سودانايل:
2025-07-07@18:08:28 GMT

الله معنا ..

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل
الله معنا ..
بعد إنتهاء حرب فيتنام وعودة الجنود إلى ديارهم قال جندي أمريكي خلال مقابلة تلفزيونية أنه وبعد قتله لجندي فيتنامي وجد قلادة على عنقه كتب عليها (الله معنا) ويواصل بأنه اندهش فقد أخبرونا قبل الذهاب للمعركة بان الله سيكون معنا نحن وليس معهم، واليوم هذا هو حال المتقاتلان على السلطة لدينا، فكل جندي بالطرفين يظن بأنه على حق وأن الله معه كما اخبروه، لذلك فإن الطرفان يكبران ويهللان وهم يستعرضون الرؤوس وبقايا الجثث، رغم انه وحسب قناعتنا أن الله ليس بجانب أحدهم فقد قال الرسول الكريم مامعناه (ان تقاتل مسلمان بغير حق فقتل أحدهم الآخر فان القاتل والمقتول في النار)، والله أعلم ولكن الله معنا نحن الغلابة الصابرين علي مضض على هذه الابتلاءات الكبيرة.


ويكبر إحساس المرارة داخلي كل ما اشاهد صورة وأرثى لحال ذلك الغرير المخدوع المدعو (المصباح) الذي وجد نفسه (فجأة) قائداً لمليشيات ما يسمى ب(كتائب البراء) سوى وهو يرفع شارة النصر داخل مباني التلفزيون أو هو يبتسم بعد وجبة سمك على شواطيء البحر الأحمر أو يشرب العصير بكافتيريا في شارع الوادي وأنا أتأمل الشرود في عينيه وكأنما هو يدرك بأنه يرقد على (مقصلة قرابين الاسلاميين) وأنه في حساباتهم (مشروع شهيد) قادم لم يحن زمن الحديث بأنه وسط الحور العين وأن جثته كانت تفوح منها رائحة المسك بعد..!ولكنه يعيش ك (عروس النيل) لدى الفراعنة، عليها أن تبتسم رغم علمها بأنها محولة لحتفها.
هل يمكن أن يعيش أحدهم سعيدا وهو يشاهد أن الموت صار أهون من جرعة ماء وهل يمكن أن يعود بعد ذلك كبشر سوي يحمل في قلبه الرحمة والعاطفة والسلام وما هو الثمن الذي سيقبضه جراء تلك الوحشية وهو يحمل المصحف على سن الرمح كما فعل معاوية في معركة الجمل وهو يواجه أم المؤمنين عائشة وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم وهو على يقين بأنه لن يصل إلى مرتبة (الشهادة) ليعانق أحمد القرشي أو يكون من زمرة شهداء أكتوبر وأبريل وديسمبر.
لهذه الحرب العبثية كلفة بشرية وأخلاقية قد تحتاج لأجيال وأجيال لإصلاحها، تقودها أطراف هذه الحرب التي تنظر للنصر الذي يقود للسيطرة على ثروات ومقدرات الأمة وتعمل من أجل الوصول إلى غايتها الدنيئة الي تحطيم الروح الإنسانية وإرادة البناء وسط الشباب وتحويل كل أحلام الغد المعافة إلى ثقافة أن الموت والدماء هو معول البناء لذلك الغد الكذوب وهو أمر أخطر من الكلفة الإقتصادية التي يمكن تعويضها لذلك فان الدعوة لإيقاف الحرب يجب أن تتخذ خطوات أسرع وأقوى قبل أن يتحول الجزء الاكبر من شباب الوطن الى قتلة وسفاحين وتتحول ثقافة موت ودمار وسرقة وإغتصاب بعد نشرت ثورة ديسمبر ثقافة السلمية فاغتالها ذلك الإنقلاب المشؤوم ويجب علينا جميعاً أن نقف ونتأمل ذلك الانزلاق الخطير قبل التلاشي.
والثورة لن تتوقف ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود لشهداء الثورة الأبرار ..
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الله معنا

إقرأ أيضاً:

طهران تقود ثقافة الانتصار بعقلية المستقبل

 

أخيراً، أعترف الكيان الصهيوني بانكساره وطالب بوقف لإطلاق النار بينه وبين إيران، وما دفع بنيامين نتنياهو إلى هذا الطلب بواعز أمريكي هو حجم الخسائر داخل كيانه الاستيطاني وعدم رغبة البيت الأبيض باتساع المواجهة في المنطقة.

المجتمع الاستيطاني الصهيوني كان خلال الأيام الماضية ضحية مصطلح البروباغندا الإعلامية الصهيو/ غربية، وصدق إمكانية القضاء على «الخطر الوجودي الإيراني»، لكن اتساع دائرة الدمار في الكيان الصهيوني دفع المؤسسة الأمنية والسياسية للضغط على رئيس الحكومة من أجل التراجع والطلب بوقف إطلاق النار.

هدف الكيان الصهيوني تبدل مع بدء المواجهة العسكرية وهو لم يعد مجرد ضرب المنشآت النووية، فهو يدرك أن هذا هدف بعيد المنال رغم اغتيال العلماء وتخريب الموارد. كما أن تحجيم القوة الصاروخية والقدرة الصناعية الإيرانية لن ينجح أيضًا.

ولكن الهدف الحقيقي «للصهيو أمريكي» هو الاقتصاد الإيراني: قطاع الطاقة، والصناعات البتروكيمياوية، والغازية، والفولاذ وغيرها – وهي مفاصل قوة الدولة الإيرانية ومصادر تماسكها. ولذلك فإن نتنياهو، ومن يشاركه أمريكيًا وأوروبيًا، سعوا إلى إسقاط النظام السياسي في طهران واستبداله بنظام جديد عميل لهم.

ولكن ما أربك هذا المخطط هو إدراك الإيرانيين، بمن فيهم المعارضون الوطنيون في الداخل والخارج، أن بلادهم أصبحت هدفًا لحرب شاملة تهدد وجودهم، واقتصادهم، ومستقبل أجيالهم. لذا فإنهم أكدوا على أن التماسك الداخلي في ظل العدوان قد يعزز بدل أن يتفكك، وهو ما أفرغ استراتيجية «التمرد الداخلي» الذي سعى إليها أعداء إيران من مضمونها.

ينظر البعض لمفهوم «النصر» بشكل سطحي كمجرد تحقيق هدف مادي محدد دون النظر للسياق والملابسات المحيطة به. لكن هناك رؤية أعمق ينبغي أن تأخذ في الاعتبار معايير نسبية لتقييم النتيجة المادية، وكذلك البعد المعنوي المتمثل في تجسيد قيم العزيمة والمثابرة.

ينبغي علينا إذن أن ننظر لمفهوم النصر الإيراني في هذه الجولة بعمق، من خلال منظوريه المادي – حسب معايير نسبية وليست مطلقة – فضلا عن المنظور المعنوي.

ولكن من صنع الانتصار المزدوج، ومن دافع عن الهزيمة وتضرر منها؟

التاريخ وحده سيجيب عن كل الأسئلة التي تطرح وستطرح الآن وفي المستقبل، والتاريخ وحده سيسجل الحقيقة كما هي وسيفرز الناس، بين الذين صمدوا وتصدوا بشجاعة دفاعًا عن بلادهم، وأولئك الخونة الذين غدروا وطعنوا بوطنهم في الظهر قبل وخلال العدوان، وتحالفوا مع أعدائهم وتجار الموت والدمار والحروب. ‏

قريبًا ستفتح صفحات التاريخ.. ولن يمر وقت حتى نقرأ الحقائق كما هي دون «رُتوش» أو تحريف أو تزوير، ألسنا في زمن التزوير والزيف والأكاذيب الإعلامية، الغربية والعربية؟ ‏

اليوم يحق للشعب الإيراني المجاهرة بمشاعر الفخر والعزة والكرامة رغم الخسائر البشرية والمادية، وهو يتذكر بطولات جيشه الذي سجل بدمائه الزكية وبصبره وجهاده أنصع صورة في التاريخ الحديث والمعاصر، فهو لم يقهر جيشًا ­ قيل عنه لا يُقهر­ بل واجه قوة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية أيضًا واجبرها على إعادة قراءة الوقائع على الأرض بعيدًا عن الأوهام والأحلام. ‏

النصر العسكري الإيراني على أهميته البالغة في الجولة الأولى، ليس إلاّ الشق الميداني المباشر من النصر الكبير عندما تبدأ هذه الدولة الإقليمية العظمى في الاستمرار ببناء دولة ذات ثوابت سيادية واجتماعية واقتصادية ومستقبلية، بناء الدولة أو إعادة بناءها أمر في غاية الصعوبة، وببساطة لكي تبني دولة يجب أن تفكر بعقل المنتصر، وعقل المنتصر دائما مشغول بالبناء والمحتوى والتقدم للأمام، وليس مشغولا بالأوهام أو لوم الذات أو التقليل من شأن ذاته أو الخضوع للإملاءات، بل هو موجه داخليًا لتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات، فهو مشغول طول الوقت بالانتصار للمستقبل.

أما الشق الثاني الذي قد يفوقه أهمية، فهو الشق السياسي والمتمثل في تراجع المشروع الأمريكي الخطير المعدّ في كواليس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدولة العميقة، والمعروف باسم مشروع «الشرق الأوسط الجديد». ‏

ليست هذه استنتاجاتنا وتحليلاتنا، بل هي اعترافات صريحة من قبل المهزومين أنفسهم.‏ فالإعلام الصهيوني، كما الأمريكي، اعترف بالفشل علنًا، وكل من يكابر ويرفض سماع هذه الاعترافات فهو كمن يغمض عينيه ويسير نحو المجهول. ‏

وهنا يمكننا التأكيد على الهزيمة العسكرية التي اصابت الكيان الصهيوني وجيشها من جهة، والهزيمة السياسية للإدارة الأمريكية التي لها نصيب من الهزيمة العسكرية، هي من كان يمنع أي قرار بوقف إطلاق النار بوهم أن «إسرائيل» ستنتصر، وهي التي نقلت الأسلحة الذكية والغبية والمحرّمة دولياً، لظنها أن الكيان الصهيوني قادر على أن يكون القابلة القانونية لتوليد «الشرق الأوسط الجديد» من رحم الدمار والموت والدم في فلسطين ولبنان وسوريا. ‏

وبما أن نصف «الهزيمة» كان مزدوجًا (إسرائيليًا وأمريكيًا)، فالنصر الإيراني كان مزدوجًا بدوره ويسجل بأحرف من نور ونار ودم في سِفر التاريخ، وسيظل مفخرة للمنطقة. ‏وغدًا سنرى من نصّب نفسه محامياً للشيطان ورافضًا الاعتراف بنصر إيران وهزيمة العدوان والمشروع الأمريكي­ الصهيوني. ‏وعندما جاء «نصر الله والفتح» لن يعترف أصحاب «ثقافة الهزيمة» به، بل سيعتبروه كارثة ستحل بالمنطقة ‏ «فللمهزوم ثقافته كما للمنتصر ثقافته» كم قال الإمبراطور والفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس في كتابه الشهير «التأملات».

تقودنا هذه الظاهرة إلى فهم أعمق لكيفية تحول الذاكرة الجماعية الإيرانية خلال العدوان عليها إلى أداة حياة، تُستخدم لإعادة كتابة التاريخ، وصياغة الحاضر، وتوجيه المستقبل، تحت راية “النصر” أو “الشهادة”.

* صحافي وكاتب سوري.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يستهدفون إسرائيل بصاروخين
  • ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه سخيف
  • مثقف بدرجة فرّاش ونائب بدور بصمجي
  • وزير الإعلام: نسعى لأن تكون سوريا مقراً للصناعة الإعلامية وإيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، ونشجع وسائل الإعلام العالمية على فتح مكاتب لها في سوريا
  • 5 أسماك تتمكن من العيش خارج الماء.. ما دافعها لذلك؟
  • المملكة وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان يؤكدون مجددًا التزامها باستقرار السوق البترولية في ظل الأساسيات الإيجابية الحالية والتوقعات المستقرة للاقتصاد العالمي وتقوم بتعديل الإنتاج وفقًا لذلك
  • "أخبره الأطباء بأنه سيموت".. تفاصيل مرض أمير صلاح الدين النادر
  • أخبره الأطباء بأنه سيموت.. أمير صلاح الدين يفجر مفاجأة حول مرضه
  • تعلن هيئة الاراضي بأنه قد تم تغيير الختم الرسمي والسري لفرع هيئة الاراضي م/ عمران
  • طهران تقود ثقافة الانتصار بعقلية المستقبل