احتفل العالم أمس بيوم السعادة، وهو مفهوم يثير حيرة البشر، حيث توجد تعريفات متعددة لـ"السعادة" وعوامل تحقيقها متنوعة.. في الدين، ترتبط السعادة بالعبادة، بينما في الطب ترتبط بالصحة، وفي علم النفس ترتبط بالراحة النفسية والفرح والابتسامة، ومن جهة أخرى، يرى علم الاجتماع أن السعادة تتجلى في التواصل البشري.

كنز السعادة في العبادة 

في بادئ الأمر، أكدت الدكتورة نادية عمارة، أستاذة الفقه والتفسير في جامعة الأزهر، لـ"البوابة نيوز"، على أن الصيام يُعتبر كنز السعادة الذي منحه الله للصائمين، وهو هبة إلهية في شهر رمضان لجميع الصائمين. كما أشارت إلى أن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويسمو الفرد بالعبادة، مُظهرة أن فرحة الصائم عندما يفطر لا تُضاهى، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين لقاء ربه".

وأضافت أن السعادة هي جزء من ثواب الله للصائمين في الدنيا والآخرة، مشيرة إلى أن ربط الرحم يُعتبر مصدر سعادة، وأن التواصل المنتظم مع العائلة والأصدقاء يُحسّن المزاج ويزيد من السعادة. واختتمت بالتأكيد على أهمية عمل الخير ومساعدة الأيتام والمحتاجين.

السعادة في الصحة 

من ناحيته، قال الدكتور رامي رامز، الأستاذ المتخصص في علاج السمنة وخبير التغذية بجامعة القاهرة، إن السعادة هي شعور داخلي مميز يختلف من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل. يشمل ذلك التركيز على الإيجابيات وقضاء وقت يومي مخصص للتفكير في الجوانب الإيجابية لحياتك، والسعي لرؤية الجانب المشرق في كل موقف. كما يشجع على التواصل الاجتماعي والانضمام إلى مجموعات ذات اهتمامات مشتركة، والمشاركة في أنشطة خدمة المجتمع وممارسة الرياضة بانتظام، وحتى لو كانت بسيطة مثل المشي. 

وينصح خبير التغذية، بتجربة أنواع جديدة من الرياضة والعناية بالنوم، مع الحرص على الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة، واتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، وشرب الكثير من الماء للحفاظ على الصحة العامة.

أطعمة تساعدك على الشعور بالسعادة

وأضاف الدكتور رامي رامز، أن هناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن تساعد على زيادة السعادة. في رمضان، يعتبر تناول المكسرات والبذور من بين الأطعمة التي تعزز الشعور بالسعادة، حيث تحتوي على الدهون الصحية والبروتين والألياف التي تعزز المزاج. وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على مركبات تعرف باسم الفينيل إيثيل أمين والثيوبرومين، مما يحسن المزاج. كما أن الموز يحتوي على البوتاسيوم وفيتامين ب 6 اللذان يمكن أن يساعدا على تحسين المزاج. ويحتوي جوز الهند على الأحماض الدهنية المتوسطة السلسلة التي تحسن وظائف الدماغ وتعزز المزاج. 

وتابع: “والقهوة تحتوي على الكافيين الذي يرتبط بالسعادة، وكذلك الأفوكادو الذي يحتوي على الدهون الصحية وفيتامين ب. والتوت يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي الدماغ من التلف. والأطعمة المعتقة مثل الزبادي والملفوف المخمر تحتوي على البروبيوتيك الذي يعزز صحة الأمعاء والمزاج. وتحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون على أحماض أوميغا 3 التي تعزز وظائف الدماغ والمزاج. والبيض يحتوي على البروتين وفيتامينات ب التي تعزز المزاج أيضًا. من المهم أيضًا اتباع نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة”.

كيف تستخدم حواسك الخمسة لتشعر بالسعادة

من جانبه، قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم النفس بجامعة المنصورة لـ"البوابة نيوز"، إن استخدام حواسك الخمسة بشكل مثالي يمكن أن يساعدك في تجربة السعادة. يوضح أن التركيز على التجارب الحسية الإيجابية يمكن أن يحسن مزاجك ويقلل من التوتر ويعزز شعورك بالرفاهية. يوصي بطرق متعددة لاستخدام الحواس، مثل النظر إلى مناظر طبيعية جميلة والاستماع إلى الموسيقى المهدئة وتجربة الروائح العطرة، بالإضافة إلى التذوق والتمتع بوجبات لذيذة واللمس من خلال تدليك مريح أو الاحتضان. ويشدد على أهمية تخصيص بعض الوقت يوميًا للتركيز على حواسك وتجربة أشياء جديدة لتحفيزها، مما يساعد على خلق حياة أكثر سعادة ورضا.

فيما تشدد دكتورة سعاد الخولي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، على أهمية الاجتماعية لتحقيق السعادة، حيث إن العزلة قد تؤدي إلى الاكتئاب. تنصح بممارسة التأمل واليوغا وتخصيص وقت يومي لذلك، بالإضافة إلى تعلم تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس العميق. وتشجع على وضع أهداف واقعية ووضع خطة لتحقيقها، والاحتفال بالإنجازات. تنصح بالعيش في اللحظة الحالية وعدم التفكير في الماضي أو المستقبل، والتمتع بالأشياء الصغيرة في الحياة، مع التقدير لما لديك، وطلب المساعدة عند الحاجة. تشدد على أن السعادة هي رحلة وليست وجهة، وتشجع على استمرار التجارب والبحث عن طرق جديدة للشعور بالسعادة.

السعادة.. في المال ولا في راحة البال؟ 

وتقول الدكتورة أسماء إدريس، أستاذة التنمية البشرية في جامعة حلوان، إن السعادة هي شعور شخصي يختلف من فرد لآخر. بينما يروج البعض لفكرة أن المال يمكن أن يشتري السعادة، يعتقد آخرون أن راحة البال هي مفتاحها. في الواقع، يمكن لكل من المال وراحة البال أن يلعبا دورًا في تحقيق السعادة. يوفّر المال الأمان والراحة ويسمح بتجارب جديدة ومساعدة الآخرين، بينما تمنح راحة البال شعورًا بالرضا والسلام الداخلي وتزيد من قدرة الفرد على الاستمتاع بالحياة. يجب على الشخص أن يجد التوازن المناسب بين الاهتمام بالمال وبين راحة البال، وينصح بتحديد الأولويات المالية والاستثمار الحكيم وتخصيص الوقت للأنشطة التي تجلب السعادة وتعزز التواصل مع الآخرين والامتنان للنعم التي يتمتع بها. من خلال اتباع هذه النصائح، يمكن للفرد تحقيق السعادة الحقيقية من خلال توازن ملائم بين المال وراحة البال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العبادة الصحة الراحة النفسية راحة البال التی تعزز یحتوی على یمکن أن

إقرأ أيضاً:

لماذا تشتعل المعارك بين حزب الله وإسرائيل الآن؟ خبراء يجيبون للجزيرة نت

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء بأن حرائق التهمت آلاف الدونمات بالجليل الأعلى (شمالي الأراضي المحتلة)، في حين دعا وزيرا الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش إلى "حرق لبنان كله".

ويأتي ذلك في ظل تصاعد متسارع في سير المعارك بين حزب الله وإسرائيل، وأخذ هذا التصاعد أشكالا مختلفة من حيث نوعية الأهداف وعمقها الإستراتيجي، وكذلك حجم الأسلحة وقدرتها التدميرية التي لم تستخدم من قبل.

ويطرح هذا التصعيد جملة من الأسئلة من قبيل: هل يمثل ذلك ردعا لإسرائيل أو ذهابا بالمواجهة إلى مدى بعيد؟ وما علاقة هذا التصعيد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ نحو 8 أشهر؟ وهل يكون هذا التصعيد انعكاسا للنزاعات الإقليمية وتشابكها كما يحدث في البحر الأحمر؟

وحملت الجزيرة نت هذه التساؤلات وغيرها إلى عدد من المحللين والخبراء العسكريين في محاولة لتقريب الصورة والإجابة على هذه الأسئلة.

ترسانة عسكرية

من جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي حاتم الفلاحي إن حزب الله يمتلك قدرات بشرية وعسكرية كبيرة جدا، كما أنه راكم ترسانة عسكرية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهذه الترسانة تضم ما بين 2000 و2500 طائرة مسيرة -بأنواع مختلفة- ويمكنها الوصول إلى جميع المدن الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وأضاف أن حزب الله يمتلك أيضا صواريخ مضادة للدبابات، ولديه كذلك أنواع أخرى من الصواريخ الباليستية والمضادة للطائرات، وهي متعددة المديات حيث تبدأ من 5 كيلومترات، وتنتهي بمسافات بعيدة جدا قد تصل إلى آلاف الكيلومترات، بالإضافة إلى أن إيران زوّدت حزب الله بأسلحة نوعية ومتطورة جدا.

ومن أجل ذلك -كما يبين الفلاحي- استطاع حزب الله الوصول إلى قاعدة "ميرون" الجوية المهمة جدا لجيش الاحتلال، واستهداف مقرات القيادة والسيطرة، وضرب أهداف مهمة، وإسقاط طائرات مسيرة، مثل "هيرمز 900″، محققا بذلك تصعيدا كبيرا في سير المواجهة في هذه الجبهة.

اشتعال النيران على الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة نتيجة هجمات لحزب الله على إسرائيل (رويترز) أهداف التصعيد

وعن أهداف هذا التصعيد، يقول المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد إن حزب الله يصبو إلى الوصول لجملة من الأهداف، ومنها:

ردع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التمادي في قصف أهداف تابعة لحزب الله في العمق اللبناني. منع إسرائيل من فرض واقع أمني جديد يقوم على تدمير المناطق الجنوبية في لبنان وتوسيع التهجير السكاني في هذه المناطق. حرمان القوات الإسرائيلية من مبدأ المفاجأة، وإنهاك الجهد العسكري لديها الذي يتركز في ما يعرف بمنطقة القيادة الشمالية والفرق العسكرية التابعة لها، مع استنزاف قدراتها في مناوشات مستمرة ضمن قواعد حرب محسوبة. تشكيل حالة من العمى الاستخباراتي لدى منظومة الأمن الإسرائيلية قبل ارتفاع مستوى المعركة، وتحسبا لاندلاع حرب كبيرة على جبهة لبنان. تقديم حالة إسناد لجبهة غزة في ظل الاستفراد بها طيلة الشهور الماضية في حرب غير مسبوقة على المقاومة في القطاع. تحسين أوراق التفاوض في المعركة السياسية والدبلوماسية في ظل مطالبات إسرائيلية بانسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وهذا ما يرفضه الحزب وحاضنته الشعبية.

آثار الهجمات الصاروخية التي أطلقها حـ.ـزب الله من #لبنان على مستوطنة كريات شمونة، ما تسبب في نشوب حرائق وإصابة 16 إسرائيليا بينهم 7 جنود pic.twitter.com/DaOLLffWcc

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) June 4, 2024

ضبط إيقاع المعركة

ورغم هذا التصعيد الواضح، يقول حاتم الفلاحي إن الصراع ما زال مقيدا ضمن حدود معينة، لأن استخدام هذه الترسانة الصاروخية خضع لعمليات متعددة، أخذت مستويات وأبعادا مختلفة، بما فيها تطور المعركة، وصولا إلى مواجهة نوعية بين الطرفين.

وأضاف أن هذا التصعيد كان مؤثرا بشكل كبير جدا على إسرائيل خلال الفترة الماضية، وهو ما دفعها إلى إجراء مناورات والتهديد باجتياح جنوب لبنان من أجل دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

ويشاركه هذا الرأي أسامة خالد الذي يرى أن أطراف القتال لا زالت حريصة حتى اللحظة على ضبط إيقاع المعركة حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة نحو حرب إقليمية، ولكن التطورات المتسارعة على الجبهة اللبنانية ذاهبة نحو مسار إجباري من التصعيد العسكري في المنطقة، خاصة مع الأعمال العسكرية التي تقوم بها جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

لكن مدير مشروع لبنان في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن ذهب إلى أن تصعيد حزب الله خلال الأسابيع الأخيرة ذو طابع تكتيكي في الأساس، فهو تصعيد مضاد لهجمات إسرائيلية أكثر عمقًا وشدة، ويأتي كذلك ضمن نظرية دفاع حزب الله عن نفسه أمام الرواية الإسرائيلية التي تقول إنها أحدثت ضررا كبيرا في صفوف الحزب.

وأضاف ويمن أن حزب الله الآن في مرحلة الرد لمنع إسرائيل من تحقيق هذا "التحسن". وأشار إلى أنه قد تكون هناك أيضا رسالة للأطراف الخارجية والوسطاء الذين يعتقدون أن حزب الله يائس من وقف إطلاق النار، وهو في الوقت نفسه جاهز لدفع الثمن من أجل ذلك.

ويرى أيضا أن حزب الله يعتقد أن التصعيد الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية يهدف إلى تحسين موقفه التفاوضي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان بمجرد الوصول إلى الأمر نفسه في غزة.

إسرائيل تقصف جنوب لبنان ردا على اشتعال حرائق في الجليل الأعلى نتيجة قصف لحزب الله (الفرنسية) مستقبل الصراع

أما عن تأثير اشتعال الجبهة في جنوب لبنان على المنطقة، فيرى مدير مشروع لبنان في مجموعة الأزمات الدولية أن حزب الله وإسرائيل -بالإضافة إلى حلفائهما الخارجيين إيران والولايات المتحدة- غير مهتمين بالفعل ببدء حرب شاملة بينهما.

ويضيف ويمن أنه ما دامت الحرب في غزة لم تنته، فإن إمكانية وجود أزمة إقليمية لا تزال قائمة، وأشار إلى أن الزيادة في نطاق الأراضي وشدة الحرب الحالية مع وجود أي خطأ تكتيكي أو تقديرات خاطئة قد تخلق ديناميكية قوية نحو تصعيد متسارع يكون من الصعب جدا الحفاظ عليه.

في حين يرى المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل لديها توجه جدي في الذهاب نحو قرارات حاسمة تتعلق بمصير قواعد اللعبة مع حزب الله، والسعي نحو إمكانية تحقيق المفاجأة الإستراتيجية.

وأضاف أن إسرائيل تعتقد أنه يمكنها شلّ الجزء الأكبر من قوة حزب الله وقدراته استعدادا لحرب كبيرة على لبنان، لكن هذا رهن بالوضع الداخلي في إسرائيل، ومدى قناعة المستوى السياسي بالتصعيد إلى حرب طاحنة مع حزب الله كما يحدث في قطاع غزة، وكذلك مدى تقبل الوضع الإقليمي الحالي لهذا التوجه.

مقالات مشابهة

  • احتفالات اليوم العالمي للبيئة.. لقاءات متنوعة لقصور الثقافة بالسويس
  • حزب الله وإسرائيل على حافة الحرب أم التسوية؟ خبراء يجيبون
  • المشروع القومي لرياضة المرأة ببورسعيد يواصل تدريباته بمركز شباب السلام
  • علماء اليمن يؤكدون ضرورة وحدة الصف في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني
  • الداخلية:إلقاء القبض على مجموعة جديدة من منتسبي الحشد الذين استهدفوا المطاعم الأمريكية
  • فهمي للأمور عقد حياتي وسلبني فرحتي
  • الكشف عن أبرز المرشحين لرئاسة حزب السعادة
  • الحزب يُشكّل تهديداً خطيراً.. هكذا أصبح يُحدّد أهدافه ويتجسس على إسرائيل
  • لماذا تشتعل المعارك بين حزب الله وإسرائيل الآن؟ خبراء يجيبون للجزيرة نت
  • استعراض الاستثمار في القطاع الصحي الخاص بـالشورى