مارس 22, 2024آخر تحديث: مارس 22, 2024
أمجد توفيق
نقطة واحدة .. يمكن أن تحوي نقيضين ..
نقطة واحـــــدة .. جــــد صغيرة يمكن أن تنفتح على اتجاهات غاية في التعقيد والتضاد والاختلاف ..
أليست أعلى نقطة يصلها طائر هي بالضبط نقطة انحداره ؟ وأعلى نقطة تصلها رصاصة أو قذيفـــة هي بالضبط نقطة سقوطها ؟
وأعلى نقطة شر هي بالضبط نقطة انتهائه وتنازله ؟
ألا يعني ذلك أن النقطة التي تحدد أعلى ارتفاع أو بعد أو عمق تحمل نقيضها ، ومبرر موتها أو انتهائها ؟
لم يكن ممكنا أن نفهم الحياة ونتحسس معناها لولا الموت .
فالموت أصبح بشكل ما تعريفا للحياة أو سببا لفهمها ، ودونه لا تصبح الحياة سوى خرافة أو وهم ..
ولم يكــــــــن ممكنا أن نفهم النهار لولا الليل ..
ولا الكــــرم لـــولا البخـــــــــــــــل ..
ولا الرجـــل لــــــولا المــــــــــرأة ..
ولا الشجاعة لولا الجبن ..
ولا الشاب لولا العجوز ..
ولا البارد لولا الحار ..
ولا الجمال لولا البشاعة ..
هي مترادفات يمكن لإحساس متوقد صادق أن ينير طياتها ، ويضيء مسالكها أملا في رؤية ليست مطعونة بعجــــز الحواس أو بغرور العقل ..
إننا نسرع .. نسرع كثيرا ، ولا نغفل في سرعتنا أن نتخلى عن فضائل السرعة ، لنحصد وجهها القبيح خالـيا من مساحيق التجميل ..
نسرع في تكوين القناعات ، وتوجيه الأحكام ..
ولا نمنح أنفسنا فرصة للتمتع بالجمال والإحساس به ، فالجمال يترنح ويسقط في مواجهة موج عجلتنا ..
وعندما لا نحصد عبر تاريخ من سرعة وعجلة غير اللهاث ، وألم الصدر ، ودوار الرأس ، يحق لنا أن نقترح على أنفسنا أولا أن نمضي في زمننا دون أن نسمح لبوصلة لا تلمس حركتها نبض قلوبنا ، بممارسة وصاية على حركتنا ..
الشجاعة كلمة ، والكلمة موقف ، والموقف إنسان ذو ذاكرة ، فلا يعقل أن يطالب حيوان أو طير أو شجرة بموقف لأنهم ليسوا بشرا أو أنهم لا يتذكرون ..
وإذا ما ارتبط الموقف بالإنسان ، فلا شيء يزينه أكثر من الصدق ، وعندها سيكون امتيازا عظيما أن يتمتع الموقف الإنساني بصدق حيوان أو طير أو شجرة ، ذلك أنــــــهم لا يعرفون غيره ـ غيـر الصدق ـ ويتمتعون بإعفاء مطلق عــن موجبات الحركة أو الثبات ..
إنها محاولة للفهم ، والفهم ليس قرارا يتخذ أو وعـدا يتم الالتزام به ، إنه استعدادات وقدرة ، فالإنسان قد يفاجئ نفسه بسلوك أو تصرف أو قول ، ويخفق في فهم المغزى أو الدوافع، فكيف له أن يحيط بحركة شخوص ، ويتغلغل في البحر السري للحياة دون أن يكون الرهان صعبا وشاقا، بل إنه أشبه ما يكون بالشروط التي تفرض على أبطال القصص القديمة للفوز بقلب الأميرة ، والتمتع بمفاتنها ..
والفهم يقود إلى اكتشاف خيط التعارض فيما هو متطابق ، ويكتشف مساحة التشابه أو التطابــــق فيما هـــــو متعارض ومتناقض ..
قد تكون في حالة مثل هذه مرشحا للغلط والخطأ ، لا بأس ، فعندما تخطئ فليكن الخطأ كبيرا وأصيلا وعميقا .. خطأ يشبه أخطاء أولئك الرجال العظام الذين توحدوا مع قدرهم ، وقرروا أن يمضوا في طريقهم دون إسناد أو محطات راحة ..
أما الأخطاء الصغيرة التافهة ، فلا يليق برجل ذي نفس كبيرة أن يرتكبها ، إنها حصة أولئك الذين يكملون المشهد ، ولا يتركون بصمة أو أثرا يميز دورهم أو فعلهم ..
إنه الفرق بين الخطأ الذهبي ، والأخطاء الترابية التي تنفضها هبة ريح ..
الخطأ الذهبي نقطة عليا ، ولأنه كذلك فهو ينفتح ( قياسا إلى الفهم الذي يمنحه التناقض ) على مساحة غير محسوبة من صحة واقعية أو مفترضة .. إنه يتضمن كسر حاجز الاعتياد ، وحاجز السكون ، وحاجز المنطق الذي يرعاه العقل المغرور ..
وقع كثيرون في أخطاء ترابية كثيرة ، تلك الأخطاء التي لا تشرف النفس العظيمة بل إنها تتضع بها ، وتقتل أية نقطة تألق فيها ، وآن لنا أن ننفض التراب ، ونبحث عن المعدن النفيس ، عن الروح المعتدة الممتلئة التي تخضب الخطأ الذهبي ..
وفي الطريق إليه ، لا بأس في الكثير من الاحتقار والبغض لكل ما يثقل الحركة ، ويقيد الانطلاق ، ويوهن الإرادة ..
إنه البحث عن تضحية أو معنى ..
فكما تبحث المعركة عن شهداء أو قتلى ..
وكما يبحث النهر عن مصب في بحر ..
وكما يبحث الحب عن عشاق ..
فإن السر يصرخ في الإنسان ، كما يصـرخ الظمأ في صحراء ملتهبة ..
إنه يطالب بالتضحية التي لا تعترف بالعزاء ، ولا تتعكـز على العجز ، ولا تنتظر شهودا لتنتزع الإعجـــــــــــــاب والاعتراف بالشجاعة ..
لقد ولى عصر البطولة ..
وسقط عصر الأبطال ..
وليس ثمة سوى صوت الإنسان الفرد يلاحق تلك الحرباء المتلونة المخادعة التي يسمونها الحقيقة.. يلاحقـها ، فيقع في خديعة إثر أخرى ، لكنه لا ييأس ، إنه ينتظر ملاحقتها إلى أعلى أو أبعد أو أعمق نقطة ، عندها سيكون لصوته قــدرة إرغامها على الاستسلام ..
أهو حلم ، أم محض خطأ ؟
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
شام الذهبي: حماتي أثرت في أسلوبي وأنا ووالدتي نتبادل الملابس
خاص
كشفت شام الذهبي، ابنة الفنانة السورية أصالة نصري، أن التحول الأخير في أسلوبها الشخصي جاء بإلهام مباشر من حماتها، التي شجعتها على اعتماد طابع أكثر أنوثة في إطلالاتها.
وأوضحت شام خلال لقاء تلفزيوني أنها تتابع عن كثب تعليقات المتابعين حول مظهرها، خصوصاً تلك التي ترى أن ملابسها لا تعكس عمرها الحقيقي. لكنها أكدت أن التغيير الأخير لم يكن نتيجة ضغوط اجتماعية، بل جاء استجابة لنصيحة حماتها، التي قالت لها: “ينبغي أن تتأنقي أكثر، فالملابس ذات الطابع الأنثوي تليق بك”، مضيفة: “قررت الإصغاء إليها، وفعلاً شعرت براحة داخلية بعد هذا التغيير”.
وأضافت الذهبي: “لا أحتاج إلى منسق أزياء، فالمعيار الأساسي بالنسبة لي هو الانسجام بين ما أرتديه وما أشعر به في داخلي. أؤمن أن المظهر يجب أن يعكس الشخصية لا أن يكون استجابة لصيحات عابرة”.
وتحدثت شام عن إطلالتها الأخيرة في احتفالية Dao Academy بالمتحف المصري، موضحة أن حبها العميق للثقافة الفرعونية هو ما دفعها لاختيار هذا الطابع، قائلة: “كنت أريد أن أُعبّر بصرياً عن شعوري بالانتماء لمصر، وكانت هذه المناسبة مثالية لذلك”.