لماذا كات تسوس الأسنان نادرا بين البشر قبل آلاف السنوات؟
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
يسعى العلماء للتوصل إلى فهم أكبر لصحة الفم بالنسبة للناس الذين عاشوا في العصر البرونزي، وذلك بعد العثور على بكتيريا تسبب تسوس الأسنان في ضرس رجل عاش قبل حوالي 4000 عام، حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.
ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف النادر العلماء، على فهم كيفية تأثير التغيرات في النظام الغذائي البشري، على انتشار تسوس الأسنان اليوم.
وتم اكتشاف سنّين خلال عمليتي تنقيب للآثار بين عامي 1993 و1996، وكانا من بين عدة أسنان بشرية وبقايا أخرى تم العثور عليها داخل كهف من الحجر الجيري في مقاطعة ليمريك في أيرلندا.
ويعود تاريخ الضرسان اللذان تم أخذ عينات منهما، إلى ما بين 2280 و2140 قبل الميلاد، وهما من نفس الشخص الذي عاش خلال العصر البرونزي، وفقا لورقة بحثية نشرت، الأربعاء، بمجلة "موليكيور بايلوجي إيفلوشن" (علم الأحياء والتطور).
وكان أحد الأسنان يحتوي على وفرة مذهلة من المكورات العقدية الطافرة (S. mutans)، وهي بكتيريا فموية تسبب تسوس الأسنان.
وقالت لارا كاسيدي، مؤلفة رئيسية للورقة البحثية وأستاذة مساعدة في قسم علم الوراثة بكلية "ترينيتي" في دبلن، إن هذه البكتيريا "نادرة في السجل الجينومي القديم، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أنها لم تحفظ بشكل جيد بسبب طبيعتها المنتجة للحمض، الذي يسبب تسوس وتدهور الحمض النووي داخل الأسنان".
وأضافت كاسيدي أن الباحثين يعتقدون أيضا أن "البكتيريا لا توجد بشكل شائع في الأسنان القديمة؛ لأن النظام الغذائي البشري كان يتضمن كميات أقل من السكر المكرر، وعددا أقل من الأطعمة المصنعة مما يتم استهلاكه اليوم".
وأشارت إلى أن "تحولا غذائيا كبيرا" شوهد مع بداية الزراعة منذ حوالي 10 آلاف سنة، لكن مئات السنين القليلة الماضية شهدت تغيرات كبيرة مع انتشار السكر.
ومن غير الواضح لماذا بقيت البكتيريا الموجودة على الأسنان المكتشفة محفوظة بشكل جيد للغاية، لكن كاسيدي قالت إن "الظروف الباردة والجافة للكهف، كانت عوامل محتملة".
وفي حين تمت ملاحظة التجاويف في اكتشافات أسنان قديمة أخرى، لم يتم اكتشاف المكورات العقدية الطافرة إلا بكميات قليلة جدا في حفنة من البقايا، مثل سن قديم من العصر الحجري الحديث من جنوب غربي فرنسا (يعود تاريخه إلى ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد).
وأصبحت ملاحظات التجاويف في الأسنان القديمة الأخرى أكثر انتشارا بعد اعتماد زراعة الحبوب، مثل القمح والشعير، وفقا للورقة البحثية.
ومن خلال تحليل البكتيريا الموجودة على أسنان العصر البرونزي ومقارنتها بالعينات الحديثة، وجد الباحثون أن الشجرة التطورية القديمة للمكورات العقدية الطافرة أكثر تعقيدا مما كان يعتقد في الأصل.
كما وجدوا أن سمات البكتيريا القديمة، مثل القدرة على التسبب في الضرر، تطورت جنبا إلى جنب مع التغيرات في النظام الغذائي البشري، بما في ذلك انتشار السكر والحبوب، حسب كاسيدي.
وأضافت أن "تحليل بكتيريا العقدية الطافرة القديمة يشير إلى أنها أصبحت أكثر انتشارا خلال القرون الأخيرة، بسبب استهلاك السكر، مما خلق موطنا مناسبا للأنواع الموجودة في أفواه البشر".
وأشارت كذلك إلى أن فهم سلالات البكتيريا الحديثة المسببة للتجويف، يساعد العلماء على فهم كيف يمكن أن يؤثر التغيير الغذائي على صحة الفم اليوم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تسوس الأسنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
فرصة مهدرة تثبت أن صلاح من البشر
لندن(د ب أ)
قال آرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، إن النجم الدولي المصري محمد صلاح، أثبت أنه «من البشر»، بعد إهداره فرصة محققة، خلال خسارة الفريق 2/ 3 أمام مضيفه برايتون، ضمن منافسات المرحلة الـ37 لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وبينما كان ليفربول متقدماً 2/ 1 في النتيجة على برايتون، سنحت لصلاح، فرصة ذهبية لتسجيل هدفه رقم الـ29 في مسيرته بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، في مباراته رقم 400 مع الفريق الأحمر بمختلف المسابقات. وفاجأ صلاح، الذي كان على بعد خطوات قليلة للغاية أمام المرمى مباشرة، الجميع بعدما سدد الكرة بعيدة عن المرمى في الدقيقة 54، ليأتي عقاب برايتون، الذي أحرز هدفين بوساطة لاعبيه البديلين كاورو ميتوما، وجاك هينشلوود في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. ولم تؤثر النتيجة في تتويج ليفربول بلقبه الـ20 في بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم، حيث يتربع على قمة الترتيب برصيد 83 نقطة، قبل خوض المرحلة الختامية للمسابقة العريقة، لكنه حصد نقطة وحيدة فقط من لقاءاته الثلاثة الأخيرة بالبطولة، وتحديداً منذ حسمه اللقب في 27 أبريل الماضي. وصرح سلوت: «أول ما خطر ببالي عندما رأيت الكرة تتجه نحو صلاح، قلت لنفسي إنها فرصة مؤكدة، ربما تسفر عن هدف، لأن هذا ما يفعله مو عادة». وأضاف المدرب الهولندي: «صلاح طوال هذا الموسم يكاد لا يكون من البشر. ولكن كانت هناك لحظات هذا الموسم أثبت فيها أنه من البشر، لذا فهي ليست المرة الأولى التي لا يسجل فيها لمباراة أو مباراتين متتاليتين». وواصل سلوت حديثه، الذي نقلته وكالة الأنباء البريطانية «بي أيه ميديا»: «لكن الأمر الجيد بالنسبة لنا هو أن هذا نادراً ما يحدث، وإذا حدث، فكن على يقين من أنه سيسجل في المباراة الثالثة أو الرابعة». يذكر أن صلاح، الذي بات رابع لاعب أفريقي يصل إلى المباراة رقم 300 له في بطولة الدوري الإنجليزي، صام عن التسجيل للمباراة الثالثة على التوالي مع ليفربول. وصام (الفرعون المصري) عن هز الشباك منذ هدفه الأخير خلال فوز ليفربول 5/ 1 على ضيفه توتنهام هوتسبير، لكنه لا يزال يتربع على قمة ترتيب هدافي البطولة هذا الموسم برصيد 28 هدفاً، بفارق 5 أهداف أمام أقرب ملاحقيه السويدي ألكسندر إيزاك، مهاجم نيوكاسل يونايتد.