في احتفالات يوم السعادة العالمي.. خبراء: الدين أحد أوجه السعادة.. منحه الله لعباده للتخفيف عليهم ومواصلة حياتهم باستقرار.. والرياضة وحب الأخرين مفتاح متكامل لحياة سوية وهنية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
احتفل العالم أمس بيوم السعادة، وهو مفهوم يثير حيرة البشر، حيث توجد تعريفات متعددة لـ"السعادة" وعوامل تحقيقها متنوعة.. في الدين، ترتبط السعادة بالعبادة، بينما في الطب ترتبط بالصحة، وفي علم النفس ترتبط بالراحة النفسية والفرح والابتسامة، ومن جهة أخرى، يرى علم الاجتماع أن السعادة تتجلى في التواصل البشري.
في بادئ الأمر، أكدت الدكتورة نادية عمارة، أستاذة الفقه والتفسير في جامعة الأزهر، لـ"البوابة نيوز"، على أن الصيام يُعتبر كنز السعادة الذي منحه الله للصائمين، وهو هبة إلهية في شهر رمضان لجميع الصائمين. كما أشارت إلى أن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويسمو الفرد بالعبادة، مُظهرة أن فرحة الصائم عندما يفطر لا تُضاهى، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين لقاء ربه".
وأضافت أن السعادة هي جزء من ثواب الله للصائمين في الدنيا والآخرة، مشيرة إلى أن ربط الرحم يُعتبر مصدر سعادة، وأن التواصل المنتظم مع العائلة والأصدقاء يُحسّن المزاج ويزيد من السعادة. واختتمت بالتأكيد على أهمية عمل الخير ومساعدة الأيتام والمحتاجين.
السعادة في الصحةمن ناحيته، قال الدكتور رامي رامز، الأستاذ المتخصص في علاج السمنة وخبير التغذية بجامعة القاهرة، إن السعادة هي شعور داخلي مميز يختلف من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل. يشمل ذلك التركيز على الإيجابيات وقضاء وقت يومي مخصص للتفكير في الجوانب الإيجابية لحياتك، والسعي لرؤية الجانب المشرق في كل موقف. كما يشجع على التواصل الاجتماعي والانضمام إلى مجموعات ذات اهتمامات مشتركة، والمشاركة في أنشطة خدمة المجتمع وممارسة الرياضة بانتظام، وحتى لو كانت بسيطة مثل المشي.
وينصح خبير التغذية، بتجربة أنواع جديدة من الرياضة والعناية بالنوم، مع الحرص على الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة، واتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، وشرب الكثير من الماء للحفاظ على الصحة العامة.
أطعمة تساعدك على الشعور بالسعادةوأضاف الدكتور رامي رامز، أن هناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن تساعد على زيادة السعادة. في رمضان، يعتبر تناول المكسرات والبذور من بين الأطعمة التي تعزز الشعور بالسعادة، حيث تحتوي على الدهون الصحية والبروتين والألياف التي تعزز المزاج. وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على مركبات تعرف باسم الفينيل إيثيل أمين والثيوبرومين، مما يحسن المزاج. كما أن الموز يحتوي على البوتاسيوم وفيتامين ب 6 اللذان يمكن أن يساعدا على تحسين المزاج. ويحتوي جوز الهند على الأحماض الدهنية المتوسطة السلسلة التي تحسن وظائف الدماغ وتعزز المزاج.
وتابع: “والقهوة تحتوي على الكافيين الذي يرتبط بالسعادة، وكذلك الأفوكادو الذي يحتوي على الدهون الصحية وفيتامين ب. والتوت يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي الدماغ من التلف. والأطعمة المعتقة مثل الزبادي والملفوف المخمر تحتوي على البروبيوتيك الذي يعزز صحة الأمعاء والمزاج. وتحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون على أحماض أوميغا 3 التي تعزز وظائف الدماغ والمزاج. والبيض يحتوي على البروتين وفيتامينات ب التي تعزز المزاج أيضًا. من المهم أيضًا اتباع نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة”.
كيف تستخدم حواسك الخمسة لتشعر بالسعادةمن جانبه، قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم النفس بجامعة المنصورة لـ"البوابة نيوز"، إن استخدام حواسك الخمسة بشكل مثالي يمكن أن يساعدك في تجربة السعادة. يوضح أن التركيز على التجارب الحسية الإيجابية يمكن أن يحسن مزاجك ويقلل من التوتر ويعزز شعورك بالرفاهية. يوصي بطرق متعددة لاستخدام الحواس، مثل النظر إلى مناظر طبيعية جميلة والاستماع إلى الموسيقى المهدئة وتجربة الروائح العطرة، بالإضافة إلى التذوق والتمتع بوجبات لذيذة واللمس من خلال تدليك مريح أو الاحتضان. ويشدد على أهمية تخصيص بعض الوقت يوميًا للتركيز على حواسك وتجربة أشياء جديدة لتحفيزها، مما يساعد على خلق حياة أكثر سعادة ورضا.
فيما تشدد دكتورة سعاد الخولي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، على أهمية الاجتماعية لتحقيق السعادة، حيث إن العزلة قد تؤدي إلى الاكتئاب. تنصح بممارسة التأمل واليوغا وتخصيص وقت يومي لذلك، بالإضافة إلى تعلم تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس العميق. وتشجع على وضع أهداف واقعية ووضع خطة لتحقيقها، والاحتفال بالإنجازات. تنصح بالعيش في اللحظة الحالية وعدم التفكير في الماضي أو المستقبل، والتمتع بالأشياء الصغيرة في الحياة، مع التقدير لما لديك، وطلب المساعدة عند الحاجة. تشدد على أن السعادة هي رحلة وليست وجهة، وتشجع على استمرار التجارب والبحث عن طرق جديدة للشعور بالسعادة.
السعادة.. في المال ولا في راحة البال؟وتقول الدكتورة أسماء إدريس، أستاذة التنمية البشرية في جامعة حلوان، إن السعادة هي شعور شخصي يختلف من فرد لآخر. بينما يروج البعض لفكرة أن المال يمكن أن يشتري السعادة، يعتقد آخرون أن راحة البال هي مفتاحها. في الواقع، يمكن لكل من المال وراحة البال أن يلعبا دورًا في تحقيق السعادة. يوفّر المال الأمان والراحة ويسمح بتجارب جديدة ومساعدة الآخرين، بينما تمنح راحة البال شعورًا بالرضا والسلام الداخلي وتزيد من قدرة الفرد على الاستمتاع بالحياة. يجب على الشخص أن يجد التوازن المناسب بين الاهتمام بالمال وبين راحة البال، وينصح بتحديد الأولويات المالية والاستثمار الحكيم وتخصيص الوقت للأنشطة التي تجلب السعادة وتعزز التواصل مع الآخرين والامتنان للنعم التي يتمتع بها. من خلال اتباع هذه النصائح، يمكن للفرد تحقيق السعادة الحقيقية من خلال توازن ملائم بين المال وراحة البال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العبادة الصحة الراحة النفسية راحة البال التی تعزز یحتوی على یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: الدين الإسلامي تأسست دعوته على حسن الخلق
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول "أخلاق النبي محمد.
وقال خطيب الجامع الأزهر، في خطبة الجمعة، إن وصف النبي جاء في الذكر الحكيم في سورة القلم في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، وهي وثيقة ربانية للرسول تتضمن شهادة الحق سبحانه وتعالى لنبينا الكريم، بل إن شهادات غبر المسلمين كانت تؤكد هذا المعنى الرباني الراقي، فعم النبي ﷺ يقول: "ما جربنا عليه كذباً قط". كلهم شهدوا له بحسن الخلق قبل البعثة، وفي هذا دلالة على أن هذا الدين قام على حسن الخلق.
وأوضح خطيب الجامع الازهر، أن حسن الخلق جِماعه أمران: حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع الناس، أن تحسن العبادة لله وكل الخلق، هذا هو الدين، وهذا ما وصف الله به النبي، فحسن الخلق مع الله أن يؤمن العبد بأن كل ما يكون منه لله يوجب عذراً، فكل طاعة مهما كانت، كلها تقصير، فلا يفتتن أحد بطاعة قدمها لله، بل عليه أن يشعر بأنه مقصر دائماً، وأن يؤمن العبد بأن كل ما يكون من الله يوجب شكراً، خيراً كان أم غير ذلك، فرب العباد لا يريد لنا إلا كل خير، يقول: (عجبت لأمر المؤمنِ، إنّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ، إن أصابه ما يحب حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ، وإن أصابه ما يكره فصبر كانَ لَهُ خيرٌ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلّا المؤمنُ).
وفي سياق تفصيله لحسن الخلق مع الخلق، بين الهدهد، أن جِماعه أمران: الأول : بذل المعروف قولاً وفعلاً، أن تعيش وعينك على المعروف تصنعه للكل، من يستحقه ومن لا يستحقه.
كما كان شأن النبي، دون انتظار كلمة شكر. والثاني: كف الأذى قولاً وفعلاً ، وأن تقدم النصيحة التي نصح بها المصطفى حين قال: (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ) فانتهى شرح الدين واجتمع في هذا الأمر. من فعل ذلك وعاش على حسن الخلق مع الله والخلق ارتفع شأنه في الدنيا، وكان شأنه في الآخرة أرفع. يقول: (إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي في الآخرةِ أساوِئُكم أخلاقًا الثَّرثارونَ المُتَفْيهِقونَ المُتشدِّقونَ).
وأوصى بضرورة أن يعيش الجميع في هذه الحياة مصنع خير للناس، لا يرى فيها العبد إلا ربه ورسوله محمد في كل شيء، لا يؤذي فيها أحداً، ولا يبتغي فيها سوى مرضاة الله عزّ وجلَّ ورسوله، وأن يقتدي بالمصطفى، فقد طبق ذلك كثير من صحابته حتى صاروا في حسن الخلق أعلاماً يشار إليهم بالبنان، ومنهم عثمان بن عفان وغيره. فلنكن كذلك، فهو التأسي الصحيح بنبينا.
وفي ختام الخطبة ذكر الهدهد، الثمار التي يجنيها الإنسان من حسن الخلق، يقول تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ﴾، فإذا أردت أن تستل سخائم النفوس، وتخرج العداوة والبغضاء منها، فواجه ذلك بالمعروف لا بالسيئة، ولتكن كما قال: (وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ). وكن على نهج الله يعصاه الخلق ويطعمهم ويسقيهم، فالله لا يواجه السيئة بالسيئة، بل: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.