تفاصيل فوبيا عانى منها أحمد أمين في بابا جه.. ما علاقتها بوفاة والده؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
ألقى الفنان أحمد أمين الضوء على مسألة نفسية معقدة خلال ظهوره بالحلقة التاسعة من مسلسل بابا جه، إذ كشف سراً حول علاقته بأبناء الفنان أكرم حسني الذي يقوم بدور «هشام»، فأخبره بأن فقدانه لوالده في عمر الثانية عشرة جعله يشفق على أبنائه من التعلق به، مثلما كان متعلقاً بوالده، وكنتيجة، اتبع معهم أسلوب الشدة في المعاملة ليعلمهم النفور منهم، ما يجعلنا نتساءل عن فوبيا فقدان الأحبة.
رهاب فقدان الأشخاص أو فوبيا الفقد تعني الخوف من خسارة الأشخاص المقربين منا، مثل الأحبة والأصدقاء، وأفراد العائلة، ويكون هذا الخوف بسبب الشك أو انعدام الثقة بأن هذا الشخص سوف يستمر معنا طوال الحياة، بحسب حديث الدكتورة إيمان الريس خبيرة العلاقات الأسرية لـ«الوطن» التي أوضحت أن كثرة الصدمات النفسية تحدو بالمرء في بعض الأحيان إلى الخوف من استعادة المشاعر السلبية المتعلقة بخبرات ومواقف مشابهة، ما يجعلنا رافضين لفكرة رحيل من أحببناه حد التعلق حتى إن كان سبباً خارجاً عن إرادته مثل الموت.
المخاوف المتعلقة بالرحيل الذي لا عودة بعده طبيعية، إذ يخاف معظم الناس من فقدان المقربين منهم خاصةً بعدما يجربون إحساس الفقد، وفيما يلي بعض النصائح للعيش بسلام دون أن تجعل فكرة الخوف من الفقدان تسيطر على علاقاتك بالآخرين:
1. تقبل حقيقة محدودية الحياة، فمثلما لا يمكن لأحد الخلود في الدنيا، علينا التسليم بقاعدة الفقد ولا ضير إن افتقدنا من أحببناهم، لكن دون أن يؤثر ذلك على حياتنا.
2. التأكد من أنك لن تكون وحيداً إذا رحل عنك من تحب.
3. الاعتماد على الذات بحيث لا تسمح لنفسك أن تتعلق بشخص ما فيصعب عليك فقدانه.
4. التركيز على الحاضر وتنحية الماضي جانباً لكي تستمر الحياة دون تعقيد.
5. البحث عن الأسباب التي تجعلك متخوفاً من فقد عزيزٍ عليك أو تخليه عنك، فمتى ظهر السبب تمكنت من علاجه إما بمفردك أو بمساعدة من حولك.
6. زيادة تقدير الذات، فالشخص الذي يحظى يتقدير ذاتي مرتفع لا يتأثر كثيراً برحيل أحبائه وهذا لا يعني أنه شخص سيئ، إنما هو مؤمن بسنة الحياة.
يذكر أن مسلسل بابا جه من المسلسلات الكوميدية القصيرة، إذ يتكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن تتضمن أحداث المسلسل العديد من المفاجآت، ويمكن مشاهدته عبر قناة DMC في الساعة 7:35 مساء، فيما يعاد عرض الحلقات في التاسعة إلا ربع صباحاً والثانية إلا ربع مساءً، كما تعرض الحلقات على منصة Watch it.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بابا جه أكرم حسني أحمد أمين مسلسل بابا جه بابا جه
إقرأ أيضاً:
أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه.
ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية.
منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.
طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.
عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة.
لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.
لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية.
كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.
عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح.
واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.
زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم.
محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة.
هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.
توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل.
إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.
أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه.
ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.