أستاذ بالأزهر: النبي أمر بستر الزاني والآن الناس يخوضون في الأعراض
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
كشف الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، عن نصيحة لكيفية التعامل مع العصاة، وفقا للمنهج القرآني.
وقال محمد سالم أبو عاصي، خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن"، إن القرآن يبث روح الأمل في قلوب العصاة فعلينا ألا نزيد من ألم العصاة وعلينا مساعدة في الخروج من المعصية وتجاوزها.
وتابع أبو عاصي: ذكر العاصي برحمة الله ومغفرته للذنوب، أما إذا استكبر وتعالى وأصر على المعصية، فذكره بالعقاب الشديد الذي أعده الله للعصاة والمذنبين.
وحذر من قضية اجتماعية خطيرة، كثير من الناس يرفضون توبة الإنسان، يقولون يعني بعد كل هذه المعاصي والعمر يتوب!، وجاي يدخل الجامع!، نعم يتوب الحديث يقول ولو كانت ذنوبك تبلغ عنان السماء، ورحمة ربنا أكبر من ذنوب البشر كلها".
وأكد أن رفض الناس توبة إنسان، هو جهل بالقرآن، مردفا: "بعض الدعاة يعبرون عن شخصيتهم في الدعوة، ويكون إنسان طبيعته فيها قسوة وشدة، فتجده في الوعظ عنيف جدا واذا وجد منك معصية يفعل معك الأفاعيل، وهذا ليس منهج القرآن، وإنما تعبير عن مزاج عصبي تعبير عن قلب قاسي والقلب القاسي صعب يخرج منه الرحمة أو الرفق أو اللين".
وأردف: "لما بسمع هذه الحناجر تتكلم بهذه الطريقة اعرف أن هذا الرجل يعبر عن نفسيته، لكن لو توجهت لداعية لين هين رقيق المشاعر رقيق القلب تجده يعالج نفس القضية علاجًا آخر".
وأشار إلى أن الجماعات تهتم بأمور غير جوهرية، مردفا: "يدخلك جهنم من أجل أن ثوبك ليس قصير، أو أنك غير ملتحي، أو لأنه فاتتك الصلاة في المسجد، وهذه الأمور خطورتها تكمن في تحويل الفروع إلى أصول".
وذكر أن شخص أتى للنبي عليه الصلاة والسلام، وقال له فلان زنا، النبي غضب وقال له هلا سترته بطرف ثوبك، أما ما نفعله الآن هو تحول الظن والتخمين إلى واقع، عندما نرى فتاة عائدة للمنزل في وقت متأخر سواء لظروف عمل أو ظروف عائلية، ترمي عليها تهم وكلام قد يصل إلى القذف وتعاقب عليه في الشريعة وتعاقب عليه في الآخرة بمجرد الظن.
وتابع: " لما إنسان شاف آخر يزني، النبي طلب يستره، والنهارده الناس تخوض في الأعراض لمجرد الظن، القضايا تحتاج إلى فقه الدعوة، النصوص قدامنا والمادة الخام قدامنا، كيف نُفعّلها، ونوجه الناس بها".
وقال أبو عاصي، إن العاصي نوعان، إنسان يرتكب المعصية، وهو مستكبر، وآخر يرتكبها وهو يتمنى التوبة وغير قادر، عليه أن يدعو الله أن يتوب عليه، مضيفا "المهم عدم الاستكبار، "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
ولفت إلى أن الآية فيها إشكال لدى المفسرين، الذين تساءلوا، إذا ارتكب شخصان نفس الذنب كيف يغفر الله لأحدهما ولا يغفر للآخر، مردفا: "لأن الله سبحانه وتعالى اطلع على البواعث والنيات، يعني واحد يرتكب المعصية تحت ضعف تحت ضغط نفسي، هو مش عاوز، لكنه في ظرف ما دفعه فارتكب المعصية، الثاني يرتكب المعصية بتبجح باستكبار وعدم مبالاة".
وأردف: "لهذا الإنسان العاصي أمره إلى الله، إياك تحكم على العاصي الذي مات على المعصية ومات على الكبائر، إنه داخل النار أو داخل الجنة، نحن لا نعلم لأن المفاتيح ليست في أيدينا، وكنا ندرس في العقيدة في الأزهر "ومن مات ولم يتب من ذنبه فأمره مفوض لربه"، لكننا تحولنا من دعاة إلى حكام وقضاة، بينما منهج الإسلام في الدعوة أنك تؤمل وتفتح باب الأمل للعصاة وأنت تدعو الناس بالرفق واللين.
وقال إن الاستهانة بالذنوب باب خطير، كلما استهان الإنسان بالذنب والمعصية الصغيرة، يتحول القلب إلى قلب مظلم ميت لا يستشعر الذنوب.
أضاف أما الإنسان الذي لا يدرك أو لا يتحكم في نفسه عند ارتكاب الذنب، ووقت ارتكاب الذنب يكون غافلا يكون تائها وليس في وعيه، هو معذور، لأنه غير مدرك، مثلا من يحلف بالطلاق على زوجته في حالة غضب شديد.
وأردف: "أما الاستهانة بالمعصية ولو كانت صغيرة تتحول الى كبيرة من الكبائر، وهنا ابن عطاء الله له حكمة "لا صغيرة إذا واجهك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله".
وتابع: "الأعمال التي نعملها ليست سبب دخول الجنة، "لا يدخلكم أحدكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"، فالأمر متوقف علي فضل الله ورحمة الله، المقياس في الأخرة غير الحياة الدنيا".
وختم: "الناس تظن زي ما بنحاسب بعض، لكن هناك حديث أن ربنا يجي يوم القيامة يأتي بالظالم والمظلوم فالمظلوم يقول لربنا سله فيما ظلمني فربنا يسأله، وبعدين يجد أن هذا العبد الظالم هالك ملوش حسنات خالص، فالمظلوم يقوله أعطني من حسناته فربنا يقوله هالك ليس عنده حسنات، فيقوله خد من سيئاتي أديله، فيقوله هو كده كده هالك، فيأتي الله بمشهد في الجنة ويضعه أمام المظلوم، فيقوله لمن هذا يا رب، فيقوله هذا لمن عفي عن أخيه، فطبعا يشوف المشهد يقول يا رب عفوت عنه، فربنا يقوله خذ بيد أخيك وأدخل الجنة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر العصاة الأعراض زنا أبو عاصی
إقرأ أيضاً:
ما معنى الصلاة على النبي؟.. الإفتاء توضح المقصود الشرعي
جعل الله تعالى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة فقد أمرنا سبحانه في كتابه الكريم بها في قوله عز وجل: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، مما يدل على شرف هذه العبادة، ولكن يتساءل عدد كبير من الناس عن ما المعنى المقصود من أن نصلي على النبي؟ وقد وضحت دار الإفتاء المعنى الصحيح وسوف نعرض ذلك في السطور التالية.
ما المعنى المقصود من أن نصلي على النبي؟وضّحت دار الإفتاء المعنى المقصود من أن نصلي على النبي، مشيرة إلى أن الأمر بالصلاة على النبي الشريف معناه: الاعتناء بإظهار شرفه وفضله وحرمته، والثناء عليه بكمال خِلْقته وفطرته، وجميل أخلاقه وشمائله وسيرته، وتمجيده بكريم مكانته ورفيع درجته، وتعظيم شأنه وذكره بعظيم ما أولاه مولاه، وتنزيهه عمَّا لا يليق بجنابه الشريف، والانقياد لأمره، وبذل الجهد واستفراغ الوسع في ذلك كله قولًا وفعلًا، على قدر ما تصل إليه القدرة وتستطيعه الطاقة.
معنى الصلاة على النبيوأضافت دار الإفتاء، في فتوى عبر موقعها الرسمي، أن الله أمر المؤمنين بإظهار شرف نبيّه المبين، وتعظيم شأن سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين، واستغراق الوسع في ذلك بالمدح وكثرة الثناء، وتمام المتابعة والاقتداء، وذلك كلُّه مضمَّن في الأمر الإلهي بالصلاة والسلام على الجناب النبوي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]. والصَّلاةُ: هي التعظيم.
وذكرت دار الإفتاء آراء عدد من الفقهاء حول توضيح ما المقصود من أن نصلي على النبي ومنهم:
كما قال الإمام الحليمي [ت 403هـ] في "شعب الإيمان" (2/ 133، ط. دار الفكر)، وهي: الدّعاء، والتّبريك، والتّمجيد، كما نقله الراغب [ت 502هـ] في "المفردات" (ص: 490، ط. دار القلم) عن كثير من أهل اللغة.
قال حجة الإسلام الغزالي -فيما نقله الإمام الزركشي في "تشنيف المسامع" (1/ 105، ط. مكتبة قرطبة)-: [الصلاة موضوعة للقدر المشترك؛ وهو: الاعتناء بالمصلى عليه] اهـ.
وقال الإمام البيضاوي [ت 685هـ] في "تفسيره بحاشية الشهاب" (7/ 184، ط. بولاق 1283هـ): [﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: 56] يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ اعتنوا أنتم أيضًا؛ فإنكم أولى بذلك] اهـ، قال العلامة الشهاب الخفاجي [ت 1079هـ] في حاشيته عليه "عناية القاضي وكفاية الراضي": [الصلاة بمعنى الدعاء تجوّز بها عن الاعتناء بصلاح أمره وإظهار شرفه] اهـ بتصرف.
وقال الشيخ ابن القيم الحنبلي [ت 751هـ] في "جلاء الأفهام" (ص: 168، ط. مجمع الفقه): [معنى الصلاة: هو الثناء على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والعناية به، وإظهار شرفه وفضله وحرمته، كما هو المعروف من هذه اللفظة] اهـ.
وقال الإمام الحافظ ابن الجزري [ت 833هـ] في "مفتاح الحصن الحصين" (ق: 21أ، خ. الأزهرية): [الصلاة في الأصل: التعظيم، وإذا قلنا: "اللّهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد" فالمعنى: عظِّمْه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته] اهـ.
وقال الإمام الخطيب الشربيني [ت 977هـ] في تفسيره "السراج المنير" (3/ 268، ط. بولاق 1285هـ): [أي: حيُّوهُ بتحيّة الإسلام وأظهروا شرفه بكل ما تصل قدرتُكم إليه؛ من حسن متابعته، وكثرة الثناء الحسن عليه، والانقياد لأمره في كل ما يأمر به] اهـ.
فتحصَّل من ذلك: أن مُفَاد الأمر بالصلاة والسلام على الجناب النبوي: الاعتناء بإظهار شرفه وفضله وحرمته، والثناء عليه بكمال خِلْقته وفطرته، وجميل أخلاقه وشمائله وسيرته، وتمجيده بكريم مكانته ورفيع درجته، وتعظيم شأنه وذكره بعظيم ما أولاه مولاه، وتنزيهه عمَّا لا يليق بجنابه الشريف، وتسليمه عما لا يناسب مقامه المنيف، والانقياد لأمره، وبذل الجهد واستفراغ الوسع في ذلك كله قولًا وفعلًا، على قدر ما تصل إليه القدرة وتستطيعه الطاقة.
صيغ الصلاة على النبيالصلاة على النبي من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، كما أن العلماء وأجمعوا على أن الإكثار من الصلاة على النبي سبب لرفع البلاء وتفريج الهمّ وفتح أبواب الخير، وقد رد عن السلف الصالح بعض الصيغ التي يستحب ترديدها مثل:
- «اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».
- «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد في الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَفِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد ما في علم الله، صلاةً دائمة بدوام ملك الله».
- «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد كمال الله وكما يليق بكماله».
- «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد حروف القرآن حرفًا حرفًا، وعدد كل حرف ألفًا ألفًا، وعدد صفوف الملائكة صفًا صفًا، وعدد كل صف ألفًا ألفًا، وعدد الرمال ذرة ذرة، وعدد ما أحاط به علمك، وجرى به قلمك، ونفذ به حكمك في برك وبحرك، وسائر خلقك».
- «اللهم صَلِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَصْلِ الأُصُول، نُورِ الْجَمَالِ، وَسِرِّ الْقَبُول، أَصْلِ الْكَمَالِ، وَبَابِ الْوُصُول، صلاةً تَدُومُ وَلاتَزُول، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ أَكْرَمِ نَبِيٍّ، وَأَعْظَمِ رَسُول مَنْ جَاهُهُ مَقْبُول، وَمُحِبُّهُ مَوْصُول، الْمُكَرَّمُ بِالصِّدْقِ فِي الْخُرُوجِ وَالدُّخُول، صلاةً تَشْفِي مِنَ الأَسْقَامِ وَالنُّحُول وَالأَمْرَاضِ وَالذُّبُول، وَنَنْجُو بِهَا يَوْمَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ مِنَ الذُّهُول، صلاةً تَشْمَلُ آلَ بَيْتِ الرَّسُول وَالأَزْوَاجَ وَالأَصْحَابَ، وَتَعُمُّ الْجَمِيعَ بِالْقَبُول، الشَّبَابَ فِيهِمْ وَالْكُهُول، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه أجمعين».
-«اللهم صلِّ وسلم على صاحب الخُلق العظيم والقدر الفخيم مَن أرسلته رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وألحقنا بخُلقه وأدّبنا بأدبه، وأحيي فينا وفي أُمته هذه المعاني يا كريم».
- «اللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد صلاة تحل بها عقدتي، وتفرج بها كربتي، وتمحو بها خطيئتي، وتقضي بها حاجتي».
- «اللهم صلّ صلاة كاملة وسلّم سلاما تامًا على سيدنا محمد النبي الأميّ الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتُقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتم، ويستسقى الغمام، وعلى آله وصحبه عدد كل معلوم للۚه».
- «اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، صلاة تكون لنا طريقًا لقربه، وتأكيدًا لحبه، وبابًا لجمعنا عليه، وهدية مقبولة بين يديه، وسلم وبارك كذلك أبدًا، وارض عن آله وصحبه السعداء، واكسنا حُلل الرضا».
- «اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تهب لنا بها أكمل المراد وفوق المراد، في دار الدنيا ودار المعاد، وعلى آله وصحبه وبارك وسلم عدد ما علمت وزنة ماعلمت وملء ما علمت».
-«اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي بها جميع الحاجات، وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات، وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ».