كشفت مجلة شبيجل الألمانية فى تقرير أصدرته الثلاثاء الماضي، عن أن هناك تغيرًا فى طريقة تعامل الرئيس الأمريكى جو بايدن مع إسرائيل، خاصة بعد فترة حكم نتنياهو، مشيرة إلى أن هذا لتغير دفع بايدن للتعامل بجدية أكبر مع بنيامين نتنياهو.

أشارت المجلة إلى أن الضغط على بايدن قد زاد بشكل كبير، حيث بات "بيبي" خاضعًا لضغوط داخلية وليس فقط خارجية كما كان الحال من قبل، ما يعنى أنه يجد نفسه مضطرًا لتحمل مسئولية أكبر.

وأكد الخبراء الألمان أن تصفيق سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، بعد اعتماد القرار ٢٧٢٨ فى مجلس الأمن، يمثل بداية لتحول فى السياسة الأمريكية نحو إسرائيل باتجاه أكثر صرامة.

وحاول أعضاء مجلس الأمن المكون من خمسة عشر عضوًا التوصل إلى قرار بشأن حرب غزة فى أربع مرات، وفشلوا فى ذلك بسبب فيتو من الولايات المتحدة فى ثلاث مرات ومثله من الصين وروسيا فى مرة واحدة.

والإثنين الماضي، أعلن مجلس الأمن الدولى عن الموافقة على القرار رقم ٢٧٢٨، الذى قُدّم من قبل الأعضاء العشرة غير الدائمين فى المجلس، حيث يؤمل أن يكون هذا القرار بداية لتحقيق "وقف فورى لإطلاق النار" فى غزة، خلال شهر رمضان المبارك، ثم يُحول إلى "هدنة دائمة ومستدامة"، وهو ما يُعتبر تطورًا إيجابيًا، ولكن يبقى القلق حيال نجاعة تنفيذ القرار، حيث لم يُحدد بعد كيفية تطبيقه بشكل فعّال.

من الجدير بالذكر أن القرار لم يكن بمفرده ولم يأتِ بسهولة، حيث امتنعت الولايات المتحدة عن الموافقة عليه، ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق يُعتبر خطوة إيجابية نحو إيجاد حل دائم للصراع فى غزة.

وبالرغم من ذلك، فإن هذا القرار يشكل نقطة تحول هامة للأمم المتحدة، التى تسعى لاستعادة شرعيتها ودورها فى حل النزاعات الدولية، كما يعد هذا التوافق على القرار إشارة إيجابية إلى استعداد الأعضاء فى مجلس الأمن للتعاون لإيجاد حلول للأزمات الإنسانية.

ومع ذلك، يبقى السؤال المحورى هو ما إذا كانت حكومة الاحتلال مستعدة للالتزام بتنفيذ القرار والتخلى عن أهدافها العسكرية فى غزة، فعلى الرغم من ترحيب بعض الدول بالقرار، فإن هناك شكوكًا بشأن استعداد إسرائيل للالتزام به والتخلى عن مطالبها العسكرية.

وبعد الإعلان عن القرار رقم ٢٧٢٨، خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بانتقادات حادة ضد الولايات المتحدة والقرار الذى تم اتخاذه، مشيرًا إلى أن امتناع واشنطن عن التصويت يعطى "حماس" الأمل فى أن الضغوط الدولية قد تجعل هنا قبولا أمريكيا بوقف إطلاق النار، حتى بدون شروط مثل إطلاق سراح المختطفين.

وبعد القرار الذى صدر فى نيويورك، قرر نتنياهو إلغاء رحلة كانت مقررة الاثنين من أقرب مقربيه إلى واشنطن، كما اعتبرت الحكومة الأمريكية عدم استخدام حق النقض ضد القرار "تراجعًا واضحًا" عن موقفها السابق، مما سيتسبب فى تأثير سلبى على إسرائيل والرهائن.

من جهته، عارض جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى واشنطن، تفسير أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت يشكل تغييرًا فى سياستها، مكررًا أن سلوك بلاده لا يعنى تغييرًا فى سياستها، وأنه لم يطرأ أى تغيير فى هذا الصدد.

وفقًا لتقرير المجلة الألمانية، فإن الإدارة الأمريكية قد أثبتت للمرة الأولى قدرتها على إحداث تحول فى الوضع الراهن فى حرب غزة، متناولة تصرفات إسرائيل التى أثارت استياءًا كبيرًا.

ووصفت المجلة هذا بأنه نقطة تحول هامة فى العلاقات بين الولايات المتحدة الكيان الصهيوني، حيث يظهر أن تل أبيب أجبرت واشنطن على التحرك بالاتجاه المناسب.

وفى ضوء هذا التطور، يرى خبراء الشئون الدولية، بقيادة الخبير جوان الذى يشغل منصب رئيس مجموعة الأزمات الدولية فى الأمم المتحدة، أنه من الضرورى على إسرائيل التخلى عن سياسة عدم التعاون مع الأمم المتحدة والبدء فى مفاوضات جادة لحل الأزمة.

وتتعاظم الضغوط الدولية على بايدن للتدخل والتصدى للأزمة الإنسانية المتفاقمة فى فلسطين، مما يفرض عليه ضرورة اتخاذ مواقف أكثر حزمًا وفعالية فى التوسط لتحقيق السلام، فيما يواجه الرئيس الأمريكى أيضًا ضغوطًا داخلية متنامية فى الولايات المتحدة، حيث يجب عليه تحقيق التوازن بين تطلعات الجماهير الأمريكية لحل الأزمة وبين العلاقات التقليدية مع إسرائيل.

وفى سياق متصل، أشارت المجلة الألمانية إلى أن الامتناع الأمريكى عن التصويت فى مجلس الأمن، حتى على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، يعكس تحولًا فى السياسة الأمريكية تجاه النزاع، ويمثل رسالة صريحة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بضرورة وقف العمليات العسكرية.

تُظهر الأحداث المأساوية والخسائر البشرية الكبيرة فى غزة تباينًا بين العمليات العسكرية الإسرائيلية والمواقف الإنسانية العالمية، مما يلقى بظلال سلبية على سمعة الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن. يعتبر هذا التغير فى المواقف بواشنطن دليلًا على التأثر بالأحداث الدولية وتطورات النزاع، ما قد يؤثر بشكل مباشر على نتائج الانتخابات القادمة فى الولايات المتحدة وعلى سياساتها الخارجية المستقبلية.

ولفتت "شبيجل" الانتباه إلى تصريحات الرئيس السابق والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذى عاد إلى الواجهة مؤخرًا بتحذيره من استمرار الحرب الإسرائيلية فى فلسطين، حيث أكد ضرورة وقف العمليات العسكرية التى تسبب فى دمار هائل وتسيء لصورة إسرائيل فى عيون العالم، وهو ما يبرز القلق المتزايد حتى بين خصوم بايدن بشأن الوضع الراهن فى المنطقة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل بايدن نتنياهو مجلس الأمن فى غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لولاها لما أعيد الرهائن الـ 4!.. "واشنطن بوست" تفشي أسرارا عما تفعله الإستخبارات الأمريكية في غزة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بمعلومات استخباراتية متقدمة ساهمت في عملية إنقاذ الرهائن الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة: "أشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، قائلا إن الولايات المتحدة قدمت بعض القدرات التي لم تكن لدينا قبل 7 أكتوبر، حيث تتضمن لقطات طائرات بدون طيار، صور أقمار صناعية واعتراضات اتصالات".

وأضافت: "من الأمثلة على ذلك إنقاذ الرهائن الأربعة يوم السبت الماضي".

إقرأ المزيد من أعطى الأمر؟ تفاصيل جديدة عن عملية استعادة 4 رهائن إسرائيليين من غزة

ولفتت الصحيفة إلى أن "مسؤولين آخرين يشعرون بالقلق من أن المعلومات الاستخبارية التي تقدمها الولايات المتحدة قد تشق طريقها إلى مستودعات البيانات التي تستخدمها إسرائيل لشن غارات جوية، وأن واشنطن ليس لديها وسيلة فعالة لمراقبة كيفية استخدام إسرائيل للمعلومات الأمريكية".

وقد خلف مساعدة واشنطن لإسرائيلي في استعادة الرهائن الأربعة في عملية النصيرات، ما يزيد على 210 ضحايا، ومئات الجرحى.

كما أشارت الصحيفة إلى أن " الولايات المتحدة زادت من عمليات جمع المعلومات الاستخبارية عن حماس منذ 7 أكتوبر، وهي تشارك كمية غير عادية من لقطات الطائرات بدون طيار، وصور الأقمار الصناعية، واعتراضات الاتصالات، وتحليل البيانات باستخدام برامج متقدمة، بعضها مدعوم بالذكاء الاصطناعي".

إقرأ المزيد "حماس" ردا على استعادة أسرى في "مجزرة" النصيرات: مازلنا نحتفظ بالعدد الأكبر وقادرون على زيادتهم

وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية حالية وسابقة أن "هذه المساعدات لعبت دورا حاسما في الجهود الإسرائيلية".

وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان إن واشنطن "قدمت مجموعة مكثفة من المعلومات والقدرات والخبرات".

وأكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن دعمهم الاستخباراتي لإسرائيل يتركز على موقع الرهائن، فيما قال مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الأمريكية للصحيفة: "لو نجحنا في الحصول على معلومات من جانب واحد كان من شأنها أن تسمح لنا بالتحرك وإطلاق سراح مواطنين أمريكيين أحياء، لكنا فعلنا ذلك، لكن لم يكن هناك سوى القليل جدا من المعلومات الخاصة عن الرهائن الأمريكيين".

المصدر: RT + صحيفة "واشنطن بوست"

مقالات مشابهة

  • لا يستطيع تأكيد مصرعه.. الجيش الأمريكي يستهدف الزعيم العالمي لتنظيم "داعش" في الصومال (صورة)
  • "أكسيوس": الولايات المتحدة وحلفاؤها فشلوا في وقف هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر وخليج عدن
  • مخاوف أمريكية من جرها لحرب مع حزب الله على يد إسرائيل
  • باحث دولي: استمرار أزمة الصراع في السودان تؤثر بالسلب على المنطقة بأكملها
  • من الصحافة الاسرائيلية: تل أبيب في طريقها لمهاجمة لبنان.. وهذا آخر ما قيلَ أميركياً!
  • ماذا تفعل الاستخبارات الأمريكية في غزة؟
  • لولاها لما أعيد الرهائن الـ 4!.. "واشنطن بوست" تفشي أسرارا عما تفعله الإستخبارات الأمريكية في غزة
  • مصر تبحث مع الولايات المتحدة عقد الجولة السادسة من مفاوضات التجارة الحرة «التيفا»
  • رغم حرب غزة.. تعرف على أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل
  • حماس تعدل بهدنة بايدن.. وإسرائل تناور