الحرة:
2024-06-13@11:07:11 GMT

مفقودون في غزة.. عائلات تبحث عن أجوبة

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

مفقودون في غزة.. عائلات تبحث عن أجوبة

مراهق يبيع السجائر ومغن صاعد ومهندس في مصنع تعبئة الزجاجات المحلي، هم من بين الآلاف الذين تم الإبلاغ عن فقدانهم في غزة.

واختفى الكثيرون تحت الأنقاض بعد الغارات الجوية الإسرائيلية، ويُعتقد أن آخرين قد تم احتجازهم عند نقاط التفتيش الإسرائيلية أثناء فرارهم جنوبا أو محاولتهم العودة إلى الشمال، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

 

وتقوم عائلات المفقودين اليائسة بالبحث في المستشفيات والاتصال بالخطوط الساخنة التي أنشأتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويبحث أفرادها في صور الجثث في الشوارع والرجال معصوبي الأعين الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية ويشاركون صور أقاربهم عبر الإنترنت، متوسلين الحصول على أدلة وأجوبة.

ومنذ أكتوبر وحتى فبراير، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقارير عن فقدان 5118 فلسطينيا في غزة. وأجرت صحيفة واشنطن بوست مقابلات مع 15 شخصا فقدوا الاتصال بأصدقائهم وعائلاتهم في غزة منذ 7 أكتوب، ولم يتمكنوا من العثور عليهم إلا في حالتين فقط. وقال الكثيرون إن الجزء الأكثر إيلاما هو عدم معرفة مصيرهم.

أحمد جلال، الذي اختفى صهره، محمود أبو هاني، مغني الموسيقى العربية التقليدية، البالغ من العمر 25 عاما، في 3 فبراير أثناء محاولته العودة لمنزله في مدينة غزة، قال للصحيفة: "كنا نأمل أن ننجح في الحصول حتى على أبسط المعلومات".

وأضاف جلال للصحيفة "ضياع الشخص أصعب من أن يُقتل في الحرب أو يُعتقل.. عندما تضيع، لا أحد يعرف عنك شيئا". 

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس التي تسيطر على القطاع، في السابع من أكتوبر وأسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. 

وتؤكد إسرائيل أنّه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أنّ 32 منهم لقوا مصرعهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم. 
ردا على هجوم حماس، توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وأطلقت حملة عسكرية خلفت دمارا هائلا و31553 قتيلا معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن وزارة الصحة في غزة تعتمد، في أغلب الأوقات، على مستشفيات القطاع في تسجيل الوفيات، ومع تدمير القطاع الصحي يقول مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن العديد من الوفيات لم يتم تسجيلها، بالأخص مع الطرق المدمّرة وقلة إمكانية الاعتماد على شبكات الاتصالات، في حين إسرائيل ترفض الكشف عن هويات مئات السكان الذين تشير منظمات حقوقية إلى احتجازها من قبل القوات الإسرائيلية. 

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على تقرير "واشنطن بوست"، لكن الصحيفة نقلت عنه تصريحات في وقت سابق قال فيها إن "المشتبه بهم في أنشطة إرهابية" في غزة يتم اعتقالهم و"إحضارهم إلى الأراضي الإسرائيلية لإجراء مزيد من التحقيقات". 

وقال الجيش إن أولئك الذين يتبين أنهم غير متورطين في نشاط إرهابي تتم إعادتهم إلى غزة، ويتم التعامل مع من يبقون في الاحتجاز، وفقا للقانون الإسرائيلي.

وتنوه الصحيفة إلى أنه لا توجد طريقة ممنهجة يمكن من خلالها تتبع المفقودين، ويوم الجمعة الماضي، بعد مضي خمسة أشهر على الحرب، نشرت وزارة الصحة في غزة وثيقة عبر غوغل للبدء بجمع أسماء القتلى والمفقودين. 

عائلات في غزة تبحث عن أجوبة بشأن أحبائها تحت الأنقاض

وفي الأسابيع الأولى من الحملة الجوية الإسرائيلية، كان يُعتقد أن المفقودين محاصرون، أحياء أو أموات، تحت الأنقاض.

ويقدِّر محمد بصل، المتحدث باسم خدمات الطوارئ بالدفاع المدني في غزة، في حديثه للصحيفة أن 8000 جثة لا تزال تحت الأنقاض. 

وخلال الأشهر الأولى من الحرب، سارعت فرق الإنقاذ إلى المواقع التي تم استهدافها عندما استطاعت ذلك. ولكن بدون المعدات المناسبة، كما قال، غالبا كانوا يضرون لإنقاذ العالقين بإزالة الأنقاض بأيديهم، ولم يتمكنوا من فعل ذلك في بعض الأحيان. 

يقول بصل إن فرقه في مدينة غزة نادرا ما تجد جثثا كاملة الآن، وبدلاً من ذلك تكشف عن أشلاء جزئية، معظمها متحللة ولا يمكن التعرف عليها.

وتعتقد غادة الكرد، 38 عاماً، أن شقيقها صفوت وزوجته ميسون وابنتهما حبيبة البالغة من العمر 10 سنوات، هم من بين الذين فقدوا تحت الأنقاض.

اتصلت شقيقة الكرد بها، يوم 19 نوفمبر، لتبلغها أن صاروخاً أصاب منزلا مكونا من ثلاثة طوابق كان يقيم فيه شقيقها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. في البداية، قال الجيران إنه لم يكن هناك أحد في المنزل. ثم رأوا أرجلا تبرز من تحت الأنقاض.

لكن بدون المعدات الثقيلة، قالت الكرد للصحيفة عبر الهاتف من رفح، إن رجال الإنقاذ "لم يتمكنوا من انتشالهم، وما زالوا مفقودين". والأسرة ليست مدرجة في القائمة الرسمية للوفيات الصادرة عن وزارة الصحة.

آخر مرة سمعت فيها غادة عيسى، التي تعيش في بلدة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، من شقيقتها وفاء العمور في مدينة غزة كانت في 8 نوفمبر. ولم يكن لدى السيدة البالغة من العمر 50 عامًا أي عائلة في القطاع. 

وقصف الجيش الإسرائيلي حي العمور بالقرب من مستشفى الشفاء، قائلا إنه يستهدف مقاتلي حماس في المنطقة. أخبر مالك المنزل، الذي يعيش في الخارج، عيسى أن الشقة المجاورة تعرضت للقصف. 

ولا تعلم عيسى إن كانت شقيقتها في الشقة المجاورة عند القصف، وتستدرك قائلة للصحيفة: "إن شاء الله سنجدها.. جميعنا سنموت في النهاية لكننا يجب أن نعلم ما حلّ بها". 

تدمير المستشفيات في القطاع يصعب من عملية تسجيل الوفيات والمفقودين اشتباه بالاحتجاز 

وتنقل الصحيفة الأميركية واقعة اختفاء رائد حلبي، وهو مبرمج يبلغ من العمر 30 عاما، وكان شقيقه محمود يسافر معه ويقول إن القوات الإسرائيلية اعتقلته.

وعندما غزت إسرائيل غزة في أواخر أكتوبر، وجهت السكان في الجزء الشمالي من القطاع إلى الفرار جنوبا، واستجاب حلبي لذلك.

وفي 15 نوفمبر، وفقا لمحمود، اقترب الشقيقان من نقطة التفتيش الإسرائيلية الرئيسية، المسماة نتساريم، على طريق صلاح الدين السريع.

وقال محمود: "لقد نادى عليه جندي إسرائيلي عبر الميكروفون"، وكانت زوجة رائد وأطفاله الثلاثة حاضرين أيضا، "فقالوا: أعط ابنك لأمه وتعال".

وقال محمود إن رائد امتثل. وكانت تلك آخر مرة تراه عائلته، مؤكدا "نحن مدنيون، ولا علاقة لنا" بالحركات المسلحة. 
واتصل محمود باللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكن إسرائيل منعت المنظمة من الوصول إلى مراكز الاحتجاز التابعة لها منذ 7 أكتوبر، ورفضت حماس أيضا طلبات اللجنة زيارة الإسرائيليين الذين اختطفتهم الحركة في 7 أكتوبر. وما زال أكثر من 100 منهم محتجزين في غزة.

وقالت سارة ديفيز، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إننا نتفهم الألم الشديد الذي يشعر به أفراد الأسرة الذين ينتظرون بفارغ الصبر أخبارا عن أحبائهم، والإحباط عندما لا يحدث ذلك في الوقت المناسب".

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على طلب الصحيفة بشأن حلبي. 

خرج ولم يعد 

ونقلت الصحيفة قصص لفلسطينيين اختفوا خلال تنقلهم من موقع لآخر في القطاع، من بينهم المغني محمود أبو هاني، الذي تمكن من الوصول بأمان من مدينة غزة إلى النصيرات في وسط القطاع في وقت مبكر من الحرب. وفي الشهر الماضي حاول العودة إلى منزله واختفى.

وقالت شقيقته حليمة أبو هاني: "قال إن الناس كانوا عائدين إلى منازلهم لأنه لم يكن هناك جنود في الطريق"، مضيفة أنه "خرج من مدينة غزة دون أي ملابس أو أي شيء. كان الجو شتاءً وكان ينام في خيمة".

ولدى وصول الشاب وادي غزة، الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، أغلَق أو أُغلق هاتفه، وفقا للصحيفة الأميركية. 

وقال بصل: "مع كل دخول بري (للجيش الإسرائيلي) إلى المناطق، نتلقى مئات المناشدات من أجل أفراد الأسرة المفقودين".

واختفى زياد صباح، 23 عاما، مطلع 13 فبراير في دير البلح وسط قطاع غزة. وقال والده محمد إنه كان "يشعر بالملل ويريد أن يتمشى".

وقال والده إن زياد مصاب باضطراب فصام الشخصية "شيزوفرينيا"، وتفاقمت أعراضه بعد انتشاله من تحت أنقاض غارة جوية في نوفمبر. والآن تتساءل العائلة: هل ضاع؟ هل كان عدائيا عند نقطة التفتيش؟ هل لا يزال على قيد الحياة؟

أسئلة مماثلة تعذب عائلة المصري.

وقال والده محمد إن هيثم، 17 عاما، غادر مدرسة تابعة للأمم المتحدة في رفح، حيث كانت الأسرة تلجأ يوم 11 فبراير، لبيع السجائر في السوق. لكنه لم يعد أبدا.

وقال المصري الأسبوع الماضي إن أحد مراسلي صحيفة واشنطن بوست كان أول من اتصل بشأن ابنه.

ورد عليه الوالد بالقول: "هل لديك أي أخبار عنه؟"

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر تحت الأنقاض واشنطن بوست مدینة غزة من العمر فی غزة من بین

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تدفع بتعزيزات لمخيم الشابورة وسط رفح

دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ250، مع تصاعد الغارات الجوية والقصف المدفعي والتوغلات البرية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع.

وأفاد مراسلنا بأن القوات الإسرائيلية تدفع بتعزيزات عسكرية لمخيم الشابورة، وسط رفح، في أعقاب تصاعد الاشتباكات والقصف المدفعي والجوي ونسف لعدد من الأهداف والمباني السكنية.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعلنت المصادر الطبية في قطاع غزة عن مقتل 7 فلسطينيين في غارة استهدفت أحد المنازل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

يأتي ذلك في وقت تقدمت عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية تحت غطاء ناري ومدفعي مكثف في محيط مفترق الكويت جنوب حي الزيتون شرق مدينة غزة، فيما اعلن عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين في غارات جوية استهدفت أحد المنازل في المنطقة .

وفي جنوبي القطاع، تواصل القصف المدفعي على المناطق الشرقية في المحافظة الوسطى مستهدفا شرقي البريج وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

 أما في مدينة رفح فقد أعلن عن مقتل طفل فلسطيني في غارة استهدفت أحد المنازل في منطقة ميراج شمال مدينة رفح.

في الأثناء، لا تزال القوات الإسرائيلية تعزز من توغلاتها البرية في مناطق الوسط والشمال والضواحي الغربية للمدينة تحت غطاء جوي ومدفعي مكثف ووسط اشتباكات ضارية مع مسلحين فلسطينيين.

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قالت في وقت سابق اليوم الأربعاء إن 8 فلسطينيين قتلوا وأصيب عدد آخر جراء قصف إسرائيلي على مناطق في رفح والشجاعية في قطاع غزة.

قتل طفل وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، بعد قصف إسرائيلي لمنزل في حي النصر شمال مدينة رفح.

كما قتل 7 فلسطينيين وأصيب آخرون بعد قصف اسرائيلي لمنزل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: نسبة كبيرة من سكان غزة يواجهون جوعاً كارثياً
  • إسرائيل تدفع بتعزيزات لمخيم الشابورة وسط رفح
  • الأمم المتحدة: 50 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد
  • فيديو جديد من جويا... كيف يبدو الوضع هناك بعد الغارة الإسرائيليّة؟
  • ‏عباس: لا بدّ من مواصلة جهود وقف إطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع
  • غوتيريش يدين قتل إسرائيل مئات الفلسطينيين لتحرير 4 أسرى في غزة
  • غوتيريش يعقب على مقتل أكثر من 300 فلسطيني في عملية النصيرات
  • بعد يوم من إعادة تشغيله.. البنتاغون تعلن تعليق عمليات الرصيف الأمريكي على ساحل غزة
  • “حماس” و”الجهاد” تبحثان جهود وقف الحرب الإسرائيلية على غزة
  • إليكم ما نعرفه عن تفاصيل عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين من غزة وتداعياتها