دعاء واحد أوصى النبي به.. ردده طول رمضان يجلب لك أعظم النعم
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
من أعظم النعم التى لا تعد ولا تحصى، والتي هى تاج عظيم على رؤوس الأصحاء لا يعرف قدرها إلا المرضى، ولا يعدلها شيء، فإذا أردت أن تعرف قدر نعمة الله عليك وعافيته بك فاذهب إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي لترى العجب والعجاب وهنا ستعلم جيداً أن نعمة “العافية” لا يعادلها شيء.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، ولما علمت عائشة رضي الله عنها أفضلية سؤال الله العافية قالت: لو علمت أي ليلة ليلة القدر لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية.
وروى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه ابن ماجه.
نعمة العافيةروى العباسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ) فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه الترمذي.
تأملوا فِي أَمْرِهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ، فهذا دَلِيلٌ جَلِيٌّ بِأَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ الأَدْعِيَةِ وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلامِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
والعافية من أذكار الصباح والمساء، على الإنسان أن يرددها صباحا ومساءا، ويسأل الله دوام النعم وحفظها من الزوال.
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي)).
دعاء يحفظ النعم«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».
والدعاء بالعافية أي بدوامها واستمرارها عليك من أفضل الأدعية التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لما رواه ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ) رواه الترمذي. أي مَا سُئِلَ اللَّهُ سُؤَالاً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ سُؤَالِ الْعَافِيَةِ.
وينبغي سؤال الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة فقد روى أَنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ قَالَ: (سَلْ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: (فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَأُعْطِيتَهَا فِي الآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ) رواه الترمذي والبخاري في الأدب المفرد.
ذكر العلماء أن الفرق بين العافية والمعافاة هو أن الْعَافِيَة أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الأَسْقَامِ وَالْبَلايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ، أما َالْمُعَافَاةُ فهِيَ أَنْ يُعَافِيَك اللَّهُ مِنْ النَّاسِ وَيُعَافِيَهُمْ مِنْك أَيْ يُغْنِيك عَنْهُمْ وَيُغْنِيهِمْ عَنْك وَيَصْرِفَ أَذَاهُمْ عَنْك وَأَذَاك عَنْهُمْ (شرح الترمذي)
وذكر ابن جرير أن العافية في الدارين؛ السلامة من تبعات الذنوب فمن رزق ذلك فقد برئ من المصائب التي هي عقوبات والعلل التي هي كفارات لأن البلاء لأهل الإيمان عقوبة يمحص بها عنهم في الدنيا ليلقوه مطهرين فإذا عوفي من التبعات وسلم من الذنوب الموجبة للعقوبات سلم من الأوجاع التي هي كفارات لأن الكفارة إنما تكون لمكفر اهـ.
إن أفضل ما أوتي العبد بعد الإيمان ليس المال ولا الجمال وإنما السلامة في الدين والبدن والمال والأهل، فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه على المنبر ثم بكى فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال: (سلوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية) رواه الترمذي.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي.
فليس شيء من الدنيا يهنأ لصاحبه إلا مع العافية وهي الأمن و الصحة وفراغ القلب من كل ما يكدره؛ لذلك ينبغي الإكثار من سؤال الله العافية استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
أنظروا إلى مكانة الجهاد في الإسلام والى عظم أجرها عند الله عز وجل إلا أننا أمرنا أن لا نتمناه ولا نتمنى مواجهة الأعداء لأن السلامة لا يعدلها شيء؛ لأننا مأمورون أن نسأل الله العافية، فقد روى عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ يَنْتَظِرُ حَتَّى إِذَا مَالَتْ الشَّمْسُ قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا) متفق عليه.
فالعافية والصحة يغفل عنها كثير من الناس وتراهم لا يشكرونها ولا يستغلونها في طاعة الله وقد قال صلى الله عليه وسلم (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري، فينبغي أن لا نغفل عن أهمية الإكثار من سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء العافية صلى الله علیه وسلم ن ی ا و الآخ ر ة الله العافیة رضی الله عنه ال ع اف ی ة سؤال الله ی ا ر س ول فی رمضان ف ی الد
إقرأ أيضاً:
الحكمة من صوم النبي الأيام البيض من كل شهر .. اعرف السبب
قالت دار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأيام البيض من رجب ومن كل شهر، وهي: اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وسميت بذلك؛ لبياض قمرها في الليل، وبياض شمسها في النهار.
واستشهدت بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).
ونوهت بأنه ثبتت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ من غير تعيينٍ لوقتها وظاهرها أنه متى صامها حصلت الفضيلة، وثبت في صحيح مسلمٍ عنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ».
الأيام البيض وفضل صيامها
أجمع العلماء على أن صيام هذه الأيام أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم لعظم أجرها عند الله تعالى في حديث رسولنا الكريم: (عن مِلْحَان القَيْسِي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، قال: وقال: هُنَّ كَهيئة الدَّهر.) [سنن أبي داود]، وثبت صيام الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأيام ، وحثه المسلمين على صيامها.
وذكر العلماء أن أيام 13 و14 و15 من الشهور العربية تسمى أياما «بيضًا» لابيضاض لياليها بالقمر لأنه يطلع فيها من أولها إلى آخرها، ولذلك قال ابن بري: "الصواب أن يقال: أيام البيض بالإضافة لأن البيض من صفة الليالي- أي أيام الليالي البيضاء".
ويعتبر صيامهم سنة وليس واجبا، وهو باب كبير من أبواب الخير والأجر، وحرص المسلم على صيامهما ينال الأجر العظيم كما أن هناك حديث شريف يؤكد على أفضلية صيام الأيام البيض منها ما ورد في الحديث النبوي الشريف عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ.
ويصوم المسلم الأيام البيض اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الصيام دعوة مجابة، وفيه الحصول على منافع صحية، وليس الأمر فيه منافع دينية فقط لكن صحية وبدنية أيضا بالإضافة للأجر والثواب، كما أنه تشير بعض الدراسات العلمية والطبية إلى أن صيام الأيام البيض يجعل الجسم يتخلص من السموم المتراكمة والتي يصعب التخلص منها في الأيام العادية وكما نصح الأطباء أن الصيام تقليل لفرص الإصابة بالسرطان، وضرورة استفادة الجسم من المخزون الحيوي من المواد الضرورية لجسم الإنسان مثل والأحماض الأمينية والفيتامينات.