وكالة الصحافة المستقلة:
2025-07-03@12:24:40 GMT

الخطأ الذهبي

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

مارس 22, 2024آخر تحديث: مارس 22, 2024

أمجد توفيق

 

نقطة واحدة .. يمكن أن تحوي نقيضين ..

نقطة واحـــــدة .. جــــد صغيرة يمكن أن تنفتح على اتجاهات غاية في التعقيد والتضاد والاختلاف ..

أليست أعلى نقطة يصلها طائر هي بالضبط نقطة انحداره ؟ وأعلى نقطة تصلها رصاصة أو قذيفـــة هي بالضبط نقطة سقوطها ؟

وأعلى نقطة شر هي بالضبط نقطة انتهائه وتنازله ؟

ألا يعني ذلك أن النقطة التي تحدد أعلى ارتفاع أو بعد أو عمق تحمل نقيضها ، ومبرر موتها أو انتهائها ؟

لم يكن ممكنا أن نفهم الحياة ونتحسس معناها لولا الموت .

.

فالموت أصبح بشكل ما تعريفا للحياة أو سببا لفهمها ، ودونه لا تصبح الحياة سوى خرافة أو وهم ..

ولم يكــــــــن ممكنا أن نفهم النهار لولا الليل ..

ولا الكــــرم لـــولا البخـــــــــــــــل ..

ولا الرجـــل لــــــولا المــــــــــرأة ..

ولا الشجاعة لولا الجبن ..

ولا الشاب لولا العجوز ..

 

ولا البارد لولا الحار ..

ولا الجمال لولا البشاعة ..

هي مترادفات يمكن لإحساس متوقد صادق أن ينير طياتها ، ويضيء مسالكها أملا في رؤية ليست مطعونة بعجــــز الحواس أو بغرور العقل ..

إننا نسرع .. نسرع كثيرا ، ولا نغفل في سرعتنا أن نتخلى عن فضائل السرعة ، لنحصد وجهها القبيح خالـيا من مساحيق التجميل ..

نسرع في تكوين القناعات ، وتوجيه الأحكام ..

ولا نمنح أنفسنا فرصة للتمتع بالجمال والإحساس به ، فالجمال يترنح ويسقط في مواجهة موج عجلتنا ..

وعندما لا نحصد عبر تاريخ من سرعة وعجلة غير اللهاث ، وألم الصدر ، ودوار الرأس ، يحق لنا أن نقترح على أنفسنا أولا أن نمضي في زمننا دون أن نسمح لبوصلة لا تلمس حركتها نبض قلوبنا ، بممارسة وصاية على حركتنا ..

الشجاعة كلمة ، والكلمة موقف ، والموقف إنسان ذو ذاكرة ، فلا يعقل أن يطالب حيوان أو طير أو شجرة بموقف لأنهم ليسوا بشرا أو أنهم لا يتذكرون ..

وإذا ما ارتبط الموقف بالإنسان ، فلا شيء يزينه أكثر من الصدق ، وعندها سيكون امتيازا عظيما أن يتمتع الموقف الإنساني بصدق حيوان أو طير أو شجرة ، ذلك أنــــــهم لا يعرفون غيره ـ غيـر الصدق ـ ويتمتعون بإعفاء مطلق عــن موجبات الحركة أو الثبات ..

إنها محاولة للفهم ، والفهم ليس قرارا يتخذ أو وعـدا يتم الالتزام به ، إنه استعدادات وقدرة ، فالإنسان قد يفاجئ نفسه بسلوك أو تصرف أو قول ، ويخفق في فهم المغزى أو الدوافع، فكيف له أن يحيط بحركة شخوص ، ويتغلغل في البحر السري للحياة دون أن يكون الرهان صعبا وشاقا، بل إنه أشبه ما يكون بالشروط التي تفرض على أبطال القصص القديمة للفوز بقلب الأميرة ، والتمتع بمفاتنها ..

والفهم يقود إلى اكتشاف خيط التعارض فيما هو متطابق ، ويكتشف مساحة التشابه أو التطابــــق فيما هـــــو متعارض ومتناقض ..

قد تكون في حالة مثل هذه مرشحا للغلط والخطأ ، لا بأس ، فعندما تخطئ فليكن الخطأ كبيرا وأصيلا وعميقا .. خطأ يشبه أخطاء أولئك الرجال العظام الذين توحدوا مع قدرهم ، وقرروا أن يمضوا في طريقهم دون إسناد أو محطات راحة ..

أما الأخطاء الصغيرة التافهة ، فلا يليق برجل ذي نفس كبيرة أن يرتكبها ، إنها حصة أولئك الذين يكملون المشهد ، ولا يتركون بصمة أو أثرا يميز دورهم أو فعلهم ..

إنه الفرق بين الخطأ الذهبي ، والأخطاء الترابية التي تنفضها هبة ريح ..

الخطأ الذهبي نقطة عليا ، ولأنه كذلك فهو ينفتح ( قياسا إلى الفهم الذي يمنحه التناقض ) على مساحة غير محسوبة من صحة واقعية أو مفترضة .. إنه يتضمن كسر حاجز الاعتياد ، وحاجز السكون ، وحاجز المنطق الذي يرعاه العقل المغرور ..

وقع كثيرون في أخطاء ترابية كثيرة ، تلك الأخطاء التي لا تشرف النفس العظيمة بل إنها تتضع بها ، وتقتل أية نقطة تألق فيها ، وآن لنا أن ننفض التراب ، ونبحث عن المعدن النفيس ، عن الروح المعتدة الممتلئة التي تخضب الخطأ الذهبي ..

وفي الطريق إليه ، لا بأس في الكثير من الاحتقار والبغض لكل ما يثقل الحركة ، ويقيد الانطلاق ، ويوهن الإرادة ..

 

إنه البحث عن تضحية أو معنى ..

فكما تبحث المعركة عن شهداء أو قتلى ..

وكما يبحث النهر عن مصب في بحر ..

وكما يبحث الحب عن عشاق ..

فإن السر يصرخ في الإنسان ، كما يصـرخ الظمأ في صحراء ملتهبة ..

إنه يطالب بالتضحية التي لا تعترف بالعزاء ، ولا تتعكـز على العجز ، ولا تنتظر شهودا لتنتزع الإعجـــــــــــــاب والاعتراف بالشجاعة ..

لقد ولى عصر البطولة ..

وسقط عصر الأبطال ..

وليس ثمة سوى صوت الإنسان الفرد يلاحق تلك الحرباء المتلونة المخادعة التي يسمونها الحقيقة.. يلاحقـها ، فيقع في خديعة إثر أخرى ، لكنه لا ييأس ، إنه ينتظر ملاحقتها إلى أعلى أو أبعد أو أعمق نقطة ، عندها سيكون لصوته قــدرة إرغامها على الاستسلام ..

أهو حلم ، أم محض خطأ ؟

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتوقع نسبة تأهل الهلال إلى المربع “الذهبي” لمونديال الأندية 2025

#سواليف

كشفت شبكة “أوبتا” العالمية، المتخصصة في التحليلات والإحصائيات الرياضية، عن توقعات #الذكاء_الاصطناعي الخاصة بفرص الفرق للمتأهل إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم للأندية 2025.

ووفقا لنموذج المحاكاة الذي استخدمته شركة “أوبتا – Opta”، فقد بلغت نسبة تأهل نادي #الهلال_السعودي إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم لكرة القدم للأندية 2025، هي 59.8% عند حساب الاحتمال باحتساب نتائج الوقت الإضافي وركلات الترجيح أيضا.

وسيواجه نادي الهلال فريق فلومينينسي البرازيلي يوم الجمعة المقبل، في دور الثمانية لمونديال الأندية 2025.

مقالات ذات صلة كأس العالم للأندية 2025 يدخل مرحلة الحسم.. مواجهات نارية في ربع النهائي 2025/07/02

وبلغت نسبة تأهل الفريق السعودي إلى الدور قبل النهائي للبطولة، خلال الوقت الأصلي (90 دقيقة) حوالي 50.0%.

بينما ترتفع فرصه بعد الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح بنسبة إضافية بحوالي 9.8%، ليصل الإجمالي إلى 59.8%.

بينما انخفضت نسبة تأهل نادي الهلال إلى المباراة النهائية إلى 18.9% فقط، وتقل هذه النسبة إلى 4.3% فقط، للفوز باللقب.

وكشفت التوقعات التي أجريت قبل مباريات الدور ربع النهائي بواسطة الذكاء الاصطناعي، أن نادي ريال مدريد الإسباني يمتلك نسبة 59.7% للتأهل إلى دور الثمانية للمونديال وهي نسبة أقل من فرصة نادي الهلال في هذه المرحلة.

كما يمتلك فريق ريال مدريد نفس النسبة 18.9% للتأهل إلى المباراة النهائية، إلا أن فرصته في الفوز باللقب ترتفع إلى نسبة 16.9%، مقارنة بالنادي السعودي.

الفرق الأخرى – نظرة على الأداء العام:

باريس سان جيرمان الفرنسي

يعتبر أحد الفرق المرشحة بقوة، ويأتي على رأس الترشيحات حاليا.

ريال مدريد

يتصدر قائمة الترشيحات، ويعد الأقوى في المباراة القادمة كذلك.

بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي

من ضمن فرق النصف النهائي المحتملين، ويُنظر إليهما على أنهما منافسان قويان.

وفي نهاية المطاف يتوقع الذكاء الاصطناعي فوز فريق تشيلسي بلقب بطل مونديال الأندية 2025، بنسبة 26.8%، مقابل 24.9% لنادي باريس سان جيرمان ومن ثم ريال مدريد بنسبة 16.9%.

وتعتمد شبكة “أوبتا” على نماذج ذكاء اصطناعي تأخذ في الاعتبار أداء الفرق، وقوة الخصوم، وتاريخ المشاركات، وسيناريوهات اللعب المتوقعة.

مقالات مشابهة

  • مؤشر مديري المشتريات في السعودية عند أعلى مستوى خلال 3 أشهر عند 57.2 نقطة
  • الملاكمة تدشن العصر الذهبي بالأزياء والنزالات الدامية والألعاب الافتراضية
  • رفقة الفريق الذهبي.. ميسي يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي
  • الذكاء الاصطناعي يتوقع نسبة تأهل الهلال إلى المربع “الذهبي” لمونديال الأندية 2025
  • «هذا عصركم الذهبي».. توقعات برج الثور لشهر يوليو 2025| خاص
  • ترامب: "ماسك" كان سيضطر للعودة إلى بلده الأصلي لولا دعمنا له
  • عاجل.. إحالة سائق "حادث الإقليمي" ومالك السيارة للجنايات بتهمة القتل الخطأ
  • تأييد حكم الإعدام على المتهمة بقتل الطفلة يارا وسرقة قرطها الذهبي بالشرقية
  • ترامب: ماسك كان سيضطر للعودة إلى بلده الأصلي لولا دعمنا له
  • ترامب يهاجم ماسك: لولا الدعم الحكومي لأغلق شركته وعاد لجنوب أفريقيا