جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-08@14:09:44 GMT

فلسطين في مناهجنا العمانية!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

فلسطين في مناهجنا العمانية!

 

د. سلطان بن خميس الخروصي **

sultankamis@gmail.com

 

من رحم الموت تُخلق الحياة، ومن عُمق القهر تسمو الكرامة، ومن ظلام الذُّل تُشرق العزَّة، ومن جبروت الجوع والعطش والخوف تُستردُّ الأوطان والإنسانية، وبالتصديق والإيمان بالله ثم الوطن ضرب المسلمون أروع النماذج التاريخية الخالدة لمعنى الحياة الكريمة الهانئة.

من هُنا تغنَّى شُعراء النِّضال الفلسطيني بقصائدهم الخالدة فأطربنا الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود بقصيدته "سأحمل روحي على راحتي" في عام 1939؛ حيث استشهد في معركة الشجرة ضد الصهاينة في يوم النكبة 1948، لتظل هذه القصيدة بكل ما تحمله من معان وطنية وإنسانية وقومية ودينية تتشرَّب في أعماق جيل من جعلوا القضية الفلسطينية أساس الاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي، فلا يكاد تنطوي صفحة سياسية في أي مؤتمر أو لقاء إلّا وكان الانتماء القومي العربي الإسلامي حاضرًا وبقوة في عمق تلك المناقشات، بل أصبح الشعر النِّضالي للدفاع وحماية القضية الفلسطينية جُزءًا لا يمكن بترهُ من المناهج العربية ومنها مناهجنا العُمانية في فترة سابقة؛ فخُلق جيلا يُؤمن بالحق المُقدِّس للإنسان العربي المسلم في هذا القطر المغتصب من العالم، جيلٌ يتطلَّعُ للصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين، وبُنيت قاعدة متينة من المفكرين والعلماء والدُّعاة والمحدثين الذي وهبوا أنفسهم ووقتهم وجهدهم للحفاظ على هذا القضية مهما كانت الظروف والأحداث والمتغيرات، بل وجدوا دعما سخيِّا من المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والمنظمات والهيئات الحقوقية، وحينما جاءت إبادة غزة توقف كل شيء! وأصبحت القضية الفلسطينية هامشية، ولسان حال كل ما مضى يقول للفلسطيني "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، والسؤال البسيط والمباشر هو لماذا وصلنا لهذه المرحلة؟!

تُشكِّل المنظومة التربوية أحد أبرز المُمكِّنات في غرس قيم الولاء والانتماء القومي والإنساني والإسلامي، فمن يتتبع مناهجنا الخليجية- على سبيل المثال- يجد أنها وعلى مراحل متقادمة كانت تُخفِتُ تسليط الضوء عن القضية الفلسطينية، ومناهجنا العمانية أصبحت شبه خالية عن هذه القضية الوجودية، وما يحدث في غزة وما يشاهده أطفالنا من إبادة وصراع دامٍ يشوش الصورة في أذهانهم البريئة ويتساءلون ماذا يحدث؟ ومن هم الفلسطينيون والإسرائيليون؟ وحينما ننصح أجيالنا بقوة الرأي واتخاذ القرار بالمشاركة في المقاطعة لمنتجات وسلع وخدمات الغُزاة والمجرمين من الصهاينة ومن عاونهم، نجدهم مشوشين أيضًا فما هي المقاطعة؟ ولماذا نقاطع؟ وما فائدتها؟! وحينما يجد الطفل العماني أن حكومة بلده تُنادي نهارًا جهارًا بضرورة حقن دماء الفلسطينيين المظلومين، وتدافع عن حقهم في تقرير المصير، وتتحدث أن لا بُد من حل جذري لهذه المشكلة التاريخية الطويلة، وأن الصهاينة هم مجرمو حرب وإبادة، ويجد علماء الوطن يُندِّدون بالصمت المقيت للأمة الإسلامية علماءً وجماهيرَ ومثقفين وسياسيين يتساءل: لماذا كل هذا الضجيج؟ وحينما يشاهد جموعًا من أبناء وطنه والمقيمين على هذه الأرض الطيبة النقية يتجمهرون في مسجد السلطان قابوس الأكبر وفي الحواضر والبوادي للاستنكار على المذبحة الممنهجة على الإنسان في فلسطين، يتساءل لماذا؟  وحينما يُفتِّشُ في مناهجه الدراسية عن القضية الفلسطينية ويبحث عن إحداثياتها التاريخية والدينية والجغرافية لا يجدها، فيتساءل أين هي؟!.

نحن بحاجة إلى أن تكون القضية الفلسطينية جزءًا من مناهجنا العمانية التي أُفرغت منها حتى تتشكل الصورة الكاملة في أذهان الأجيال القادمة ماذا يعني النضال لأجل الوطن والمبدأ والحياة، فهي نموذج يُترجم تاريخ العمانيين في الدفاع عن وطنهم من الفرس والبرتغاليين وغيرهم، وهو يخلق في نفوسهم قراءة واضحة ومنطقية للأحداث الجارية من حوله؛ فيعي ما هو النضال، وما هو الوطن، وما هو الجُرم، وماهي الإبادة، وما تعنيه المقاطعة وأثرها، وماهية القرار وقوة اتخاذه، فهل حان الوقت لإعادة بريق فلسطين في مناهجنا العمانية؟

** كاتب وباحث في التربية وشؤون المجتمع

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ولي العهد يستقبل رئيس الوزراء الباكستاني ويستعرضان العلاقات التاريخية وآفاق التعاون الثنائي

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مكتبه بقصر منى، اليوم، دولة رئيس الوزراء في جمهورية باكستان الإسلامية السيد محمد شهباز شريف.

وجرى خلال الاستقبال تبادل التهنئة بحلول عيد الأضحى، إضافة إلى استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون الثنائي، وسبل تطويره في مختلف المجالات. كما جرى أيضا بحث تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار.

حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء المبعوث لشئون المناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير ومعالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد بن علي الحميدان وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف بن سعيد المالكي.

فيما حضر من الجانب الباكستاني معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السيناتور محمد إسحاق دار ومعالي رئيس أركان الجيش المشير حافظ سيد عاصم ومعالي وزير الداخلية محسن رضا نقوي ومعالي وزير الإعلام عطالله طارر والسفير لدى المملكة أحمد فاروق والسكرتير الأول لرئيس أركان الجيش اللواء محمد جواد طارق والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء تجديد ممتاز ورئيس المراسم لرئيس الوزراء تيبو سلطان.

الأمير محمد بن سلمانأخبار السعوديةرئيس باكستانولي العهد رئيس مجلس الوزراءقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مائدة عيد الأضحى.. أكلات تراثية تجمع تميز المذاق بالأصالة العمانية
  • «الخارجية الفلسطينية» ترحب برفع عضوية فلسطين إلى «دولة مراقب» في منظمة العمل الدولية
  • ولي العهد ورئيس الوزراء الباكستاني يستعرضان العلاقات التاريخية وآفاق التعاون الثنائي
  • سمو ولي العهد يستقبل رئيس الوزراء الباكستاني ويستعرضان العلاقات التاريخية وآفاق التعاون الثنائي
  • ولي العهد يستقبل رئيس الوزراء الباكستاني ويستعرضان العلاقات التاريخية وآفاق التعاون الثنائي
  • بالتفاصيل.. مشروع «إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية» ضمن القائمة القصيرة لجائزة الآغا خان 2025
  • إسنا التاريخية تتألق عالميًا .. مصر تعود إلى ساحة العمارة بجائزة الآغا خان 2025
  • وزير الخارجية يستعرض مع غوتيريش تحضيرات مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة التحضيرات لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يستعرض تحضيرات مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية مع أمين عام الأمم المتحدة