أرشدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، إلى كل ما فيه خير لنا، وثبت في السنة النبوية أن هناك أعمالاً في الدنيا تزحزح الإنسان عن النار وتُدخله الجنة وتحفظ نعم الله من الزوال.


أعمال تدخل الجنة

 أول هذين العملين، هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى وباليوم الآخر إلى آخر لحظة في حياته وثانيهما معاملة الناس كما يحب أن يُعامل، ويعطيهم مما يُحب، وثالثًا ينبغي على الإنسان القناعة أن يقنع بما أتاه الله تعالى من نعم، وينظر إلى من هم أقل منه.



ورد في صحيح مسلم، أنه قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»، وبما جاء في صحيح مسلم، أنه قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ».
 

القناعة وفضلها

والقَناعَةُ من أجلِّ أَخلاقِ المُؤْمِنينَ، وهي علامةٌ على الرِّضا بقَدَرِ اللهِ، كما أنَّها تُهوِّنُ صُعوبَةَ الحَياةِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «انْظُرُوا إلى مَنْ هو أَسْفَلَ منكم"، أي: مَنْ هو أَقَلُّ منكم في أُمور الدَّنْيا وتَقْسيمِها، "ولا تَنْظُروا إلى مَنْ هو فَوْقَكُم" فيها؛ فإنَّ هذا النَّظَرَ "أَجْدَرُ"، أي: أَحَقُّ "أنْ لا تَزْدَروا»، أي: لا تَحْتَقِروا "نِعْمَةَ اللهِ عليكم".

وذلك أنَّ نَظَرَ الإنْسانِ إلى مَنْ هو أعْلى منه؛ يُؤَدِّي إلى اسْتِحْقارِ ما عِندَ نَفْسِهِ من النِّعَمِ، فيَسْتَقِلَّ النِّعْمَةَ ويُعرِضَ عن الشُّكرِ؛ لأنَّ كثيرًا من الناسِ يَصبِرُ على المقدورِ فلا يَسْخَطُ، وهو غيرُ راضٍ به؛ فالرِّضا أمرٌ آخَرُ، وقد يُؤَدِّيهِ ذلك إلى كُفْرانِ النِّعْمَةِ، وأنَّه ليس عليه شيْءٌ من النِّعْمِ؛ فيَكْفُرَ نِعْمَةَ اللهِ عليه، ولذلك قالَ اللهُ تعالى: «وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى» [طه: 131].

 وإذا أَعْرَضَ عن التأمُّلِ في أحْوالِ أهْلِ الدُّنْيا وما وُسِّعَ عليهم، هانَ عليه ما هَمَّهُ واسْتَكْثَرَ ما أُوتِيَ، وإذا نَظَرَ بعَيْنِ الحَقيقةِ، فالمُكْثِرُ ليس معه إلَّا هَمُّ الإكْثارِ وحِفْظِ المالِ، والدُّنْيا سَريعةُ الزَّوالِ، وإذا تحوَّلَ المالُ وضاعَ، فإنَّهم لا يُغْبَطونَ على ذلك، بل إنَّهم يُرْحَمونَ ويُرْثَى لهم، وفي الحديث أنَّ مِن أعظمِ ما يُعينُ على استشعارِ النِّعمِ كثرةَ التأمُّلِ فيها والنظرَ في حالِ مَن هُم أقلُّ حالًا منك.

دعاء ثلث الليل الأخير الثابت عن النبي.. لا تفوت أفضل أوقات الاستجابةدعاء المطر .. سنة نبوية مستحبة وأوقات إجابة لا تترك فضلهادعاء للمريض.. الرسول أوصى بـ8 كلمات للشفاء من أي داء فهل تعرفها؟3 أدعية عن النبي للشفاء والوقاية من الحسد.. لا تغفل عنها
أعمال صالحة يحبها الله

1- الحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي».
 

2- الاستغفار يكفر الذنوب ويوسع الرزق ويدخل الجنة، قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)» (سورة نوح)

3- الصّدقةُ تطفئ غضب الله وتمحو الخطيئة، وللصدقة فضائل منها: تعتبر وقاية من النار يوم القيامة، ويستظل المتصدق بها يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،-وفي الصدقة دواء للأمراض البدنية، وهي دواء للأمراض القلبية، والمتصدق تدعو له الملائكة كل يوم.

أعمال صالحة يحبها الله


4- الصيام من مكفرات الذنوب ولا يعرف أجره إلا الله.

5- التسامح والعفو من مكفرات الذنوب ودليل على التقوى.

6- الحج يكفر الذنوب ويرَجَعَ الحاج منه كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

7- تفريج كربة عن مؤمن، وعون الضعيف لها أجر كبير عند الله.

8- أداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار يحبها الله.

9- أحب الكلام إلى الله «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر‌.

10- أحب العباد إلى الله أحسنهم خلقًا.

أعمال صالحة يحبها الله

11- حب سورة الإخلاص، ودليل ذلك:عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» (متفق عليه).

طباعة شارك أعمال تدخل الجنة حفظ النعم الإيمان بالله معاملة الناس القناعة أعمال صالحة يحبها الله

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أعمال تدخل الجنة حفظ النعم الإيمان بالله معاملة الناس القناعة صلى الله علیه وسلم ى الله ع من الن

إقرأ أيضاً:

الإمارات اليوم تبتسمُ

 

 

 

شعر: أحمد خليفة السويدي **

أكتب من الشعر بيتا أيها القلم // أرى الإمارات هذا اليوم تبتسم

هذي الإمارات سن الرشد قد بلغت // والاتحاد عليه يرفع العلم

والناس في فرح والكل مبتهج // والشعب منسجم والشمل ملتئم

ولنذكر اليوم آباء لنا سلفوا // قد أسسوا دولة تشدو بها الأمم

وقد بنوا وحدة من بعد تفرقة // فما استكانوا وما خاروا ولا سئموا 

فالله يجزيهم خيرا ويسكنهم // في جنة الخلد فيها الحور والنعم

كانت جهودهم لله خالصة // العزم والحزم والإيمان والهمم

وفي الإمارات قامت نهضة شملت // شعارها العلم والانسان والقيم

أمست دعائمها في الأرض راسخة // العلم منتشر والجهل منعدم

وأصبح الناس في أمن وفي سعة // وفي رخاء وفيه القوم قد نعموا

والكل يدعو بأن الله يحفظها // وفي حماها يعيش العرب والعجم

سفينة الخير سارت طول رحلتها // رغم العواصف والأمواج تلتطم

قاد السفينة ربان له اجتمعت // حسن الصفات ومنها الحلم والكرم

وقام إخوته والمخلصون له // وقرروا السير باسم الله واعتصموا

وأيدته جموع الناس مخلصة // في سعيه وهو محبوب ومحترم

حتى رست في خليج العرب آمنة // واستقبلتها جموع الناس كله

وأصبحت دولة ترنوا القلوب لها // فيها التسامح والأخلاق والشيم

أعمالها في مجال البر بارزة // ودورها في مجال الخير مرتسم

 

** قصيدة خاصة بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة



 

مقالات مشابهة

  • هل يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؟
  • دعاء الوضوء يفتح لك أبواب الجنة.. سنة عن النبي يغفلها كثيرون
  • حث عليه القرآن الكريم.. فضل دراسة تاريخ الأمم السابقة
  • معنى سمة "ذبح العلماء" الذي عرف على مر العصور.. علي جمعة يوضح
  • شمس «الاتحاد»
  • هل يجوز الدعاء على النفس بالموت؟.. أمين الفتوى يوضح
  • الإمارات اليوم تبتسمُ
  • د. عادل القليعي يكتب: دعكم من عنصرية الجاهلية !
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله