إنفيديا ملكة رقائق الذكاء الاصطناعي.. هل يمكنها الحفاظ على عرشها؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
منذ أن بدأ الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصدر العناوين الإعلامية في عام 2022، بدأ المستثمرون بضخ الأموال في شركة "إنفيديا" Nvidia، مقتنعين بأن موقعها الريادي في مجال الأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي سيمكنها من جني أرباح ضخمة.
وقد أثبتت الرهانات صحتها بشكل كبير، فقد وصلت شركة إنفيديا إلى تقييم يقدر بـ5 تريليونات دولار في أواخر أكتوبر الماضي، وهي على المسار الصحيح لتحقيق أرباح صافية هذا العام تفوق ما ستجنيه منافساتها الرئيسيات في مبيعاتها مجتمعة.
كما تشير الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات في الأشهر الأخيرة إلى أن "سباق الذهب في الذكاء الاصطناعي" لا يزال يتسارع.
ولكن الارتفاع الضخم في أسعار الأسهم، بالإضافة إلى طبيعة بعض الصفقات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، أثار تساؤلات في الأوساط الصناعية حول ما إذا كان كل هذا يحدث بسرعة كبيرة.
جاء رد الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جينسن هوانج، على تلك المخاوف قاطعا، حيث رفض فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فقاعة ستنفجر في النهاية.
وعوضا عن ذلك، قام بجولة حول العالم لطمأنة السياسيين الذين لا يزالون متشككين في هذه التقنية، ودعا إلى رفع القيود الأمنية الوطنية التي تمنع "إنفيديا" من بيع رقائقها الأكثر قوة وربحية في الصين، أكبر سوق في العالم للشرائح الإلكترونية.
ما هي أشهر رقائق الذكاء الاصطناعي لدى “إنفيديا”؟يعد المنتج الأكثر ربحا لشركة "إنفيديا" حاليا هو مجموعة "بلاكويل" Blackwell الخاصة بمعجلات الذكاء الاصطناعي، والتي سميت على اسم الرياضي الأمريكي ديفيد بلاكويل، أول باحث من أصل إفريقي ينتخب إلى الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وقد تم تكييف "بلاكويل" من وحدات معالجة الرسوميات GPUs، التي كانت تستخدم في الألعاب الإلكترونية، وتتوفر الرقائق في عدة أشكال، بدءا من البطاقات الفردية إلى الشبكات الكبيرة من الحواسيب.
تتضمن كل من "هوبر" و"بلاكويل" تقنية تحول تجمعات من الحواسيب المزودة برقائق "إنفيديا" إلى وحدات واحدة قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات وإجراء العمليات الحسابية بسرعات عالية.
وهذه التقنية تجعلها مثالية لتدريب الشبكات العصبية التي تدعم الجيل الأخير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما طورت "إنفيديا" تقنيتها لتتناسب مع "الاستدلال"، حيث تقوم منصة الذكاء الاصطناعي بتحديد الأشياء بناء على خصائصها المشتركة.
يشهد الطلب على هذه الميزة ارتفاعا كبيرا حيث يزداد استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام.
ما الذي يجعل رقائق "إنفيديا" الخاصة بالذكاء الاصطناعي مميزة؟تأسست "إنفيديا" في عام 1993، وكانت بالفعل رائدة في مجال رقائق معالجة الرسوميات GPUs، وهي المكونات التي تنتج الصور التي تظهر على شاشة الكمبيوتر.
وتعتبر أقوى هذه الرقاقات مبنية باستخدام الآلاف من الأنوية المعالجة التي تقوم بتنفيذ مهام متعددة في وقت واحد، مما يسمح لها بإنتاج الرسومات ثلاثية الأبعاد المعقدة مثل الظلال والانعكاسات التي تميز الألعاب السريعة.
في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، أدرك مهندسو "إنفيديا" أنهم يمكنهم إعادة تصميم هذه المكونات لتناسب تطبيقات أخرى، في ذات الوقت، اكتشف الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي أن استخدام هذه النوعية من الرقائق يمكن أن يجعل أعمالهم أكثر فعالية وقابلية للتطبيق.
تتعلم منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ترجمة النصوص، وتلخيص التقارير، ودمج الصور عن طريق استيعاب كميات ضخمة من المواد الموجودة مسبقا.
وكلما زاد ما تم استيعابه، تحسنت قدراتها، تتطور هذه الأنظمة عبر المحاولة والخطأ، حيث تقوم بإجراء مليارات المحاولات لتحسين أدائها، مما يستهلك كميات ضخمة من الطاقة الحاسوبية.
كيف تتفوق "إنفيديا" على منافسيها؟تسعى شركات مثل "إيه إم دي" AMD و"إنتل" Intel لمواكبة قدرات رقائق الذكاء الاصطناعي من “إنفيديا”، لكن في الوقت الحالي، تسيطر "إنفيديا" على حوالي 90% من سوق وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بمراكز البيانات، وفقا لشركة أبحاث السوق "IDC".
يمثل هذا النقص في المنافسة قلقا لعملاء "إنفيديا" في مجال الحوسبة السحابية مثل "أمازون" و"جوجل" و"مايكروسوفت"، الذين يردون على هذا الوضع بمحاولة تطوير رقائقهم الخاصة.
على الرغم من ذلك، لا تزال "إنفيديا" تسجل تقدما ملحوظا بفضل التحديثات السنوية المستمرة على منتجاتها، بما في ذلك الدعم البرمجي القوي والبنية التحتية التي تساعد العملاء في شراء رقائقهم بكميات كبيرة وتوزيعها بسرعة.
هل يستمر الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي؟تؤكد "إنفيديا" أن لديها طلبات أكثر مما يمكنها تلبية حتى من الطرز القديمة، ففي أواخر أكتوبر، توقعت "إنفيديا" إيرادات تصل إلى حوالي 500 مليار دولار من وحدة مراكز البيانات خلال الربعين المقبلين، ما دفع المحللين إلى رفع تقديراتهم للربحية.
كما أعلنت شركات مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"ميتا" و"جوجل" عن خطط لإنفاق مئات المليارات على الذكاء الاصطناعي والمراكز التي تدعمه، في وقت يستمر فيه "سباق بناء الذكاء الاصطناعي".
كيف تتفوق "إنفيديا" على "إيه إم دي" و"إنتل" في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي؟أعلنت "إيه إم دي" عن إصدار جديد من رقائقها في 2023 لمنافسة "نفيديا" في السوق، بينما تتعاون "إنتل" مع "إنفيديا" في بعض الأسواق بدلا من منافستها، مما يفتح أسواقًا جديدة أمام منتجات "إنفيديا".
وواجهت "إنفيديا" أيضا تأثيرات سياسية من الحكومات الأمريكية والصينية، حيث فرضت الولايات المتحدة قيودا على تصدير بعض من منتجاتها إلى الصين، مما أثر في إيراداتها، ولكن "إنفيديا" تعمل على الضغط لتحسين وضعها من خلال العلاقات السياسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إنفيديا رقائق الذكاء الاصطناعي رقائق إنفيديا رقائق الذکاء الاصطناعی فی مجال
إقرأ أيضاً:
ترامب يمنع تصدير رقائق إنفيديا الأكثر تقدما إلى الصين
شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن الولايات المتحدة لن تسمح لشركة إنفيديا ببيع أحدث رقائقها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي للصين، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشركة ستكون قادرة على مواصلة التعامل التجاري مع بكين في نطاق غير متعلق بتلك التقنيات المتطورة.
وقال ترامب في تصريحات متلفزة وفق ما ذكرته صحيفة (وول ستريت جورنال)، إن سلسلة رقائق بلاك ويل المتقدمة ستبقى حصرية للاستخدام الأمريكي فقط، متابعا "لن نسمح لأية جهة خارج الولايات المتحدة بالحصول على أكثر الرقائق تقدما، سنسمح لهم بالتعامل مع إنفيديا، ولكن ليس فيما يتعلق بالأكثر تقدما".
وأشار ترمب إلى أن علاقته بالصين "جيدة جداً"، معتبراً أنه من الأفضل الحفاظ على علاقات إيجابية مع بكين، مشيدا بالاتفاق التجاري الأخير الذي شمل تعليق قيود صينية على صادرات المعادن النادرة وزيادة مشتريات السلع الزراعية الأمريكية، مقابل خفض بعض الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية.
وتطرقت المقابلة أيضا لعدد من الملفات الدولية، منها وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب الإغلاق الحكومي الاقتصادي المستمر في الولايات المتحدة.
ودافع ترامب عن السياسات الجمركية التي تبناها، مؤكدا أن الرسوم تحقق عوائد مالية كبيرة للدولة، محذرا من أن إلغاءها سيضر بالاقتصاد الأمريكي، وقال"أعتقد أن اقتصادنا سينهار إذا أبطلت المحكمة العليا الرسوم".
ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا الأمريكية هذا الأسبوع في عدد من الطعون القانونية المتعلقة بسياسات الرسوم التي تبناها ترامب.