يعتبر توت عنخ آمون هو الأكثر شهرة بين جميع فراعنة المصريين القدماء، على الرغم من أن حكمه استمر 10 سنوات فقط، إلا أنه اكتسب هالة من الغموض والقوة في العصر الحديث.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنه كان أحد آخر الفراعنة العظماء الذين تم العثور عليهم، حيث اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مقبرته في عام 1922.

فقد ذهل الباحثون بالعديد من الأشياء المتعلقة بمكان استراحة الفرعون الصغير، بدءًا من صغر حجمه وحتى لوحاته الفوضوية، ومع ذلك فإن التفاصيل المتعلقة بعائلته هي التي تثير اهتمام الباحثين أكثر من غيرها.

بعد 50 عامًا من الغياب.. كيف تستعد وكالة ناسا لـ رحلة القمر يحتاج 24 شهرا لعبوره.. أطول مسار في العالم يقع في هذه الدولة

ودُفن أمنحتب الثاني، الجد الأكبر لتوت، في مكان قريب، عندما دخل علماء الآثار مقبرتهم، لم يجدوا جثة واحدة فحسب، بل عدة جثث، مع تفاصيل واحدة على وجه الخصوص صدمتهم أكثر من البقية.

كان هناك العديد من الجثث بجانب تابوت أمنحتب، على الرغم من عدم إمكانية التعرف على معظمها بسبب حالتها السيئة.

تم منح المؤرخة بيتاني هيوز وصولاً غير مسبوق إلى مقبرته في وادي الملوك خلال الفيلم الوثائقي الذي بثته القناة الخامسة بعنوان "توت عنخ آمون: إيقاظ الموتى".

ونزلت إلى الصخرة التي يبلغ عمقها 50 مترًا، ووصلت إلى الحرم الداخلي الذي يضم غرفة الدفن وتابوت أمنحتب، والبقايا الغريبة لأنثى مجهولة مملوءة بالشقوق والثقوب.

أدى عمل الحمض النووي على بقاياها، إلى جانب بقايا مومياء أخرى، إلى تسمية الباحثين لها بالسيدة الكبرى والسيدة الأصغر سناً، ومن خلال التحليل، خلصوا إلى أن السيدة الصغرى هي والدة توت عنخ آمون. وقالت السيدة هيوز: "أنا على وشك الكشف عن أدلة مروعة حول طفولة توت عنخ آمون والأسرار المظلمة لعائلته".


قامت البروفيسورة سحر سليم بدراسة جسد السيدة الصغرى لعقود من الزمن ولاحظت الأضرار الجسيمة التي لحقت به، وتعتقد أن السيدة الصغرى كانت تبلغ من العمر 25 عامًا تقريبًا عندما توفيت.

وقال البروفيسور سليم: "ما يلفت انتباهي هو حالتها وكل هذه الجروح والإصابات، فهذا جرح رهيب وفظيع"، وقالت إن الجروح كانت من سمات لصوص المقابر الذين كانوا يكسرون أجساد المومياوات لاستعادة الذهب والتمائم الموجودة بداخلها.

عند الفحص الدقيق، ظهرت المزيد من الجروح على جسد السيدة الشابة، وخاصة على وجهها، وقال البروفيسور سليم: "اعتقدنا في البداية أن الجروح كانت من لصوص القبور، ولكن في الواقع كشف التصوير المقطعي شيئًا آخر".

وأضافت:"لقد كشفت أن هذه الإصابة حدثت قبل التحنيط، لذا كان من الممكن أن يكون هذا قد قتلها لأنها ربما اختنقت بدمها. وأيضًا، تدخل العظام المكسورة إلى مجرى الهواء، لذا قد يكون هذا قاتلاً".

لا تظهر الأشعة المقطعية أي علامات شفاء حول الجرح مما يشير إلى أن الإصابة لم تحدث بعد فترة طويلة من وفاتها.

صور دقيقة تكشف أسرارا جديدة عن الثقوب السوداء.. ماذا وجد العلماء؟ حالة الأرض في خطر.. لماذا سيتوقف الوقت في عام 2029؟

ويعتقد الباحثون أنها كانت "قوة تأثير عالية"، وعادة ما يتم تنفيذها باستخدام أداة حادة، أو هراوة برأس حجري، أو ربما من ركلة. وقالت البروفيسور سليم إنها تعتقد أن الأمر "يبدو وكأنه هجوم".

تم العثور على السيدة الصغرى على يد فيكتور لوريت، عالم المصريات الفرنسي، في عام 1898، وقد تم اكتشاف جثتها إلى جانب صبي صغير توفي في سن العاشرة تقريبًا، ويُعتقد أنه ويبنسنو، ابن أمنحتب الثاني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: توت عنخ آمون

إقرأ أيضاً:

علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة

قدّم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.

وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات تحديد العمر الجغرافي الكيميائي، أظهر الباحثون في (كاوست) أن هذا التغيّر الهائل حدث في فترة لا تتجاوز مئة ألف عام وهي فترة قصيرة جدًا بالنسبة لحدث جيولوجي ضخم، فقد تحوّل البحر الأحمر من بحرٍ متصل بالبحر الأبيض المتوسط إلى حوضٍ جافٍ مليء بالأملاح، قبل أن يتسبب فيضان ضخم في اختراق الحواجز البركانية وفتح مضيق باب المندب ليُعيد اتصال البحر الأحمر بالمحيطات العالمية.

وقالت الدكتورة الباحثة الرئيسة في (كاوست) تيهانا بنسا: "تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر يُسجل أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ بالكامل، ثم غُمر فجأة قبل نحو 6,2 ملايين سنة، ولقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد الحياة البحرية إليه، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".

وأضافت: "في البداية كان البحر الأحمر متصلًا من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل لكن هذا الاتصال انقطع؛ مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة، وفي الجنوب بالقرب من جزر حنيش، كانت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي، وبعد حوالي 6,2 مليون سنة مضت اندفعت مياه المحيط الهندي عبر هذا الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر".

موضحة أنه سرعان ما امتلأ الحوض مجددًا لتغمر المياه السهول الملحية، وتُعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة, وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط (فيضان زانكلي)، مما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.

وتكوَّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان عبارة عن وادي صدعي ضيق مليء بالبحيرات، ثم اتّسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.

وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما يتضح من الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، مما تسبب في انقراض الكائنات البحرية بين 15 و 6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليُعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.

ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.

أخبار السعوديةالمحيط الهنديجامعة الملك عبداللهقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل وموعد حفل روتانا سليم في ساقية الصاوي
  • أم الشهيد والأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية .. سر اختيار هذه السيدة عضوا بمجلس الشيوخ
  • علماء كنديون يكتشفون طريقة بسيطة للكشف المبكر عن سرطان الرئة
  • منها «قصر الشوق» و«الزوجة الثانية».. عرض 10 أفلام مصرية قديمة بـ«القاهرة السينمائي» بعد ترميمها
  • علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة
  • السيدة سارة وصامويل تشاتو يدعمان مؤسسة الأميرة يوجيني بحركة فنية راقية
  • محافظ أسيوط: تشميع مخزن مواد غذائية بساحل سليم لمخالفته اشتراطات السلامة
  • وفاة شابة سقطت من الطابق الـ7 بالعاصمة
  • د. إسماعيل سليم يحصل على أعلى أوسمة الحكومة الصينية
  • زبادي النمل.. وصفة تركية قديمة تعود للحياة بلمسة علمية