادات شهر رمضان العشر الأواخر النبی صلى الله علیه وآله وسلم أفضل العبادات فی مفتی الجمهوریة العشر الأواخر شهر رمضان فی رمضان
إقرأ أيضاً:
عهد الولاية عهدٌ يتجدَّد أحلام الصوفي ليس العاشر من ذي الحجة وحده عيدًا للأمة، بل هناك عيد آخر لا يقل قداسة وسموًّا، هو عيد الولاية، يوم أتمّ الله فيه الدين وأكمل النعمة، وجعل ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب امتدادًا لرسالة النبي الخاتم، ومفتاحًا لبقا
عهد الولاية عهدٌ يتجدَّد
ليس العاشر من ذي الحجة وحده عيدًا للأمة، بل هناك عيد آخر لا يقل قداسة وسموًّا، هو عيد الولاية، يوم أتمّ الله فيه الدين وأكمل النعمة، وجعل ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب امتدادًا لرسالة النبي الخاتم، ومفتاحًا لبقاء الإسلام نقيًا من تحريف الطغاة.
في هذا اليوم العظيم، وعلى صعيد غدير خم، وقف النبي محمد صلوات الله عليه وآله، في مشهدٍ خالد، رافعًا يد علي، قائلًا: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»، فكانت تلك اللحظة إعلانًا إلهيًا واضحًا بولاية الإمام علي، لا تحتمل التأويل ولا التزييف.
في اليمن، أرض الإيمان والحكمة، لم تكن هذه الولاية شعارًا يُردد فقط، بل عهدًا يُجدد في كل عام، وولاءً يسكن القلوب قبل الألسنة. لقد عرف اليمنيون آل بيت النبي، فآووهم ونصروهم، وحملوا على عاتقهم الدفاع عن نهجهم، وظلوا أوفياء لمدرسة الولاية رغم كل المحاولات الطامسة للحقيقة.
حاول أعداء آل البيت جاهدين أن يطمسوا هذا النهج، فكتبوا التاريخ بمداد التضليل، وغيّبوا الأحاديث، وبدّلوا المفاهيم، حتى نشأ جيلٌ لا يعرف من الولاية إلا اسمها، وابتعد عن جوهرها الرباني. لكن في اليمن، بقي صوت الغدير صادحًا، يتوارثه الأحرار جيلًا بعد جيل، ويتمسكون به في وجه الطغيان.
إن إحياء عيد الولاية ليس طقسًا شعبيًا، بل هو موقف إيماني، وتعبير عن ارتباط عميق بالإمام علي، الذي جمع بين العلم والشجاعة، وبين التقوى والعدل، وبين القيادة الربانية والرحمة النبوية. وما أحوج الأمة اليوم إلى هذا النهج العلوي، لتنجو من ظلام التيه والانقسام.
في تجديد اليمنيين لبيعتهم للإمام علي تأكيد على أن المشروع المحمدي الأصيل لا يُمكن أن يُمحى، وأن راية الهدى ستظل مرفوعة ما دام في الأمة من يُحيي ذكرى الغدير، ويعي معناها، ويجعل منها نبراسًا للسير في درب النور.
فالولاية ليست قصة ماضية، بل عهدٌ يتجدد، وراية لا تنكسر، وصوتٌ باقٍ يعلو فوق كل محاولات التحريف والطمس… صوت يقول: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.
ومن هذا العهد الخالد، تستمد اليمن قوتها وصمودها، فترى أبناءها في كل وادٍ وسهلٍ وجبلٍ يرفعون راية الولاية بإباء، وينادون بولائهم لأمير المؤمنين لا تملقًا ولا عادة، بل عن يقينٍ وبصيرة. يُحيون يوم الغدير لا كذكرى عابرة، بل كيومٍ تتجدد فيه البيعة للإمام، وتُجدد فيه العزيمة على التمسك بطريق الحق مهما عظمت التضحيات.
وإنه لأمرٌ لافتٌ أن نرى في اليمن، رغم الحصار والعدوان والمؤامرات، احتفالات يوم الغدير تُقام بزخم شعبي وإيماني كبير، يليق بعظمة المناسبة وبقداسة الموقف، في حين تغيب هذه الذكرى عن الكثير من ساحات الأمة، التي اختارت الصمت أو التجهيل.
فمنذ قرون، وأعداء آل البيت يشنّون حربًا على الولاية: يحجبون أحاديث الغدير، ويُقصون فضائل الإمام علي من المنابر، ويُفرغون الدين من روحه المرتبطة بالإمامة. ولكن رغم كل ذلك، بقيت الولاية حية في ضمير الأحرار، وكل من نهل من معين الفطرة والقرآن عرف أن لعلي مكانًا ليس كأي مكان، ودورًا ليس كأي دور.
اليمن اليوم، وهي تُجدد عهد الولاية، تُجدد أيضًا ولاءها لمحور الحق في مواجهة الطغيان العالمي، فالإمام علي لم يكن رمز عدالة فحسب، بل كان عنوان مقاومة ضد الباطل والظلم والانحراف، ومن سار على دربه، كان بالضرورة في صف المظلومين، ومنحازًا لقضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها فلسطين، القضية التي لم تغب عن ضمير اليمنيين وقيادتهم الواعية.
إن عيد الولاية ليس فقط ذكرى الولاء لعلي بن أبي طالب، بل هو موقف ضد كل محاولات تغييب المشروع المحمدي، وضد كل قوى النفاق التي أرادت أن تفصل الإسلام عن روحه.
سيظل اليمن يكتب على جداره الإيماني، نحن أبناء الغدير، وأحفاد الأنصار، وورثة عهد الولاية.
وسيبقى صوت الغدير في اليمن لا يُكتم، ونوره لا يُطفأ، مهما حاولت قوى الطمس والتزييف، لأن عهد الولاية عهدٌ لا يموت، بل يتجدد في القلوب والميادين.