علي مهدي: القرآن يرفع رؤوس أصحابه في الدنيا ولا يتخلى عنهم في الآخرة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
قال الدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، إن القرآن الكريم هو الهدى والنور والشفاء لما في الصدور والصاحب الذي لا يتخلى عن صاحبه في وقت حاجته وفاقته.
درس التراويح بالجامع الأزهر يستبشر بنصرٍ لإخواننا في فلسطين خلال شهر رمضان الجامع الأزهر ينظم إفطارًا جماعيًّا للطلاب المصريين في فرع جامعة الأزهر بالدراسةأضاف خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليوم السبت، قال رسول الله ﷺ: يلقى القرآن صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك.
أوضح أنه في هذا الحديث العظيم يبين لنا النبي ﷺ منزلة القرآن في اليوم الذي تدنو فيه الشمس من الرؤوس ويقف كل إنسان أمام عمله ويفر كل إنسان من أخيه ومن صاحبته وبنيه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه، الكل يتخلى عن الإنسان لكن القرآن يأتي في هذه الصورة شاحب اللون في صورة الشخص الذي صام نهاره وقام ليله وعملًا بالقرآن وتلاوة للقرآن وفهمًا وتطبيقًا وتدبرًا للقرآن، يقول له القرآن يومها: أنا صاحبك القرآن.
وأكد أن القرآن كلام الله ومأدبة الله كما قال ﷺ: (إنَّ هذا القرآنَ مأدبةُ اللهِ فاقبَلوا مأدُبتَه ما استطعتم)، والمأدبة يجتمع حولها الناس، فينبغي أن يجتمع المسلمون في الدنيا حول القرآن الكريم، لأنه الصاحب الوفي الذي ينفع صاحبه يوم القيامة، ولا يترك صاحبه هَملًا؛ وإنما يرفعه على رؤوس الناس في الدنيا بالإضافة إلى المنقبة التي ينالها في الآخرة، فما أجمل أن نلتف حول القرآن ونستمسك به ونتلوه حق تلاوته ونتدبره حق تدبره ونعمل به ونطبقه كما أمرنا الحق سبحانه وتعالى، سائلا المولى عز وجل أن يجعلنا من أهل القرآن وأن يديم فينا بركة القرآن يحيينا على القرآن ويحشرنا تحت لواء القرآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر الجامع الأزهر القران الكريم درس التراويح يوم القيامة
إقرأ أيضاً:
فضل الدعاء في القرآن والسنة وأثره في صلاح النفس والذرية.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من صفات عباد الرحمن في هذه السورة الفضيلة –الفرقان- أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء، ويخصون من دعاءهم صلاح الذرية والزوجة، وأن يجعلهم ربهم أئمة في التقوى، وأن يكونوا للمتقين إمامًا، قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن عباد الرحمن يقصدون ربهم ويدعونه لقضاء حوائجهم، فهم يعرفون فضل الدعاء وأثره، فالدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي » [رواه أحمد والترمذي]، قال الخطابي: حقيقة الدعاء استدعاء العبد من ربه العناية واستمداده إياه المعونة, وحقيقته إظهار الافتقار إليه, والبراءة من الحول والقوة التي له, وهو سمة العبودية وإظهار الذلة البشرية, وفيه معنى الثناء على الله, وإضافة الجود والكرم إليه.
وأشار إلى أنه قد أخبر ربنا بقرب إجابته وعونه ممن دعاه، وحثه على أن يستجيب له حتى يرشد، ويقترب من خالقه، قال تعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ﴾ ، وأمر الله بالدعاء على أية حال، في السر والعلن، قال تعالى : ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾. وحثنا ربنا أن نسأله بأسمائه الحسنى، وخص من أسمائه الله والرحمن، فقال تعالى : ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ .
وقد بشر المصطفى ﷺ من يدعو الله بأن الله لن يرد خائبا بدعائه، فقال ﷺ : «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [رواه أبو داود، وابن حبان].
وبين ﷺ أن أفضل الأعمال التي يقدمها الإنسان لربه الدعاء، فقال ﷺ : « ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء» [رواه أحمد]، وبشر جميع المسلمين باستجابة جميع الدعوات إلا الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، فقال ﷺ : « ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم » [أخرجه الحاكم في المستدرك، والطبراني في الأوسط]، وقال ﷺ : « سلوا الله تعالى من فضله, فإنه تعالى يحب أن يسأل, وأفضل العبادة انتظار الفرج » [رواه الترمذي، والطبراني في الكبير].
وللدعاء أثر عظيم وفائدة بالغة, فكم من محنة رفعت بالدعاء, وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء, والدعاء سبب أكيد لغفران المعاصي, ولرفع الدرجات, ولجلب الخير ودفع الشر. ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابًا كثيرة من الخير، وقال الغزالي : فإن قلت : فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له ؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء, فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام, والماء سبب لخروج النبات من الأرض , فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان , فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان.
وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى أن لا يحمل السلاح.
وللدعاء آداب أرشد إليها الشرع، كتحري أكل الحلال، ورفع اليدين إلى السماء، وتحري الأوقات الفاضلة كثلث الليل الأخير، وساعة صعود الإمام المنبر من الجمعة، ونزول المطر، وسماع صوت الديك، وغير ذلك مما ورد فيه الآثار.