أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الإثنين، أن إسرائيل قتلت نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس، مروان عيسى، في غارة جوية وسط قطاع غزة.

وفي إحاطه إعلامية بالبيت الأبيض، قال سوليفان إن إسرائيل "حققت تقدما كبيرا ضد حماس"، مضيفا: "لقد حطموا عددا كبيرا من الكتائب وقتلوا الآلاف من مقاتلي حماس".

وأضاف سوليفان: "قُتل الرجل الثالث في حماس، مروان عيسى، في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي. أما باقي القادة الكبار فهم مختبئون، على الأرجح في عمق شبكة أنفاق حماس. وستطالهم العدالة أيضا، ونحن نساعد على ضمان ذلك".

ولم تؤكد إسرائيل مقتل عيسى بشكل رسمي، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييال هاغاري، صرح في 11 مارس قائلا، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت، ليل التاسع والعاشر من الشهر ذاته، عيسى ومسؤولا كبيرا آخر في حماس داخل مجمع تحت الأرض في وسط غزة.

لكن هاغاري قال حينها إنه لم يتضح ما إذا قُتل عيسى في العملية، وأضاف: "لا نزال ندرس نتائج الضربة بانتظار التأكيد النهائي".
ولم تعلن حماس رسميا عن مقتل عيسى، الذي تصنفه إسرائيل بأنه أحد المخططين لهجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن عيسى "الذي كان من بين أكثر المطلوبين في إسرائيل، أصبح أكبر قيادي في حماس يُقتل في غزة منذ بداية الحرب".

من هو مروان عيسى؟

عمل عيسى، الذي يبلغ من العمر 58 أو 59 عاما، منذ عام 2012 نائبا لمحمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية. 

وتولى عيسى هذا المنصب بعد اغتيال قائد كبير آخر هو أحمد الجعبري، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وعمل عيسى في الجناح العسكري لحركة حماس وفي مكتبها السياسي في غزة، الذي يشرف عليه يحيى السنوار، أكبر مسؤول في الحركة داخل قطاع غزة.

ولم تتزايد شهرة عيسى إلا بعد اغتيال الجعبري، لكنه ظل حريصا على البقاء بعيدا عن الأنظار، مما أعطاه لقب "رجل الظل"، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، التي أشارت إلى أنه معروفا منذ فترة طويلة بتهربه من أنظار الجيش الإسرائيلي.

وكان عيسى عضوا أقل شهرة بين كبار القادة العسكريين في حركة حماس، إذ كان بعيدا عن الأضواء ونادرا ما يظهر للعلن، بحسب "نيويورك تايمز".

ووصف محللون فلسطينيون ومسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون عيسى بأنه "رجل استراتيجي مهم، لعب دورا رئيسيا كحلقة وصل بين قادة حماس العسكريين والسياسيين".

وقال صلاح الدين العواودة، وهو محلل فلسطيني مقرب من حماس، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن منصب عيسى في الحركة الفلسطينية يشكل "جزءا من الصفوف الأمامية لقيادة الجناح العسكري".

من جانبه، قال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، اللواء تامير هايمان، للصحيفة ذاتها، إن عيسى كان في الوقت نفسه "وزير دفاع" حماس، ونائب قائدها العسكري و"عقلها الاستراتيجي".

وولد عيسى في منطقة البريج وسط غزة عام 1965، وهو عضو في حماس منذ عقود، وكان منخرطا في الجماعة المسلحة التي تلاحق الفلسطينيين الذين يُعتقد أنهم تعاونوا مع إسرائيل، وفقا للعواودة.

كما قضى عيسى بعض الوقت في السجون التي تديرها كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بحسب الصحيفة الأميركية.

وقال مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والخبير في الشؤون الفلسطينية، إن مقتل عيسى يعد بمثابة "ضربة قوية" لكتائب القسام، على الرغم من اعترافه بأنه "ليس نهاية العالم" بالنسبة لحماس.

وأضاف ميلشتاين لصحيفة "نيويورك تايمز": "كان يتمتع بخبرة كبيرة. مقتله خسارة كبيرة لحماس، لكن ليست خسارة تؤدي إلى انهيارها، ولن تؤثر عليها لفترة طويلة".

وفي سياق متصل، وصف غيرهارد كونراد، ضابط المخابرات الألماني السابق الذي التقى بعيسى قبل أكثر من عقد من الزمن، بأنه شخص "حاسم وهادئ، ويفتقر إلى الكاريزما". 

وقال في مقابلة: "لم يكن فصيحا للغاية، لكنه كان يعرف ما يقوله، وكان مباشرا في صلب الموضوع"، وفق "نيويورك تايمز".

وأضاف كونراد أنه التقى بعيسى والجعبري ومحمود الزهار، وهو مسؤول كبير آخر في حماس، حوالي 10 مرات بين عامي 2009 و2011 في مدينة غزة، في إطار جهود التوسط في صفقة تبادل أسرى وسجناء بين إسرائيل وحماس.

وقال كونراد عن عيسى: "لقد كان سيد البيانات الخاصة بالسجناء. كانت لديه كل الأسماء التي سيتم التفاوض بشأنها".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجناح العسکری نیویورک تایمز مروان عیسى عیسى فی فی حماس

إقرأ أيضاً:

ما الذي أخر التنفيذ؟.. الكشف عن مخطط اجتياح غزة واغتيال السنوار والضيف قبل 7 أكتوبر

تتواصل التسريبات داخل مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، لتكشف هذه المرة عن خطط سرية كانت تهدف إلى اغتيال كبار قادة حركة حماس في قطاع غزة، قبل أشهر من عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

فقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت شهادات لضباط بارزين في جيش الاحتلال قُدمت إلى لجنة تورجمان، التي راجعت خلال الأشهر الماضية إخفاقات المؤسسة العسكرية، وتوضح أن خططاً مكتملة أُعدت لاغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف، إضافة إلى شن عدوان واسع على غزة، لكنها أُجِّلت ولم تُنفذ نتيجة اعتبارات سياسية وعسكرية داخلية.

وتشير الشهادات إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية بلورت خططاً عملياتية دقيقة، تضمنت توصيات واضحة بالمبادرة إلى الاغتيالات، غير أن التركيز على الجبهة الشمالية، إلى جانب تمسك القيادة السياسية بقيادة بنيامين نتنياهو بعدم فتح مواجهة مع غزة خلال فترات التهدئة، أدى إلى تجميد كل المقترحات.

كما تكشف المعلومات التي ضبطها جيش الاحتلال في حواسيب تابعة لحماس داخل غزة، أن الحركة كانت قد وضعت خطة لتنفيذ هجوم كبير بين عيد الفصح العبري لعام 2023 وذكرى احتلال فلسطين، مستغلة الانقسام الداخلي العميق داخل المجتمع الإسرائيلي بسبب خطة تقويض الجهاز القضائي والاحتجاجات الواسعة التي رافقتها.

وبحسب ما اطّلعت عليه لجنة تورجمان، فقد نوقشت خطتان منفصلتان في تلك الفترة: الأولى لاغتيال السنوار والضيف فقط، والثانية أوسع نطاقاً بكثير، أعدّت بداية العقد الماضي وتتألف من أربع مراحل تبدأ باغتيال قيادات الصف الأول في حركة حماس، ثم قصف كل مواقع التعاظم العسكري المعروفة لدى الشاباك والاستخبارات العسكرية، يليها قصف جوي متدرج ضد المواقع الحيوية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتنتهي بدخول ثلاث فرق عسكرية (162 و36 و98) في مناورة برية محدودة لتدمير مناطق إطلاق الصواريخ.

وتوضح الشهادات أن المستوى السياسي في الاحتلال، وخاصة نتنياهو، كان يصرّ على إبقاء حركة حماس في الحكم داخل غزة، باعتبار أن ذلك يخدم استراتيجية طويلة المدى، ولذلك لم تكن الخطط تهدف إلى إسقاط حكم الحركة، بل إلى توجيه ضربات قاسية تُربكها وتردعها سنوات طويلة.

ورغم ذلك، رفضت هيئة الأركان العامة —وفق الضباط الذين أدلوا بشهاداتهم— كل المقترحات العملياتية خلال السنة والنصف التي سبقت "طوفان الأقصى"، وسط تقديرات استخباراتية اعتبرت أنها غير مناسبة للتنفيذ في تلك المرحلة.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند ما الذي أخر التنفيذ؟.. الكشف عن مخطط اجتياح غزة واغتيال السنوار والضيف قبل 7 أكتوبر عاجل| انفجارات تهز دمشق بوتين يتحدث عن دونباس.. إنها روسية! وسنواصل الحرب بعد توغل إسرائيلي.. إصابة 3 سوريين جنوب البلاد شرط حماس للبدء بالمرحلة الثانية من "خطة ترامب" Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: أميركا لا تستطيع صناعة ما يحتاجه جيشها
  • صحف عالمية: إسرائيل تحجب جرائمها بغزة والتجاهل يفاقم مأساة ميانمار
  • اعلام عبري: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • ذا تايمز: الانتقالي أرسل مندوبين للقاء إسرائيل لاقناعهم بوجود قضية مشتركة
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتة
  • ترامب يتهم “نيويورك تايمز” بالخيانة.. والصحيفة ترد: الشعب يستحق الاطلاع على صحة القائد الذي انتخبه
  • نيويورك تايمز: نظام كييف قد يقبل بتنازلات إقليمية مقابل ضمانات أمنية موثوقة من الغرب
  • نيويورك تايمز: عندما تصبح الحرب لعبة يديرها الذكاء الاصطناعي
  • ما الذي أخر التنفيذ؟.. الكشف عن مخطط اجتياح غزة واغتيال السنوار والضيف قبل 7 أكتوبر