تُعد دولة السودان نقطة محورية في خارطة الصراعات الأفريقية، حيث تتقاطع المصالح العالمية وتشتبك داخل أراضيه، إذ يأتي ذلك في ظل تصاعد حدة التوترات الإقليمية والدولية.
ويرى المراقبون والخبراء، أن الخلافات القائمة بين القوات المسلحة بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو، تبرز كأحد مظاهر التداخل الواسع للمصالح التي تتجاوز حدود الدولة الواحدة.


وأكد الخبراء، أن السودان محاطة بمجموعة من النزاعات الكبرى في ليبيا، اليمن، تشاد، والصومال، بالإضافة إلى منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية، مما يثير المخاوف من احتمالية زعزعة الأمن الإقليمي. 
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تسعى للتوسع في نطاق حضورها العسكري بمياه البحر الأحمر، مستغلةً النزاع في اليمن وراغبةً في تعزيز نفوذها هناك.
وتبدو الصراعات المسلحة في السودان وكأنها ملعب للقوى العظمى لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، حيث لا تتردد الولايات المتحدة في استخدام كل الأساليب الممكنة، من دعم انفصالي للمناطق الجنوبية والشرقية، إلى المنظمات الإنسانية التي تتبعها كوسائل لإعادة رسم حدود النفوذ الجيوسياسية.
وتطرق الخبراء إلى أن استقرار السودان بحاجة إلى تعدد القوى العظمى الفاعلة أو التخلص الكامل منها، وأن جود الأمريكيين وحدهم يُحتمل أن يُفاقِم الوضع، بينما يمكن لانضمام قوى أخرى كروسيا أو الصين أن يُسَهِم في استقرار يُعيد التوازن إلى المنطقة.
وأشار الخبراء إلى أن زيارة أردوغان التاريخية لمصر يرمز إلى تحول محتمل في المشهد السياسي للشرق الأوسط.
وكانت القاهرة قد استقبلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك في أول زيارة رسمية له إلى البلاد منذ ما يقرب من عقد. 
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات متزايدة، لاسيما مع تصاعد الأحداث في فلسطين والسودان وليبيا، حيث تصدّر النزاع الفلسطيني وخاصة مسألة تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة جدول المباحثات، إذ أيد أردوغان، بشكل صريح الموقف المصري، الذي يرفض بقوة سياسات التهجير الإسرائيلية. 
كما تطرق الزعيمان إلى موضوعات إقليمية أوسع، بما في ذلك الأمن البحري في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية، والذي يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب تنسيقًا مكثفًا بين الدولتين.
كما أكد الخبراء، أنه من الضروري وجود دعم إقليمي متنامي لتحقيق التوازن، وأن الرأي الإقليمي يميل بشكل إيجابي نحو التعاون مع روسيا، حيث تُسانده دول رئيسية في المنطقة مثل مصر، تركيا، والسعودية، إلى جانب قوى داخلية سودانية، هذه الدعائم تستدعي الحاجة إلى تعاون دولي متماسك بهدف ضمان مستقبل واعد ومستقر للسودان وللمنطقة في مجملها، إذ إن التحولات السياسية في السودان أدت إلى تأخير المشروع، ولكن الموقف المُعبر عنه يوحي بأنه قد يكون هناك قبول متزايد لفكرة التعاون مع روسيا كقوة دولية، وهو ما يشير إلى أن السودان يسعى جديًا لتعزيز العلاقات مع موسكو.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

أردوغان: على المجتمع الدولي تقديم دعم قوي لترسيخ وقف النار بغزة

عشق آباد - صفا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن على المجتمع الدولي تقديم دعم قوي لترسيخ وقف إطلاق النار "الهش" المستمر في قطاع غزة رغم انتهاكات "إسرائيل". وأكد أردوغان في كلمته خلال المنتدى الدولي للسلام والثقة في عاصمة تركماتستان عشق آباد، يوم الجمعة، ضرورة إشراك الفلسطينيين في جميع مراحل تحقيق السلام ومساهمتهم فيها، مبينًا أن الهدف النهائي هو؛ "حل الدولتين". وأضاف أن "وقف إطلاق النار المستمر في غزة رغم انتهاكات إسرائيل هش ويتوجب دعم قوي من المجتمع الدولي". وتابع "نحن في تركيا وبوعي المسؤولية الذي يمليه علينا تاريخنا وجغرافيتنا وحضارتنا نعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل ترسيخ السلام والحوار". 

مقالات مشابهة

  • أردوغان: على المجتمع الدولي تقديم دعم قوي لترسيخ وقف النار بغزة
  • جوني ديب ويسرا وإدريس ألبا يخطفون الأنظار بحفل توزيع جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. صور
  • جامعة المنوفية الأهلية تشارك بالمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO 2025)
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • مصر تدعو إلى إزالة العوائق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البحر المتوسط
  • مناوي يعلن تفاصبل تقديم عرض خطير لكوريا الشمالية في السودان مقابل الدعم العسكري
  • "سوق المشاريع" يختتم فعالياته ضمن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • أبرز تصريحات أمير المصري في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • الأمم المتحدة: يجب العمل على تسوية الصراع في أوكرانيا واحترام الاتفاقات
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أفراد وكيانات لدورهم في تأجيج الصراع بالسودان