شذرات استراتيجية| عبور الوعي الوطني.. كيف أيقظت الدولة المصرية ذاكرة الحضارة؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
في زمنٍ تتنازع فيه الأمم على معنى الهوية، وتضيع فيه الحدود بين الانتماء والضياع، كانت مصر وحدها تُعيد اكتشاف ذاتها، وتستيقظ على وعيٍ جديد يُعيد تعريف علاقتها بتاريخها ومكانها ودورها.
لم يكن ما تشهده مصر العروبة في السنوات الأخيرة مجرّد طفرة عمرانية أو نهضة اقتصادية، بل كان مشروعًا حضاريًا شاملًا لإعادة بناء الإنسان المصري من الداخل، واستعادة الوعي الجمعي الذي ظلّ عبر العصور هو أعظم ثروات الدولة المصرية وأقوى ضمانات بقائها.
لقد أدركت القيادة السياسية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن بناء الدولة الحقيقية لا يكتمل بالطرق والجسور وحدها، بل بالوعي الذي يسكن العقول، وبالوجدان الذي يشعل القلوب.
ومن هنا، تحوّل المشروع الوطني في جوهره إلى ثورة فكرية هادئة، تستلهم من الماضي مجده، ومن الحاضر وعيه، ومن المستقبل رؤيته.
لم يكن الهدف إعادة إعمار الأرض فقط، بل إعادة تشكيل الوجدان المصري، وإحياء الجينات الحضارية التي حاولت قوى كثيرة طمسها عبر العقود.
فمصر — التي شيّدت أول دولة في التاريخ، وكتبت أول قانون، وبنت أول معبد ومدرسة ومكتبة — كان لا بدّ أن تُعيد بناء ذاتها وفق هندسة الوعي لا هندسة الحجر فقط.
ومن هنا، جاءت فلسفة «الجمهورية الجديدة» كحالةٍ فكرية وسياسية متكاملة، تتجاوز حدود التنمية إلى إعادة بعث الهوية المصرية في ثوبٍ معاصر، يُوازن بين الأصالة والتحديث، وبين الماضي كجذرٍ والمستقبل كجناح.
إن هذا المشروع الذي يقوده الزعيم عبد الفتاح السيسي ليس مجرد سياسة حكم، بل منهج دولة في صناعة الوعي الجمعي، وترميم الذاكرة الوطنية، وتجديد الانتماء في عقول الأجيال الجديدة.
فقد آن لمصر أن تُعيد تعريف ذاتها في القرن الحادي والعشرين، لا كأثرٍ يُزار، بل كقوةٍ فكرية وروحية واقتصادية تُلهم العالم كما ألهمته منذ فجر الحضارات.
أولاً: من دروس الماضي إلى هندسة الوعي الجديد
حين قال الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عامين إن الدولة «درست بدقة كل الأسباب التي أدّت إلى ما حدث في 2011»، لم يكن يُطلق تصريحًا سياسيًا عابرًا، بل كان يُعلن بداية أكبر عملية مراجعة فكرية في تاريخ الدولة المصرية الحديثة.
لقد أدركت القيادة أن ما جرى آنذاك لم يكن أزمة حكم أو إدارة، بل أزمة وعي جمعي، زلزالًا هزّ إدراك المصريين لذواتهم، وكاد أن يقطع الصلة بين المواطن ووطنه، بين التاريخ وامتداده الطبيعي في الحاضر.
من هذا الإدراك العميق انطلقت الدولة نحو مشروع معاكس في الاتجاه والمضمون، مشروع لترميم الوعي الوطني وإعادة بناء منظومة الإدراك الجماعي على أسس جديدة تجمع بين الثقة والعقلانية والهوية.
كل ما كان سببًا في الانقسام، وُوجه بسياسات توحّد الصف.
كل ما استُخدم لتزييف الوعي، حُوِّل إلى أداةٍ للتنوير وتصحيح المفاهيم.
كل ثغرة تسللت منها الفوضى، أُغلقت بالمعرفة والمصداقية والعمل.
كانت النتيجة تحوّلًا بنيويًا في فلسفة الدولة:
من إدارة الأزمة إلى صناعة الوعي، ومن خطابٍ دفاعي إلى رؤيةٍ بنّاءة تؤمن بأن قوة الدولة تبدأ من قوة وعي مواطنيها.
ومن هنا، رُسم شعار المرحلة الجديدة: «الوعي أولًا».
فالثقافة لم تعد ترفًا، بل سلاحًا وطنيًا.
والتاريخ لم يعد مادةً دراسية جامدة، بل مرجعًا استراتيجيًا لبناء المستقبل.
أما التربية الوطنية، فقد أصبحت أداةً لإعادة غرس قيم الانتماء والمسؤولية في الأجيال الجديدة، لتتحول التنمية من عملية مادية إلى نهضة شاملة تبدأ من الإنسان وتنتهي عند البنيان.
لقد وضعت الدولة المصرية — بقيادة الرئيس السيسي — الأساس لما يمكن تسميته بـ هندسة الوعي الوطني الحديث:
منهجٌ يستند إلى قراءة دقيقة للتاريخ، وإلى إدراك علمي لتحديات الحاضر، وإلى رؤية استراتيجية تُعيد تعريف علاقة المواطن بدولته.
وهكذا، بدأت الجمهورية الجديدة لا كمرحلة سياسية فحسب، بل كـ فلسفة حضارية متكاملة تعيد تشكيل وعي الأمة وتحصينها ضد محاولات التشكيك والعبث.
ثانيًا: الرئيس السيسي.. قائد صحوة الوعي الوطني
لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي مجرد قائد سياسي جاء في لحظة اضطراب تاريخي، بل كان ظاهرة فكرية وقيادية فريدة في مسار الدولة المصرية الحديثة، قائد أدرك منذ اللحظة الأولى أن الخطر الحقيقي على أي أمة لا يأتي من الخارج، بل من غياب الوعي داخلها.
ومن هنا، تحوّلت رؤيته إلى مشروعٍ متكامل عنوانه «بناء الدولة عبر بناء الوعي»، مشروعٌ تتكامل فيه السياسة مع الثقافة، والتنمية مع التربية، والإنجاز مع الإيمان.
في خطاباته ومبادراته، لم يكن السيسي يُخاطب عقول الناس فحسب، بل كان يسعى إلى استفزاز وعيهم الجمعي من سباته الطويل.
فهو القائد الذي لم يرد أن يترك الشعب في موقع المتفرج، بل أراد أن يُعيد إليه دوره المركزي في صناعة الوطن.
كان يدرك أن الوعي ليس زيادة عن الحاجة، بل الدرع الأول للدولة الحديثة، وأن المعركة الأخطر ليست مع الإرهاب أو الفقر أو الجهل فحسب، بل مع تلك المساحات الرمادية داخل الوجدان الجمعي، حيث تُولد الشائعات وتُغتال الحقيقة.
ومن هنا، انطلقت فلسفته في الحكم:
أن الدولة لا يمكن أن تُبنى بقرارات فوقية فقط، بل بحاجة إلى إيمان شعبي عميق بالمشروع الوطني.
وذلك الإيمان لا يأتي بالشعارات، بل بالصدق والإنجاز والعمل المتواصل، وبإحياء العلاقة المقدسة بين المواطن وتاريخه، وبين التاريخ ومستقبله.
لقد أعاد الرئيس السيسي تعريف مفهوم «الزعامة» في الوعي المصري، فلم تعد الزعامة صوتًا عاليًا أو خطابًا جماهيريًا، بل قدرةً على توجيه الوعي الجمعي نحو هدفٍ وطني مشترك.
وهنا تتجلّى عبقرية الرجل الذي نجح في أن يجعل من المشروعات القومية الكبرى — كالعاصمة الإدارية، ومشروعات الطاقة، وشبكات الطرق، والمدن الجديدة — ليست فقط إنجازات اقتصادية، بل رموزًا وطنية تُخاطب الوجدان قبل أن تُقاس بالأرقام.
لقد استطاع أن يُعيد إلى المصريين ثقتهم في دولتهم، وأن يُقنعهم بأن الوطنية ليست لحظة انفعال، بل منهج وعي وسلوك ومسؤولية.
وبينما كانت بعض الأصوات في العالم تُنادي بالقطيعة مع الماضي، كان السيسي يُعيد الاعتبار للتاريخ باعتباره ذاكرة الهوية ومفتاح المستقبل.
إن ما فعله الرئيس السيسي في الوعي الوطني يشبه ما فعله المصري القديم حين نقش أول حرف على جدار معبده،
كلاهما كان يُعلن أن الذاكرة هي المعجزة الكبرى، وأن الأمم لا تُقاس بما تملك من أرض، بل بما تمتلك من وعيٍ بذاتها.
ثالثًا: المتحف المصري الكبير.. مصر تستقبل العالم
في الأول من نوفمبر عام 2025، لم يكن العالم على موعد مع افتتاح متحفٍ جديد فحسب، بل مع إعلانٍ مصريٍّ رمزي عن ميلاد وعي حضاري معاصر.
فالمتحف المصري الكبير — ذلك الصرح الأسطوري القابع على مصطبة الجيزة، في مواجهة الأهرامات الخالدة — لم يُبْنَ بالحجر وحده، بل بفلسفةٍ وطنيةٍ أرادت أن تُعيد إلى الذاكرة العالمية بهاء الحضارة المصرية، وتُذكّر الإنسان المعاصر بمصدر النور الأول.
حضر الافتتاح أكثر من 79 وفدًا رسميًا من مختلف دول العالم، من بينهم 39 وفدًا يقوده ملوك ورؤساء دول وحكومات، في حدثٍ لم تعرفه مصر الحديثة منذ عقود.
كان المشهد مهيبًا:
ملوك ورؤساء وزعماء وقادة رأي وثقافة من القارات الخمس، يأتون إلى القاهرة لا ليشهدوا أثرًا من الماضي، بل ليشاركوا في ميلاد ذاكرةٍ جديدة للبشرية، ذاكرةٍ مصرية في ملامحها، إنسانية في رسالتها.
يُعدّ المتحف المصري الكبير — أو كما يسميه البعض “الإنجيل المعماري للحضارة” — أكبر متحف في العالم مخصّص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية توثّق رحلة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث.
تتوسطه قاعة الملك توت عنخ آمون بكل ما تمثله من سحرٍ وغموض، لتصبح جوهرة الذاكرة الإنسانية التي تعيد للعالم دهشته الأولى أمام عبقرية الإنسان المصري.
لكنّ الأهم من كل ذلك أن المتحف لم يكن مشروعًا أثريًا فحسب، بل أداةً استراتيجية لصناعة الوعي الحضاري المصري.
لقد أرادت الدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن تُوجّه رسالة صريحة:
أن الحضارة ليست ماضيًا يُعرض خلف الزجاج، بل قوةً حاضرةً تُلهم الشعوب وتصنع المستقبل.
ففي زمنٍ يُعاد فيه تشكيل القوى الدولية عبر التكنولوجيا والاقتصاد، اختارت مصر أن تُعيد التموضع عبر القوة الناعمة، من خلال الثقافة، والهوية، والتاريخ، والجمال.
ولم يكن هذا حدثًا ثقافيًا عابرًا، بل تجسيدًا عمليًا لرؤية الدولة في بناء الوعي الجمعي الجديد:
وعيٍ يربط المصري بحضارته، ويُعرّف العالم بمصر كـ أمةٍ لا تنقرض، بل تتجدّد مع كل عصر.
في كل زاوية من زوايا المتحف، كانت رسالة غير معلنة تتردد:
إن من بنى الأهرام قبل سبعة آلاف عام، قادر اليوم على بناء وعيٍ جديدٍ بحضارته لا يقل عظمةً عن الحجر نفسه.
هكذا لم يكن الافتتاح حدثًا أثريًا فقط، بل لحظة وعي وطني وإنساني نادرة، تجمّع فيها الحاضر والماضي، والتاريخ والمستقبل، والمصري والعالمي، تحت سقفٍ واحدٍ من الضوء والخلود.
إن المتحف المصري الكبير لم يُشَيَّد فقط ليحفظ آثار مصر، بل ليُعيد إلى العالم إدراك معنى مصر.
ومن هنا، أصبح هذا الصرح رمزًا للجمهورية الجديدة، ومفتاحًا لفهم كيف تنتصر الدولة المصرية اليوم — لا بالحروب ولا بالحدود — بل بالوعي، والهوية، والحضارة.
رابعًا: المواطن شريك في صناعة الوعي
في زمنٍ تتراجع فيه الروابط الاجتماعية في كثيرٍ من دول العالم، كانت مصر تبتكر نموذجًا نادرًا في إعادة بناء العلاقة بين الدولة والمواطن على أساس الوعي المشترك.
لم يعد المواطن مجرد متلقٍ للخطاب الرسمي، بل شريكًا في إنتاجه وفهمه وتفاعله.
ومن هنا، تحوّلت المبادرات الوطنية والاحتفالات القومية والمشروعات الكبرى إلى فضاءاتٍ مفتوحة للوعي الجمعي، حيث يلتقي المصريون — من كل دينٍ وفئةٍ وعمر — حول رموزٍ واحدة تُعيد إلى الذاكرة معنى الانتماء ذاته.
فحين تابعت ملايين العيون حول العالم موكب المومياوات الملكية، لم تكن تلك مجرد لحظة احتفالية، بل درسًا وطنيًا في الشعور بالهوية.
وحين اجتمع المصريون أمام الشاشات لمتابعة افتتاح المتحف المصري الكبير، كان المشهد أشبه بدرسٍ في التاريخ الحي، يتحوّل فيه كل بيتٍ إلى قاعة عرض، وكل مواطنٍ إلى شاهدٍ على نهضة وطنه، وكل قلبٍ إلى مرآةٍ تعكس فخر سبعة آلاف عام من الحضارة.
هذه الحالة الوجدانية — التي جمعت بين العلم والعاطفة، بين الذاكرة والمستقبل — لم تصنعها الصدفة، بل هندسة دقيقة في الوعي الجمعي أبدعتها الدولة المصرية.
لقد فهمت القيادة أن الوطنية ليست شعارًا يُرفع في الأزمات، بل طاقةً مجتمعية دائمة يجب أن تُغذّى بالمعرفة والفخر والانتماء.
ومن هنا، أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي، ومجموعات الأمهات والطلاب، وساحات الجامعات والمدارس، ساحاتٍ موازيةٍ لصناعة الوعي الجديد.
فالجميع أصبح جزءًا من الحكاية، والجمهورية الجديدة لم تعد مشروعًا حكوميًا فحسب، بل حالة وطنية يعيشها كل مواطن في تفاصيل يومه.
لقد نجحت الدولة في أن تجعل من الأحداث الوطنية مناهج شعبية في الانتماء، ومن الإنجازات القومية دروسًا في الهوية المشتركة.
فالمواطن اليوم لا يتفاعل مع الحدث فقط، بل يراه امتدادًا لكرامته الشخصية وذاكرته الجمعية.
وهنا يكمن الفرق بين دولةٍ تُخاطب وعي الناس ودولةٍ تُشركهم في صناعته.
لقد أصبح الوعي الوطني في مصر اليوم نتاجًا مشتركًا بين الدولة والشعب، تغذّيه الإنجازات، وتحميه الثقة، وتثبّته التجارب.
ولأن هذا الوعي يخرج من القلوب قبل العقول، فقد صار أكثر رسوخًا من أي خطابٍ سياسي، وأكثر دوامًا من أي موجةٍ عابرة.
إن ما يحدث في مصر الآن هو إحياء الوعي الشعبي كمؤسسة وطنية، تتجدّد مع كل مناسبة، وتتعزز مع كل إنجاز، وتُترجم يوميًا في تفاصيل الحياة، من احترام القانون إلى الإيمان بالعمل، ومن الفخر بالتاريخ إلى الطموح في المستقبل.
وهكذا أصبح المواطن المصري، بعد سنوات من التحديات، شريكًا لا متفرجًا، وصانعًا لا متلقّيًا، وركيزةً أساسية في مشروع وطني يعيد تعريف معنى الانتماء في القرن الحادي والعشرين.
خامسًا: حين يصحو الوطن.. يعلو الصياح
ما من نهضةٍ وُلدت في التاريخ إلا ورافقها صوت مقاومةٍ من الظلام.
فكلّما اشتدت أنوار الوعي، ارتفع صراخ من أزعجهم النور.
ولأن مصر اليوم تُعيد تعريف وعيها وهويتها ومكانتها، فقد كان طبيعيًا أن يتصاعد “صياح المطاريد” — كما يسميه المصريون — أولئك الذين فقدوا رهاناتهم على سقوط الدولة، فباتوا يصرخون كلما رأت الأمة ضوءًا جديدًا في الأفق.
إن هذا الصياح ليس إلا مؤشرًا معاكسًا لدرجة نجاح التجربة المصرية.
فكما يُقاس الارتفاع في درجات الحرارة بحرارة اللهب، يُقاس أثر الوعي الوطني بحدة الغضب الذي يثيره في خصومه.
وحين تنجح الدولة في تحويل الفوضى إلى استقرار، واليأس إلى أمل، والتشكيك إلى وعي، لا يبقى أمام أعدائها سوى الصراخ.
لقد واجهت مصر خلال العقدين الأخيرين واحدة من أخطر محاولات تفكيك الذاكرة الوطنية، حين جرى توظيف الإعلام والمعلومات والشائعات لضرب ثقة المواطن في دولته، وإضعاف الرابط العاطفي بين المصري وتاريخه.
لكن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أدركت باكرًا أن المعركة الحقيقية ليست على الأرض، بل في العقول والوجدان.
ومن ثم، وُجِّه الجهد إلى حيث يجب أن يُوجَّه:
بناء وعيٍ صلبٍ لا تنال منه الأكاذيب، وتأسيس جدارٍ فكري منيع يحمي الهوية من التشويه.
وحين اشتدت حملة الهدم، كان الرد مصريًا صرفًا:
بمزيدٍ من البناء، وبمزيدٍ من الصدق، وبمزيدٍ من الوعي.
وهكذا انتصرت مصر بذكاءٍ هادئ لا بالصوت العالي،
فبينما كان خصومها يصرخون على الشاشات، كانت الدولة تُطلق أكبر المشروعات القومية في تاريخها، وتفتتح المتحف المصري الكبير، وتُعيد افتتاح طريق الكباش، وتبني مدنًا جديدة تمتد من العلمين إلى أسوان، في حين يتحول الشعب المصري إلى شريكٍ في الوعي والإنجاز.
إن صياح المطاريد اليوم لا يُخيف المصريين، بل يُبهجهم، لأنه صياح على قدر الألم، ألم من أدرك أن هذا الوطن الذي حاولوا زعزعته، قد استيقظ على وعيٍ أقوى من المؤامرات، وأعمق من الضجيج.
لقد عادت مصر لتُعلّم العالم من جديد أن الحضارة لا تُورَّث بالدم، بل تُستعاد بالوعي، وأن الدول لا تُبنى بالانفعال، بل بالإيمان.
وحين يصحو الوعي المصري، تتبدد الأوهام من حوله، تمامًا كما تتلاشى الظلال حين تشرق شمس القاهرة.
الخلاصة:
الجمهورية الجديدة.. عبور الوعي وعودة الحضارة
حين تُكتب سيرة الأمم العظيمة، لا تُقاس إنجازاتها فقط بما شيّدته من أبراجٍ وجسور، بل بما أنجزته داخل وعي أبنائها.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تُنجز نهضة مادية فحسب، بل دشّنت أكبر مشروع وطني لإعادة بناء الوعي الجمعي المصري منذ عقود طويلة.
لقد كان الطريق إلى الجمهورية الجديدة رحلة وعيٍ قبل أن يكون رحلة إنجاز، رحلة بدأت بإدراكٍ عميق لمعنى الدولة، وتمرّدت على ثقافة الفوضى، وانتهت إلى يقينٍ بأن الحضارة ليست ما نراه حولنا، بل ما نحمله في داخلنا.
وهكذا، لم تعد مصر تكتفي بأن تُعرّف نفسها من خلال تاريخها القديم، بل أصبحت تصنع تاريخًا جديدًا موازياً له في الوعي والعصر معًا.
فاليوم، حين يقف المصري على أرضه، يشعر أنه لا يعيش فقط في دولةٍ تُدار، بل في حضارةٍ تُستعاد، وحين ينظر إلى المشروعات العملاقة، لا يراها كأبراجٍ من الأسمنت، بل كأعمدةٍ من الإيمان، وحين يسمع خطاب دولته، لا يسمعه كصوتٍ رسمي، بل كصدى لصوته الداخلي الذي ظلّ يبحث طويلًا عن معنى الوطن.
لقد أنجزت القيادة السياسية ما يشبه عملية إحياء كبرى للوجدان القومي، أيقظت الجينات الحضارية التي كادت أن تنام، وربطت بين ذاكرة المعابد القديمة وروح العاصمة الجديدة، بين طريق الكباش في الأقصر وممرات المتحف الكبير في الجيزة، بين المصري القديم الذي عبد الخلود، والمصري الحديث الذي يؤمن بخلود الوطن.
وفي قلب هذا كله، يبرز اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي كقائدٍ لمشروع وطني لا يُقاس بسنوات الحكم، بل بمستوى الوعي الذي زرعه في شعبه.
لقد أعاد تعريف الزعامة على أنها مسؤولية فكرية قبل أن تكون سلطة سياسية، وجعل من الوطن مدرسةً كبرى في كيف تصنع الشعوب وعيها وتحميه.
وهكذا، تعبر مصر اليوم من ضفة الأزمات إلى ضفة الوعي، ومن ضجيج الماضي إلى سكينة اليقين.
إنها لا تبدأ فصلاً جديدًا في تاريخها فحسب، بل تكتب عهدًا جديدًا من الوعي الإنساني، تتصالح فيه مع ذاتها، وتستعيد دورها الرسالي في المنطقة والعالم.
تلك هي مصر حين تصحو ذاكرتها:
لا تُعيد الماضي فحسب، بل تُعيد تعريف المستقبل.
تلك هي الجمهورية الجديدة.. حين تصبح الدولة فكرة، والفكرة وعيًا، والوعي وطنًا.
اقرأ أيضاًحسام عبد الغفار: الدولة تتحمل اشتراكات غير القادرين في التأمين الصحي الشامل
آخر تطورات أزمة الإعلامية مها الصغير بعد إحالتها للمحكمة بسبب «اللوحات المسروقة»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر الرئيس السيسي الدولة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسي الوعي الوطني الرئیس عبد الفتاح السیسی الجمهوریة الجدیدة الدولة المصریة بقیادة الرئیس الرئیس السیسی الوعی الجمعی الوعی الوطنی صناعة الوعی ت عید تعریف إعادة بناء فی الوعی أن ت عید مشروع ا ومن هنا عید إلى دولة فی لم یکن بل کان جدید ا ا جدید ما کان لم تعد
إقرأ أيضاً:
صور.. ملكة الدنمارك أمام سحر الحضارة المصرية القديمة
كتب- محمد شاكر:
اجتاحت صور الملكة ماري، ملكة الدنمارك، وهي تتأمل بذهول القناع الذهبي الخالد للملك توت عنخ آمون داخل المتحف المصري الكبير، مواقع التواصل الاجتماعي، لتحكي لغة عالمية يفهمها الجميع دون كلمات؛ وهي لغة الانبهار بعظمة الحضارة المصرية القديمة.
ووقفت الملكة ماري، رمز الأناقة والثقافة، وكأنها تذوب إعجابًا أمام إرث الشاب الفرعوني الذي حكم منذ أكثر من 3300 عام.
وكانت لقطة واحدة لتعبير وجهها كفيلة بأن تختصر آلاف الصفحات، وهو ما دفع المتابعون حول العالم للتوقف ليس فقط أمام جمال الصورة، بل أمام حالة الشغف الصادقة التي ظهرت بها ملكة الدنمارك.
وكان واضحا أنها لم تكن تشاهد قطعة أثرية فحسب، بل كانت تواجه تاريخًا حيًا، وروعة فنية تجسدت في ذلك القناع الذهبي اللامع.
هذا الانبهار الذي تجاوز حدود البروتوكولات الملكية، يكشف أن عظمة الحضارة المصرية تفرض هيبتها على كل من يقف أمامها، بغض النظر عن مكانته أو جنسيته.
أمجاد لم تندثر.. وأحجار تهمس بأسرار الحضارة
شغف الملكة الدنماركية لم يتوقف عند مقتنيات الملك الذهبي، بل امتد إلى أهرامات الجيزة، التي زارتها قبل المتحف المصري الكبير، صباح أمس.
الصفحة الرسمية لملكة الدنمارك شاركت الصور على "إنستجرام"، وعلقت: "مع طلوع الشمس فوق الأهرامات وأبو الهول الجيزة في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم، زارت جلالة الملكة الآثار الأيقونية التي يعد الهرم الأكبر منها الوحيد من عجائب العصور السبع التي لا يزال قائماً".
وبدأت الملكة يوم الأحد بمشاهدة تسعة أهرامات، خلال الزيارة، وأتيحت لجلالة الملكة فرصة دخول هرم خوفو الذي يعرف في الدنمارك باسم هرم خيوب ويعتبر أكبر وأقدم المباني المحفوظة في العالم، تم تشييده منذ أكثر من 4500 عام.
وتابعت الصفحة الرسمية: بعد شروق الشمس فوق الأهرامات، واصلت الملكة ووزير الخارجية زيارتهما بجولة في المتحف المصري الكبير، إذ يعد قناع قبر توت عنخ آمون من بين العديد من القطع الأثرية الفريدة في المتحف. وكانت الملكة من ضمن ضيوف الشرف ليلة السبت، عندما افتتح المتحف رسمياً بحضور ملوك وملكات وقادة دولة من جميع أنحاء العالم.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
ملكة الدنمارك الحضارة المصرية القديمة توت عنخ آمون المتحف المصري الكبير أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
قد يعجبك
إعلان
يوم على الافتتاح
00
ثانية
00
دقيقة
00
ساعة
0
يوم
أخبار
المزيدإعلان
صور.. ملكة الدنمارك أمام سحر الحضارة المصرية القديمة
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
32 22 الرطوبة: 41% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك