خريجو الطب بجامعة القدس الفلسطينية يسطع نجمهم بأميركا وأوروبا
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
القدس المحتلة – حصل أكثر من 15 طبيبا وطبيبة من خريجي تخصص الطب البشري في جامعة القدس الفلسطينية على مقاعد الإقامة في مختلف تخصصات الطب البشري بالولايات المتحدة الأميركية لعام 2024.
وتم قبول هؤلاء لإكمال مسيرتهم الأكاديمية في تخصصات متنوعة، ونجحوا في انتزاع مقاعدهم ضمن منافسة سنوية تجري على مستوى العالم بين أطباء من مختلف الدول لنيل فرصة الاختصاص المميزة المعروفة بـ(Residency Match).
الطبيب فراس قَرَجة من مدينة حلحول جنوب الضفة الغربية، أحد خريجي جامعة القدس الذين نجحوا في الحصول على هذه الفرصة، قال للجزيرة نت إنه تخرج عام 2019 لكن العائق المادي حال دون قدرته على التقدم إلى 3 امتحانات أميركية كان لا بد من الخضوع لها.
وحتى قُبل هذا الطبيب لإكمال تخصص طب الأطفال في أميركا، باشر فورا رحلة تخصصه في المجال ذاته بعد تخرجه بمستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة الخليل، وهو في العام الأخير من التخصص.
وعن قبوله مؤخرا في مستشفى جامعة فلوريدا تحدث للجزيرة نت كخريج جامعة فلسطينية يُقبل لإكمال مسيرته في الولايات المتحدة في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة قائلا "أفتخر وأعتز بجامعة القدس التي تفوق خريجوها على مستوى العالم، يجب على من يتقدم لامتحانات التخصص من خارج أميركا أن يحصل على علامات عالية ليقبل، ونحن كنا جاهزين لهذه الخطوة لأننا تأسسنا في الجامعة بشكل يسهل علينا التقدم لامتحانات صعبة ومعقدة".
أما الطبيبة مرام البندك التي تنحدر من مدينة بيت لحم فتخرجت عام 2022، وتقدمت لامتحانات التخصص في أميركا. وتقول إنها سعت للحصول على العلم في مجال الطب بأفضل الأماكن لأنها تريد أن تساعد بلدها وشعبها بأفضل الإمكانيات عندما تعود إلى فلسطين كأخصائية.
قُبلت مرام بتخصص الطب الباطني في مستشفى توليدو الجامعي بولاية أوهايو، وستبدأ رحلة تخصصها هناك في يوليو/تموز المقبل.
وعن ذلك أضافت "في جامعة القدس كنا نتقدم للامتحانات بتخصص الطب في السنوات الأخيرة وفقا للنظام الأميركي، وهذا سهّل على الطلبة إكمال دراستهم من جهة، والتقدم لامتحانات التخصص في أميركا من جهة أخرى، بالإضافة لتركيز الجامعة على التعليم باللغة الإنجليزية والمهارات التي يحتاجها الطالب في هذا التخصص".
منافسة عالميةبدوره، قال رئيس جامعة القدس الدكتور عماد أبو كشك للجزيرة نت إن خريجي الطب في الجامعة يتجهون لتقديم امتحان مزاولة مهنة الطب في أميركا وامتحانات أخرى تتعلق باستكمال التخصص، ونتيجة للمنافسة العالية حول العالم واهتمام الكثيرين للدراسة في أميركا بعد إنهاء درجة البكالوريوس تكون المنافسة شديدة جدا.
وأضاف أن صيت جامعة القدس ذاع في كافة الجامعات الأميركية، وأصبحت معروفة كعنوان منذ عام 2000، عندما تقدم الطبيب مؤيد كتانة -الذي تخرج من أول دفعة طب بشري في جامعة القدس- لامتحان استكمال التخصص في أميركا الذي يتقدم له أطباء من جميع الولايات الأميركية ومن أنحاء العالم، وكان ترتيبه في الامتحان هو الثالث على مستوى العالم.
ووفق رئيس الجامعة، طلبت حينها "الجمعية الطبية الأميركية" معرفة أين تقع البقعة الجغرافية التي تُخرّج هكذا منتوج بجودة عالية جدا تلامس مستوى التعليم في أميركا وأوروبا، وبالتالي أصبحت الجامعة عنوانا واضحا للتميز وأصبح الباب مفتوحا أمام طلبتها لاستكمال تخصصاتهم خارج البلاد، وخاصة في أميركا.
وذكر أن الولايات المتحدة استقبلت حتى الآن أكثر من 150 طبيبا استكملوا تخصصاتهم، ومنهم من أكمل درجة الدكتوراه وتبوؤوا مناصب عالية جدا هناك.
"القنصل البريطاني العام السابق فيليب هول قال لي إن 2% من المتقدمين لامتحان مهنة الطب في بريطانيا من جميع أنحاء العالم هم من جامعة القدس" أردف أبو كشك.
وأوضح أن هذا "له انعكاس على طلبتنا وسمعتهم واستقطابهم للدراسة واستكمالها في الخارج وتوظيفهم في مناصب حساسة في أميركا، إذ يتقلدون الآن مناصب مديري مستشفيات ومختبرات طبية في أعرق الجامعات مثل هارفارد وبرنستون وبراون وغيرها".
جامعة القدس بالأرقام
وفقا لبيانات جامعة القدس، فإنه يتم قبول أكثر من 3 آلاف طالب خلال العام الأكاديمي الواحد في جميع الدرجات العلمية، ويتخرج فيها نحو 2500 طالب وطالبة من درجات الدبلوم والبكالوريوس والدراسات العليا سنويا.
ومنذ تأسيس الجامعة عام 1978 وحتى الآن تخرج فيها 45 ألفا و800 طالب وطالبة، ويدرس على مقاعدها الآن 12 ألفا و712 طالبا على يد 934 أكاديميا في 15 كلية.
وتقدر نسبة الطلبة المقدسيين بـ50%، وفي السنوات الأخيرة يلتحق بالجامعة طلبة من الداخل الفلسطيني، ويرتفع عدد هؤلاء بشكل ملحوظ.
ويقع الحرم الرئيسي للجامعة في بلدة أبو ديس شرقي القدس التي عزلها الجدار العازل وقطع تواصلها مع المدينة المقدسة، وتدفع الجامعة بسبب اسمها وموقعها الجغرافي أثمانا كبيرة وتواجه تحديات كثيرة، أبرزها حرمان طلبتها من بعض التخصصات من الاعتراف الإسرائيلي بشهاداتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات جامعة القدس فی أمیرکا الطب فی
إقرأ أيضاً:
جدل بعد دعوة لنقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى الرياض
أثارت تصريحات نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عماد جاد، بشأن نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية، موجة من الجدل وردود فعل متباينة في الأوساط المصرية.
وكان جاد قد نشر تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، تحت عنوان "دعوة للتفكير بهدوء"، دعا فيها إلى ما وصفه بـ"مقترح موضوعي ومفيد لكافة الدول العربية"، يتمثل في تولي السعودية رئاسة الجامعة ونقل مقرها إلى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى.
وعلّل جاد طرحه بالقول: "العرب جاءوا من السعودية واليمن، ووفق التوازنات الراهنة، أرى أن من الأفضل أن يكون أول أمين عام جديد للجامعة من الجنسية السعودية". واختتم بالقول: "فكروا بتأمل وهدوء، وستدركون سلامة هذا الرأي".
تحذيرات من تهديد الهوية العربية
في المقابل، عبر إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، مظهر شاهين، عن رفضه لهذا الطرح، محذراً من تداعياته على "الهوية العربية ووحدة الأمة".
وقال شاهين في بيان له: "رغم إدراكي لحُسن نية جاد ورغبته في المصلحة العامة، فإن حديثه يُعيد تعريف الانتماء العربي على أسس عرقية أو جغرافية، لا حضارية ولا ثقافية ولا لغوية"، معتبراً أن هذا التوجه ينطوي على "مخاطر جمّة تطال الحاضر والمستقبل العربي".
وأضاف: "الإيحاء بأن مصر ليست عربية الأصل يضعف من دورها التاريخي، ويوحي – وإن عن غير قصد – بأنها طارئة على الهوية العربية"، مؤكداً أن "العروبة ليست نسباً ولا موطناً جغرافياً، بل هي انتماء حضاري ولسان وثقافة".
وشدد شاهين على أن "مصر لم تكن تابعاً في المشروع العربي، بل كانت دوماً القائد والمجدد، ولعبت دوراً محورياً في حماية الهوية العربية والدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية القدس الشريف".
ورأى شاهين أن انتقال رئاسة الجامعة إن تم ينبغي أن يكون في إطار التدوير المؤسسي أو اعتبارات مرحلية، وليس تأسيساً على أن العروبة انطلقت من الجزيرة العربية، وهو من وجهة نظره "مدخل بالغ الخطورة يقصي دولاً كبيرة كـمصر ويهدد وحدة الصف العربي".
واختتم بالقول: "مصر ليست مجرد دولة عربية، بل ركيزة المشروع العربي ودرعه الحامي، ومحاولات النيل من دورها هي تفريط في هوية الأمة ومستقبلها. العروبة لا يجب أن تُختزل في جغرافيا، بل تظل هوية جامعة".
موقف ميثاق الجامعة
ويأتي هذا الجدل في وقت تقترب فيه نهاية الولاية الثانية للأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، وسط تقارير تتحدث عن نية القاهرة ترشيح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لخلافته.
ومنذ تأسيس الجامعة العربية في آذار/مارس 1945، استقر مقرها في القاهرة، كما نص ميثاقها في مادته العاشرة.
ومع ذلك، يجوز لمجلس الجامعة الاجتماع في أي مدينة أخرى. ويُعد نقل المقر بشكل دائم مخالفة للميثاق ما لم يتم تعديله بإجماع الدول الأعضاء.
وكان مقر الجامعة قد نُقل فعلياً إلى تونس عام 1979 عقب توقيع مصر معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما علقت الدول العربية عضوية القاهرة آنذاك.
وفي عام 1980، عُقدت قمة في بغداد عُرفت بـ"قمة جبهة الرفض"، أكدت رفضها لاتفاقية كامب ديفيد، وقررت نقل المقر وقطع العلاقات مع مصر، باستثناء ثلاث دول هي سلطنة عُمان والصومال والسودان.
وبعد قطيعة دامت نحو عقد من الزمن، قررت قمة عمان عام 1987 إنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات، وتم رفع علم مصر مجدداً على مقر الجامعة في تونس في حزيران/يونيو 1989.
وفي آذار/مارس 1990، عاد المقر رسمياً إلى القاهرة بعد مؤتمر الدار البيضاء الطارئ، وتم تعيين عصمت عبد المجيد أميناً عاماً جديداً للجامعة.
العرف والتوازنات داخل الجامعة
تنص المادة 12 من ميثاق الجامعة على أن تعيين الأمين العام يتم بقرار من مجلس الجامعة، وبموافقة ثلثي الدول الأعضاء البالغ عددها 22 دولة. ووفق الأعراف المتبعة، عادةً ما يُعين الأمين العام من مواطني دولة المقر، وهو ما جرى العمل به منذ تأسيس الجامعة.
وتبلغ مدة ولاية الأمين العام خمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، ما يفتح الباب أمام تجاذبات دبلوماسية حول الشخصية القادمة التي ستتولى هذا المنصب، في ظل تحولات إقليمية وتوازنات جديدة داخل النظام العربي الرسمي.