«تعارف» تؤكد التسامح الديني في عُمان و 26 شخصا يشهرون إسلامهم
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أكدت فعالية تعارف التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس للتعريف بالإسلام لغير المسلمين على دور القرآن الكريم في إحياء الإنسانية وكمال القيم والأخلاق وفيم التسامح والحوار بين الشعوب والمجتمعات.
وشهدت النسخة السابعة هذا العام التي جاءت تحت شعار «إقرأ القرآن» إشهار 26 شخصا إسلامهم؛ منهم أربع وعشرون امرأة ورجلان.
أقيمت الفعالية مساء أمس برعاية سعادة حبيب بن محمد الريامي رئيس مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بحي العرفان، وتم خلالها عرض مرئي جسد معالم الإنسانية قبل نزول القرآن الكريم وبعد نزول القرآن.. مبينا الفترات التي مرت بها الإنسانية من الظلم والاضطهاد والعبث بالجوانب الإنسانية وما صاحبه من تغييب للعدل والحقوق، كما أكد الفيلم المرئي دور القرآن الكريم في إحياء الإنسانية وكمال القيم والأخلاق بين الشعوب والمجتمعات.
وألقى الداعية العالمي حمزة تزورتزس محاضرة عن القرآن الكريم تناول فيها أثر القرآن الكريم ورحمته على النفس البشرية وأنه مصدر العلم الذي تحتاجه البشرية، وذلك من خلال محاضرته التي وقف في محطاتها على بعض أسرار ومعاني سورة الفاتحة من خلال ما تضمنته من أسس فكرية وقيم تناولت الحياة بكل مجالاتها.
وأكد خلال محاضرته على أهمية التمسك بالقيم التي دعا إليها القرآن الكريم والقيم النبيلة التي تضمن حياة طيبة وتعايشا بين الأفراد والمجتمعات.
وتضمنت فعالية تعارف لغير المسلمين تجربة الإفطار وفقرات تفاعلية مباشرة مع الجمهور بالإضافة إلى تقديم عروض مرئية وتفاعلية منها فقرة الحوار التي تفاعل معها الحضور من خلال المشاركة والنقاش وما تضمنته من طرح واسع للأحداث الراهنة في العالم وقيم التعايش من خلال تجربة العيش في سلطنة عمان، وخلال الفعالية أقيم برنامج الإفطار وأداء الصلاة أمام الجميع وعبر الشاشات التي أتاحت لغير المسلمين فرصا لمتابعة طريقة أداء المسلمين للصلاة في صفوف منتظمة، ما يكون له الأثر الطيب في نفوس الحضور من غير المسلمين.
وتضمن برنامج الحفل الذي شهد حضورا كبيرا فاق ثلاثمائة شخص من الرجال والنساء مسابقات لغير المسلمين ومعلومات عامة عن الدين الإسلامي شارك فيها الحضور، ومنحت الفعالية فرصة لغير المسلمين لطرح تساؤلاتهم عن الإسلام، حيث كانت النقاشات محورا أساسا لكشف ما هو غامض وغير واضح لغير المسلمين والمسلمين الجدد.
معرض مصاحب
تضمنت فعالية تعارف معرضا مصاحبا تألف من عدة أركان منها ركن معرض رسالة الإسلام من عمان الذي يحتوي على عدد من اللوحات التعريفية بالإسلام وبعض المعالم العمانية التي جسدت تاريخ المساجد والعمارة الإسلامية العمانية وغيرها من اللوحات التي عكست الصورة الصحيحة للإسلام ويعتبر معرض رسالة الإسلام من عمان من أهم المعارض الدولية التي تصحح صورة المسلمين والإسلام للعالم، ويعكس الصورة الحضارية للمسلمين، كما تضمن المعرض ركنا خاصا للمرأة بين خلاله مكانة المرأة في الإسلام وكيف أن الإسلام كرمها كما أوضح الحقوق والواجبات التي وضعها لها تقديرا لمكانتها وأهميتها، وخلال هذا الركن أتيح للنساء غير المسلمات فرصة لتجربة لبس الحجاب وأخذ صورة تذكارية، ما كان له الأثر الإيجابي في نفوس المشاركات من غير المسلمات، كما تضمنت أركان المعرض بعض المجسمات التعريفية بالشخصية العمانية من خلال اللباس إضافة إلى ركن توزيع كتب التعريف بالإسلام بمختلف اللغات ومصاحف مترجمة لغير المسلمين. وفي ختام الفعالية كرم سعادة راعي الحفل المؤسسات الراعية للفعالية وأنشطتها بحضور سعادة أحمد بن صالح الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. يُذكر أن فعالية تعارف السنوية من أهم البرامج التي تقام في سلطنة عمان وتأتي في إطار محور الإنسان والمجتمع من «رؤية عمان 2040» وذلك لتحقيق التوجه الإستراتيجي لمجتمع معتز بهُويته وثقافته وملتزم بمواطنته.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لغیر المسلمین القرآن الکریم من خلال
إقرأ أيضاً:
رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدًا الأربعاء في التوجه إلى مدينة الخيام في منى لقضاء أول أيام موسم الحج وهو يوم التروية استعدادًا للنسك الأعظم في الحج وهو الوقوف بصعيد عرفات الطاهر. ومشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج مشهد متكرر كل عام، ولكنه لا يفقد دهشته ولا عمقه، ملايين البشر يأتون من أقاصي الأرض، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليقفوا على صعيد واحد، ولباس واحد، وأمام رب واحد. لا يوجد مشهد أكثر عظمة وأعمق دلالة من هذا المشهد الذي يحقق معنى المساواة والكرامة والاندماج الروحي بين الناس.
والحج إضافة إلى أنه الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضا تجربة وجودية شاملة، تهذّب الروح، وتعيد ضبط علاقتها مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواضع والسكينة والعدالة. وفي الحج يمكن أن يقرأ الإنسان الكثير من القيم التي فطر الله الناس عليها، إضافة إلى دلالات مستمدة من يوم القيامة؛ حيث لا تقاس قيمة الإنسان بماله أو سلطته ولكن بامتثاله للحق، وبقدرته على تجاوز أنانيته نحو فهم أوسع للوجود البشري المشترك.
وإذا كان الحس الإنساني يتراجع اليوم أمام صراعات الهوية والتعصب والماديات القاتلة، فإن فريضة الحج تقدم نموذجا بديلا، فإضافة إلى شعار التوحيد فإن الحقائق التي يقرها الحج تتمثل في حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة. ولعل المكان الوحيد في العالم الذي يتساوى فيه الجميع هو صعيد عرفات، والموقف الوحيد الذي تذوب فيه الحدود، هو الطواف. والمشهد الوحيد الذي تتحول فيه الجموع إلى روح واحدة مندمجة، هو الحج.
ومع اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى جوار بيته العتيق فإننا نحتاج إلى أن نتأمل فريضة الحج وطقوسها لا بوصفها ممارسة فردية ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على إنقاذنا من الانحدار الأخلاقي. فالحج يعلّمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة. ومن كان حجه مبرورا، فليجعله بداية لا نهاية، وليكن ما تعلمه هناك هو ما يزرعه هنا: في بيته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.
وإذا كانت شعائر الحج تنتهي في مكة المكرمة فإنها تبدأ في نياتنا، وفي صدقنا، وفي استعدادنا لأن نكون أفضل مما كنا.
كل عام، تمنحنا هذه الرحلة فرصة جديدة، لنسأل أنفسنا: هل يمكن أن نكون حجاجا حتى وإن لم نذهب؟ هل يمكن أن نعيش مبادئ الحج ونحن في بيوتنا؟ هذا هو المعنى الحقيقي لحج لا ينتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة.