عربي21:
2025-06-27@19:13:57 GMT

كل ما هو إسرائيلي في هذه الحرب هو أمريكي

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

تعود الولايات المتحدة لتبدو ناطقا باسم الجيش الإسرائيلي، هذه المرّة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يحل مكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري؛ ويعلن مقتل مروان عيسى، نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس؛ الذي قالت "إسرائيل" إنّها استهدفته في وقت سابق من هذا الشهر آذار/ مارس، وذلك في حين أنّها غير متأكدة حتى كتابة هذه المقالة من كونه قد استشهد بالفعل؛ بالأطنان العشرين التي ألقتها على المكان الذي تزعم أنّه كان متحصنا فيه، وبالقنابل الخارقة للحصون التي استخدمتها لهذا الغرض.



منذ أنّ أعلنت "إسرائيل" عن استهدافها الرجل الثاني في كتائب القسام، وهي تنشر معلومات أقرب ما تكون إلى الاستدراج الاستخباراتي لحمل حركة "حماس" على الإعلان عن حالة مروان عيسى. سوليفان ينضم إلى الحملة الإسرائيلية ولكن بوثوقية أعلى؛ ويؤكد في انخراط كامل في الدعاية الإسرائيلية أنّ "إسرائيل" فككت العديد من كتائب حماس وقتلت الآلاف من مقاتليها بينهم قادة كبار.

الخلافات بين "الإدارات" لا يعني خلافا على الحرب مبدأ وغاية. الخلاف بين بايدن ونتنياهو، كالخلاف بين غالانت أو غانتس أو حتى لابيد ونتنياهو، إنها نقاشات داخل البيت الواحد، ومهما تنافر الأشخاص، فإنّ الأهداف العليا التي تبدأ بـ"القضاء على حماس" وتنتهي بتصفية القضية الفلسطينية لا خلاف عليها، الخلاف قد يكون حول شكل هذه التصفية
يأتي هذا الابتهاج الأمريكي "بالإنجاز الإسرائيلي" المزعوم، بعد أيّام من العبث الإعلامي والدعائي الذي أشغلت فيه الولايات المتحدة العالم حول خلافات بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. الآن، وبالرغم من أنّ الموقف الأمريكي لا يحتاج تصريحا كهذا من سوليفان، فإنّ هذا الأخير يعود بهذا النوع من التصريحات للتأكيد على أنّ الخلافات بين "الإدارات" لا يعني خلافا على الحرب مبدأ وغاية. الخلاف بين بايدن ونتنياهو، كالخلاف بين غالانت أو غانتس أو حتى لابيد ونتنياهو، إنها نقاشات داخل البيت الواحد، ومهما تنافر الأشخاص، فإنّ الأهداف العليا التي تبدأ بـ"القضاء على حماس" وتنتهي بتصفية القضية الفلسطينية لا خلاف عليها، الخلاف قد يكون حول شكل هذه التصفية!

في الأثناء كشفت معلومات حول محادثة بين بايدن ونتنياهو؛ مفادها طلب الرئيس الأمريكي من نتنياهو إرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن لمناقشة الهجوم على رفح، لا في سياق الاختلاف على هذا الهجوم، بل في سياق الاتفاق عليه مبدأ، ومناقشة تفاصيله خطة ومجريات. قال بايدن لنتنياهو إن حماس حركة إرهابية، لا بدّ من القضاء عليها، ولكن لا بدّ من خطة إنسانية تقلّل من الضحايا المدنيين في رفح.

الحديث الأمريكي المستمرّ في الآونة الأخيرة عن الضحايا المدنيين الفلسطينيين، لا بدّ وأن يُشعِر كلّ عاقل وصاحب ضمير بالإهانة، لأنّ الكارثة الإنسانية في غزّة لم تصل إلى هذه الدرجة إلا بالدعم الأمريكي الذي بدأ بتبني الرواية الإسرائيلية ابتداء واستمرارا، وإنكار أعداد الضحايا الفلسطينيين، وتعطيل أيّ جهد لمحاولة وقف إطلاق النار، لكن الأهمّ في ذلك كلّه، لا الدعم التسليحي الذي لم ينقطع، بل الممارسة القتالية المباشرة التي دارت حولها إشاعات منذ مطلع الحرب، إلا أنّ الانخراط الاستخباراتي الأمريكي في الحرب لصالح "إسرائيل"، مُعلن من الأطراف كلها، ليكون إعلان سوليفان الذي يبدو واثقا من اغتيال مروان عيسى؛ إعلانا عن "إنجاز" أمريكي لا إسرائيلي، فيبدو أنّ العملية جرت وفق معلومات أمريكية وبقذائف أمريكية، ومن غير المستبعد أنّها نُفّذت بواسطة طيارين أمريكان، وإن لم تكن ثمّة حاجة لذلك!

تبدو الأمور كاليوم الأوّل، أمريكا تلصق كتفها بـ"إسرائيل" قتلا وتجويعا للفلسطينيين في غزّة، المختلف فقط، هو أنّ الموقف العربي الرسمي أشدّ سوءا من اليوم الأوّل، ولا يبدو أن مليارات الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي التي هطلت على مصر مرّة واحدة بعيدة عن ذلك، تماما كمليارات صفقة رأس الحكمة
كل ما هو إسرائيلي في هذه الحرب هو أمريكي، وقد آن الأوان للتوقف عن الجري في متاهة "الخلافات الأمريكية الإسرائيلية" التي هي في آخر الأمر بلا معنى، طالما أنّها في جوهر الأمر بحث في الشروط الأفضل لهذه الحرب لأجل إنجاز إسرائيلي أحسن؛ راهنا ومستقبلا. أمريكا هنا تعالج الحماقات الإسرائيلية، وتتنبه لما لا يقيم الإسرائيلي له وزنا، وتسعى لوضع استراتيجي أفضل لـ"إسرائيل" في نهاية الحرب.

أخيرا تعود "إسرائيل" لاقتحام مستسفى الشفاء، وتغتال داخل المستشفى فائق المبحوح، مسؤول العمليات في الشرطة المدنية بغزة؛ الذي كان يعمل في ظروف مستحيلة لتأمين وصول المساعدات بعيدا عن أيدي لصوص الحروب، وذلك بعدما أشاعت أمريكا، والإعلام الغارق في متاهاتها، إحساسا زائفا بتحسن وصول المساعدات، وبدا وكأن نافذة انفتحت لترتيب معقول لتوزيع المساعدات بالاستناد للشرطة المدنية في غزة، وكأنّ كل ما تفعله أمريكا هو لعبة في خطة أمنية إسرائيلية!

بعد انتصاف الشهر السادس من هذه الحرب، تبدو الأمور كاليوم الأوّل، أمريكا تلصق كتفها بـ"إسرائيل" قتلا وتجويعا للفلسطينيين في غزّة، المختلف فقط، هو أنّ الموقف العربي الرسمي أشدّ سوءا من اليوم الأوّل، ولا يبدو أن مليارات الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي التي هطلت على مصر مرّة واحدة بعيدة عن ذلك، تماما كمليارات صفقة رأس الحكمة!

twitter.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي رفح غزة إسرائيل امريكا غزة تحالف رفح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخلاف بین هذه الحرب الأو ل

إقرأ أيضاً:

مهندس الشبح الذي خان أمريكا: من هو نوشير غواديا ولماذا انتهى به المطاف في السجن؟

في خضم التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، برز اسم محوري في دوائر الاستخبارات الغربية: نوشير غواديا، المهندس الأميركي من أصول هندية، الذي يقضي عقوبة سجن طويلة الأمد بتهمة تسريب معلومات سرية تتعلق بطائرة الشبح B-2، القاذفة الأميركية التي استخدمت، في تنفيذ ضربات دقيقة داخل الجمهورية الإسلامية. اعلان

وبحسب تقرير نشرته وزارة العدل الأميركية في 9 أغسطس/ آب 2010، فإن غواديا وُلد عام 1944 في بومباي بالهند، وهاجر إلى الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي. وقد التحق بعدها بشركة نورثروب الأميركية، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تطوير نظم الدفع وتقنيات إخفاء البصمة الحرارية لطائرة الشبح B-2. وقد أكد تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الخاصة (OSI) التابع لسلاح الجو الأميركي في يوليو/ تموز 2020 أن مساهماته التقنية كانت جوهرية في منح الطائرة قدراتها التخفيّة.

غير أن سيرة غواديا اتخذت منحى دراميًا بعد تقاعده، إذ أشار تقرير نشره موقع وور هيستوري أونلاينWar History) Online) في يوليو/ تموز 2020 إلى أن المهندس بدأ يروّج "خدماته الاستشارية" في الخارج، لاسيما في الصين وسويسرا وألمانيا. ووفقًا لتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد قام غواديا بين عامي 2003 و2005 بزيارة الصين مرارًا وقدم معلومات تتعلق بنظم الدفاع والتخفي، في انتهاك صريح لقانون تصدير الأسلحة الأميركي (Arms Export Control Act).

نوشير غوادياAP Photo

وقد تم القبض عليه في جزيرة ماوي بولاية هاواي في أكتوبر/ تشرين الأول 2005، بعد العثور في منزله على وثائق مصنفة "سرية للغاية"، وفقًا لتقرير رسمي من وزارة العدل.

المهندس السابق غواديا، أحد عقول تقنية التخفي لطائرة B-2، سُجن لتسريبه أسراراً للصين. اليوم، صور أقمار صناعية تلمّح: بكين تطوّر نسختها الشبحية.

وفي عام 2010، أُدين غواديا بـ14 تهمة من أصل 17، من بينها تقديم معلومات سرية لحكومات أجنبية، وتقديم بيانات كاذبة، وانتهاك قوانين التصدير. وفي يناير/ كانون الثاني 2011، صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 32 عامًا، يقضيها حاليًا في مؤسسة إصلاحية اتحادية بولاية ميزوري، بعدما تم نقله إلى مركز سبرينغ فيلد الطبي للسجناء الفيدراليين (MCFP Springfield) في أبريل/ نيسان 2025.

"الجهات التي تواصلت معها لم تكن عدوًا مباشرًا للولايات المتحدة". نوشير غواديا

ولا تبرز أهمية نوشير غواديا من ماضيه فحسب، بل تتجلى آثارها المباشرة في الأحداث الجارية. ففي تقرير نشرته صحيفة التايمز الكويتية (The Times Kuwait) في يونيو/ حزيران 2025، أُشير إلى أن طائرة B-2 شاركت في عمليات استهداف مركّزة لمنشآت نووية وأمنية داخل إيران. وقد أرجعت مصادر عسكرية أميركية تلك القدرة الدقيقة للطائرة إلى "التكنولوجيا التي صمّمها غواديا قبل عقود". وهذا يعيد تسليط الضوء على دور الأفراد في تطوير تقنيات تؤثر في صميم الاستراتيجيات العسكرية لدول بأكملها.

Relatedالبنتاغون: أمريكا تسرع في تصنيع طائرات "الشبح" المسيرة لأوكرانياشاهد: بعد التهديد الإيراني القاذفة "الشبح" تصل قاعدة العديد في قطرفيديو: روسيا تكشف رسمياً عن مقاتلتها الشبح الجديدة "تشيك ميت" في مواجهة الشبح الأميركي F35

من جهة أخرى، أشارت وثائق المحكمة الأميركية إلى أن غواديا لم يُظهر ندمًا واضحًا خلال جلسات المحاكمة، بل قال إن "الجهات التي تواصل معها لم تكن عدوًا مباشرًا للولايات المتحدة".

وتبقى قصة نوشير غواديا نموذجًا معقدًا للتقاطع بين الابتكار التقني والمساءلة القانونية. فهي تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مسؤولية العلماء والمهندسين في تسخير معارفهم، والحدود الأخلاقية لمساهماتهم، خاصة عندما تُستخدم ابتكاراتهم في سياقات عسكرية حساسة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مهندس الشبح الذي خان أمريكا: من هو نوشير غواديا ولماذا انتهى به المطاف في السجن؟
  • إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين
  • تفاهم أمريكي إسرائيلي على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين بشروط صارمة
  • المرشد الإيراني: أمريكا دخلت الحرب لحماية إسرائيل لكنها تلقت صفعة قاسية
  • الحوثي.. اتفاق أمريكي إسرائيلي على انتزاع آخر مخالب طهران
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • خالد عامر يكتب: من الفائز؟ أمريكا ـ إسرائيل .. أم إيران؟
  • ‏إسرائيل هيوم عن مصدر إسرائيلي: ننتظر تراجع حماس عن "موقفها المتشدد" بشأن مفاوضات تبادل الرهائن
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • أمريكا ترصد مكافأة مالية ضخمة مقابل معلومات عن رجل أعمال أفغاني-أمريكي مفقود في كابول