في الجزء الأول توقفت عند الإجراءات المصاحبة لإنقلاب الخامس عشر من أبريل على الصعيد العسكري و الأمني و على الصعيد المدني ، و في هذا الجزء سأستعرض المحورين السياسي و الخارجي .

على الصعيد السياسي فقد تم الإتفاق بين (قحت) و المليشيا برعاية الإمارات على :
– إعتماد المرجعيات الأساسية التي تحكم البلاد في مرحلة ما بعد نجاح الإنقلاب و المتمثلة في :

1/ الإتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر 2022 و هو إتفاق تم إعداده بواسطة مجموعة الرباعية التي تضم ( الولايات المتحدة – بريطانيا – المملكة العربية السعودية – الإمارات) و بعثة الأمم المتحدة برئاسة (فولكر بيريتس) !!

2/ الإتفاق السياسي النهائي الذي كان من المفترض أن يتم توقيعه في القصر الجمهوري بعد نجاح الإنقلاب مباشرة بين زعيم المليشيا و قادة (قحت) بمختلف أحزابهم و كياناتهم !!
3/ إلغاء الوثيقة الدستورية التي وقعت بوساطة من الإتحاد الأفريقي في 5 يوليو 2019 لتحكم الفترة الإنتقالية و اعتماد دستور تسييرية نقابة المحامين – التي كانت مجرد واجهة – لتمرير الدستور الذي كتب في جنوب أفريقيا بواسطة خبراء أجانب !!

4/ مخرجات ورش العمل التي عقدت لتفصيل ما جاء مجملا في الإتفاق الإطاري و أهمها مخرجات ورشة الإصلاح الأمني و العسكري التي رفضت القوات المسلحة المشاركة فيها لأن مخرجاتها كانت معدة مسبقاً و من أبرزها التوصية بأن تتم عملية دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة خلال عشر سنوات !!

– تكوين الحاضنة السياسية للنظام الجديد من جميع أحزاب (قحت) و واجهاتها المدنية و المهنية الموقعة على الإتفاق الإطاري و بعض الذين تم إستقطابهم من قوى سياسية أخرى (الإتحادي الأصل – المؤتمر الشعبي – أنصار السنة) بالإضافة إلى الحزب الذي شرعت المليشيا في تأسيسه و اختارت له مئات القيادات المجتمعية في جميع الولايات و عشرات المستشارين السياسيين .

و من أهم أدوار هذه الحاضنة أن تقوم بحشد التأييد الداخلي للنظام و وضع خطط و مشروعات خاصة لإستقطاب الشباب حيث تم تكوين مؤسسة شبابية قبل الإنقلاب برئاسة فارس النور الذي أصبح أحد مستشاري حميدتي المقربين و ظهر لاحقاً ضمن وفد المليشيا في مفاوضات جدة !!

– إعادة تكوين النظام الاهلي في السودان بما يضمن ولاء القبائل للنظام الجديد خاصة في مناطق الحواضن الإجتماعية للمليشيا !!

– إعادة تكوين لجنة (إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين من يونيو) و منحها مزيد من الصلاحيات و إستخدامها في ملاحقة قيادات و عضوية المؤتمر الوطني و أنصاره و الأحزاب المتحالفة معه !!
و على الصعيد الخارجي :
– تم الإتفاق على أن تقوم دولة الإمارات بإستخدام كافة الوسائل و الأدوات الدبلوماسية و (غير الدبلوماسية) لحشد التأييد و الإعتراف الإقليمي و الدولي بالنظام الجديد ، و كانت الخطة تقوم على :
1/ إستقطاب رؤساء دول جوار السودان و الإقليم و ضمان دعمهم و تأييدهم للنظام الجديد و قد نجحت الخطة في استقطاب معظمهم !!
2/ تحييد الموقف المصري حتى لا تقف مصر مع الجيش السوداني ، و لكن مصر كانت عصية لأنها تدرك مدى خطورة التحول الذي تسعى الإمارات لفرضه في السودان على أمنها القومي و مصالحها الإستراتيجية في السودان !!
3/ تقديم زعيم النظام الجديد للعالم بعد (غسله) من تأريخ (الجنجويد) المرتبط بجرائم و انتهاكات كبيرة في صراع دارفور و ذلك عن طريق توظيف شركات علاقات عامة بعضها يهودية في أوروبا و الولايات المتحدة و كندا للقيام بالمهمة !!
4/ التنسيق مع فرنسا صاحبة النفوذ و المصالح في منطقة غرب أفريقيا التي يعتبر السودان أحد اللاعبين المؤثرين فيها !!
5/ حشد دعم المانحين و الممولين الإقليميين و الدوليين لمشروعات إعادة إعمار و بناء السودان
أواصل بإذن الله
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
27 مارس 2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على الصعید فی السودان

إقرأ أيضاً:

فشل نظرية المؤامرة

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

من شدة ما كانوا واثقين من حديث المؤامرة بين إيران والولايات المتحدة ودولة الاحتلال (إسرائيل) والإيمان بهذا، كدت أصدق وأثق في كلامهم، وهناك غيري كثر كادوا يصدقون هذه الهرطقات، وكان كثيرًا ما يبرز النقاش حول العلاقة المعقدة بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حتى اعتبر البعض بحكم معرفتهم العميقة وتحليلهم السياسي، أنَّ هذه الدول الثلاثة تشترك في مشروع مشترك ضد العرب!! وأنه من المستحيل أن تشن أمريكا أو إسرائيل حرباً على إيران، إلّا إن التطورات الأخيرة تكذب هذا المُعتقد وتثبت أنَّ إيران العدو الأبرز لهؤلاء المرتزقة وتُشير إلى وجود تصورات جديدة حول هذه العلاقة، وتطرح تساؤلات حول كيفية استمرار استخدام إيران كعدو أبدي في الخطاب العربي.

مع إيماننا العميق بأنَّ لإيران أجندتها وسياساتها وتوجهاتها مثلها مثل غيرها من الدول والحضارات والأمم، فتركيا مثلاً لديها أجندة لاستعادة الحكم العثماني وإيران صاحبة تاريخ عميق بحكم كونها تمثل الحضارة الفارسية، وهناك دول تحاول عودة هيمنتها ولديها أجندات لتحقيق ذلك، ومع ذلك يظل العرب متفرقين ومتشرذمين، ويلقون الكرة في ملاعب غيرهم، بدلًا من أن يقفوا مع بعضهم، متحدين ومؤمنين بعظم دورهم الحضاري؛ كأمة كبيرة تتفق في اللغة والدين والحضارة والجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد وغيرها الكثير. وللأسف يظل الحديث عند بعض العرب في مجالسهم وإعلامهم وعلمائهم عن إيران كعدو أبدي يتكرر بشكل مُستمر، فبينما يروج البعض لفكرة أن أمريكا وإسرائيل وإيران ينسقون معًا ضد العرب، يظهر الواقع عكس ذلك، فإيران تعتبر تهديدًا حقيقيًا للصهاينة؛ حيث تتمتع بقدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك برنامجها النووي الذي يُخيف تل أبيب، لذا فإن استمرار تصوير إيران كعدو مشترك قد يُساعد في توحيد المواقف العربية ضدها، لكنه في النهاية لا يعكس الحقائق على الأرض.

مع تزايد التوترات في المنطقة بدأت تظهر علامات على فشل النظرية القائلة بأنَّ أمريكا وإسرائيل لن تحاربا إيران؛ فالأحداث مثل اغتيال قاسم سليماني وتزايد الضغوط الاقتصادية على طهران تشير إلى أنَّ هناك استراتيجيات جديدة قد تعتمد، هذا الفشل في تصور العلاقة بين القوى الكبرى وإيران قد يدفع المطبعين والصهاينة العرب إلى البحث عن مخرج جديد.

بعد فشل النظرية السابقة قد يتحتم على المطبعين والصهاينة العرب إعادة تقييم العدو المشترك، والبحث عن مخرج جديد؛ فلم تعد إيران في تصوري تصلح لأن تكون متعاونة مع هذه الدول المارقة، ويمكن أن يتمثل المخرج الجديد أيضاً في إعادة صياغة الخطاب الإعلامي حول إيران، والخروج من كونها عدوة لدى البعض إلى كونها شريكة كدولة مسلمة، على أن يكون العدو الذي تتفق عليه الكلمة وتتوحد الصفوف في مواجهته هو العدو اللدود الذي أصبح مثله مثل مرض السرطان.

وعلى الدول الإسلامية والعربية الوقوف إلى جانب إيران لتبقى بُعبعًا مروعًا للصهاينة ومن على شاكلتهم؛ فهي تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وستظل هذه الأخيرة مستمرة في استخدام إيران كعدو لتبرير سياساتها العسكرية والأمنية، وستظل الخطابات التي تربط بين إيران والإرهاب قائمة، مما يسمح لهم بتعزيز التعاون مع الدول العربية التي تسعى لمواجهة هذا التهديد.

ستبقى إيران جزءًا أساسيًا من المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ومع فشل النظرية السابقة التي ربطت بين أمريكا وإسرائيل وإيران كمشاريع مشتركة ضد العرب، فإنَّ المطبعين والصهاينة سيجدون أنفسهم مضطرين لتبني استراتيجيات جديدة، وربما ستظل إيران العدو الأبدي لدى البعض في المنطقة، لكن كيف سيستمر هذا الخطاب في التطور في ظل التحديات الجديدة التي تواجهها المنطقة سيكون هو السؤال الأهم في المستقبل.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حالة الجمود التي يعاني منها خريجي مدرسة الحركات المسلحة في فهم وتفسير الأحداث
  • المعجزة التي يحق لكل سوداني أن يفتخر بها
  • الجزيرة نت تحصل على تفاصيل التشكيل الوزاري الجديد بالسودان
  • فشل نظرية المؤامرة
  • اعرف الإجابات الصحيحة.. حل امتحان الألماني للثانوية العامة 2025 للنظام الجديد
  • حل امتحان الفرنساوي للثانوية العامة 2025 للنظام الجديد
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • بدء امتحان اللغة الأجنبية للنظام الجديد والاقتصاد للقديم بالثانوية العامة
  • ماراثون الثانوية العامة | بدء امتحان اللغة الثانية للنظام الجديد والاقتصاد للقديم
  • طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية الثانية للنظام الجديد والاقتصاد والاحصاء القديم.. اليوم